الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبلَ الصُّبحِ، وغيرُ ذلك ممَّا سبق.
* * *
37 - بابُ مَنْ لَم يَتَوضَّأْ إلا مِنَ الغَشْي المُثْقِلِ
(باب مَنْ لَم يتَوَضَّأْ إِلَّا مِنَ الغَشْي المُثْقِلِ) بكسر القَاف، صفة لِـ (الغَشْي) بفتح الغَين وسكونِ الشِّين المُعجَمتَين، ورُوي بكسر الشِّين وتشديدِ الياء، يُقالُ: غُشِيَ عليه غَشْيًا، وغَشيَةً وغَشَيانًا.
ووجهُ الحَصرِ بأنَّ للوُضوءِ أسبابًا أُخَر لأنَّ الاستِثنَاء مُفرَّغٌ، والتَّقديرُ: مَن لم يتَوضَّأ مِن غَشْيٍ إلا مِنَ المُثْقِلِ الذي هو إغماءٌ لا مِنَ الخَفيفِ، أو يقالُ على طَريقَةِ البيَانيِّين: إنَّه قَصرُ إفرادٍ؛ ردًّا على مَن زَعمَ أنَّ نوعَي الغَشيِ ينقُضَان الوُضوءَ.
قال (ط): الغَشْيُ: مَرَضٌ يعرِضُ من طُولِ التَّعَبِ والوُقوفِ، وهو إغماءٌ خفيفٌ، فلا ينقُضُ الوضوءَ، ولا الصَّلاةَ، وإنَّما صبَّت أسمَاءُ المَاء على رأسِها دَفعًا له، لا أنَّه كثيرٌ، فإنَّ ذلكَ ينقُضُ إِجمَاعًا.
184 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنِ امرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، عَنْ جَدَّتِها أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّها قَالَتْ: أديْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمسُ، فَإِذَا النَّاسُ
قِيَامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأشَارَتْ بِيَدِها نَحوَ السَّمَاءَ، وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ: أَيْ نعم، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الغَشْيُ، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوقَ رَأْسي مَاءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ الله وَأثنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:(مَا مِنْ شَيْءٍ كنْتُ لَم أَرَهُ إِلَّا قَد رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هذَا حَتَّى الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَلَقدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أنكم تُفْتَنُونَ فِي القُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ -لَا أَدرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- يُؤْتَى أَحَدكم فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهذَا الرَّجُلِ؟ فَأمَّا المُؤْمِنُ -أَوِ المُوقِنُ لَا أَدرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، جَاءَناَ بِالبيِّنَاتِ وَالهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبعنَا، فَيُقَالُ: نم صَالِحًا، فَقَد عَلِمنَا إِنْ كنْتَ لَمُؤْمِنًا، وَأَمَّا المُنَافِقُ -أَوِ المُرتَابُ لَا أَدرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيقُولُ: لَا أَدرِي، سَمِعتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ).
(فاطمة) هي بِنتُ المُنذِر بنِ الزُّبَيرِ.
(جدتها)؛ أي: أسماءُ بنتُ الصّدِّيق، وفي بعضِها:(جدَّته)،
وهو صحيحٌ لأنَّ أسماءَ جدَّةُ هِشامٍ أيضًا، لأنَّها أُمُّ أبيهِ عُروَةَ، كما أنَّها أُمُّ المُنذِرِ أبِي فَاطِمَة.
(خسفت) يقالُ أيضًا: كَسَفَت، ويقالانِ في القَمَر، وهو: ذَهابُ ضَوئهِمَا سواءٌ كلُّه أو بعضُه، وقيل: الخُسُوفُ في الكُلِّ، والكُسوفُ في البَعضِ، وقيلَ: الخُسوفُ: ذَهابُ لَونهِما، والكُسوفُ: تغيُّرُه.