الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني:
الفرق بين النبي والولي
(1)
أولًا: تعريف الولي في اللُّغة والاصطلاح
الوَلْيُ بمعنى: القُرْب، والدُّنُو، والمطرُ بعد المطر، والوَليُّ: الاسم منه، ومعناه: المُحِبُّ، والنَّصير، والصَّاحب، والرَّب، والنَّاصر
…
(2)
.
وأمَّا تعريفه الاصطلاحي فقد عرَّفه ابن تيمية رحمه الله بقوله: "وقد قيل إن الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات أي متابعته لها، ويقابل الولي العدو على أساس من القرب والبعد"
(3)
.
أما ابن عجيبة فيعرِّف الوليَّ بقوله: "هو العارفُ الصُّوفي الذي ارتفع عنه الحجاب حتى دخل مقام الشهود والعيان وفتحت له ميادين الغيوب فلم يحجبه عن الله شيء"
(4)
.
ثانيًا: رأي ابن عجيبة في الوليِّ والنَّبي
1 -
الوليُّ مساوٍ للنَّبي، يقول:"ما قيلَ في النَّبيِّ يُقَالُ في الوَليِّ"
(5)
.
2 -
الوليُّ يرثُ النَّبيَّ ويزاحمه في جُلِّ المراتب، يقول:"أولياء هذه الأُمَّة أي: العارفون بالله يزاحمون الأنبياء والرُّسل في جُلِّ المراتب"
(6)
.
(1)
تقدم تعريف النَّبي، ص 473 - 477.
(2)
ينظر: المعجم الوسيط 2/ 1058.
(3)
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص 16.
(4)
الفهرسة، ص 41.
(5)
الفتوحات الإلهية، ص 246.
(6)
منازل السائرين والواصلين، ص 254.
3 -
حُرمة الأولياء كحرمة الأنبياء، يقول:"فحرمة الأولياء كحرمة الأنبياء، فمن فرَّق بينهم حُرم بركة جميعهم"
(1)
.
4 -
الوليُّ معصومٌ، يقول: "وأمَّا الأوصاف التي هي مذمومة
…
فهذه لا بدَّ من التطهير منها في خصوصية النُّبوة والولاية
…
أمَّا في حقِّ النَّبي فتطهيره منها واجب؛ لأنَّه معصومٌ من جميع النقائص، وأمَّا في حقِّ الوليِّ فليس بواجبٍ لكنَّه محفوظ"
(2)
.
ويقول أيضًا عند وصفه للقُطب: "أن يمد بمدد العصمة، وهي الحفظ الإلهي والعصمة الربَّانية، كما كان موروثه صلى الله عليه وسلم غير أنَّها في الأنبياء واجبة، وفي الأولياء جائزة، ويقال لها الحفظ، فلا يتجاوز حدًّا ولا ينقض عهدًا"
(3)
.
والصوفية يطلقون الحفظ على العصمة، وبعضهم يُصرِّح بأنَّ العصمة للأنبياء، والحفظ للأولياء، قال ابن تيمية رحمه الله:"طائفة من النُّسَّاك والعُبَّاد يزعمون في بعض المشايخ أو فيمن يقولون: "(إنه وليُّ الله) أنه لا يذنب، وربما عيَّنوا بعض المشايخ وزعموا أنه لم يكن لأحدهم ذنب، وربما قال بعضهم: النَّبيُّ معصومٌ والوليُّ محفوظ
…
"
(4)
.
وممن قرَّر هذا اللَّفظ، وأوضح أنَّ الفرق في اللَّفظ فقط لا في المعنى عبد الوهاب الشعراني، بقوله: "متى صحَّ للعبد سجود القلب لله عز وجل استحقَّ العصمة إن كان نبيًّا، والحفظ إن كان وليًّا، وإنما خص العلماء لفظ العصمة بالأنبياء من أجل فعلهم المباح، فإنهم لا يفعلونه إلا على جهة التشريع، فهو واجبٌ عليهم
(1)
البحر المديد 1/ 377.
(2)
إيقاظ الهمم، ص 419.
(3)
معراج التشوف، ص 81.
(4)
جامع الرسائل 1/ 264.
فعله لوجوب التبليغ عليهم
…
بخلاف غيرهم إذا فعلوا مباحًا لا يفعلونه إلا على أنه مباح، هذا هو الفرق بين العصمة والحفظ بالنظر للَّفظ لا للمعنى"
(1)
.
وقوله بمساواة الوليِّ للنَّبي في الفضل والعصمة غير صحيح؛ لأنَّ نصوص القرآن، وأقوال العلماء دالَّةٌ على تفضيل الأنبياء على الأولياء، قال تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
(2)
.
قال ابن تيمية رحمه الله: "فالإيمان بما جاء به النَّبيون مما أمرنا أن نقوله ونؤمن به، وهذا مما اتفق عليه المسلمون: أنه يجب الإيمان بكلِّ نبي، ومن كفر بنبيٍّ واحدٍ فهو كافر، ومن سبَّه وجب قتله باتفاق العلماء، وليس كذلك من سوى الأنبياء، سواء سُمُّوا أولياء أو أئمَّة أو حكماء أو علماء أو غير ذلك، فمن جعل بعد الرسول معصومًا يجب الإيمان بكلِّ ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة، وإن لم يعطه لفظها"
(3)
.
ويقول أيضًا: ومما يبين الفرق بين النبيين وغيرهم أنَّ الله سبحانه أوجب الإيمان بما أوتيه كلُّ نبيٍّ من غير استثناء؛ لأنهم معصومون فيما يخبرون عن الله ورسالاته، بخلاف غير الأنبياء فإنهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا أولياء لله، ولهذا من سبَّ نبيًّا من الأنبياء قتل باتفاق الفقهاء، ومن سبَّ غيرهم لم يقتل، وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النُّبوة والرسالة
(4)
.
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
(1)
الجواهر والدرر، ص 127.
(2)
سورة البقرة: 136.
(3)
منهاج السُّنَّة النبوية 6/ 190.
(4)
ينظر: الفتاوى الكبرى 5/ 249.
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
(1)
.
فلم يأمرنا بالردِّ عند التنازع إلا إلى الله والرَّسول، فمن أثبت شخصًا معصومًا غير الرسول أوجب ردَّ ما تنازعوا فيه إليه؛ لأنه لا يقول عنده إلا الحق كالرسول، وهذا خلاف القرآن.
وأيضًا فإنَّ المعصوم تجب طاعته مطلقًا بلا قيد، ومخالفه يستحق الوعيد، والقرآن إنما أثبت هذا في حق الرسول خاصَّة، قال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
(2)
.
(3)
.
فدلَّ القرآن في غير موضع على أنَّ من أطاع الرَّسول كان من أهل السعادة، ولم يشترط في ذلك طاعة معصوم آخر، ومن عصى الرسول كان من أهل الوعيد، وإن قدر أنه أطاع من ظن أنه معصوم، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي فرَّق الله به بين أهل الجنَّة وأهل النَّار، وبين الأبرار والفُجَّار، وبين الحق والباطل، وبين الغيِّ والرَّشاد، والهدى والضلال، وجعله القسيم الذي قسم الله به عباده إلى شقيٍّ وسعيد، فمن اتبعه فهو السَّعيد، ومن خالفه فهو الشَّقي، وليست هذه المرتبة لغيره.
ولهذا اتفق أهل العلم -أهل الكتاب والسُّنَّة- على أنَّ كلَّ شخصٍ سوى
(1)
سورة النساء: 59.
(2)
سورة النساء: 69.
(3)
سورة النساء: 14.
الرسول فإنه يؤخذ من قوله ويُترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب تصديقه في كلِّ ما أخبر، وطاعته في كلِّ ما أمر، فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى، وهو الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة كما قال تعالى:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}
(1)
.
وهو الذي يمتحن به النَّاس في قبورهم، فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ويقال: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: هو عبد الله ورسوله، جاءنا بالبيِّنات والهدى فآمنَّا به واتبعناه، ولو ذكر بدل الرسول من ذكره من الصحابة والأئمة، والتابعين والعلماء لم ينفعه ذلك، ولا يمتحن في قبره بشخص غير الرسول"
(2)
.
وقال الشافعي رحمه الله: "إنَّ الله افترض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وحتَّم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يُقال لقولٍ: إنه فرض إلا لكتاب الله ثم لسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك لما وصفنا من أنَّ الله تعالى جعل الإيمان برسوله مقرونًا بالإيمان به وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مبنية عن الله معنى ما أراد دليلًا على خاصَّة وعامة، ثم قرن الحكمة بكتابه فأتبعها إياه، ولم يجعل هذا لأحدٍ من خلقه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم "
(3)
.
وقال أبو جعفر الطحاوي: "ولا نُفضِّل أحدًا من الأولياء على أحدٍ من الأنبياء عليهم السلام ونقول: نبيٌّ واحدٌ أفضلُ من جميع الأولياء"
(4)
.
وقال القرطبي: "النَّبيُّ أفضل من الولي، وهذا أمرٌ مقطوعٌ به عقلًا ونقلًا،
(1)
سورة الأعراف: 6.
(2)
منهاج السُّنَّة 6/ 190.
(3)
الأم 1/ 14.
(4)
العقيدة الطحاوية، ص 83.
والصائر إلى خلافه كافر، فإنه أمرٌ معلومٌ من الشرائع بالضرورة"
(1)
.
وقال الحافظ ابن حجر أثناء كلامه على نبوة الخضر: "وينبغي اعتقاد كونه نبيًّا؛ لئلا يتذرَّع بذلك أهل الباطل في دعواهم أنَّ الوليَّ أفضلُ من النَّبي حاشا وكلا"
(2)
.
والواجب على من طلب النجاة من هذا المنزلق اتباع ما عليه السَّلف والاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}
(3)
، يقول الكرماني
(4)
: "وهذه الترجمة مقتبسة من قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} إذ المراد بالحبل الكتاب والسُّنَّة على سبيل الاستعارة المصرَّحة والقرينة إلى الله، والجامع كونهما سببًا للمقصود الذي هو: الثواب، كما أنَّ الحبلَ سببٌ للمقصود من السقي"
(5)
.
وقال الشوكاني رحمه الله: "واعلم أنَّ أولياء الله عز وجل غير الأنبياء ليسوا بمعصومين، بل يجوز عليهم ما يجوز على سائر عباد الله المؤمنين، لكنهم قد صاروا في رتبة رفيعة ومنزلة علية فقلَّ أن يقع منهم ما يخالف الصواب وينافي الحق، فإذا وقع ذلك فلا يخرجهم عن كونهم أولياء لله عز وجل "
(6)
.
(1)
المفهم 6/ 217.
(2)
فتح الباري 13/ 245.
(3)
سورة آل عمران: 103.
(4)
هو: شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني ثم البغدادي، كان إمامًا في الفقه، والحديث، والتفسير، ولد بكرمان سنة 717 هـ، ثم ارتحل إلى شيراز، ودخل مصر، ثم الشام، ثم حج واستوطن بغداد، ومن مؤلفاته: شرحه لصحيح البخاري، مات سنة 786 هـ، ينظر: الدرر الكامنة 4/ 310، بغية الوعاة 1/ 279.
(5)
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة 25/ 28.
(6)
قطر الولي، ص 234.
وقال ابن تيمية رحمه الله: "لما كان ولي الله عز وجل يجوز أن يغلط لم يجب على الناس الإيمان بجميع ما يقوله إلا أن يكون نبيًّا، ولا يجوز له أن يعتمَّد على ما يلقى إليه في قلبه
…
مما يراه إلهامًا ومحادثة وخطابًا، بل يجب عليه أن يعرض ذلك جميعه على ما جاء به محمَّد صلى الله عليه وسلم فإن وافقه قبله، وإن خالفه لم يقبله، وإن لم يعلم أموافق هو أم مخالف توقّف فيه"
(1)
.
ولا يتصوَّر عاقلٌ أن يُعطى الولي مثل النَّبي، قال ابن تيمية رحمه الله: " فمن أين يحصل لغير الأنبياء نورٌ إلهيٌّ تُدرك به حقائق الغيب وينكشف له أسرار هذه الأمور على ما هي عليه، بحيث يصير بنفسه مدركًا لصفات الرَّب وملائكته، وما أعدَّه الله في الجنَّة والنَّار لأوليائه وأعدائه؟ وهذا الكلام أصله من مادة المتفلسفة والقرامطة الباطنية
(2)
، الذين يجعلون النبوة فيضًا من العقل الفعَّال على نفس النَّبي، ويجعلون ما يقع في نفسه من الصور هي ملائكة الله، وما يسمعه في نفسه من الأصوات هو كلام الله، ولهذا يجعلون النُّبوة مكتسبة، فإذا استعد الإنسان بالرياضة والتصفية فاض عليه ما فاض على نفوس الأنبياء، وعندهم هذا الكلام باطلٌ باتفاق المسلمين واليهود والنصارى"
(3)
.
وقال أيضًا: "ولا يتصور أنَّ الولي يُعطى ما أعطيه النَّبي من المشاهدة والمخاطبة، وأفضل الأولياء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ونحوهم.
(1)
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص 51 - 55.
(2)
القرامطة الباطنية: إحدى الفرق المنتسبة للإسلام، مؤسسها ميمون القداح، ومحمد بن الحسن الملقب بدندن، وظهرت في زمن المأمون وسبب تسميتهم: قولهم: إن للقرآن ظاهر وباطن، وقد تأوَّلوا أصول الدين، وشرائعه، ومن ألقاب هذه الفرقة: القرامطة، الإسماعيلية، المزدكية. ينظر: الفرق بين الفرق، ص 250، والتبصير في الدين، ص 140 - 147، وتلبيس إبليس، ص 124.
(3)
درء تعارض العقل والنقل 5/ 353.
وليس في هؤلاء من شاهد ما شاهده النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ولا شاهد الملائكة الذين كانوا ينزلون بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ولا سمع أحدٌ منهم كلام الله عز وجل الذي كلَّم به نبيَّه ليلة المعراج، ولا سمع عامة الأنبياء فضلًا عن الأولياء كلام الله عز وجل كما سمعه موسى بن عمران ولا كلَّم الله تكليمًا لداود وسليمان بل ولا إبراهيم ولا عيسى فضلا عن أن يكون ذلك يحصل لأحدٍ من الأولياء"
(1)
.
فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهرًا وباطنًا وفق الكتاب والسُّنَّة
(2)
.
والولاية في الشرع هي: الإيمان والتقوى
(3)
، وتحقيقها يتعلَّق بالعبد تارة، وبالرب تارة، والذي يتعلَّق بالعبد هو قيامه بأوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.
وجانب يتعلَّق بالرب وهو محبَّة هذا العبد ونصرته، وهدايته، وتثبيته على الهداية، قال تعالى:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(4)
.
وجانب يتعلَّق بالعبد قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
(5)
.
ولذلك فالولي هو الذي يجمع بين الإيمان والتقوى، ولكن مهما بلغ من الصلاح والتقوى، فإنه لا يزاحم النبوة أبدًا ولا يبلغ منزلتها، قال الألوسي رحمه الله
(6)
:
(1)
شرح العقيدة الأصفهانية، ص 158.
(2)
مقدمة تحقيق كرامات أولياء الله عز وجل، ص 7.
(3)
ينظر: الإنصاف في حقيقة الأولياء، ص 9.
(4)
سورة يونس: 62.
(5)
ينظر: مقدمة تحقيق كرامات الله عز وجل، ص 8.
(6)
هو: أبو المعالي، محمود شكري، جمال الدين بن السيد عبد الله بهاء الدين ابن السيد محمود شهاب الدين الألوسي، نسبة إلى قرية تُسمَّى (ألوس)، ولد في بغداد سنة 1273 هـ، ومن شيوخه: والده: عبد الله بهاء الدين، وإسماعيل الموصلي، وله مصنفات منها: روح المعاني، وإزالة الظمأ بما ورد في الماء، وكانت وفاته سنة 1270 هـ. ينظر: معجم البلدان 1/ 198، والأعلام 7/ 172.
"وأحسن ما يُعتمد عليه في معرفة الولي اتباع الشريعة الغرَّاء، وسلوك المحجَّة البيضاء، فمن خرج عنها قيد شبر بَعُد عن الولاية بمراحل، فلا ينبغي أن يطلق عليه اسم الولي، ولو أتى بألف خارق، فالوليُّ الشرعيُّ اليوم أعزُّ من الكبريت الأحمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
(1)
.
5 -
ويعتقد ابن عجيبة أنَّ كشفَ الأولياء موروثٌ عن الأنبياء، يقول:"كان النبي صلى الله عليه وسلم ينذر النَّاس ويذكِّرهم بالوحي التنزيلي، وبقي خلفاؤه يذكِّرون بالوحي الإلهامي موافقًا للتنزيلي"
(2)
.
6 -
كما يعتقد أنَّ الوليَّ مشاركٌ للنَّبي في الوحي، يقول:"الوحيُ على أربعة أقسام: وحيُ إلهامٍ، ووحيُ منام، ووحيُ إعلام، ووحيُ أحكام، فشاركت الأولياء الأنبياء في ثلاثة: وحي إلهام، ووحي منام، ووحي إعلام وهو الفهم عن الله عز وجل وانفردت الأنبياء بوحي الأحكام"
(3)
.
وما ذكره ابن عجيبة من أنَّ الإنذار يكون بالوحي صحيحٌ دلَّ عليه القرآن، ولكن شتان بين الوحي والإلهام، فالوحيُ حجَّةٌ شرعيَّةٌ يستدل به ليس كالإلهام، قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله، لقد حصر الله عز وجل طرق الإنذار بالوحي، بدليل قول الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}
(4)
، (وإنما) صيغة حصر، فإن قيل: قد يكون ذلك عن طريق الإلهام، فالجواب: أنَّ المقرَّر في
(1)
روح المعاني 11/ 149.
(2)
البحر المديد 2/ 468، 4/ 163.
(3)
إيقاظ الهمم في شرح الحكم، ص 356، وينظر: البحر المديد 2/ 468.
(4)
سورة الأنبياء: 45.
الأصول أنَّ الإلهام من الأولياء لا يجوز الاستدلال به على شيء، لعدم العصمة، وعدم الدليل على الاستدلال به، بل لوجود الدليل على عدم جواز الاستدلال به"
(1)
.
واعتقد ابن عجيبة أنَّ الأولياء أدركوا خاصية النبوة في تلقي الوحي والإلهام
(2)
مثل سائر الأنبياء، وقد ردَّ عليه هذا القول بعض الصوفية، وهذا مما يؤكِّد اضطرابهم، قال الدبَّاغ:"وقد غلط بعض الأولياء من أهل الفتح فظنَّ أنَّ الولي العارف الكبير قد يبلغ مقام النُّبوة في المعرفة، وإن كان في الدرجة لا يصله، وهذا الذي ظنوه غلطٌ مخالفٌ لما في نفس الأمر، والصواب أنَّ الولي -ولو بلغ في المعرفة ما بلغ- لا يصل إلى ما ذكروه، ولا يقرب منه أصلًا"
(3)
.
وقال ابن تيمية رحمه الله: "ولكن الوحيَ وحيان: وحيٌ من الرَّحمن ووحيٌ من الشيطان، قال تعالى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
(4)
(5)
، وقال تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ}
(6)
، وقد كان المختار بن أبى عبيد
(7)
من هذا الضرب
(1)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 3/ 323.
(2)
الإلهام: ما يُلقى في القلب من معان وأفكار، وهي ترد على القلب بمحض الموهبة من غير تصنُّع ولا اجتلاب ولا اكتساب: كحزن أو بسط، أو قبض أو ذوق، أو هيبة ونحوها، أو يطلقون الإلهام على الخاطر الملكي، ومعنى ذلك حصولهم على العلوم عن طريق إخبار الله لهم بلا واسطة. ينظر: مقامات الصوفية، ص 66، القاموس الصوفي، ص 35، معراج التشوف، ص 22 - 33.
(3)
الإبريز، ص 277.
(4)
سورة الأنعام: 121.
(5)
سورة الأنعام: 112.
(6)
سورة الشعراء: 221.
(7)
هو: المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي، ولد عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رواية، كان خارجيًّا، ثم صار يدعي الانتصار للحسين ثم ادعى النبوة، قتل سنة 67 هـ. ينظر: فوات الوفيات 4/ 123.
حتى قيل لابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما قيل لأحدهما: إنه يقول إنه يوحى إليه فقال: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} وقيل للآخر: إنه يقول إنه ينزل عليه فقال: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ}
(1)
،
فهؤلاء يحتاجون إلى الفرقان الإيماني القرآني النبوي الشرعي أعظم من حاجة غيرهم، وهؤلاء لهم حسيَّات يرونها ويسمعونها، والحسيَّات يضطر إليها الإنسان بغير اختياره كما قد يرى الإنسان أشياء ويسمع أشياء بغير اختياره، كما أنَّ النُّظّار لهم قياس ومعقول وأهل السَّمع لهم أخبار منقولات وهذه الأنواع الثلاثة هي طرق العلم: الحس والخبر والنظر وكل إنسان يستدل من هذه الثلاثة في بعض الأمور؛ لكن يكون بعض الأنواع أغلب على بعض الناس في الدين وغير الدين"
(2)
.
والمتقرر في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ الوحي انقطع بموت النبي محمد صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(4)
.
قال ابن تيمية رحمه الله: "
…
هذه الآية تعمُّ من أوحى الله إليه من البشر فكلام الله الذي كلَّم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحي الله إلى النَّبي من أنبيائه عليهم السلام؛ ليثبت الله عز وجل ما أراد من وحيه في قلب النَّبي ويكتبه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله وبين رسله ومنه ما يتكلَّم به الأنبياء ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم يحدثون به الناس حديثًا ويبينونه لهم؛ لأنَّ الله
(1)
سورة الشعراء: 221 ..
(2)
مجموع الفتاوى 13/ 74.
(3)
ينظر: إرشاد الساري 10/ 128.
(4)
سورة الشورى: 51.
أمرهم أن يبيِّنوه للنَّاس ويبلغوهم إياه، ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء ممَّن اصطفاه من ملائكته فيكلِّمون به أنبياءه من النَّاس، ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء من الملائكة فيوحيه وحيًا في قلب من يشاء من رسله
…
(1)
(2)
، بل قد قال تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}
(3)
.
وقال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} فهذا الوحي يكون لغير الأنبياء ويكون يقظةً ومنامًا، وقد يكون بصوت هاتف أو يكون الصَّوت في نفس الإنسان ليس خارجًا عن نفسه يقظةً ومنامًا كما قد يكون النُّور الذي يراه أيضًا في نفسه، فهذه (الدرجة) من الوحي التي تكون في نفسه من غير أن يسمع صوت ملك في أدنى المراتب وآخرها وهي أولها باعتبار السالك وهي التي أدركتها عقول الإلهيين من فلاسفة
(4)
الإسلام الذين فيهم إسلام وصبوء فآمنوا ببعض صفات الأنبياء والرُّسل
(1)
سورة المائدة: 111.
(2)
سورة القصص: 7.
(3)
سورة النحل: 68.
(4)
الفلسفة باليونانية: مَحبَّة الحكمة، (والفيلسوف): مكونة من كلمتين (فيلا وسوفا) فيلا: هو المحب، وسوفا: هي الحكمة، أي محب الحكمة، وهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الدهريون: الذين جحدوا الصانع، وزعموا أنَّ العالم قديم موجود بنفسه، والقسم الثاني: الطبيعيون، وهم يعترفون بوجود خالق حكيم مطلع على غايات الأمور، لكنهم يزعمون أنَّ النفس تموت فلا تعود، وجحدوا الآخرة، وأنكروا الجنة والقيامة والحساب، والقسم الثالث: الإلهيون، وهم المتأخرون منهم، مثل سقراط، وهو أستاذ أفلاطون، وهو الذي رتَّب المنطق وهذَّب العلوم، وهؤلاء وقع منهم كفر وضلال. ينظر: الملل والنحل 2/ 369، والمنقذ من الضلال ص 16، 27 ..
-وهو قدر مشترك بينهم وبين غيرهم- ولكن كفروا بالبعض، فتجد بعض هؤلاء يزعم أنَّ النُّبوة مكتسبة أو أنه قد استغنى عن الرَّسول أو أن غير الرَّسول قد يكون أفضل منه، وقد يزعمون أن كلام الله لموسى كان من هذا النمط وأنه إنما كلَّمه من سماء عقله وأنَّ الصوت الذي سمعه كان في نفسه أو أنه سمع المعنى فائضا من العقل الفعَّال أو أن أحدهم قد يصل إلى مقام موسى، ومنهم من يزعم أنه يرتفع فوق موسى ويقولون: إن موسى سمع الكلام بواسطة ما في نفسه من الأصوات ونحن نسمعه مجردًا عن ذلك، ومن هؤلاء من يزعم أنَّ جبريل الذي نزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم هو الخيال النوراني الذي يتمثَّل في نفسه كما يتمثَّل في نفس النائم ويزعمون أنَّ القرآن أخذه محمَّدٌ عن هذا الخيال المسمى بجبريل عندهم؛ ولهذا قال ابن عربي صاحب (الفصوص) و (الفتوحات المكيَّة): إنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرَّسول، وزعم أن مقام (النبوة) دون الولاية وفوق (الرسالة)، فإنَّ محمَّدًا -بزعمهم الكاذب- يأخذ عن هذا الخيال النفساني -الذي سمَّاه ملكًا- وهو يأخذ عن العقل المجرَّد الذي أخذ منه هذا الخيال.
ثم هؤلاء لا يثبتون لله كلامًا اتصف به في الحقيقة ولا يثبتون أنه قصد إفهام أحد بعينه؛ بل قد يقولون لا يُعلِم أحدًا بعينه؛ إذ علمه وقصده عندهم إذا أثبتوه لم يثبتوه إلا كُليًّا لا يعين أحدًا بناءً على أنه يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات إلا على وجه كلي.
وقد يقرب أو يقرب من مذهبهم من قال باسترسال علمه على أعيان الأعراض وهذا الكلام -مع أنه كفرٌ باتفاق المسلمين- فقد وقع في كثير منه من له فضلٌ في الكلام والتصوف ونحو ذلك، ولولا أني أكره التعيين في هذا الجواب لعيَّنت أكابر من
المتأخِّرين، وقد يكون الصوت الذي يسمعه خارجًا عن نفسه من جهة الحق تعالى على لسان ملك من ملائكته، أو غير ملك وهو الذي أدركته الجهمية من المعتزلة ونحوهم واعتقدوا أنه ليس لله تكليم إلا ذلك وهو لا يخرج عن قسم الوحي الذي هو أحد أقسام التكليم أو قسيم التكليم بالرسول.
وهو (القسم الثاني) حيث قال تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
(1)
، فهذا إيحاء الرَّسول، وهو غير الوحي الأول من الله الذي هو أحد أقسام التكليم العام، وإيحاء الرَّسول أيضًا (أنواع) ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّ الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ قال: «أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدُّه عليَّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثَّل لي الملك رجلًا فيكلِّمني فأعي ما يقول» ، قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيتُه نزل عليه في اليوم الشَّديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا
(2)
.
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ نزول الملك عليه تارةً يكون في الباطن بصوتٍ مثل صلصلة الجرس، وتارةً يكون متمثِّلًا بصورة رجلٍ يكلِّمه
…
وقد سَمَّى الله كلا النوعين -إلقاء الملك وخطابه- وحيًا؛ لما في ذلك من الخفاء؛ فإنه إذا رآه يحتاج أن يعلم أنه ملك وإذا جاء في مثل صلصلة الجرس يحتاج إلى فهم ما في الصوت.
و (القسم الثالث) التكليم من وراء حجاب كما كلَّم موسى عليه السلام ولهذا سمى الله هذا (نداءً) و (نجاءً) فقال تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}
(3)
، قال
(1)
سورة الشورى: 51.
(2)
أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1/ 13، رقم 2.
(3)
سورة مريم: 52.
(1)
، وهذا التكليم مختصٌّ ببعض الرُّسل كما قال تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
(2)
، وقال تعالى:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}
(3)
، وقال بعد ذكر إيحائه إلى الأنبياء:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}
(4)
فمن جعل هذا من جنس الوحي الأول -كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة ومن تكلَّم في التصوف على طريقهم- فضلاله ومخالفته للكتاب والسُّنَّة والإجماع بل وصريح المعقول من أبين الأمور، وكذلك من زعم أنَّ تكليم الله لموسى إنما هو من جنس الإلهام والوحي، وأنَّ الواحد منَّا قد يسمع كلام الله كما سمعه موسى - كما يوجد مثل ذلك في كلام طائفة من فروخ الجهمية الكلابية
(5)
ونحوهم- فهذا أيضًا من أعظم الناس ضلالًا"
(6)
(7)
.
(1)
سورة طه: 11.
(2)
سورة البقرة: 253.
(3)
سورة الأعراف: 142.
(4)
سورة النساء: 164 ..
(5)
الكُلَّابية: طائفة كلامية تُنسب إلى عبد الله بن سعيد القطان، المشهور بابن كُلَّاب، حاول الرد على المعتزلة بالعقل، وله مقولات فاسدة منها: القول بنفي الحرف والصوت عن كلام الله تعالى وقال بأنه كلامٌ نفسي، وأنَّ القرآن ليس كلام الله على الحقيقة بل هو حكاية عن كلام الله، ونفى الصفات الاختيارية؛ نتيجة القول بنفي حلول الحوادث في ذات الله تعالى، وابتدعوا البحث عن كيفية الصفة فأفضى بهم إلى التشبيه، قال عنهم ابن تيمية: " كان الناس قبل أبي محمد بن كُلَّاب صنفين، فأهل السُّنَّة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها، والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا، فأثبت ابن كُلَّاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلَّق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها
…
" توفي سنة 240 هـ، ينظر: الفِصَل 5/ 77، والرد على من أنكر الحرف والصوت، ص 80، 83، 106، 222، ودرء تعارض العقل والنقل 1/ 367.
(6)
الرسائل والمسائل 3/ 96.
(7)
سورة الأنعام: 21.
وقال القاضي عياض رحمه الله: "من ادَّعى أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة، وأنه يصعد إلى السَّماء ويدخل الجنَّة ويأكل من ثمارها، ويعانق الحور العين، فهؤلاء كلُّهم كفَّار مكذِّبون للنَّبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النَّبيين"
(1)
.
(1)
كتاب الشفاء 2/ 238.