الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالكمال البشري عزيز، ويأبى الله العصمة لكتابٍ غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، والمقام هنا لذكر أهم نتائج البحث وهي كالآتي:
1 -
طَرَق التصوف أبواب مدينة تطوان في أوائل القرن الحادي عشر، وانتشرت الطرق الصوفية التي كان لها أثر على الحياة الاجتماعية في مدينة تطوان، وتكوَّنت قبل قيام ابن عجيبة بدعوته لطريقته الصوفية مثل: الطريقة الريسونية، والعيساوية، والناصرية.
2 -
لم تكن طريقة ابن عجيبة معروفة بين سُكَّان أهل تطوان أو كانت غريبة عليهم، فعندما دخل عليهم ومعه الفقراء رافعين أصواتهم بالذكر لابسين الجلابية الغليظة تعجَّبوا منهم، واستنكروهم.
3 -
لم يكن الكلام في الحقائق -حسب مصطلحات الصوفية- معروفًا ومنتشرًا بين أهل تطوان إلا في سنة 1208 هـ، وهي السَّنة التي أصبح فيها ابن عجيبة صوفيًّا درقاويًّا، ولا يعني ذلك أنه لم يكن متصوفًا، بل ذكره لكرامات أسرته وخلواتهم وعزلتهم دالة على تأثُّره بالتصوف منذ حداثة سِنِّة، فلقد وجد ابن عجيبة في مدينة تطوان منذ أواخر سنة 1201 هـ إلا أنه لم يكن سالكًا للطريقة الصوفية الدرقاوية رسميًّا إلا سنة 1208 هـ.
4 -
عاش ابن عجيبة في القرن الثالث عشر الهجري، ويعدُّ مؤسسًا ومجددًا
للطريقة الدرقاوية، التي تعدت حدود المغرب، وانتشرت في بداية العصر الحديث في كثير من البلدان الإسلامية والأوربية، ويتضح ذلك من خلال كثرة زوايا الطريقة الدرقاوية، وكثرة طباعة كتب ابن عجيبة في مصر وسوريا.
5 -
ابن عجيبة أشعريٌّ متأخِّر، وصوفيٌّ في السُّلوك، ولم ينقل عن أهل السُّنَّة من كتبهم إلا في مواضع يسيرة، فهو أشعريٌّ يميل إلى الجبر، ولديه اضطرابٌ وتناقض.
6 -
يستدلُّ ابن عجيبة بالكتاب والسُّنَّة، ومصادره المعتمدة في التطبيق هي الكشف، والذوق، والرؤى، والحكايات.
7 -
وقع ابن عجيبة في كثيرٍ من البدع كالتبرُّك بالقبور، والصَّلاة عندها والطواف والدعاء.
8 -
خالف ابن عجيبة في مفهوم الإيمان فزعم أنه هو التصديق فقط.
9 -
سار ابن عجيبة وفق منهج الصوفية في أنَّ التوحيد لا يمكن التعبير عنه، وأنَّ التوحيد الحقيقي هو وحدة الوجود، أمَّا توحيد العوام فهو التوحيد الذي أُرسل به الرُّسل عليهم السلام.
10 -
فسَّر ابن عجيبة توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية.
11 -
غلا ابن عجيبة في النِّبيِّ محمَّد صلى الله عليه وسلم، مما أدَّى إلى إخراجه من طور البشرية إلى الألوهية، وأنَّ الكون خُلِق من نوره.
12 -
اعتقد ابن عجيبة بأنَّ الوليَّ مساوٍ للنَّبي، فهو يكشف الضر، ويعلم الغيب، ويُستغاث به.
13 -
انحرف ابن عجيبة في أبواب القدر -رغم أنه وافق أهل العلم نظريًّا-
ولكنه قال بإسقاط التدبير والاختيار عن العبد، فهو جبريٌّ يقول بالكسب.
14 -
وقع ابن عجيبة في التأويل -أي تأويل صفات الله عز وجل
…
وتفويضها- وبهذا خالف أهل السُّنَّة والجماعة مثل الأشاعرة.
15 -
يغلب على مؤلفات ابن عجيبة المطبوعة والمخطوطة الرموز والغموض، فهو يرى أنَّ أهل الظاهر لا يفهمون إلا ظواهر الشريعة، ولذلك نافح ودافع عن ابن عربي وابن الفارض والتلمساني واعتذر لهم، وبهذا فتح بابًا واسعًا لأصحاب الاتجاهات المنحرفة من ليِّ النصوص وتطويعها حسب أهوائهم بعيدًا عن المنهج الحق الذي عليه السلف الصَّالح.
16 -
ابتدع ابن عجيبة أذكارًا وصلوات مما أدَّى إلى انحرافه في أعمال القلوب وتسميتها بأحوال ومقامات ونتج عنها تأثُّره ببدعة وحدة الوجود.
17 -
عمد ابن عجيبة إلى إذلال النفس وترويضها ليحصل لها خرق العوائد وتتمكَّن من الرقي في المعارف، حسب زعمه.
18 -
يولي ابن عجيبة الشيخ مكانةً هامَّةً، فهو يرى طول صحبته، والإذعان والخضوع له، وعدم الإنكار عليه مهما رأى المريد، وبهذا لا يوجد شيئٌ منكرٌ، بل كل ما يراه المريد معروفٌ، وبهذا عطَّل شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
19 -
يعتقد ابن عجيبة أنَّ الخضرَ حيٌّ لم يمت، ويزعم أنه التقى به في جامع الجعيدي، وبهذا خالف ما عليه أهلُ العلمِ المحققون.
20 -
لابن عجيبة مكانة عظيمة عند قومه، ولعلَّ بيان ما وقع فيه من مخالفات عقدية يكشف الغُمَّة عن عيون مريديه؛ ليعودوا إلى المنهج السليم المبنيِّ على الكتاب والسُّنَّة وفق فهم سلف الأُمَّة، بعيدًا عن خرافات الطريقة.