الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال شيخنا رحمه الله: ويشهد للحديث ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: وذكر الحديث.
ثمّ قال -رحمه الله تعالى-: "
…
وترجم له [أي: البيهقي] ولحديث الترجمة بقوله: "باب صدقة النافلة على المشرك وعلى من لا يُحمَد فِعله" هذا في صدقة النافلة.
وأمّا الفريضة فلا تجوز لغير المسلم لحديث معاذ المعروف: "تؤخذ من أغنيائهم، فتردّ على فقرائهم
…
".
2 - بنو هاشم وبنو المطّلب
.
لحديث المطلب بن ربيعة بن الحارث المتقدّم: "
…
إِنّ الصّدقة لا تنبغي لآل محمّد، إِنما هي أوساخ الناس" (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أخذ الحسن بن علي تمرةً من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كَخ كَخ (2) ارم بها؛ أما علمتَ أنّا لا نأكل الصدقة"(3).
واختلف العلماء في بني المطلب، فذهب الشافعي إِلى أنه ليس لهم
(1) أخرجه مسلم: 1072.
(2)
يقال: كخ كخ بفتح الكاف وكسرها، وهي كلمة يُزجر بها الصبيان عن المستقذرات، فيقال له كخ، أي: اتركه وارم به.
وفي الحديث أنَّ الصبيان يُوَقّون مما يوقّ الكبار، وتمنع من تعاطيه وهذا واجب على الوليّ. "شرح النووي"(7/ 175).
(3)
أخرجه البخاري: 1491، ومسلم:1069.
الأخذ من الزكاة؛ مثل بني هاشم.
فعن جبير بن مُطعم قال: "مشيت أنا وعثمان بن عفّان إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، أعطيْت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنما بنو المطلب وبنو هاشم شيءٌ واحد".
قال الليث: حدثني يونس وزاد: "قال جُبَيْر: ولم يَقسِم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس، ولا لبني نوفل.
وقال ابن إِسحاق: عبد شمس وهاشم والمطلب إِخوة لأمّ وأمّهم عاتكة بنت مرّة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم" (1).
قال ابن حزم رحمه الله في "المُحلّى"(6/ 210): "فصحّ أنّه لا يجوز أن يُفرَّق بين حُكمهم في شيء أصلاً؛ لأنهم شيء واحد بنصّ كلامه عليه الصلاة والسلام فصحّ أنهم آل محمّد، وإذ هم آل محمّد فالصدقة عليهم حرام".
وكما حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على بني هاشم؛ فقد حرّمها كذلك على مواليهم وهم الأرقاء المعتقون.
فعن أبي رافع رضي الله عنه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعَث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا حتى آتي رسول الله فأسأله.
فانطلق إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: "إِنّ الصدقة لا تحلّ لنا، وإِنّ موالي
(1) أخرجه البخاري: 3140.