الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يصدقها العاقل ولو كانت أضغاث أحلام».
- وهناك أكثر من بابل والمراد في الآية (بابل العراق) ومما استدل به العلماء على أن بابل في الآية هي بابل العراق ما رواه أبو داود وسكت عنه. وهي علامة الحديث الحسن عنده: «أن عليا مر ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال: إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي بأرض بابل فإنها ملعونة» قالوا عن هذا الحديث: «ففيه من الفقه كراهية الصلاة بأرض بابل كما تكره بديار ثمود الذين نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول إلى منازلهم إلا أن يكونوا باكين»
فصل في التشبه:
يغلط كثير من الناس في موضوع التشبه ومن ثم فإننا نحب أن نضع أساسا في هذا الموضوع هنا، ثم يتضح لنا بعد ذلك شيئا فشيئا:
كل بني الإنسان يشتركون في أمور، في كونهم يأكلون وينامون ويتناكحون ويتناسلون والإنسان يشترك مع الحيوان في أمور، فما هو التشبه المنهي عنه؟
هناك التشبه الذي ورد النهي عنه في النصوص، كالنهي عن إقعاء الكلب، وافتراش الثعلب، ونقر الديك في الصلاة، وكالنهي عن تشبه الرجال بالنساء فيما هو من خصوصيات النساء، وعن تشبه النساء بالرجال فيما هو من خصوصيات الرجال.
ثم هناك تشبه بالكافرين فيما هو علم على الكفر، أو تشبه بالفاسقين فيما هو علم على الفسوق، أو تشبه بالكافرين والفاسقين فيما به تترك فريضة أو سنة، أو فيما يحقق مصلحة للكفر والكافرين، في مثل هذا يطبق النهي الوارد عن التشبه.
فليس كل تشبه منهيا عنه، وسنرى ما يوضح هذه الشئون في التفسير وفي كتاب الأساس في السنة وفقهها بما نعرف حدود ذلك بدقة.
فصل في النسخ:
ألف في موضوع الناسخ والمنسوخ الكتب الكثيرة، وتبحث عادة قواعده
وتفصيلاته في كتب أصول الفقه وننقل لك هاهنا من كلام القرطبي في تفسيره ما يلائم حدود هذا التفسير:
قال القرطبي: «
…
معرفة هذا الكتاب أكيدة، وفائدته عظيمة، لا تستغني عن معرفته العلماء، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء، لما يترتب عليه في النوازل من الأحكام ومعرفة الحلال من الحرام، روى أبو البختري قال: دخل علي رضي الله عنه المسجد فإذا رجل يخوف الناس فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل يذكر الناس فقال: ليس برجل يذكر الناس لكنه يقول: أنا فلان ابن فلان فاعرفوني، فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا .. قال: فاخرج من مسجدنا فلا تذكر فيه. وفي رواية أخرى: أعلمت الناسخ من المنسوخ قال: لا قال: هلكت وأهلكت. ومثله عن ابن عباس رضي الله عليه.
قال علماؤنا .. : جائز نسخ الأثقل إلى الأخف كنسخ الثبوت لعشرة بالثبوت لاثنين (أي في القتال) ويجوز نسخ الأخف إلى الأثقل كنسخ يوم عاشوراء والأيام المعدودة برمضان على ما يأتي بيانه في آية الصيام، وينسخ المثل بمثله ثقلا وخفة كالقبلة، وينسخ الشئ لا إلى بدل كصدقة النجوى. وينسخ القرآن بالقرآن
…
وينسخ خبر الواحد بخبر الواحد وحذاق الأئمة على أن القرآن ينسخ بالسنة وذلك موجود في قوله عليه السلام «لا وصية لوارث» وهو ظاهر مسائل مالك، وأبى ذلك الشافعي وأبو الفرج المالكي
…
والحذاق أيضا على أن السنة تنسخ بالقرآن، وذلك موجود في القبلة، فإن الصلاة إلى الشام لم تكن في كتاب الله تعالى وفي قوله تعالى (في سورة الممتحنة) فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ فإن رجوعهن إنما كان بصلح النبي صلى الله عليه وسلم لقريش، والحذاق على تجويز نسخ القرآن بخبر الواحد عقلا، واختلفوا هل وقع شرعا (أقول: في كون كل الحذاق هذا مذهبهم فيه نظر) ولا يصح نسخ نص بقياس إذ من شرط القياس ألا يخالف نصا، وهذا كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأما بعد موته واستقرار الشريعة فأجمعت الأمة أنه لا نسخ، ولهذا كان الإجماع لا ينسخ ولا ينسخ به إذ انعقاده بعد انقطاع الوحي.
(وهناك)
…
نسخ الحكم دون التلاوة ومثله صدقة النجوى، وقد تنسخ التلاوة دون الحكم كآية الرجم، وقد تنسخ التلاوة والحكم معا ومنه قول الصديق رضي الله عنه كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر» ومثله كثير.