المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ثانيًا: الحكايات يعتمد ابن عجيبة على الحكايات كثيرًا ويذكرها في ما - آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا

[عبد الهادي العمري]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

- ‌أهدف البحث:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة البحث:

- ‌الصعوبات التي واجهت الباحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌الشكر والتقدير

- ‌التمهيد

- ‌ترجمة ابن عجيبة ترجمة موجزة

- ‌أولًا: اسمه ونسبه وكنيته

- ‌ثانيًا: ولادته

- ‌ثالثًا: نشأته

- ‌رابعًا: طلبه للعلم

- ‌خامسًا: شيوخه

- ‌سادسًا: تلاميذه

- ‌سابعًا: مؤلفاته

- ‌ثامنًا: وفاته

- ‌التعريف بالطرق الصوفية إجمالًا

- ‌1 - الطريقة القادرية

- ‌2 - الطريقة الشاذلية

- ‌3 - الطريقة النقشبندية

- ‌4).4 -الطريقة الرفاعية

- ‌5 - الطريقة البكتاشية

- ‌6 - الطريقة التجانية

- ‌7 - الطريقة الجزولية

- ‌8 - الطريقة العيساوية

- ‌9 - الطريقة التباغية

- ‌10 - الطريقة الغزوانية

- ‌1).11 -الطائفة الناصرية

- ‌الباب الأول: مصادر التلقي عند ابن عجيبة

- ‌الفصل الأول: الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول: الكتاب

- ‌أولًا: مسألة: تقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة وأدلته عليها

- ‌ثانيًا: زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو واضع علم الحقيقة والشريعة

- ‌ثالثًا: استدلاله بالقول المنسوب إلى عمر رضي الله عنه

- ‌رابعًا: استدلاله بالآيات على مسألة التفسير الحرفي الإشاري لدى الصوفية، والتفسير الباطني

- ‌خامسًا: استدلاله بالكتاب، وذلك عندما فسَّر الرواسي بالأبدال في قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

- ‌المبحث الثاني: السُّنَّة

- ‌الجهة الأولى: أدلة الكتاب والسُّنَّة ليست يقينيَّة، بل ظنيَّة

- ‌الجهة الثانية: أخبار الآحاد تُقبل في أبواب الأعمال دون الاعتقاد

- ‌الجهة الثالثة: استدلاله بصحيح السُّنَّة على وحدة الوجود

- ‌الجهة الرابعة: الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة والموضوعة

- ‌الفصل الثاني: المصادر الصوفية في التلقي

- ‌المبحث الأول: الكشف

- ‌أولًا: معنى الكشف في اللغة

- ‌ثانيًا: معناه في الاصطلاح

- ‌ثالثًا: تعريفه عند ابن عجيبة

- ‌رابعًا: ذكره للعلوم الغيبية التي تحصل عن طريق الكشف

- ‌خامسًا: طريق حصول الكشف عند ابن عجيبة

- ‌المبحث الثاني: الذوق

- ‌أولًا: معنى الذوق في اللغة

- ‌ثانيًا: في اصطلاح الصوفية

- ‌ثالثًا: الذوق والوجدان أساسٌ لمعرفة التوحيد عند ابن عجيبة

- ‌المبحث الثالث: الوجد

- ‌أولًا: معنى الوجد في اللغة

- ‌ثانيًا: معنى الوجد عند الصوفية

- ‌ثالثًا: أدلة ابن عجيبة على الوجد

- ‌المبحث الرابع: الرؤى والحكايات

- ‌أولًا: الرؤى

- ‌ثانيًا: الحكايات

- ‌المبحث الخامس:دعوى التلقي عن الخضر عليه السلام

- ‌أولًا: رأي ابن عجيبة في الخضر عليه السلام أنبيٌّ هو أم ولي

- ‌ثانيًا: زعم ابن عجيبة أنَّ الخضر عليه السلام حيٌّ وأنه خاطبه

- ‌الأدلة النقلية والعقلية كافية برد شبهات القائلين بحياة الخضر عليه السلام

- ‌أولًا: الأدلة النقلية

- ‌ثانيًا: الأدلة العقلية على موت الخضر عليه السلام

- ‌الباب الثاني: آراء ابن عجيبة في أصول الإيمان ومسائله

- ‌الفصل الأول: آراؤه في الإيمان بالله

- ‌المبحث الأول: مسائل الربوبية

- ‌أولًا: تعريف التوحيد في اللغة

- ‌ثانيًا: تعريف التوحيد اصطلاحًا

- ‌ثالثًا: تعريف توحيد الربوبية في اللغة والاصطلاح

- ‌رابعًا: تعريف ابن عجيبة لتوحيد الربوبية لغة

- ‌خامسًا: تعريف التوحيد اصطلاحًا

- ‌سادسًا: تقسيم التوحيد عند ابن عجيبة

- ‌سابعًا: الشرك في الربوبية

- ‌ثامنًا: طريقة ابن عجيبة في إثبات دلائل توحيد الربوبية

- ‌تاسعًا: زعم ابن عجيبة أن التوحيد الخاص سرٌّ لا يمكن لأحدٍ معرفته ولو ظهر لأبيح دم من أظهره

- ‌المبحث الثاني: مسائل الأسماء والصفات

- ‌أولًا: تعريف الاسم والصفة لغةً

- ‌ثانيًا: تعريف توحيد الأسماء والصفات اصطلاحًا

- ‌ثالثًا: معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌رابعًا: الأسس الثلاثة التي يرتكز عليها معتقد أهل السُّنَّة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته

- ‌خامسًا: موقفه من أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى

- ‌أولًا: آراؤه في أسماء الله عز وجل الحُسنى

- ‌أ طريقته في إثبات الأسماء الحسنى

- ‌ب: شرح ابن عجيبة أسماء الله الحسنى بما يوافق معتقده الأشعري

- ‌ج: تسميته لله عز وجل بما لم يرد في الكتاب والسُّنَّة

- ‌مسألة: الاسم والمسمَّى وموقف ابن عجيبة منها

- ‌ثانيا: آراؤه في صفات الله تعالى

- ‌أ- تقسيم الصفات وطريقته في إثباتها

- ‌ب- تأويلاته في باب الصفات

- ‌ج - التفصيل في النفي مع ذكر الألفاظ المجملة

- ‌د- قوله بالمجاز في الأسماء والصفات

- ‌المبحث الثالث: مسائل الألوهية

- ‌أولًا: تعريف الألوهية لغةً واصطلاحًا

- ‌ثانيًا: معنى الإله عند ابن عجيبة

- ‌ثالثًا: معنى توحيد الألوهية

- ‌ثالثًا: معنى لا إله إلا الله

- ‌رابعًا: أعلى درجات التوحيد عند ابن عجيبة

- ‌خامسًا: العبادة

- ‌سادسًا: موقف ابن عجيبة من بدع الصوفية في توحيد العبادة

- ‌عاشرًا: الشرك في الألوهية

- ‌الفصل الثاني: آراؤه في الإيمان بالملائكة

- ‌المبحث الأول:معنى الإيمان بالملائكة

- ‌أولًا: تعريف الملائكة لغةً

- ‌ثانيًا: تعريف الملائكة شرعًا

- ‌ثالثًا: رأيه في معنى الإيمان بالملائكة

- ‌رابعًا: قدرتهم على التشكُّل، أو التمثُّل

- ‌خامسًا: عددهم

- ‌سادسًا: أعمالهم

- ‌المبحث الثاني: خلق الملائكة

- ‌المبحث الثالث:المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر

- ‌الفصل الثالث: آراؤه في الإيمان بالكتب

- ‌المبحث الأول: تعريف الكتب

- ‌أولًا: الكتب لغةً

- ‌ثانيًا: الكتب شرعًا

- ‌المبحث الثاني:منزلة الإيمان بالكتب من الإيمان

- ‌أولًا: رأي ابن عجيبة في الكتب المتقدِّمة

- ‌ثانيًا: استدلال ابن عجيبة على الإيمان بالكتب

- ‌ثالثًا: الإيمان بالقرآن الكريم ومنزلته

- ‌رابعًا: وجوه إعجاز القرآن

- ‌خامسًا: القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

- ‌سادسًا: تفاضل آيات القرآن

- ‌سابعًا: تحريف الكتب السَّابقة

- ‌الفصل الرابع: آراؤه في الإيمان بالرسل والأنبياء

- ‌المبحث الأول:الإيمان بالرسل والأنبياء عمومًا

- ‌أولًا: تعريف النَّبي والرَّسول في اللغة

- ‌ثانيًا: تعريف النَّبي والرَّسول في الشَّرع والفرق بينهما

- ‌ثالثًا: رأيه فيما يجب ويستحيل في حَقِّ الرُّسل والأنبياء عليهم السلام وبِمَ تحصل النُّبُوَّة

- ‌رابعًا: الإيمان بالنَّبيِّ محمَّد صلى الله عليه وسلم وذكر ما جاء في خصائصه

- ‌المبحث الثاني:الفرق بين النبي والولي

- ‌أولًا: تعريف الولي في اللُّغة والاصطلاح

- ‌ثانيًا: رأي ابن عجيبة في الوليِّ والنَّبي

- ‌المبحث الثالث:عقيدته في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: رأيه فيما يسمَّى بالحقيقة المحمَّدية

- ‌ثانيًا: رأْيُ ابن عجيبة أنَّ الكون خُلِقَ من أجل محمَّد صلى الله عليه وسلم

- ‌ثالثًا: تقسيم ابن عجيبة للنَّاس في طريقة صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس: آراؤه في الإيمان باليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: أشراط الساعة

- ‌أولًا: تعريف الأشراط في اللغة

- ‌ثانيًا: تعريفها في الشَّرع

- ‌ثالثًا: تقسيم العلماء لأشراط السَّاعة

- ‌رابعًا: وقت قيام الساعة

- ‌رابعًا [*]: رأيه فيما قيل في تحديد عمر الدنيا

- ‌خامسًا: أشراط الساعة الصغرى

- ‌سادسًا: أشراط الساعة الكبرى

- ‌المبحث الثاني:أحوال اليوم الآخِر

- ‌أولًا: تعريف اليوم الآخر

- ‌ثانيًا: معنى الإيمان باليوم الآخر

- ‌ثالثًا: فتنة القبر

- ‌رابعًا: النَّفخ في الصور والصعق

- ‌خامسًا: الحشر وأهل الموقف

- ‌سادسًا: الميزان والحساب

- ‌سابعًا: الصراط

- ‌ثامنًا: حقيقة الروح وعلاقتها بوحدة الوجود عند ابن عجيبة:

- ‌تاسعًا: علاقتها بوحدة الوجود

- ‌المبحث الثالث: الجَنَّة والنَّار

- ‌أولًا: الجَنَّة والنار مخلوقتان موجودتان

- ‌ثانيًا: الجنة والنار لا تفنيان

- ‌ثالثًا: مكان الجنَّة

- ‌الفصل السادس: آراؤه في الإيمان بالقدر

- ‌المبحث الأول:معنى القدر ومراتبه

- ‌أولًا: تعريف القدر

- ‌ثانيًا: تعريف القضاء

- ‌ثالثًا: تعريف ابن عجيبة

- ‌رابعًا: مراتب القدر

- ‌خامسًا: المخالفات العقدية التي قرَّرها ابن عجيبة في مسائل القدر

- ‌المبحث الثاني: أفعال العباد

- ‌أولًا: مفهوم الكسب عند الأشاعرة، ومقصود ابن عجيبة من قوله: (لا فاعل إلا الله)

- ‌ثانيًا: دلالة الكتاب والسُّنَّة وإجماع السلف على أنَّ العباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم

- ‌ثالثًا: موقف أهل السُّنَّة والجماعة من أفعال العباد

- ‌المبحث الثالث: المشيئة والإرادة

- ‌أولاً: الإرادة الكونيَّة القدريَّة:

- ‌ثانيًا: الإرادة الدينيَّة الشرعيَّة:

- ‌الفصل السابع: آراؤه في مسائل الإيمان

- ‌المبحث الأول:مفهوم الإيمان والفرق بينه وبين الإسلام

- ‌أولًا: تعريف الإيمان في اللغة

- ‌ثانيًا: تعريف الإيمان في الشرع

- ‌ثالثًا: تعريف ابن عجيبة للإيمان، وحقيقة العمل فيه

- ‌رابعًا: الفرق بين الإيمان والإسلام

- ‌المبحث الثاني:زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌أولًا: أدلة زيادة الإيمان ونقصانه من القرآن

- ‌ثانيًا: أدلَّة زيادة الإيمان ونقصانه من السُّنَّة

- ‌ثالثًا: رأي ابن عجيبة في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌المبحث الثالث:حكم مرتكب الكبيرة

- ‌أولًا: تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر

- ‌ثانيًا: أدلة الكتاب والسُّنَّة على ذلك

- ‌ثالثًا: حد الكبيرة وحصرها

- ‌رابعًا: حكم مرتكب الكبيرة

- ‌الباب الثالث: آراء ابن عجيبة الصوفية

- ‌الفصل الأول: المريد والشيخ

- ‌المبحث الأول:مفهوم المريد والشيخ

- ‌أولًا: مفهوم المريد والشيخ

- ‌ثانيًا: أمور يجب على المريد أن يسلكها

- ‌ثالثًا: تجرُّد المريد عن المال

- ‌المبحث الثاني:الصلة بين المريد والشيخ

- ‌أولًا: الطاعة التامَّة والتعظيم المفرط

- ‌ثانيًا: طريقة تأسيس العلاقة بين المريد والشيخ

- ‌ثالثًا: آداب المريد مع شيخه

- ‌الفصل الثاني: الولاية والكرامة

- ‌المبحث الأول:الولاية ومراتب الأولياء

- ‌أولًا: تعريف الولاية

- ‌ثانيًا: تعريف الولي

- ‌ثالثًا: أسباب حصول الولاية

- ‌رابعًا: زَعَم أنَّ الولي يرث النَّبي

- ‌خامسًا: أقسام الولاية

- ‌سادسًا: إخفاء الولاية وأن تكون سرًّا من الأسرار

- ‌سابعًا: مراتب الأولياء

- ‌المبحث الثاني: الكرامة وأقسامها

- ‌أولًا: تعريف الكرامة في اللغة

- ‌ثانيًا: تعريف الكرامة في الاصطلاح

- ‌ثالثًا: تعريف الكرامة عند الصوفية

- ‌رابعًا: أقسام الكرامات

- ‌الفصل الثالث: الحلول والاتحاد ووحدة الوجود

- ‌المبحث الأول: الحلول والاتحاد

- ‌أولًا: تعريف الحلول والاتحاد

- ‌ثانيًا: موقفه من الحلول والاتحاد

- ‌المبحث الثاني: وحدة الوجود

- ‌أولًا: معنى وحدة الوجود في اللغة

- ‌ثانيًا: معنى وحدة الوجود اصطلاحًا

- ‌الأُولى: القائلون: بثبوت الذوات كلها في العدم

- ‌الثانية: القائلون بأنَّ وجود الله عز وجل هو الوجود المطلق والمعيَّن

- ‌الثالثة: القائلون ما ثَمَّ غير الله، ولا سوى بأيِّ وجه

- ‌ثالثًا: أسماء وحدة الوجود كما بيَّنها ابن عجيبة

- ‌رابعًا: شبهات ابن عجيبة للدلالة على وحدة الوجود

- ‌خامسًا: حكم من اعتقد وحدة الوجود

- ‌الفصل الرابع: الأحوال والمقامات

- ‌المبحث الأول: الأحوال

- ‌أولًا: تعريف الحال في اللغة والاصطلاح

- ‌ثانيًا: أمثلة على الأحوال

- ‌المبحث الثاني: المقامات

- ‌أولًا: تعريف المقام

- ‌ثانيًا: تعيين المقامات والأحوال

- ‌ثالثًا: أمثلة على المقامات

- ‌المبحث الثالث:الصلة بين الأحوال والمقامات

- ‌الفصل الخامس: موقفه من أعلام الصوفية وطرقها وأثره على من بعده

- ‌المبحث الأول:موقفه من أعلام الصوفية

- ‌المبحث الثاني: موقفه من طرقها

- ‌المبحث الثالث:أثره على من بعده

- ‌أ أثره على من خلفه في الطريقة

- ‌ب أثره على أسرته

- ‌ج- أثره على من بعده في العصر الحاضر

- ‌د- امتداد الطريقة الدرقاوية

- ‌الفصل السادس: التعريف بالطريقة الدرقاوية، ودوره في تأسيسها وموقف علماء أهل السنة منها

- ‌المبحث الأول:التعريف بالطريقة الدرقاوية

- ‌أ- التعريف بالطريقة الدرقاوية وسبب تسميتها

- ‌ب- الطريقة الدرقاوية وانتشارها

- ‌المبحث الثاني: دوره في تأسيسها

- ‌المبحث الثالث:موقف أعلام السُّنَّة من الطريقة الدرقاوية

- ‌موقف أعلام السُّنَّة من قول ابن عجيبة (إنَّ أهل السُّنَّة هم الأشاعرة):

- ‌الخاتمة

- ‌التوصيات

- ‌الملاحق

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌ثانيًا: الحكايات يعتمد ابن عجيبة على الحكايات كثيرًا ويذكرها في ما

‌ثانيًا: الحكايات

يعتمد ابن عجيبة على الحكايات كثيرًا ويذكرها في ما يخالف العقيدة الصحيحة، وهذه بعض الأمثلة على ذلك:

1 -

الاستغاثة بغير الله عز وجل

مثال ذلك: أن قومًا ركبوا البحر بسفينتهم، فخرجت عليهم سفينة النصارى فأرادوا أخذهم، فطلب أحدًا من كان معهم في السفينة من يعرف وليًا يستغيث به، فقال رجل معهم: اللا

(1)

فاطمة العجيبية- فإذا هي بينهم كما -زعموا- تدفع عنهم المركب إلى البر

(2)

.

عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ الاستغاثة بالمخلوق على قسمين:

القسم الأول: الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلَاّ الله عز وجل، فهذه شركٌ أكبر؛ لأنها صرفٌ للعبادة لغير الله عز وجل.

أما الاستغاثة فيما يقدر عليه المخلوق مثل استغاثته بغيره في الحرب ليساعده، أو يناصره على عدوِّه؛ فهذا جائز، كما قال الله عز وجل:{فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}

(3)

.

وبهذا يتبيَّن أنَّ من استغاث بوليٍّ ميِّت، أو غائب، أو ذهب لضريح وليٍّ -كحد زعمه- ليستغيث به، أو علَّق قلبه بوليٍّ معتقدًا أنه يفرِّج له الكرب، فهذا كلُّه من الشرك الأكبر المنهي عنه، ومن كان هذه فعله فهو على خطر عظيم إن لم يتدارك نفسه بالتوبة، وتجريد التوحيد لله عز وجل

(4)

.

(1)

اللا: كلمة متداولة عند أهل المغرب تدل على الاحترام، تطلق على الرجل والمرأة.

(2)

ينظر: الفهرسة، ص 20.

(3)

سورة القصص: 15.

(4)

ينظر: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد 1/ 193.

ص: 182

والله عز وجل هو الذي يستغاث به لتفريج الكروب والهموم فيجيب الدعوة.

قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}

(1)

.

وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(2)

.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أنَّ الأُمَّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيءٍ كتبه الله عليك»

(3)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "سؤال الميت والغائب نبيًّا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به عز وجل ولا رسوله ولا فعله أحدٌ من الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبَّه أحدٌ من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين أنَّ أحدًا منهم ما كان يقول: إذا نزلت به ترة

(4)

أو عرضت له حاجة لميت: يا سيدي فلان أنا في حسبك، أو اقض حاجتي كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى والغائبين، ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم، ولا

(1)

سورة الأنفال: 9.

(2)

سورة الأنعام: 17.

(3)

أخرجه الترمذي 4/ 258، رقم 2516، وأحمد في المسند 1/ 239، 303، 307، والطبراني في الكبير 12988، 12989، وابن السنِّي في عمل اليوم والليلة، 425، والبيهقي في شعب الإيمان 174، 195، وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة 5/ 381.

(4)

الترة: هي النقص. ينظر: النهاية في غريب الأثر 1/ 498.

ص: 183

إذا بعدوا عنها وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال ويشتد البأس بهم ويظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحدٌ منهم بنبيٍّ ولا غيره من المخلوقين

"

(1)

.

2 -

تحليل الحرام

ذكر ابن عجيبة أنواع السحر، ثم قال

وقد يكون كرامةً لولي أو تأييدًا لشاك كما وقع لفقير

(2)

، شاور الشيخ في زيارة أمه فغطاه الشيخ بثوبه فرأى نفسه في بلد أمه فبقي عندها أربعة أشهر ثم أراد الرجوع فوجد نفسه عند الشيخ، وقد قرأ القارئ بعده خمسة عشر حزبًا

(3)

.

وهذه الحكايات اعتمد عليها بعض المتصوفة، فضلُّوا عن الحق، وأضلوا من بعدهم.

قال ابن خلدون: "

وكثيرًا ما وقع للمؤرخين والمفسِّرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع؛ لاعتمادهم فيها على مجرَّد النقل، غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة، فضلُّوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط"

(4)

، والكذب ديدن كل من أراد نشر باطله، ويتفنن في صياغة حكايته.

ويقول ابن الحاج: "إنَّ كثيرًا من الناس يدَّعي الدين والصلاح وأنه أهل الوصول، ويأتي بحكايات من تقدَّم من الأكابر ويطرز بها كلامه وهو مع ذلك يشير

(1)

الرد على البكري 1/ 488.

(2)

يطلق على الصوفي.

(3)

ينظر: الفهرسة، ص 90.

(4)

المقدمة، ص 8.

ص: 184

إلى نفسه بلسان حاله، وأن عنده من ذلك طرفًا، وبعضهم يزعم أنه حصل له من ذلك الأمر حاصل.

ومنهم من له القدرة على تصنيف الحكايات والمرائي التي يختلقها من تلقاء نفسه، سيما -والعياذ بالله تعالى- ما ابتلي به بعضهم من تجرئه ودعواه رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه أقبل عليه وخاطبه وأمره ونهاه، بل بعضهم يدعي رؤيته عليه الصلاة والسلام في اليقظة، وهذا بابٌ ضيِّق، وقلَّ من يقع له ذلك الأمر"

(1)

.

ولقد تضاعف الشَّرُّ وكثر خطره بسبب تصدُّر من ليس له علمٌ بصحيح الرواية من ضعيفها، للتصنيف، وتفسير الكتاب العزيز بما يناسب أهواءهم؛ لإثبات البطالة وانتظار السماء أن تمطر ذهبًا وفضَّة، فافتروا على ربِّ العالمين، فاختلقوا الخرافات المختلفة، والأقاصيص المنحولة، والأساطير المفتعلة في تفسير كتاب الله عز وجل فحرَّفوا، وغيَّروا وبدَّلوا، وقد أصيب الإسلام وأهله بداهية دهياء، وفاقرة عظمى، ورزية كبرى، من أمثال هؤلاء الكذَّابين الدجَّالين الذين يجترئون على الكذب، وكتب المتصوفة التي امتلأت من الحكايات المكذوبة ما الله به عليم

(2)

.

ولم يفرق ابن عجيبة بين الكرامات والحكايات المختلقة المكذوبة، فأصبح السحرُ حلالًا بزعمه أنه قد يكون كرامة لولي.

قال الشيخ السعدي رحمه الله: "

قد أدخل الناس في الكرامات أمورًا كثيرة، اخترعوها وافتروها، وخدعوا بها العوام والسُّذَّج من الناس، وأوهموهم بأنها من الكرامات وليست إلا قسمًا من الخرافات والشعوذات، وأهل السُّنَّة والجماعة أبعد

(1)

المدخل 3/ 152.

(2)

ينظر: فتح القدير 5/ 509، واجتماع الجيوش الإسلامية، ص 77.

ص: 185

الناس عن التصديق بالخرافات والأكاذيب المفتراة، وأعرف بالطرق التي يتبيَّن بها كذب الكاذبين وافتراء المفترين"

(1)

.

والسحر كلُّه حرام، وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عز وجل وعدَّه الرسول صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»

(2)

.

ومن السحر، ما يؤثِّر في جسم المسحور فيقتل أو يمرض فيفرِّق بين المرء وزوجه وبين الأحبَّة، وكلُّ ذلك بقضاء الله وقدره، ومنه ما هو تخييلي وليس له حقيقة وهو ما يُسمَّى بالسحر التخييلي، بحيث يظهر الأشياء أمام الناظر على غير حقيقتها، كما قال تعالى:{قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}

(3)

.

والتصديق به ذنبٌ عظيم، وجرمٌ كبير، ولا يجوز للمسلم أن يستعمله، قال الله تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}

(4)

(5)

.

3 -

تفسيره الآيات عن طريق الحكايات

قال ابن عجيبة في قول الله عز وجل: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}

(6)

، "وقد

(1)

التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، ص 100 - 101.

(2)

أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها 1/ 64، رقم 145.

(3)

سورة طه: 66.

(4)

سورة البقرة: 102.

(5)

ينظر: محاضرات في العقيدة والدعوة 3/ 201.

(6)

سورة الذاريات: 22.

ص: 186

سمعت حكاية أخرى، فيها عبرة، وذلك أنَّ رجلًا سمع قارئًا يقرأ هذه الآية فدخل بيته ولزم زاوية منه يذكر فيها، ويتبتل فجاءت امرأته تنقم عليه وتأمره بالخدمة، فقال لها: قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} فلما آيست منه ذهبت تحفر شيئًا، فوجدت آنية مملوءة دنانير، فجاءت إليه، وقالت: قد أتانا رزقنا، قم تحفره معي، هو في موضع كذا، فقال: إنما قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ} ، ولم يقل في الأرض، فامتنع فذهبت إلى أخٍ لها تستعين به، فلما فتحتها وجدتها مملؤة عقارب، فقالت: والله لأطرحنها عليه لنستريح منه، ففتحت كوة من السقف، وطرحتها عليه فسقطت دنانير، فقال: الآن نعم، قد أتاني من حيث قال ربي:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} "

(1)

.

وهذا التفسير المغلوط للآية أورث المتصوفة البطالة، ونفي الأسباب كما مرَّ معنا، وهو مخالف لما عليه المفسِّرون، قال الشيخ السعدي في تفسيره: "أي مادة رزقكم، من الأمطار، وصنوف الأقدار، الرزق الديني والدنيوي، وَمَا تُوعَدُونَ من الجزاء في الدنيا والآخرة، فإنه ينزل من عند الله، كسائر الأقدار

(2)

.

4 -

الحث على تعذيب النفس لتربيتها

قال ابن عجيبة: إن بعض الطلبة كان ساكنًا في مدرسة بفاس، فخرجت امرأة ومعها بنتها

فرأت البنت بابًا خلفه ضوء فأتت إليه، فوجدت فيه رجلًا ينظر في كتاب، فقالت: إن لم يكن الخير عند هذا فلا يكون عند أحد، فقرعت الباب فخرج الرجل فذكرت له قصتها، وأنها خافت على نفسها، فأدخلها منزله، وجعل بينه وبينها حصيرًا، وبقي ينظر في كتابه، وزين له الشيطان أن يعمل بها عمل سوء،

(1)

البحر المديد 5/ 471 - 472.

(2)

تيسير الكريم الرحمن 1/ 809.

ص: 187

ولكن الله عز وجل حفظه ببركة العلم، فأخذ المصباح، وجعل يحْرِقُ أصابعه واحدًا بعد واحد حتى أحرقها، والبنت تنظر إليه وتتعجَّب، ثم خرج ينظر إلى الليل فوجده ما زال، فأحرق أصابع اليد الأخرى، ولما أفل الليل وجاء الصباح خرجت سالمة

وذكرت البنت تلك القصة لأبيها، فأتى أبوها إلى مجلس العلم، وذكر القصة للشيخ، فقال للحاضرين: أخرجوا أيديكم وأمِّنوا على دعائي لهذا الرجل، فأخرجوا أيديهم، وبقي رجل، فعلم الشيخ أنه صاحب القضية

(1)

.

وهذه الحكاية التي ذكرها ابن عجيبة من الحكايات التي ذكرها الصوفية في تربية المريدين على المجاهدة وتعذيب النفس اشتملت على مخالفات شرعية، وأمور باطلة، وهي:

أ اعتبار هذه الحكاية من الجهاد الأكبر الذي هو جهاد النفس عند المتصوفة، وتفضيله على مجاهدة السيف، وبه يحصل التجلِّي فهو يقول:"وإذ تهذبت وكملت رياضتها، فالواجب اتباع ما يتجلَّى فيها إذ لا يتجلَّى فيها إلا الحق، وهذا هو ثمرة الجهاد الأكبر، وأمَّا الجهاد الأصغر الذي هو جهاد السيف فلا يحصل شيءٌ من هذا، فلذلك كان مفضولًا عند الجهاد الأكبر"

(2)

.

ب الخلوة المحرمة.

لقد جاء الشرع ببيان أسباب الفتن والتحذير منها وسد الذرائع المؤدية إليها، ففتنة النساء من أعظم الفتن التي تُبتلى بها الأمم، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا منها، وتأمَّل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة:

(1)

البحر المديد 2/ 590.

(2)

المرجع نفسه 1/ 234.

ص: 188

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء»

(1)

.

يقول الحافظ ابن حجر: "وفي الحديث أنَّ الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ}

(2)

.

فجعلهن من حبِّ الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك"

(3)

.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الدنيا حلوة خضرة وإنَّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»

(4)

.

وما أيس الشيطان من شيءٍ إلا أتاه من قبل النساء، وقد كان السلف الصالح أشدَّ إيمانًا وأكثر عملًا ومع هذا فإنهم لا يأمنون على أنفسهم فتنة النساء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم

»

(5)

.

ج- المجاهدة عند الصوفية؛ لحصول الشيخ على تقديس الناس له وظهور الكرامات

(6)

، وحصوله للعلم بغير تعلم، قال ابن عجيبة: "عداوة النفس تمكنك من

(1)

أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب ما يُتَّقى من شؤم المرأة 5/ 1959، رقم 4808.

(2)

سورة آل عمران: 14.

(3)

فتح الباري 9/ 41.

(4)

أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتن بالنساء 4/ 2098، رقم 2748.

(5)

أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة إلا ذو محرم والدخول على المغيبة، 3/ 395، رقم 5232.

(6)

سيأتي بحثها في موضعها.

ص: 189

نواصي الخلق، أنت تزيد عداوة لنفسك والخلق يزيد إقبالًا عليك"

(1)

، وقال في موضع آخر:"ومن مجاهدة النفس تظهر الكرامات المعنوية من فهم العلوم واتساع الفهوم، وتحقيق اليقين، وشهود رب العالمين، وتسخير النفوس، وقهرها وظهور الجلالة والمهابة إلى الخلق"

(2)

.

د- لا شك أن هذه الحكايات وكثرتها تضليل لأتباعهم، والجهلة من الناس.

هـ- يزعم بعض الصوفية أنَّ المجاهدة سبب للوصول لعقيدة وحدة الوجود الباطلة، قال ابن عجيبة "إن الإنسان إذا جال في ميدانها، فجاهدها حتى هذَّبها، وطهَّرها من الأوصاف الحاجبة لها، رجعت نفسه حينئذ إلى أصلها، وهي الحضرة التي كانت فيها، إذا لم تكن بينها وبين الحضرة إلا الحجب الظلمانية، فلما تخلَّصت منها رجعت إلى أصلها، نورًا مشرقًا في قالب ظلماني، فصارت عنده ياقوتة مكنونة، تُطوى عليها أصداف المكنونات"

(3)

.

و- التخلُّق بصفات الله -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-، قال ابن عجيبة:"فحينئذٍ يستر الحق تعالى وصفك الذي هو وصف العبودية بوصفه الذي هو وصف الحرية، فتتحسَّن أوصاف البشرية بظهور أوصاف الروحانية، ويعطى أيضًا نعتك الذي هو الحدوث بنعته الذي هو القدم، أو غطى نعتك الذي هو العدم بنعته الذي هو الوجود"

(4)

، وهذا من أقبح الباطل، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ

(1)

الفتوحات الإلهية، ص 314.

(2)

المرجع نفسه، ص 38.

(3)

إيقاظ الهمم، ص 412، الفتوحات الإلهية، ص 31، البحر المديد 4/ 324.

(4)

إيقاظ الهمم، ص 250 - 251، وهذه عقيدة وحدة الوجود وسيأتي الحديث عنها في موضعها.

ص: 190

الْبَصِيرُ}

(1)

"وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى نفسه عن صفات المخلوقين"

(2)

، وقال ابن تيمية:"إنَّ أهل السُّنَّة متفقون على أنَّ الله ليس كمثله شيءٌ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله"

(3)

، وعبارة التخلُّق عبارة شنيعة منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة، وهي التشبه

(4)

.

أمَّا أهل السُّنَّة والجماعة عرفوا طريق الحق فالتزموه ولم يحرقوا أصبعًا أو يقتلوا نفسًا بغير حق، بل غاية مرادهم تحقيق العبودية بتزكية أنفسهم، قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

(5)

، قال ابن تيمية:"وإنما دين الحق هو تحقيق العبودية لله بكلِّ وجه وهو تحقيق محبة الله بكل درجة وبقدر تكميل العبودية تكمل محبة العبد لربه وتكمل محبة الرب لعبده وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا؛ وكلما كان في القلب حبٌّ لغير الله كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك وكلَّما كان فيه عبودية لغير الله كان فيه حبٌّ لغير الله بحسب ذلك، وكلُّ محبَّةٍ لا تكون لله فهي باطلة، وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل، فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله، ولا يكون لله إلا ما أحبَّه الله ورسوله وهو المشروع، فكلُّ عمل أريد به غير الله لم يكن لله، وكلُّ عمل لا يوافق شرع الله لم يكن لله بل لا يكون لله إلا ما جمع الوصفين: أن يكون لله وأن يكون موافقًا لمحبة الله ورسوله وهو الواجب والمستحب"

(6)

.

(1)

سورة الشورى: 11.

(2)

كتاب التوحيد 1/ 94.

(3)

منهاج السُّنَّة 1/ 413.

(4)

ينظر: بدائع الفوائد 2/ 275.

(5)

سورة الشمس: 9.

(6)

مجموع الفتاوى 10/ 213.

ص: 191

والملاحظ هو توسُّع المتصوفة في مفهوم المجاهدة، حتى خرجوا عن الشرع في التعبد، قال ابن تيمية:"ومن عظَّم مطلق السهر والجوع وأمر بهما مطلقًا فهو مخطئ بل المحمود السهر الشرعي والجوع الشرعي، فالسهر الشرعي كما تقدم من صلاة أو ذكر أو قراءة أو كتابة علم أو نظر فيه أو درسه أو غير ذلك من العبادات"

(1)

.

5 -

الحكايات التي يستدل بها على التوكل على الله مع ترك الأخذ بالأسباب.

قال ابن عجيبة: "حُكي أنَّ بعض الأولياء ولدت له بنية في آخر عمره وماتت أُمُّها، وحضرته الوفاة فقال له رجلٌ: أوصني عليها أكفلها، قال: لا ولكن إذا نامت فاحملها إلى حرم الله ودعها في الحجر، وامض ودعها في كفالة الله، فلما مات فعل الرجل ذلك وصار يرقبها على بعد، فرأتها أم الخليفة وهي تطوف، فأمرت بحملها لها، فتبنَّتها وربَّتها حتى بلغت وزوجتها لابن الوزير، وأصدقتها عشرين ألف دينار، فانظر حال من توكَّل على كفالة مولاه، وآوى إلى حصن رعايته وحماه"

(2)

.

ونفي الأسباب في التوكل خلاف ما عليه أهل السُّنَّة والجماعة، والتوكل الصحيح لا ينافي الأخذ بالأسباب، التي دلَّ عليها، الكتاب والسُّنَّة بل هي من مقتضيات التوكل، قال الطرطوشي رحمه الله: "والتوكُّل والكسب لا يتضادان

؛ لأن، التوكل محله القلب، والكسب محله الجوارح، ولا يتضاد شيئان في محلين بعدما يتحقق العبد أنَّ المقدور من الله تعالى، فإن تعسَّر شيءٌ فبتقديره وإن اتفق فبتيسيره"

(3)

.

(1)

مجموع الفتاوى 22/ 308.

(2)

إيقاظ الهمم، ص 511 - 512.

(3)

سراج الملوك 2/ 207.

ص: 192

وأهل السُّنَّة والجماعة يتوكلون على الله عز وجل مع بذل الأسباب، ولا يعلِّقون القلب بها، قال ابن القيم: "والناس في الأسباب والقوى والطبائع ثلاثة أقسام:

منهم: من بالغ في نفيها وإنكارها، فأضحك العقلاء على عقله، وزعم أنه بذلك ينصر الشرع، فجنى على العقل والشرع، وسلَّط خصمه عليه.

ومنهم: من ربط العالم العلوي والسفلي بها بدون ارتباطها بمشيئة فاعل مختار، ومدبّر لها يصرفها كيف أراد، فيسلب قوة هذا ويقيم لقوة هذا قوة تعارضه، ويكف قوة هذا عن التأثير مع بقائها، ويتصرَّف فيها كما يشاء ويختار.

وهذان طرفان جائران عن الصواب.

ومنهم: من أثبتها خلقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا، وأنزلها بالمحل الذي أنزلها الله به، من كونها تحت تدبيره ومشيئته، وهي طوع المشيئة والإرادة، ومحل جريان حكمها عليها، فيقوي سبحانه بعضها ببعض، ويبطل -إن شاء- بعضها ببعض، ويسلب بعضها قوته وسببيته، ويعريها منها، ويمنعه من موجبها مع بقائها عليه، ليعلم خلقه أنه الفعَّال لما يريد، وأنه لا مستقل بالفعل والتأثير غير مشيئته، وأنَّ التعلق بالسبب دونه كالتعلق ببيت العنكبوت، مع كونه سببًا.

وهذا بابٌ عظيمٌ نافع في التوحيد، وإثبات الحكم، يوجب للعبد -إذا تبصر فيه- الصعود من الأسباب إلى مسببها، والتعلق به دونها، وأنها لا تضر ولا تنفع إلا بإذنه، وأنه إذا شاء جعل نافعها ضارًّا وضارها نافعًا، ودواءها داءً وداءها دواء، فالالتفات إليها بالكلية شركٌ منافٍ للتوحيد، وإنكار أن تكون أسبابًا بالكلية قدحٌ في الشرع والحكمة، والإعراض عنها -مع العلم بكونها أسبابًا- نقصان في العقل، وتنزيلها منازلها، ومدافعة بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، وشهود الجمع

ص: 193

في تفرقها، والقيام بها هو محض العبودية والمعرفة، وإثبات التوحيد والشرع والقدر والحكمة"

(1)

.

والسبب مقطوع به فمن أكل ليتغذى، أو شرب للري، أو لبس الدرع ليتحصن من العدو، لا يعتبر قدحًا في التوكل، بل أخذنا بالأسباب مأمورين به شرعًا، فنحن نتعبد الله بفعل السبب كما نتعبده بالتوكل

(2)

.

قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

(3)

.

قال الشيخ السعدي في هذه الآية: "دلَّ هذا على وجوب التوكُّل، وعلى أنه بحسب إيمان العبد يكون توكله"

(4)

.

وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

(5)

.

قال ابن تيمية: "فمدحوه سبحانه بأنه نعم الوكيل لما توكلوا عليه بقولهم (حسبنا الله)، أي كافينا الله لا يستحق المدح إن لم يجلب لمن توكل عليه منفعة ويدفع عنه مضرَّة، والله خير من توكل العباد عليه فهو نعم الوكيل يجلب لهم كل خير ويدفع عنهم كل شر"

(6)

.

(1)

مدارج السالكين 1/ 275.

(2)

ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم 1/ 602، بتصرُّف.

(3)

سورة المائدة: 23.

(4)

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان 1/ 277.

(5)

سورة آل عمران: 173.

(6)

جامع المسائل، ص 88.

ص: 194

وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

(1)

.

وقال أيضًا أثناء بيانه لإزالة إشكال من استشكل فهمه لهذه الآية: "أي الله كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين فلو كانت كفايته للمؤمنين المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم سواء اتبعوه أو لم يتبعوه لم يكن للإيمان واتباع الرسول ثمة أثر في هذه الكفاية، ولا كان لتخصصهم بذلك معنى وكان هذا نظير أن يقال هو: خالقك وخالق من اتبعك من المؤمنين ومعلوم أنَّ المراد خلاف ذلك، وإذا كان الحسب معنى يختص به بعض الناس علم أنَّ قول المتوكِّل حسبي الله وقوله تعالى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}

(2)

أمرٌ مختصٌّ لا مشترك وأنَّ التوكل سبب ذلك الاختصاص والله تعالى إذا وعد على العمل بوعد أو خص أهله بكرامة فلا بدَّ أن يكون بين وجود ذلك العمل وعدمه فرق في حصول تلك الكرامة، وإن كان قد يحصل نظيرها بسبب آخر، فقد يكفي الله بعض من لم يتوكل عليه كالأطفال لكن لا بدَّ أن يكون للمتوكل أثر في حصول الكفاية الحاصلة للمتوكلين فلا يكون ما يحصل من الكفاية بالتوكل حاصلًا مطلقًا وإن عدم التوكل، وقد قال تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

(3)

فمعقب هذا الجزاء والحكم لذلك الوصف والعمل بحرف الفاء وهي تفيد السبب فدلَّ ذلك على أنَّ ذلك التوكل هو سبب هذا الانقلاب بنعمة من الله عز وجل وفضل، وأن هذا الجزاء جزاء على ذلك العمل"

(4)

.

(1)

سورة الأنفال: 65.

(2)

سورة الطلاق: 3.

(3)

سورة آل عمران: 173.

(4)

جامع المسائل، ص 88.

ص: 195