الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن أبي عاصم رحمه الله
(1)
: "ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السُّنَّة: القول بإثبات القدر
…
وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم"
(2)
.
ويقول الصابوني رحمه الله
(3)
: "ومن قول أهل السُّنَّة والجماعة في أكساب العباد أنها مخلوقة لله تعالى، لا يمترون فيه، ولا يعدون من أهل الهدى ودين الحق من ينكر هذا القول وينفيه"
(4)
.
ثالثًا: موقف أهل السُّنَّة والجماعة من أفعال العباد
فهم يقرون بالمراتب الأربع الثابتة، والتي دلَّت عليها النصوص، وهي العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، أمَّا أفعال العباد فهي داخلة في المرتبة الرابعة؛ ولذلك فهم يقولون فيها: إنَّ الله خالق أفعال العباد كلها، وفعل العبد فعلٌ له حقيقة، ولكنه مخلوق لله، ومفعول لله، لا يقولون: هو نفس فعل الله، ويفرِّقون بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول، وكذلك لهم قدرة وإرادة على فعل أعمالهم ولكنها لا تخرج عن مشيئة الله الكونية
(5)
.
(1)
أبو بكر بن أبي عاصم، أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، من حُفَّاظ الحديث، ولد سنة 206 هـ، ورد أصبهان وسكنها، له مؤلفات منها: كتاب السُّنَّة، المسند الكبير، كانت وفاته سنة 287 هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء 10/ 460، شذرات الذهب 3/ 364.
(2)
السُّنَّة 2/ 1027.
(3)
أبو عثمان الصابوني، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، ولد سنة 373 هـ، مشهود له بالحفظ والتفسير، مات سنة 449 هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء 13/ 299، شذرات الذهب 5/ 212.
(4)
عقيدة السلف وأصحاب الحديث، ص 85، وينظر: الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 1/ 100، شرح العقيدة الطحاوية 1/ 321.
(5)
ينظر: منهاج السُّنَّة النبوية 2/ 289، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 2/ 1208.