الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أن لا تطوفي)؛ أي: أن تطوفي، فـ (لا) زائدة، وإلا فغيرُ عَدم الطَّوافِ هو نفسُ الطَّوافِ، و (أنْ) هذه مخفَّفة من الثَّقيلة، وفيها ضميرُ الشَّأنِ، و (تطوفي) مجزوم (لا)، أي: لا تطوفي ما دُمتِ حائِضًا.
(بالبقر) في بعضِها: بـ (بالبقرة)، لأنه كتمرةٍ وتَمْرٍ.
وفي الحديثِ جواز البُكاءِ والتَّحزُّنِ عندَ حصولِ مانعِ العبادَةِ، بل يُندَبُ، واشتراطُ الطَّهارة في الطَّوافِ، وإجزاءُ البقَرةِ الواحدةِ عن النِّساء على روايته بالتَّاء، وتضحِيةُ الزَّوج لامرأتِه، أي: بإذنٍ، فهو مَحمول على أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم استأذَنهنَّ.
وقال التَّيمِيّ: يتعلَّق بالحيضِ أحكامٌ، فذَكَرَها، وهي معروفةٌ.
* * *
2 - بابُ غَسْلِ الحَائِضِ رأسَ زوجِهَا وَترْجِيلِهِ
(باب غسل الحائض رأس زوجها وترجيله): بالجيم.
295 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأناَ حَائِضٌ.
الحديث الأول:
(أُرجل رأس)؛ أي: أُسَرِّحُ شعرَ رأسِ، من مَجازِ الحَذفِ، أو
من إِطلاقِ المَحلِّ على الحالِ مَجازًا، يقالُ:(شعر رجل) بفتحِ الجيمِ وكَسرها، أي: ليس شديدَ الجُعُودَة، ولا سَبْطًا.
* * *
296 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَناَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيجٍ أَخْبَرَهُم، قَالَ: أَخْبَرَني هِشَام، عَنْ عُروَةَ: أَنَّهُ سُئِلَ: أتخْدُمُنِي الحَائِضُ أَوْ تدنُو مِنِّي المَرأةُ وَهْيَ جُنُبٌ؟ فَقَالَ عروَةُ: كُلُّ ذَلِكَ عَلَيَّ هَيِّنٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأسٌ، أَخْبَرتنِي عَائِشَةُ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ -تَعْنِي- رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِز فِي المَسْجدِ، يُدنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهْيَ فِي حُجْرَتِهَا، فترَجِّلُهُ وَهْيَ حَائِضٌ.
الحديث الثاني:
(ابن جريج) هو عبدُ المَلِكِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ جُرَيجٍ.
(أخبرهم)، أي: هِشَامٌ أو مَن في طَبقتِه لا وَحدَه.
(أتخدمني)، أي: أيجوزُ خِدمَةُ الحائِضِ، وقُربانُ الجُنُب؟
(الجنب) الأفصَحُ أنَّه بلَفظٍ واحدٍ للمُفرَدِ والمُذَكَّر وغيرِه، قال تعالى:{وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا} [المائدة: 6].
قالَ في "الكشَّاف": لأنَّه اسمٌ جَرَى مَجرَى المَصدَرِ الذي هو الإجنابُ، واللُّغة الثَّانيةُ يُقالُ: جُنُبٌ وجُنُبانِ وجُنبونَ.
(كل ذلك)؛ أي: الخدمة والدنو.
(هين)؛ أي: سَهلٌ، يُشدَّدُ ويُخَفَّفُ، كمَيِّتٍ ومَيْتٍ.
(وكل ذلك تخدمني)؛ أي: الحائضُ والجُنُب، وجازت الإشارَةُ بذلك إلى اثنَين كما في قوله تعالى:{عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68]، و (كل) هنا إمَّا رفعٌ بالابتِداء، أو نَصب على الظَّرفيَّة، أو مَفعولٌ بِـ (تخدمُنِي).
(على أحد)، أي: أنا وغيري، فعَمَّم للمُبالغة، ولم يقُلْ:(عَلَيَّ).
(حائض) لم يقل: (حائِضَة) لاختِصاصِ الحَيضِ بالنِّساء، فلا حاجَةَ إلى التَّفرِقَةِ بالتَّاء إلا حيثُ التبسَ كحامِلَةٍ ومُرضِعَةٍ، فمَن كان ذلك فيها بالفِعلِ يُؤتَى بالتَّاء، أو بالقُوَّة فتُترَكُ، كما قالَ الزَّمخشرِيُّ في:{تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} [الحج: 2]: أنَّ المُرضِعة هي التي في حالِ الإرضاعِ تُلقِمُ ثَديَها، والمُرضِعُ التي من شأنِها ذلك، وإن لم تكنْ حينَ إِرضَاعٍ.
(حينئذ)؛ أي: حينَ التَّرجيلِ.
(مجاور)؛ أي: مُعتَكِفٌ.
(يُدني)؛ أي: يُقرِّبُ.
(حُجرتها) بضَمِّ المُهمَلة، أي: بيتِها.
ووَجهُ دلالةِ الحديث على ما في التَّرجَمة من دنُوِّ الجُنُب؛ القياسُ على الحائضِ بجامعِ الحدَث الأكبر، بل قياسٌ جَلِيٌّ لأَولَوِيَّة الفَرعِ