الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنُ حَربٍ عن شُعبةَ، ولم يذكُره، أي: لرواية البخاري الثَّانية، فيحتملُ أن يكونَ الماءُ لطَهوره أو لوُضوئه، كذا قاله (ش).
قال الإسماعيلي: وهو تصحيفٌ، وإنَّما هو الأَصيليّ، وتلقَّاه مِن الأصيلي:(ط)، وأقرَّ (ك)، وليس بشيءٍ، فقد رواه الإسماعيليّ من طريقِ عمرو بن مرزوقٍ عن شُعبةَ، (فانطلقتُ أنا وغلامٌ من الأنصارِ، ومعنا إِداوَةٌ فيها ماءٌ يستَنجي منها النبيّ صلى الله عليه وسلم).
ولمُسلمٍ من طريق خالدٍ الحذَّاء، عن عطاءٍ، عن أنسٍ:(فخَرَج علينا، وقد استنجَى بالمَاء).
واحتجَّ الطَّحاويُّ للاستنجاء بالمَاء بقَوله تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]، الآية.
قال الشَّعبيُّ: لمَّا نزلت قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أهلَ قُباء ما هذا الثَّناءُ الذي أثنى الله عليكم"؟ قالوا: ما منَّا أحدٌ إلا يستنجِي بالمَاء.
16 - بابُ مَنْ حُمِلَ مَعَهُ المَاء لِطُهُورِهِ
وَقَالَ أبُو الدَّرْداء: أليْسَ فِيكُمْ صاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالطَّهُورِ وَالوِسَادِ.
(باب من حمل الماء معه لطهوره): في بعضٍ: (لطُهُورٍ) بلا هاء، وهو هنا بالضَّم: الفعلُ على الأكثَر، وأمَّا بالفتح: فالمَاء كما
سبق، وأصلُ معناه: النَّزاهة.
(وقال أبو الدرداء) موصولٌ في (المَناقب) وغيرِه.
(صاحب النعلين)؛ أي: ابنُ مسعودٍ؛ لأنَّه كانَ يُلبِسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَعليه إذا قام، فإذا قَعَد أدخلَهما في ذِراعه.
(والطهور) بفتح الطَّاء؛ أي: المَاء الذي يتطَّهر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
(والوِساد) أي: المِخَدَّة، ويقالُ: الوِسادَة أيضًا، وسيأتي في (المَناقب) أنَّه صاحبُ السَّواد، بتقديم السِّين على الواو، إما بمعنَى الوِسَاد، وكأنَّه من القَلب، أو أنَّه صاحبُ السِّرار، يقال: ساوَدَه سَوَادًا أي: سارَرَه، وأصلُه: إدناءُ سوادِه من سوادِه، أي: الشَّخص.
وإنَّما قال أبو الدرداء ذلك؛ لأنَّه كانَ يسكُن الشَّام، فيقولُ لأهل العراق حين يسألونه مسائِلَ: لِمَ لا تسألون عبدَ الله؟ وهو بينكم في العراق، لا تحتاجون تسألونني ولا غَيري من أهلِ الشَّام.
قال (ط): وفيه خدمةُ العالِمِ، وحملُ ما يَحتاجُ إليه (1) من المَاءِ وغيره، وأنَّ ذلك شرَفٌ للمُتعلم؛ لأنَّ أبا الدرداءِ أثنَى على ابنِ مسعودٍ بذلك.
* * *
151 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي
(1)"إليه" ليس في الأصل.