الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عليه السلام خلافه بل نقطع على أنَّ للدنيا أمرًا لا يعلمه إلا الله عز وجل قال الله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}
(1)
"،
(2)
.
ويقول محمد رشيد رضا
(3)
: "وما جاء في الآثار من أنَّ عمر الدنيا سبعة آلاف سنة مأخوذ من الإسرائيليات التي كان يبثها زنادقة اليهود والفرس في المسلمين"
(4)
.
وذكر العلماء أنَّ أيَّ حديثٍ يخالف صريح القرآن فهو موضوع
(5)
.
خامسًا: أشراط الساعة الصغرى
عدَّ ابن عجيبة بعضًا من أشراط الساعة الصغرى ومنها:
1 -
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
2 -
انشقاق القمر.
وذكر هذا عند تفسيره لقول الله عز وجل: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}
(6)
.
"فقد جاء أشراطها: علاماتها، جمع شرط بالتحريك، بمعنى العلامة، وهي مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وانشقاق القمر"
(7)
، وهذه العلامات التي ذكرها ابن عجيبة صحيحة ودلَّت عليها النصوص الشرعية، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية
(1)
سورة الكهف: 51.
(2)
الفِصَل 2/ 84، وينظر: النهاية في الفتن والملاحم 1/ 11.
(3)
هو: محمد رشيد بن علي رضا بن محمد القلموني، بغدادي الأصل، ولد سنة 1282 هـ، أنشأ مجلة المنار، وتوفي سنة 1354 هـ. ينظر: الأعلام 6/ 361 - 362.
(4)
تفسير المنار 9/ 393.
(5)
ينظر: المنار المنيف في الصحيح والضعيف، ص 73، والمقاصد الحسنة، ص 693.
(6)
سورة محمد: 18.
(7)
البحر المديد 5/ 366، و 5/ 521.
السَّابقة: أي أمارات اقترابها كقوله تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى أَزِفَتِ الْآزِفَةُ}
(1)
، وكقوله جلَّت عظمته:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}
(2)
، وكقوله عز وجل:{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(3)
، وقوله عز وجل:{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}
(4)
، فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط السَّاعة؛ لأنَّه خاتم الرُّسل الذي أكمل الله تعالى به الدين، وأقام به الحُجَّة على العالمين، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات السَّاعة وأشراطها، وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤته نبي قبله
…
"
(5)
.
وقال القرطبي رحمه الله وهو يتحدَّث عن أشراط الساعة-: "أوَّلُها النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه نبيُّ آخر الزمان وقد بعث وليس بينه وبين القيامة نبي"
(6)
.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتدَّ غضبه، حتى كأنَّه منذرُ جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول:«بُعثت أنا والسَّاعة كهاتين» ويقرن بين أصبعيه السَّبابة والوسطى
…
"
(7)
.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشهدوا»
(8)
.
(1)
سورة النجم: 56 - 57.
(2)
سورة القمر: 1.
(3)
سورة النحل: 1.
(4)
سورة الأنبياء: 1.
(5)
تفسير القرآن العظيم 7/ 315.
(6)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة 3/ 1219.
(7)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب تخفيف الصلاة والخطبة، 2/ 592، رقم 867.
(8)
أخرجه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب الدخان، 8/ 132، رقم 2800.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وقد جعل الله انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة كما قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}
(1)
وكان انشقاقه بمكة قبل الهجرة"
(2)
، وعن أنس رضي الله عنه أنَّ أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر"
(3)
.
3 -
قطع الأرحام
(4)
.
جاءت أدلة الكتاب والسُّنَّة محذِّرةً من قطيعة الرحم؛ لأنَّها سببٌ للَّعنة والحرمان من دخول الجنَّة، قال الله تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}
(5)
.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم السَّاعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة»
(6)
.
(1)
سورة القمر: 1.
(2)
الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة، ص 10.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب انشقاق القمر، 4/ 1158، رقم 2802.
(4)
ينظر: البحر المديد 5/ 366، و 5/ 371.
(5)
سورة محمد: 22.
(6)
أخرجه أحمد 2/ 162، رقم 6514، والحاكم 4/ 558، رقم 8566، وقال: صحيح الإسناد، وأخرجه أيضًا: عبد الرزاق 11/ 404، رقم 20852، والحسين بن الحسن المروزي في زوائده على الزهد، لابن المبارك، ص 560، رقم 1610، والبزار 6/ 409، رقم 2435، والحديث صحيح، صحَّحه الألباني في الصحيحة 5/ 361، رقم 2288.