الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل: لعلَّ له طريقًا آخرَ غيرَ هذا، وتركَه وذَكَر الحديث تعليقًا لغَرَضٍ من أغراضِ التَّعليقاتِ، ثم قال:(ورواه إبراهيمُ)، إشعارًا بهذا الطَّريق الآخَر، وهو تعليقٌ أيضًا؛ لأنَّ البخاريَّ لم يُدركْ إبراهيمَ لكنَّه نوعٌ آخر، فلا يكونُ فيه تأخيرُ الإسنادِ، وكذا لو قلنا: إنَّ (وعن أبي هريرةَ) من تَتمَّةِ كلامِ هَمَّامٍ، فلا يكونُ تأخيرٌ أيضًا؛ بل يكونُ تقوِيةً وتأكيدًا، وقد وَصَل روايةَ إبراهيمَ المذكورةَ النَّسانيُّ.
21 - باب التَّسَتُّرِ فِي الغُسْلِ عِنْدَ النَّاسِ
(باب التستر في الغسل عند الناس): في بعضِها: (من النَّاس).
280 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْح، فَوَجَدتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرهُ فَقَالَ:(مَنْ هَذِه؟)، فَقُلْتُ: أَناَ أُمُّ هَانِئٍ.
الحديث الأول (م ت س ق):
(عن أبي النضر) هو بفتحِ النُّونِ وسكونِ المُعجَمَة.
(مولى أم هاني) سبق في (بابِ مَن قَعَدَ حيثُ ينتَهي به المَجلسُ)
أنَّه مولَى عقيلٍ، وسبقَ الجَمعُ بين الأَمرَين.
(عامَ الفتح)؛ أي: فَتحِ مَكَّةَ.
(وفاطمة)؛ أي بنتُه صلى الله عليه وسلم، ففيه جوازُ الغُسلِ بحَضرَةِ المَحرَمِ؛ إذا حالَ بينهما ساتِرٌ من ثَوب أو غيرِه.
* * *
281 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَناَ عَبْدُ اللهِ قَالَ: أخبَرَناَ سُفْيَانُ، عَنِ الأعمَشِ، عَنْ سَالم بْنِ أَبِي الْجعدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونةَ قَالَتْ: سَتَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فرجَهُ، وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلى الحائط أو الأرضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أفاضَ عَلَى جَسَدِهِ المَاءَ، ثُمَّ تنحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.
تَابَعَهُ أبو عَوَانة وَابْنُ فُضَيْلٍ فِي السَّتْرِ.
الحديث الثاني:
(سفيان) الظَّاهرُ أنَّه الثَّورِيُّ، ولا يقدَحُ ذلك في الحديث؛ لأنَّ كلًّا على شَرطِه.
(وما أصابه)؛ أي: مِن رُطوبَةِ فرجِ المَرأة، والبَولِ، وغيرِهِما.
(تابعه)؛ أي: سفيان (أبو عَوانة) -بخفَّة الواو- واسمُه: الوَضَّاحُ، (وابن فضيل) -بالمُعجَمَةِ- هو محمَّدُ بنُ فُضَيلٍ.