الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان
…
»
(1)
.
ومنهم من قال: إنَّ الذي يوزن العامل نفسه، نقله البغوي
(2)
، وابن الجوزي
(3)
، وابن كثير
(4)
، واستدلُّوا بالحديث الذي ذُكر فيه مناقب ابن مسعود رضي الله عنه عند ما صعد على الشجرة ليجتني للصحابة رضي الله عنهم فهبت الرِّيح وكشفت عن ساقيه فضحكوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أُحُد»
(5)
.
وقيل: إنَّ العامل يوزن مع عمله وصحيفته
(6)
، وهذا الذي يظهر قال ابن كثير رحمه الله:"وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار، بأن يكون ذلك كله صحيحًا، فتارةً توزن الأعمال، وتارةً توزن محلها، وتارة يوزن فاعلها"
(7)
، والله أعلم.
سابعًا: الصراط
الصِّراطُ في اللغة: الطريق، وجسرٌ ممدودٌ على متن جهنَّم، منعوت في الحديث الصحيح، والسِّراطُ بالسِّين لغةٌ فيه
(8)
.
وفي الشَّرع: "جسمٌ ممدودٌ على ظهر جهنَّم يرده الأوَّلون والآخرون حتى الكُفَّار والأنبياء والصدِّيقون ومن يدخل الجنَّة بغير حساب"
(9)
.
(1)
أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، 1/ 203، رقم 223.
(2)
معالم التنزيل 2/ 149.
(3)
زاد المسير 3/ 171.
(4)
النهاية في الفتن والملاحم 2/ 229.
(5)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 4، رقم 421، والطبراني في معجمه الكبير 19/ 28، رقم 59، والطيالسي في مسنده 1/ 145، رقم 1078، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 358، وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يخرجاه، والحديث صحَّحه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 6/ 570، رقم 2750.
(6)
شرح العقيدة الطحاوية 2/ 610، وينظر: معارج القبول 2/ 854.
(7)
تفسير ابن كثير 3/ 351، لمعة الاعتقاد، ص 121.
(8)
القاموس المحيط 1/ 675، وينظر: تاج العروس 19/ 437.
(9)
الاقتصاد في الاعتقاد، ص 56، وينظر: رسالة لأهل الثغر 1/ 268.
رأي ابن عجيبة في الصراط:
ذكر ابن عجيبة أنَّ الصراط هو: الجسرُ المنصوبُ على متن جهنَّم، والناس يتباينون في المرور عليه بقدر أعمالهم، فمنهم من يمر عليه كالفرس والجواد، ومنهم كالريح العاصف، وهو أرقُّ من الشَّعرة، وأحدُّ من السَّيف
(1)
، وذكر المقصود من قول الله تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}
(2)
أنَّ الناس يمرون على الصراط والنار من تحت أقدامهم
(3)
.
وبهذا يؤيد القول بأنَّ المرور على الصِّراط ليس المقصود منه الدخول، فعن أم مبشّر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة:«لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها» قالت: بلى يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة رضي الله عنها:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
(4)
،
(5)
.
قال ابن أبي العز رحمه الله: واختلف المفسِّرون في المراد بالورود المذكور في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}
(6)
، ما هو؟ والأظهر والأقوى أنه المرور على الصراط، قال تعالى:{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
(7)
، أشار صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ ورود النار
(1)
ينظر: شجرة اليقين بما يتعلق بكون رب العالمين، ص 225 - 226.
(2)
سورة مريم: 71.
(3)
ينظر: شجرة اليقين بما يتعلق بكون رب العالمين، ص 226.
(4)
سورة مريم: 72.
(5)
أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان 7/ 169، رقم 6560.
(6)
سورة مريم: 71.
(7)
سورة مريم: 72.