الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسادك إذا لعريض إن كان الخيط الأسود والأبيض تحت وسادتك». فمن كان الليل والنهار تحت رأسه ينبغي أن يكون رأسه كبيرا جدا.
4 -
في الصحيحين عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» . وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور» . وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السحور أكلة بركة، فلا تدعوه، ولو أن أحدكم تجرع جرعة ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» .
5 -
في الصحيحين عن زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قال أنس: قلت لزيد: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: «قدر خمسين آية» . وأخرج الإمام أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور» .
6 -
في الصحيحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم» . وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» . وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحب عبادي إلى، أعجلهم فطرا» .
فوائد ومسائل:
1 -
رأينا أن قوله تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ: قد جاء في معرض البيان لحكمة إباحة حل الجماع في ليلة الصوم. وهي رفع الحرج في هذه القضية. فمن خلال السياق عرفنا المراد الرئيسي من النص. وإذا نظرنا إلى النص مجردا رأينا في النص تشبيها بليغا. هذا التشبيه نفهم منه أشياء. فكون المرأة لباسا للرجل، وكون الرجل لباسا للمرأة، يقتضي هذا من كل منهما أن تتوافر فيه شروط اللباس، من كونه ساترا لا يكشف عورة، ومن كونه طاهرا ليس فيه دنس، ومن كونه خاصا بصاحبه، ومن كونه متناسبا مع مكانة الإنسان .. فانظركم في هذا القرآن من معان من خلال النص، ومن خلال السياق الجزئي. ومن خلال السياق الكلي في السورة.
وسنرى كذلك أنه من خلال السياق القرآني كله نفهم معاني. وبذلك نجد في هذا القرآن معاني متولدة من بعضها لا تنتهي.
2 -
فهم العلماء من قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ: أن صوم الوصال منفي. وقد ورد في الأحاديث الصحيحة النهي عن صوم الوصال. وهو أن يصل يوما بيوم آخر، أو أكثر. ولا يأكل بينهما شيئا. قالت السيدة عائشة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم.
فقالوا: إنك تواصل. قال: «إني لست كهيئتكم. إني يطعمني ربي ويسقيني» . وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تواصلوا. قالوا: يا رسول الله إنك تواصل. قال فإني لست مثلكم. إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. قال: فلم ينتهوا عن الوصال. فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين وليلتين. ثم رأوا الهلال. فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم» . كالمنكل لهم. وثبت أن صوم الوصال من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
وأنه كان يقوى على ذلك، ويعان. والأظهر أن ذلك الطعام والشراب في حقه إنما كان معنويا لا حسيا، وإلا فلا يكون مواصلا مع الحسي. وصوم الوصال عند الحنفية مكروه تنزيها وقد ذكر ابن كثير تحقيقا لطيفا في موضوع صوم الوصال قال:
(وأما من أحب أن يمسك بعد غروب الشمس إلى وقت السحر، فله ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تواصلوا.
فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر
…
» أخرجاه في الصحيحين. وقال الإمام أحمد عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواصل من السحر إلى السحر. وقد روى ابن جرير عن عبد الله بن الزبير وغيره من السلف أنهم كانوا يواصلون الأيام المتعددة. وحمله منهم على أنهم كانوا يفعلون ذلك رياضة لأنفسهم، لا أنهم كانوا يفعلونه عبادة. والله أعلم.
ويحتمل أنهم يفهمون من النهي أنه إرشاد من باب الشفقة كما في حديث عائشة «رحمة لهم» . فكان ابن الزبير وابنه عامر، ومن سلك سبيلهم، يتجشمون ذلك ويفعلونه، لأنهم كانوا يجدون قوة عليه. وقد ذكر عنهم أنهم كانوا أول ما يفطرون على السمن والصبر. لئلا تتمزق الأمعاء بالطعام أولا. وقد روي عن ابن الزبير أنه كان يواصل سبعة أيام ويصبح في اليوم السابع أقواهم وأجلدهم. وقال أبو العالية: إنما فرض الله الصيام بالنهار. فإذا جاء الليل، فمن شاء أكل، ومن شاء لم يأكل»
3 -
في ذكره تعالى الاعتكاف بعد الصيام، إرشاد وتنبيه على الاعتكاف في الصيام، أو في آخر شهر الصيام كما ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان، حتى توفاه الله عز وجل. ثم اعتكف أزواجه من بعده» .
4 -
قال الحنفية: (والاعتكاف ثلاثة أقسام. أولا: واجب، وهو الاعتكاف المنذور ثانيا: سنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان. وهو سنة كفاية. إذا قام به البعض سقط العتاب عن الباقين. ثالثا: مستحب في غيره من الأزمنة) ويبطل الاعتكاف المنذور بالوطء ولو خارج المسجد. ويبطل بالإنزال بدواعيه عامدا أو ناسيا. ثم المراد بالمباشرة المنهي عنها في الآية للمعتكف ما قاله ابن كثير: «إنما هو الجماع ودواعيه، من تقبيل، ومعانقة، ونحو ذلك. فأما معاطاة الشئ ونحوه فلا بأس به. فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلى رأسه فأرجله، وأنا حائض. وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان» .
5 -
قال ابن كثير: ومن جعله تعالى الفجر غاية لإباحة الجماع والطعام والشراب أي في قوله: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لمن أراد الصيام. يستدل على أنه من أصبح جنبا فليغتسل، وليتم صومه، ولا حرج عليه. وهذا مذهب الأئمة الأربعة، وجمهور العلماء سلفا وخلفا. لما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أنهما قالتا:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يغتسل ويصوم» وفي حديث أم سلمة عندهما «ثم لا يفطر ولا يقضي» .
6 -
وقع بعض المؤلفين، وبعض العلماء السابقين في خطأ كبير: إذ أجازوا الأكل بعد طلوع الفجر. إما بفهم خاطئ للتبين في الآية، وإما بحمل بعض الآثار على غير محملها، وإما بسبب عدم النظر الدقيق إلى عامة النصوص، وإما بفهم خاطئ للنصوص. ومهما كان الأمر، فالذي عليه إجماع العلماء خلال العصور المتطاولة هو عدم حل الأكل بعد الفجر. ومن الأسباب التي دعت بعضهم للوقوع في الخطأ ورود لفظ الفجر المستطيل والمستطير في الأفق. فظنوا أن المستطير هو ما بعد الفجر المعروف. والحقيقة أن الفجر المستطيل هو الفجر الكاذب. وهو الذي يكون عادة قبل الفجر المعروف بحوالي خمس عشرة دقيقة، وهو ليس فجرا أصلا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الفجر فجران. فالذي كأنه ذنب السرحان لا يحرم شيئا.
وإنما المستطير الذي يأخذ الأفق. فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام». قال ابن كثير:
وهذا مرسل جيد. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل. ولكنه الفجر المستطير في الأفق» . وقد ورد في الصحيحين عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنعكم أذان بلال من سحوركم، فإنه ينادي بليل. فكلوا