الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِبل من إِبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بَكْرة.
فرجع إِليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلَاّ خِياراً (1) رَباعياً (2)، فقال: أعطه إياه، إِنَّ خِيار الناس أحسنهم قضاء" (3).
الرخصة في إِعطاء الإِمام من الصدقة من يذكر حاجة وفاقة؛ لا يعلم الإِمام منه خلافه من غير مسألة عن حاله؛ أهو فقير محتاج أم لا
(4)؟
قال ابن خزيمة رحمه الله: "خبر سلمة بن صخر (5) في ذِكْره للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم يأتوا (6) وحشاً ليس لهم عشاء، وبعثة النّبيّ صلى الله عليه وسلم إِياه إِلى صاحب صدقة بني زريق ليقبض صدقتهم، وليس في الخبر أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم سأل غيره، وفي الخبر أيضاً دلالة على إِباحة دفع صدقة قبيلة إِلى واحد؛ لا أنه يجب على الإِمام تفرقة صدقة كلّ امرئ"(7).
وصدقة كلّ يومٍ على جميع الأصناف الموجودة من أهل سهمان الصدقة، إِذ
(1) أي: مختاراً. "مجمع بحار الأنوار".
(2)
يقال للذكر من الإِبل إِذا طلعت رَباعيته رَباع، والأنثى رَباعِيَة: -بالتخفيف- وذلك إذا دخلا في السنة السابعة. "النهاية".
(3)
أخرجه مسلم: 1600.
(4)
هذا العنوان من "صحيح ابن خزيمة"(4/ 78).
(5)
سيأتي الحديث -إِن شاء الله تعالى- في الباب الآتي.
(6)
كذا الأًصل، ولعل الصواب باتوا وسيأتي -إِن شاء الله تعالى- بلفظ:"لقد بتنا ليلتنا هذه وحشاء ما لنا عشاء".
(7)
انظر "صحيح ابن خزيمة"(4/ 79).
النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد أمَر سلمة بن صخر بقبض صدقات بني زريف من مصدّقهم".
الرخصة في إِعطاء الإِمام المظاهر (1) من الصدقة ما يُكفّر به عن ظهاره إِذا لم يكن واجداً للكفارة (2).
عن سلمة بن صخر قال: "كنت امرأً قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري، فلمّا دخَل رمضان؛ تظاهَرْتُ من امرأتي حتى ينسلخ رمضان، فَرَقاً (3) من أن أصيب في ليلتي شيئاً، فأتتابع في ذلك حتى يدركني النهار، وأنا لا أقدر على أن أنزع.
فبينا هي تخدمني إِذ تكشّف لي منها شيء، فوثبْت عليها، فلمّا أصبحت غدوت على قومي، فأخبرتُهم خبري وقلت لهم: انطلقوا معي إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فأُخبره بأمري، فقالوا: لا والله لا نفعل نتخوّف أن ينزل فينا قرآن، أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالةً يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك.
قال: فخرجْتُ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري، فقال لي: أنت بذاك؟ فقلت: أنا بذاك، فقال: أنت بذاك؟ فقلت: أنا بذاك، فقال: أنت بذاك؟ قلت: نعم؛ ها أنا ذا؛ فأَمضِ فيّ حُكم الله عز وجل فإِني صابر له، قال: أعتِق رقبة، قال: فضربتُ صفحة رقبتي بيدي، وقلت: لا والذي بعثَك بالحقّ، ما أصبحت أملك غيرها.
(1) أي: من يظاهر الزوجة، والظهار مشتقٌّ من الظهر، وهو قول الرجل لزوجته: أنتِ عليّ كظهر أمّي وسيأتي تفصيله -إِن شاء الله- في موضعه.
(2)
هذا العنوان من "صحيح ابن خزيمة"(4/ 73).
(3)
الفرق: شدّة الخوف.