الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة ابن عجيبة ترجمة موجزة
أولًا: اسمه ونسبه وكنيته
قال: أنا أحمد بن محمد بن المهدي بن الحسين بن محمد بن عجيبة الحجوجي
(1)
، ثم يذكر بعد ذلك الصلة بين عبد الله بن عجيبة والبيت الحجوجي فيقول:"الحجوجي بن سيدي بن عبد الله بن عجيبة ثم إلى سيدي سحنون ابن مولاي إبراهيم بن مولاي محمد بن مولاي موسى بن مولاي بن عبد الله ثم إلى مولاي أحمد بن مولاي إدريس الأصغر بن مولاي إدريس الأكبر، هكذا رأيت بخط جدي الحسين المذكور أعني الجمع بين النسبتين ابن عجيبة والحجوجي"
(2)
.
أما كنيته فيكنَّى بأبي العبَّاس
(3)
.
والملاحظ أن ابن عجيبة يصر على أن يلصق نسبه بآل البيت
(4)
، فأكد على نسبته بعبد الله ابن عجيبة الذي يتصل نسبه بالأدارسة
(5)
أشراف المغرب.
(1)
وهذا اللَّقب أُطلق على جدِّه -بزعمه- أنَّه يقف كل عام مع الحجاج بعرفة على سبيل الطي وخرق العادة، وهذا ديدن الصوفية من الخرافات التي لا يصدقها من لديه أدنى مسكة عقل. ينظر: الفهرسة، لابن عجيبة، ص 16.
(2)
الفهرسة، ص 16.
(3)
ينظر: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية 1/ 526.
وقد أخطأ محمد مخلوف في كتابه شجرة النور الزكية عند ترجمته لابن عجيبة بقوله: "هو أحمد بن عجيبة الفاسي"، وعُرف عن ابن عجيبة أن مركزه الأصل في بني زروال ثم انتقل إلى تطوان واستقرَّ بها، وأمَّا القول بأنه فاسي فإنَّه خطأ، فهو زار فاس للعلم ولم يمكث بها، وكذلك أخطأ في زمن وفاته، حيث قال: توفي سنة 1266 هـ، وإنما كانت وفاته سنة 1224 هـ. ينظر: شجرة النور الزكية في طبقات المالكية 2/ 426.
(4)
ومن تتبَّع كتب المتصوفة يجد أنَّ شيوخ المتصوفة يلصقون أنفسهم إمَّا بالحسن أو الحسين عن طريق الرؤى؛ لكي تكون لهم حظوة عند أتباعهم، ينظر: طبقات الشاذلية الكبرى، ص 266.
(5)
الأدارسة: بطنٌ من بني الحسن السبط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من بني هاشم من العدنانية، وهم بنو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، كان لهم ملكٌ بالمغرب الأقصى، وكان السبب في ذلك أنَّه خاف من الهادي العباسي ففرَّ إلى بلاد المغرب فتعصَّب له متعصِّبون وملك المغرب الأقصى سنة ثلاث وسبعين ومائة، ثم ملك بعده أولاده إلى أن غلبهم على ذلك المنصور بن أبي عامر من القحطانية، واستولى على ما بيدهم من ذلك مع ما بيده من الأندلس. ينظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب 1/ 59.
وهذا يظهر من خلال النقاط الآتية:
1 -
عدم موافقة بيت عبد الله بن عجيبة على ذلك، فقد سعوا إلى عزلهم.
قال ابن عجيبة: "ولقد وقعت مشاجرة كبيرة بين الفريقين في حياة شيخنا العلامة سيدي عبد الكريم بن قريش حين أرادوا أن يعزلونا من نسب الشيخ ابن عجيبة"
(1)
.
2 -
ابن عجيبة كان يعُرف آباؤه باسم الحجوجي.
3 -
تسمية ابن عجيبة لم تكن مشتهرة له سوى لأبناء عبد الله ابن عجيبة، والذي زعم ابن عجيبة أن جده الحسين بن محمد هو ابن أخيه.
يقول ابن عجيبة: "ولم نقف أيضًا على تحقيق نسبه أعني سيدي الحسين، غير أن الظن القوي به أنه من قرابة شيخه عبد الله بن عجيبة، بل ولد أخيه"
(2)
.
4 -
شك في نسبه، يقول: "
…
فقلت له يا سيدي
(3)
، هل وقفت على صحة نسبنا؟ فنظر إليَّ وقال: لا تشك"
(4)
.
5 -
إضافة إلى أنه كان مهتمًا بهذا الأمر، قال: "ولقد كنت فيما أسلفت
(1)
الفهرسة، ص 17.
(2)
الفهرسة، ص 17.
(3)
أي شيخه العربي الدرقاوي.
(4)
الفهرسة، ص 19.
مهتمًا بهذا الأمر"
(1)
.
ولكن كيف دفع ابن عجيبة هذه الشكوك؟
لقد اتخذ من أقوال الشيوخ، والأولياء، والرؤى مصادر لصحة إلصاق نسبه بالبيت النبوي.
أ- قول شيخه الدرقاوي له: "
…
وأنا
(2)
قد خصَّني الله تعالى بخصوصية وهي أني مهما رأيت الشريف نعرفه من غيره، والله على ما نقول وكيل"
(3)
، وعندما سأله ابن عجيبة:"يا سيدي هل وقفت على صحة نسبنا؟ فنظر إليَّ وقال: لا تشك ولقد هممت أن أكتب بصحة نسبكم على ظهر كتابك، يعني شرح الحكم"
(4)
.
ب- الرؤى، قال:"وقف عليَّ في النوم رجل بيده كتاب فقال: خذ تنظر ترجمة جدكم، ففتحت الكتاب فإذا فيه خط رائق، فجعلت أتصفح أوراقه لنقف على الترجمة، فكلَّمني فلما نظرت إليه قال لي: جدكم هو عبد الله بن عجيبة بن فلان بن فلان بن فلان، فما زال يذكر أسماء الأجداد إلى عمر بن إدريس"
(5)
.
ج- الخلاصة مما سبق أن ابن عجيبة يصل إلى قضية أشغلته قرابة سبعٍ وأربعين عامًا
(6)
وهي: صحة تأكيد نسبه فهو يقول: "وقد كنت أتنكب الانتساب، وأتحرج منه في شهادتي وكتبي، لعدم تحقق ذلك حتى رأيت شيخنا وشيخه وهما:
(1)
الفهرسة، ص 17.
(2)
شيخه الدرقاوي.
(3)
الفهرسة، ص 19.
(4)
الفهرسة، ص 20.
(5)
الفهرسة، ص 19.
(6)
يتبيَّن هذا التحديد -والله أعلم- من خلال التالي: 1 - ولد سنة 1161 هـ، 2 - سلك الطريقة على يد شيوخه عام 1208 هـ، 3 - كتابتهما له أثناء المراسلة له فقوي اليقين بصحَّة النسبة.