الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عالِمٌ بذلك، قائلٌ به، قالوا: فالوِعاء الأول علم الأحكام والأخلاق، والثاني علم الأسرار المصون عن الأغيار، المختصُّ بأهل العِرفان.
قال قائلهم:
يا رُبَّ جَوهرِ علْمٍ لو أَبوحُ بهِ
…
لقِيْل لي أنتَ ممن يَعبُدُ الوَثَنا
ولاستَحلَّ رِجالٌ مُسلِمون دَمِي
…
يَرَون أقبَحَ ما يأْتُونَه حسَنَا
وقال بعضهم: العِلْم المكنون، والسرُّ المصُون عِلْمنا، وهو نتيجة الخدمة، وثمرة الحِكْمة لا يظفر بها إلا الغوَّاصون في بحار المُجاهدات، ولا يسعد بها إلا المصطفون بأنوار المشاهدات، إذ هي أسرارٌ متمكنةٌ في القلوب، لا تظهر إلا بالرياضة، وأنوار ملمعة في الغيوب، لا تنكشف إلا للمرتاضة.
قال (ك): نِعْمَ ما قال، لكنْ بشرط أن لا تدفعه القواعد الإسلامية، ولا تنفيه القوانين الإيمانية؛ إذ ما بعد الحق إلا الضلال، ثم نقل (ك) كلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى المبيَّن في الفرْق بين هؤلاء ومتصوفة الزمان بطُوله، وحذفتُه لخروجه عن شرح الحديث الذي هو المقصود.
* * *
43 - بابُ الإِنصَاتِ لِلْعُلَمَاءِ
(باب الإنصات للعلماء)، أي: السكوت لأجلهم.
121 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أخبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ
مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ جَرِيرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ: "اسْتَنْصِتِ النَّاسَ"، فَقَالَ:"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
(الوداع) بفتح الواو، على المشهور؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها.
(استنصت) استفعال، من: أَنصَتَ، الرباعي، وهو قليلٌ، والإنصات لازمٌ ومتعدٍّ، يقال: أنصته، وأنصت له.
(بعدي)؛ أي: بعد موتي، أو بعد موقفي هذا، أو المراد: خِلافي.
(لا ترجعوا) إلى آخره، أي: لا تتشبهوا بالكفار في قتل بعضهم بعضًا.
قال موسى بن هارون: هؤلاء أهل الردة الذين قتلهم الصدِّيق، وقيل المعنى: لا تصيروا.
قال ابن مالك: رجع، بمعنى: صار، وقيل: المعنى: اثبتوا على التقوى المناسبة للإيمان، ولا تحاربوا المسلمين، ولا تأخذوا أموالهم بالباطل.
وحكى (ن) ستة أقوالٍ أُخرى:
أحدها: أنَّه المستحِلُّ بغير حق.
ثانيها: كفر النعمة، وحق الإسلام.
ثالثها: ما يقرب من الكفر، ويؤدي إليه.
رابعها: أنَّه على بابه، والمراد: دُوموا على الإسلام.
خامسها: المراد التكفير بالسلاح، وهو نصبه، والتستُّر به، فيقال