الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه (1) والناس ينظرون" (2).
8 - أكثر شهر الله المحرّم، وتأكيد صوم عاشوراء، ويوماً قبلها أو يوماً بعدها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل"(3).
وعن حُميد بن عبد الرحمن أنّه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يوم عاشوراء عام حجّ على المنبر يقول: "يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر"(4).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلمَّا قَدِم المدينة صامه، وأمَر بصيامه، فلمّا فُرِض رمضان، ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامهُ، ومن شاء ترَكه" (5).
= "هو بكسر الحاء المهملة: وهو الإِناء الذي يُحلب فيه، ويقال له المِحلب -بكسر الميم-".
(1)
فيه جواز الأكل والشرب في المحافل من غير كراهة. "تحفة"(7/ 76).
(2)
أخرجه البخاري: 1989، ومسلم:1124.
(3)
أخرجه مسلم: 1162، وتقدّم.
(4)
أخرجه البخاري: 2003، ومسلم:1129.
(5)
أخرجه البخاري: 2002، ومسلم:1125.
قال ابن خزيمة رحمه الله في "صحيحه"(3/ 284): "باب ذِكر الدليل على أنّ ترْك النّبيّ صلى الله عليه وسلم صوم عاشوراء؛ بعد نزول فرض صوم رمضان، إِنْ شاء ترَكه، لا أنه كان يتركه على كلّ حال، بل كان يتركه؛ إنْ شاء تركه، ويصوم، إِن شاء صامه".
ثمّ روى عن ابن عمر نحواً من حديث عائشة رضي الله عنهم.
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إِسرائيل من عدوّهم فصامه موسى.
قال: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمَر بصيامه" (1).
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعدُّهُ اليهود عيداً، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم"(2).
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمَر بصيامه قالوا: يا رسول الله! إِنه يوم تُعظّمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإِذا كان العام المقبل -إِن شاء الله- صمنا اليوم التاسع.
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم" (3).
(1) أخرجه البخاري: 2004، ومسلم:1130.
(2)
أخرجه البخاري: 2005، ومسلم:1131.
(3)
أخرجه مسلم: 1134.
وفي لفظ: "لئن بقيت إِلى قابل لأصومنّ التاسع"(1).
وفي الحديث: "صوموا يوم عاشوراء وخالِفوا اليهود، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"(2).
قال الحافظ رحمه الله في "الفتح"(4/ 246): " .. صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أدناها: أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر والله أعلم".
وسألت شيخنا رحمه الله قائلاً: ذكَر بعض العلماء أنّ صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أعلاها: صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، ما رأيكم؟
فقال: وعلى ذلك صيام شهر محرم، وفهمتُ أنّ هذا ينسحب على صيامه كله إِلا ما استثني، لأنّ أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم.
وسأل أحد الإِخوة شيخنا رحمه الله: "إِذا لم يتيسَّر صيام التاسع لامرأة حائض أو رجل لا عِلم عنده، فهل نقول له صُم الحادي عشر للمخالفة؟ ".
فقال شيخنا: "هذا من باب أولى؛ لأنّ شهر محرّم محلّ الصيام، إِذ أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم، ولذلك استدركنا على التقسيم الثلاثي هذا".
(1) أخرجه مسلم: 1134.
(2)
أخرجه الطحاوى والبيهقي وسنده صحيح، وانظر "صحيح ابن خزيمة"(2095).