الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بماله" (1).
قال الإِمام البخاري رحمه الله: "ولا بأس أن يشتري صدقة غيره لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إِنما نهى المتصدِّق خاصةً عن الشراء ولم ينه غيره".
وانظر ما قاله شيخنا رحمه الله في "تمام المِنّة"(ص 384).
إِذا تحوّلت الصدقة
(2)
يجوز الأكل من الصدّقة إِذا أُهديت من فقير أو قُدّمت في ضيافة ونحوها.
عن أنس رضي الله عنه "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بلحمٍ تُصدّق به على بريرة فقال: هو عليها صدقة، وهو لنا هديّة"(3).
التصدّق بغير المال
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على كلّ مسلم صدقة، فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدّق، قالوا: فإِن لم يجد؟ قال: يُعين ذا الحاجة الملهوف (4)، قالوا: فإِن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليُمسِك عن الشرّ، فإِنها له صدقة"(5).
(1) أخرجه أبو داود وغيره، وصححه شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(870)، وتقدّم.
(2)
هذا العنوان من "صحيح البخاري" رحمه الله (كتاب الزكاة) "62 - باب
…
".
(3)
أخرجه البخاري: 1495.
(4)
الملهوف: أي: المستغيث وهو أعمّ من أن يكون مظلوماً أو عاجزاً.
(5)
أخرجه البخاري: 1445، ومسلم:1008.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كلِّ نفس في كلِّ يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه.
قلت: يا رسول الله! من أين أتصدق وليس لنا أموال؟
قال: لأنّ من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إلَاّ الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس، والعظمةَ والحجَرَ، وتهدي الأعمى، وتُسمع الأصمّ والأبكم حتى يفقه، وتدُلُّ المستدلّ على حاجة له قد علِمتَ مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إِلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف.
كلّ ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعك زوجتك أجر.
قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ فقال: أرأيت لو كان لك ولد؛ فأدرك ورجوت خيره فمات؛ أكنت تحتسبه؟ قلت: نعم.
قال: فأنت خلقته؟ قال: بل الله خلَقه. قال: فأنت هديتَه؟ قال: بل الله هداه. قال: فأنت ترزقه؟ قال: بل الله كان يرزقه.
قال: كذلك فضعه في حلاله، وجنّبه حرامه، فإِنْ شاء الله أحياه، وإِنْ شاء أماته، ولك أجر" (1).
والنّصوص في هذه المعاني كثيرة.
(1) أخرجه أحمد وغيره، وانظر "الصحيحة"(575).