‌رابعا: قدرتهم على التشكل، أو التمثل - آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

وقال سعيد بن المسيب

(1)

: "الملائكة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناكحون ولا يتوالدون"

(2)

.

‌

‌رابعًا: قدرتهم على التشكُّل، أو التمثُّل

(3)

قال ابن عجيبة: "يتشكَّلون كيف شاءوا"

(4)

.

أعطى الله عز وجل الملائكة قدرةً على التشكُّل، ودلَّت النصوص من الوحيين على ظهور الملائكة للأنبياء وغيرهم بصورةِ بشر.

الأدلة من القرآن:

قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}

(5)

، وهم الذين ذهبوا إلى لوط عليه السلام قال تعالى:{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}

(6)

.

قال ابن كثير: "تبدَّى لهم الملائكة في صورة شباب حسان امتحانًا واختبارًا حتى قامت على قوم لوطٍ الحُجَّة وأخذهم الله عز وجل أخذ عزيزٍ مقتدر"

(7)

.

الأدلة من السُّنَّة:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياض الثياب شديدُ سواد الشَّعر لا يُرى عليه أثرُ السَّفر ولا يعرفه منَّا أحد، حتَّى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفَّيه على فخذيه وقال: يا محمَّدُ أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا.

قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسألُه ويصدِّقه.

قال: فأخبرني عن الإيمان، قال:«أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» .

قال: صدقت.

قال: فأخبرني عن الإحسان، قال:«أن تعبد الله كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» .

قال: فأخبرني عن الساعة، قال:«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» .

قال: فأخبرني عن أمارتها، قال:«أن تلد الأَمَةُ ربَّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» .

قال: ثم انطلق فلبثتُ مليًّا، ثم قال لي:«يا عمر أتدرى من السائل؟» قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلم. قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم»

(1)

.

وتمثَّلت الملائكة بصورة بشرٍ لغير الأنبياء عليهم السلام، فعن أبي هريرة