الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد كنت أحس بضرورة وجود الكتاب الذي يخدم في هذه الشئون، وغيرها مما رأيناه وسنراه، ولكن ما العمل؟ ولم أكن أستطيع وخاصة في المراحل الأولى من سجني أن أصل إلى أي كتاب إلا بصعوبة شديدة، ومن ثم لم أكن أطمع في أن أقدم خدمة مستوعبة في شأن السنة تحقق كل الأمور التي أعتبرها احتياجات عصرنا، كما لم يكن بإمكاني أن أقدم التحقيق المناسب الذي يخدم أغراض هذه الاحتياجات، ومن ثم فقد رأيت أن أعمل بقدر المستطاع المتاح، مما سنرى حدوده في مقدمة الكلام عن القسم الثاني من هذه السلسلة، وهو بفضل الله كثير طيب. هذه مجمل أمور في شأن الكتاب والسنة أعتبرها من احتياجات عصرنا، وأرجو أن أكون قد قدمت خدمة لا بأس بها فيها ويأتي القسم الثالث ليضع الأساس في ضبط مسار الفهم.
ولئن كان المشتغلون قديما في خدمة الكتاب والسنة يفترضون في الغالب أنهم يخاطبون إيمانا كاملا، وبالتالي فإنهم لا يتكلفون كثيرا لما يخدم قضية الإيمان؛ فإنني أعتبر أن من واجبات العصر أن نلاحظ قضية الإيمان: إن في عرض المعاني، أو إبراز ما يلزم لذلك.
ففيما يتعلق بعرض السنة فإنه ينبغي على الباحث أن يلاحظ هذا الموضوع حتى في عملية ترتيب أبحاث السنة.
وأما بالنسبة للتفسير فإذا لم تخدم قضية الإيمان فيه في عصرنا المادي والشهواني فكأن المفسر لم يفعل شيئا، إن الله عز وجل يقول: وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً. فالأصل الأصيل هو أن يتعمق الإيمان بتلاوة الآيات، وعلى المفسر أن يساعد في ذلك.
إن كثيرا من التفاسير- كما قلنا- يفترض سلامة الإيمان وكماله، ومن ثم يركز على النكت والشروح والفوائد ومناقشة الخصوم، وكل ذلك له فوائده، ولكن هذا التفسير يريد صاحبه أن يكون أداة لرفع درجات اليقين، بحيث لا يخلص القارئ من صفحة إلى صفحة إلا وقد ارتقى يقينه، هذا مع تصحيح التصورات وزيادة العلم.
إن من أهداف هذه السلسلة خدمة قضية زيادة الإيمان، وإصلاح الاعتقاد والعمل
.
ولقد حرصت على أن أربط بين أقسام هذه السلسلة برباط، مع أنه جرت عادة المؤلفين أن يخصوا الكتاب بالتأليف وكذلك السنة وكذلك الأصول دون أن يتكلف
الواحد منهم لتأليف متسلسل يضمها مكتفيا بما استقر في ضمير المسلم من أنه سيأخذ حظه من الكتاب ومن السنة ومن الأصول كل من مصادره. لكني وجدت أن الربط بين الكلام عن الكتاب والسنة والأصول في سلسلة واحدة مفيد لأسباب متعددة، أولها: الاختصار، فبدلا من أن يبحث الباحث قضية واحدة فيفصلها هاهنا وهاهنا فإنه يكتفي بالتفصيل في مكان واحد. ثم إن السنة هي المبينة للكتاب، فالوضع الكامل أن تدرس معه. ولكي أضمن الاقتراب من الكمال في الفهم، حرصت على أن تكون السلسلة شاملة لعرض نصوص الكتاب والسنة، ثم إن الحركة الإسلامية وهي تنطلق مصححة لأوضاع محلية أو لأوضاع عالمية أو لإرث موروث أو لدخن مختلط أو وهي تقيم الحجة على الناس كل الناس مسلمين وغير مسلمين، لا بد أن تقدم الفهم الحق للكتاب والسنة، اللذين هما أصل الإسلام على طريقة سواء وضوابط هذا الفهم كل ذلك وغيره من معان متعددة كلها يصب في كون المسلم لا بد له من معرفة بنصوص الكتاب والسنة، ولا بد له لتحقيق كمالاته من الاطلاع على الكتاب والسنة، ولا بد له من فهم لنصوص الكتاب والسنة فهما صحيحا يحفظه من الخطأ، كل ذلك دعاني لإصدار هذه السلسلة تحت عنوان واحد (الأساس في المنهج) لأن منهج الحق يتمثل في الكتاب والسنة كليهما.
وشئ بدهي أن أوضح في هذه السلسلة موضوع أن الإسلام تغطية كاملة لشئون الحياة، وأن أبين أنه يستحيل شئ مما وصل إليه الإنسان من حقائق علمية ينقضه نص من نصوص الكتاب والسنة، بل إن الكثير مما وصل إليه الإنسان من حقائق علمية قطعية كان لصالح إثبات أن الكتاب والسنة حق خالص، وكيف أن عصرنا قد أبرز من معجزات الكتاب والسنة ما تقوم به الحجة على أهل جيلنا أكثر من أي جيل مضى، كل ذلك شئ عادي أن أبرزه في هذه السلسلة.
وفي سلسلتنا (في البناء) أشرنا أكثر من مرة إلى هذه السلسلة ووعدنا هناك أن نحقق هنا نعاني بعينها، ونرجو أن نفي بوعودنا كلها في هذه السلسلة بإذن الله.
ومن المعلوم أنه ينبثق عن نصوص الكتاب والسنة كثير من المواضيع، ومن ثم فلا نطمع أن نخص كل موضوع بعنوان. على أننا سنستعين بالفهارس للدلالة على وجود بعض المواضيع التي تعتبر أهم من غيرها.
وسنعطي قضايا الحكم العقلي والشرعي والعادي، وأصول ذلك وصلة ذلك بالنصوص أهمية خاصة.
هذا كله مراعى في تأليف هذه السلسلة ودافع نحو تأليفها غير أن هناك أسبابا بعينها كانت هي الأقوى في الدفع نحو هذا التأليف وهذه هي:
1
تعتبر العصور المتأخرة ومنها عصرنا عصور الامتحان لكل شئ؛ لأن الإنسان في الغالب قد شك في كل شئ، خاصة وأن الشعوب التي ملكت السيطرة المادية على العالم، والتي أصبحت نتيجة لذلك هي التي تصدر الأفكار وتدعو إليها وتفلسفها، وتحاول- سواء كانت رأسمالية أو شيوعية- أن تصوغ الأمور بالقالب الذي تريد.
إن هذه الحكومات والشعوب جعلت كل شئ محل امتحان في الظاهر، ولكنها في الواقع قد أصدرت أحكامها سلفا في كثير من الأمور، وتحاول باسم الامتحان أن توصل الناس إلى ما تريد في الاعتقاد والسلوك وغير ذلك، وارتبط ذلك كله بعملية تناحر هائلة جبارة على المواد الخام وعلى السيطرة على العالم، وبقضية الصراع من أجل البقاء، ومن ثم فقد سخر في عملية الامتحان الظاهري للأشياء وفي عملية صبغ الأشياء بالفكر المسبقة، سخر لهذا الموضوع من الإمكانات والطاقات ما لا يخطر بالبال، فأصبحت الأشياء كلها محل امتحان وكادت تتغير كل المسلمات القديمة لدى أكثر الناس، والقليل من الناس هم الذين بقوا في مثل هذا الجو الضاغط الفظيع محتفظين بمسلماتهم، وقليل من هذا القليل هو الذي احتفظ بالمسلمات على بصيرة. وأمام هذا كله لا بد من عرض شامل واستعراض كامل لنصوص الإسلام التي هي بالدليل والبرهان تشكل المسلمات الوحيدة الصحيحة في هذا العالم، أو أنها وحدها الميزان الصحيح الذي توزن به المسلمات.
هذه النصوص التي هذا شأنها والتي ليس أمام أحد خيار إلا قبولها والتسليم لها، وهذا العرض الشامل والاستعراض الكامل هما أول دافع قوي نحو إصدار هذه السلسلة؛ لأنه بدون العرض الشامل والاستعراض الكامل تبقى ثغرات كبيرة يمكن أن ينفذ من خلالها المشككون، فتسهل بدون ذلك عملية سقوط المتشككين، فضلا عن كون ذلك واجب العصر، إذ لكل عصر واجبات على أهل الحق، يقتضيها حق العصر وهذه إحدى أهم واجبات هذا العصر.
2
وفي عصرنا طرحت كثير من الأمور نفسها بشكل حاد، فأصبح لا بد من إجابة شافية كاملة عنها، واختلط الأمر واختلطت الإجابات، فكان لا بد من عملية تمييز شاملة كاملة للإجابة الصحيحة من ناحية، وللتوضيح من ناحية أخرى، وإذا كانت نصوص الإسلام هي الإجابة الشاملة والكاملة على كل قضية تخطر ببال الإنسان، وهي التي من خلالها يتم التمييز الشامل الكامل، فإن هذه النصوص لا بد أن تفهم في إطارها الصحيح لتعطي الجواب، ويتم التمييز ويكون الوضوح. إن كل تساؤل حاد لا يحتمل عصرنا تأخير الإجابة عليه أو السكوت عنه، وإجابة شاملة على كل الأمور لن تتم إلا من خلال عرض شامل لكل النصوص لأن الله عز وجل جعل كتابه تبيانا لكل شئ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وبدون السنة التي هي بيان للقرآن، لا يتم البيان قال تعالى وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. وبدون علم الأصول لا يستطيع الإنسان أن يضع الأمور في مواضعها.
3
وفي عصرنا انطلق كل شئ من عقاله بحرية كاملة دون أي التزام مسبق في الظاهر كما رأينا. ولكن الأمر العجيب أن كل شئ يخدم قضية الحق أبعد لصالح الهوى، وكل شئ يخدم قضية اليقين أبعد لصالح الظنون. وكل ذلك يعطى صفة علمية يتم الإيهام بأنها قطعية، وهي باطل في جوهرها.
فعلى سبيل المثال: لقد انطلق علم الجيولوجيا والبيولوجيا والمستحاثات وغير ذلك من العلوم، وبدأت الحفريات عن الآثار وعن غيرها للوصول إلى حقائق، فإذا جاءت النتائج تؤيد النصوص الدينية استبعدت، وإذا جاءت لغير صالح نوع من النصوص الدينية المحرفة تبنيت وحمل بسببها على كل دين، حتى ولو كانت نصوصه لا تتناقض مع هذه المكتشفات، وأصاب الإسلام من ذلك الكثير.
نجد مثلا دارسي التاريخ الفرعوني في مصر يرجحون أن جثة فرعون الذي عاصر موسى موجودة حتى الآن. والقرآن يذكر النجاة البدنية لفرعون من الغرق مع إثباته الغرق. وفي ذلك دليل على أن القرآن هو الذي أعطى الجواب الكامل الصحيح على هذا
الموضوع، وأن القرآن ليس مستمدا من روايات الكتب السابقة كما يزعم الزاعمون؛ لأن ما يسمى بالتوراة- الحالية- تذكر غرق فرعون دون أن تذكر نجاة جثته. فبدلا من أن يرى فيما ذكره القرآن دليلا على الوحي وعلى أن القرآن وحي إلهي، تكون المسألة أن يشكك في كل الوحي الإلهي، بسبب أن ما يسمى بالتوراة حاليا- وهي محرفة كما سنرى بالدليل- عارضت مكتشفات أثرية.
والحفريات التي تمت في العراق أوصلت إلى ملحمة جلجاميش التي تحدثت عن نوح عليه السلام وعن الطوفان، وأوصلتنا هي وغيرها إلى أن الطوفان كان مشهورا معروفا، وأن قصة نوح عليه السلام كانت معلومة معروفة، ثم تذكر هذه الحفريات كما يقول أنطون مورتكات في تاريخ الشرق الأدنى القديم الذي عربه توفيق سليمان وآخران:
(لقد صنفت المصادر المحلية التي ترجع إلى ما بعد الطوفان سلالة كيش الأولى في ثلاثة وعشرين ملكا بلغ مجموع حكمهم (24) ألف سنة. ثم تتبعها سلالة أوروك الأولى باثني عشر ملكا وصل مجموع حكمهم مدة زادت عن ألفي سنة).
هذا ما أوصلت إليه الحفريات وفيه دليل على أن الناس في الماضي كانوا يعمرون فعند ما يحكم ثلاثة وعشرون ملكا أربعة وعشرين ألف سنة فذلك دليل على أن ما ذكره القرآن من رقم (950) سنة في حق نوح عليه السلام تسنده الحفريات، وأن الإنسان في الماضي كان يعمر أكثر من إنساننا الحالي، ولكن هذه القضية نفسها تعرض
على أنها مستبعدة أصلا فما أوصلت إليه الحفريات مرفوض إذا! ولماذا الحفريات إذا! إن هذا يؤكد أن الإنسان الحالي في الغالب عنده أحكام مسبقة يحاول أن يفسر الأشياء بها لا أن يصل إلى الحق. ويذكر الدكتور حسن زينو المتخصص في الجيولوجيا في كتابه (التطور والإنسان) كيف أن الحفريات أوصلت إلى اكتشاف الإنسان العملاق، وكيف أن الحفريات أعطتنا جثة إنسان أضخم من إنساننا الحالي بست مرات وهذا يؤيد النصوص التي تذكر أن الخلق لم يزل يتناقص منذ خلق آدم كما سنرى، ولكن بدلا من أن يكون مثل هذا الاكتشاف يخدم قضية الإيمان فإنه يصاغ صياغة تخدم قضية الكفر. وقل ذلك في أمور كثيرة.
لقد انطلق الإنسان بحرية كاملة في كل شأن فوصل إلى حقائق تخدم قضية الإيمان فرفضها، ووصل وأوصل إلى تخريب وضلال في العقل والوجدان، وفي السلوك والاجتماع وفي السياسة والاقتصاد، وهو مصر على أن يستمر في هذا الطريق. ومن ثم فقد آن الأوان أن يقول المسلم لهذا العالم كلمته الحاسمة، وبداية ذلك العرض الشامل لنصوص الإسلام وإقامة الحجة في شأنها على أنها الحق الخالص.
لقد آن الأوان للمسلم أن يرجع الأمور إلى نصابها في هذا العالم، الذي انطلق كل شئ فيه في غير مساره الصحيح، ليرجع الأشياء كلها إلى المسار الصحيح، بأن تصبح كلمة الله هي العليا، وبداية ذلك كله أن تفهم كلمة الله فهما صحيحا، وأن تفهم كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما صحيحا، وأن تقام الحجة بكلمات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على العالم.
4
إن الوحي الإلهي في صيغته الصحيحة الوحيدة حاليا، يتمثل بالدليل والبرهان بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم من قرآن وحكمة، هذا القرآن الذي كانت مهمة محمد صلى الله عليه وسلم فيه البلاغ والبيان هو حجة الله على خلقه، وهو حجة الله على أن محمدا عبده ورسوله. هذا القرآن الذي هذا شأنه؛ لا بد من إبراز كمال الحجية فيه، وما أكثر الحجج وأكبرها، إنه كلمات الله إلى هذا العالم، فلا بد من إقامة الحجة فيه، ولا بد من الإجابة على شبهات الخلق في شأنه. ومن آخر هذه الشبه وأعجبها ما تثيره الآن أكثر دوائر الكفر بشكل مهذب أو وقح حول الوحدة القرآنية والصلة بين سور القرآن بعضها ببعض، أو آيات القرآن بعضها ببعض، كما ترى نموذج ذلك في مقدمة (كلود كاهن) في تاريخه، مع أن هذا الموضوع وحده هو من أعظم مظاهر الإعجاز في القرآن كما سنرى في هذه السلسلة، ولكن الأمر يحتاج إلى بيان، فكانت هذه السلسلة وخاصة جزؤها الأول هي هذا البيان. ومع البيان لمثل هذا الشأن وغيره مما تندفع به الشبه وتقوم به الحجة، فهناك محاولة الفهم الصحيح لكلمة الله وكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصر أصبحت فيه كثير من النصوص تفهم فهما خاطئا ويبنى على هذا الفهم الخاطئ أحكام خاطئة.
5
ثم إنه منذ العصور الأولى وجدت عقلية حرفية، تحاول أن تفهم نصوص الكتاب والسنة غير مراعية طرائق العرب في الخطاب والفهم، كما وجدت عقلية تأويلية تنطلق بالتأويل بدون ضوابط، وهناك عقلية تريد أن تفهم الأصل على ضوء الفرع، وعقلية تنسى الأصل وتستيقظ على الفرع، وكل ذلك لا يسع المسلمين أن يبقوا على غفلة عنه في عصر المخاض لميلاد الدولة الإسلامية العالمية بإذن الله تعالى.
هذه النقاط الخمس تشكل الدوافع الأقوى لإصدار هذه السلسلة، ولكن هل استطعت أن أحقق هذه الأحلام؟ لا أقول هاهنا شيئا فلي كلمة في الختام، ولكن أستعين بالله عز وجل وأبدأ، وأرجو ألا يندم أحد سهر الليالي في قراءة هذه السلسلة، بل إنني لأرجو أن ينتهي القارئ منها وقد شعر أنه بحاجة إلى أن يقرأها مرة ومرة. وإني لأعتبر السلاسل الأربع التي أصدرتها: سلسلة الأصول الثلاثة، وسلسلة في البناء وسلسلة إحياء الربانية، وهذه السلسة مما لا ينبغي أن يتجاوزها طالب علم إلا وقرأها، فضلا عن إنسان له دور الداعية أو المربي في هذه الأمة، لأنني أعتبرها جميعا احتياجات عصر.
وإني لأرجو أن أكون بهذه السلاسل قد أجبت على كل شبهة، وأعطيت جواب الحركة الإسلامية على كل المسائل المعاصرة. ومن ثم فإنني أرجو أن تكون نقاط علام مضيئة على طريق طويل، وضع النقاط الأولى فيه حسن البنا، ووضع النقاط التالية فيه حسن الهضيبي، ووضع نقاطا مضيئة كثيرة فيه سيد قطب وغيره من أبناء هذه الحركة في الشرق الإسلامي وعلى امتداد هذا العالم؛ فإن الكثيرين قد وضعوا من هذه النقاط على هذا الطريق، وأخص بالذكر منهم الأستاذ أبا الأعلى المودودي، وشيخنا أبا الحسن الندوي، فجزى الله الجميع خيرا. ولئن وضعت اسمي بين هذه الأسماء اللامعة، فما ذلك إلا لتشجيع القارئ على قراءة هذه السلاسل، وإلا فإنني بفضل الله أعرف مكاني وهو الجندية الخالصة لهذه الدعوة الربانية.
هذا ونسأل الله أن يعين وأن يتقبل إنه سميع مجيب. اللهم آمين. ولنبدأ في القسم الأول من هذه السلسلة مبتدءين بالمقدمة المباشرة لقسم الأساس في التفسير.