المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ولنقدم لتفسير آيات الربا بكلام لصاحب الظلال: - الأساس في التفسير - جـ ١

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر

- ‌مقدمة سلسلة الأساس في المنهج

- ‌القسم الأول: الأساس في التفسير

- ‌القسم الثاني: الأساس في السنة وفقهها

- ‌القسم الثالث: الأساس في قواعد المعرفة وضوابط الفهم للنصوص

- ‌[بعض احتياجات عصرنا]

- ‌أولا: بالنسبة للقرآن:

- ‌ثانيا: بالنسبة للسنة:

- ‌إن من أهداف هذه السلسلة خدمة قضية زيادة الإيمان، وإصلاح الاعتقاد والعمل

- ‌مقدمة الأساس فى التفسير

- ‌ملاحظة حول اصطلاحات في هذا التفسير:

- ‌سورة الفاتحة

- ‌1 - فقرات السورة

- ‌2 - تعريفات

- ‌3 - بعض ما ورد في الفاتحة

- ‌4 - المعاني العامة والكلية

- ‌وبعد هذه الجولة عن المعاني العامة والكلية في سورة الفاتحة نقول مختصرين:

- ‌5 - المعنى الحرفي

- ‌6 - فصول شتى

- ‌فصل في البسملة:

- ‌فصل في الاستعاذة:

- ‌فصل في الحمد:

- ‌فصل في التأمين:

- ‌فصل في قراءة الفاتحة في الصلاة:

- ‌فصل في كيفية أداء الفاتحة:

- ‌فصل في أن الصراط المستقيم هو الإسلام

- ‌فصل: في أن المالكية العليا لله:

- ‌فصل في رد مزاعم:

- ‌فصل في مسألة اعتقادية:

- ‌ملاحظة في قضايا اختلاف الأئمة:

- ‌7 - فوائد

- ‌8 - كلمة في السياق

- ‌ قسم الطوال

- ‌كلمة في هذا القسم:

- ‌سورة البقرة

- ‌نصوص ونقول:

- ‌كلمة في سورة البقرة وسياقها:

- ‌يبدأ القسم الأول من السورة بأمر ونهي:

- ‌مقدمة سورة البقرة:

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌الفقرة الثانية:

- ‌الفقرة الثالثة:

- ‌المجموعة الأولى:

- ‌المجموعة الثانية:

- ‌المجموعة الثالثة:

- ‌1 - المعاني العامة لمقدمة السورة

- ‌2 - المعنى الحرفي للمقدمة

- ‌ويمكن أن يقال في المثل:

- ‌3 - حديث شريف كاشف

- ‌4 - (فصول شتى)

- ‌فصل في فواتح السور:

- ‌ولنأخذ مثلا آخر:

- ‌فهل هناك تعليل شامل لهذه الظاهرة

- ‌فصل في الحروف التي بدأت بها بعض السور:

- ‌فصل في الكفر الذي لا يؤمن أهله:

- ‌5 - فوائد

- ‌6 - كلمة في السياق

- ‌القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

- ‌كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

- ‌المقطع الأول من القسم الأول:

- ‌1 - كلمة إجمالية في هذا المقطع وسياقه

- ‌2 - المعنى الحرفي

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ الفقرة الثانية

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ الفقرة الثالثة

- ‌كلمة في السياق:

- ‌3 - فوائد

- ‌4 - فصول شتى

- ‌فصل في السموات:

- ‌فصل في إعجاز القرآن ومعجزاته:

- ‌فصل في قضايا عقدية:

- ‌فصل في بعض دروس مقدمة السورة والمقطع الأول من قسمها الأول:

- ‌وباختصار نقول:

- ‌كلمة أخيرة في المقطع الأول من القسم الأول:

- ‌المقطع الثاني من القسم الأول:

- ‌1 - كلمة عامة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌2 - التفسير:

- ‌3 - فوائد

- ‌وقال الشاعر:

- ‌4 - فصول شتى:

- ‌فصل في الإسرائيليات:

- ‌فصل في الشيطان:

- ‌فصل في رفض الداروينية كتعليل لنشأة البشر:

- ‌فصل في السجود لآدم وبعض دروسه:

- ‌فصل في منصب الخلافة وضرورة إحيائه:

- ‌يقول القرطبي:

- ‌فصل في تصحيح أخطاء:

- ‌5 - كلمة أخيرة في المقطع وسياقه:

- ‌المقطع الثالث من القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

- ‌مدخل إلى المقطع:

- ‌التفسير:

- ‌كلمة في هذه الآيات وسياقها:

- ‌[الفصل الاول]

- ‌الفقرة الأولى من الفصل الأول:

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌تفسير الفقرة:

- ‌كلمة في هذه الفقرة وسياقها:

- ‌الفقرة الثانية من الفصل الأول من المقطع الثالث:

- ‌كلمة عامة في هذه الفقرة:

- ‌التفسير

- ‌وقد بين لنا ما مر من هذه الفقرة خلقان جديدان من أخلاق اليهود وطبائعهم:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ الفصل الثاني في المقطع الثالث

- ‌ الفقرة الأولى

- ‌كلمة في هذه الفقرة وسياقها:

- ‌التفسير:

- ‌وبإجمال نقول تفسيرا للآية:

- ‌كلمة في الفقرة الأولى:

- ‌الفقرة الثانية من الفصل الثاني من المقطع الثالث:

- ‌كلمة في هذه الفقرة وسياقها:

- ‌التفسير:

- ‌الدرس الأول:

- ‌الدرس الثاني:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌الفقرة الثالثة من الفصل الثاني

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌ المجموعة الأولى:

- ‌كلمة في هذه المجموعة وسياقها:

- ‌ المجموعة الثانية

- ‌كلمة في المجموعة الثانية وسياقها:

- ‌المجموعة الثالثة والأخيرة في الفقرة:

- ‌كلمة في هذه المجموعة وسياقها:

- ‌العرض والتفسير:

- ‌كلمة في الفقرة وسياقها:

- ‌الفقرة الرابعة من الفصل الثاني من المقطع الثالث:

- ‌كلمة في هذه الفقرة وسياقها:

- ‌التفسير:

- ‌الوقفة الأولى حول أهمية هذا التوجيه:

- ‌الوقفة الثانية في سياق هذه الآية:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌التفسير:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌المعنى:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة أخيرة في سياق المقطع الثالث:

- ‌فصل وفوائد حول آيات ومعان في المقطع:

- ‌فصل في فرعون الاضطهاد والخروج:

- ‌فصل في أحكام فقهية من (آل فرعون):

- ‌فائدة:

- ‌فصل في أكل الثوم والبصل:

- ‌فصل في الصابئة:

- ‌فصل في المسخ:

- ‌فصل في الاستهزاء والمزاح:

- ‌فصل في السلم في الحيوان:

- ‌فصل في القتيل إذا وجد في محلة قوم:

- ‌فصل في التحريفيين من هذه الأمة:

- ‌فصل في حكمة من حكم تكرار المعاني في القرآن:

- ‌فصل في التوسل:

- ‌فصل في روايات أهل الكتاب:

- ‌فصل في السحر:

- ‌فوائد:

- ‌فصل في قوله تعالى: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ:

- ‌فصل في التشبه:

- ‌فصل في النسخ:

- ‌فصل في التأويل:

- ‌فصل في قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ:

- ‌فصل: في الفرية الكبرى: أن لله ولدا

- ‌فائدة:

- ‌‌‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌فصل في ألوية الخداع والرد المكافئ:

- ‌فصل خاتم في المعجزات وخوارق العادات:

- ‌المقطع الرابع من القسم الأول من سورة البقرة:

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌الفقرة الثانية:

- ‌الفقرة الثالثة:

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌الفقرة الأولى وتفسيرها:

- ‌كلمة في سياق هذه الآية:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌الفقرة الثانية في مقطع إبراهيم عليه السلام:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فائدة:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌الفقرة الثالثة في مقطع إبراهيم عليه السلام:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فصول شتى وفوائد:

- ‌فصل في قريش والإمامة:

- ‌فصل في أن قوله تعالى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ نص في أن الباطنين على باطل:

- ‌فصل: في الظلم الذي لا يستحق به صاحبه منصب الخلافة:

- ‌فصل في الحاكمين بغير ما أنزل الله:

- ‌فصل: في الأمن عند البيت:

- ‌فصل في دلالة ذكر الذرية في مقطع إبراهيم عليه السلام:

- ‌فصل: في إقامة الحدود في الحرم:

- ‌فصل في أبناء إبراهيم:

- ‌فصل في أن أعلى مقام للإنسان هو الإسلام لله رب العالمين:

- ‌كلمة أخيرة في مقطع إبراهيم عليه السلام:

- ‌المقطع الخامس من القسم الأول من سورة البقرة:

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌تفسير الفقرة الأولى:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌تفسير الفقرة الثانية في مقطع القبلة:

- ‌آثار:

- ‌التفسير:

- ‌فوائد:

- ‌مسائل:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ الفقرة الثالثة:

- ‌التفسير:

- ‌فوائد ومسائل:

- ‌كلمة في الفقرة وسياقها، والمقطع وسياقه:

- ‌المقطع السادس والأخير من القسم الأول من سورة البقرة:

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌الفقرة الثانية:

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌ الفقرة الأولى

- ‌المجموعة الأولى من الفقرة الأولى:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في سياق المجموعة:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌[المجموعة الثانية من الفقرة الأولى]

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الكلي:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌الفقرة الثانية من المقطع السادس

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فوائد:

- ‌التفسير الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌الشرح الكلي:

- ‌التفسير الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في الفقرة الثانية:

- ‌كلمة أخيرة في المقطع السادس والقسم كله:

- ‌القسم الثاني من أقسام سورة البقرة

- ‌المقطع الأول في القسم الثاني:

- ‌الفقرة الأولى

- ‌الفقرة الثانية

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌تفسير الفقرة الأولى:

- ‌فوائد:

- ‌فصول شتى:

- ‌فصل في التقليد:

- ‌فصل: في نقول لها صلة بآية المحرمات من الأطعمة:

- ‌فصل في الاضطرار المبيح:

- ‌كلمة في الفقرة:

- ‌تفسير الفقرة الثانية:

- ‌مقدمة:

- ‌1 - آيات الكتمان:

- ‌فوائد:

- ‌2 - آية البر:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة أخيرة في المقطع الأول من القسم الثاني:

- ‌كلمة في الثلاثين آية القادمة:

- ‌المقطع الثاني من القسم الثاني: مقطع القصاص والوصية

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌الفقرة الثانية:

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌ الفقرة الأولى

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌مسائل

- ‌شبهة:

- ‌محل هذه الفقرة من السياق:

- ‌توضيح هام:

- ‌الفقرة الثانية:

- ‌اتجاهات المفسرين في هذه الفقرة:

- ‌شرح الآية على القول الأول:

- ‌وأما شرح الآيتين على القول الثاني فهو:

- ‌شرح الفقرة على القول الثالث:

- ‌فوائد:

- ‌محل هذه الفقرة في السياق:

- ‌محل هذا المقطع في السياق:

- ‌المقطع الثالث من القسم الثاني:

- ‌كلمة في هذا المقطع وسياقه:

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌كلمة في الفقرة:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌أسباب النزول:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌أحاديث وآثار:

- ‌المعاني العامة:

- ‌من أسباب النزول:

- ‌المعنى الحرفي للآية:

- ‌أحاديث وآثار:

- ‌فوائد ومسائل:

- ‌فتاوى:

- ‌فصل في الصوم عند الأمم:

- ‌الصوم في الديانات القديمة:

- ‌الصوم عند اليهود:

- ‌الصوم عند المسيحيين:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ الفقرة الثانية

- ‌المعنى الحرفي للآية:

- ‌فوائد:

- ‌الفقرة الثالثة

- ‌أسباب النزول:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌المعنى العام:

- ‌فوائد:

- ‌محل الآية في السياق العام:

- ‌فائدة في صلة هذه الآية بما بعدها من المقطع:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌«مقدمة في القتال»

- ‌ الفقرة الرابعة

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌المعنى:

- ‌أحاديث:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام للآية:

- ‌فوائد:

- ‌يقول القرطبي:

- ‌الفقرة الخامسة:

- ‌كلمة في الفقرة والسياق:

- ‌المعنى الحرفي لآيات الفقرة:

- ‌ولنرجع إلى السياق:

- ‌المعنى الحرفي للنص:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد ومسائل وآثار:

- ‌كلمة بين يدي الفقرة السادسة:

- ‌الفقرة السادسة:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌من أسباب النزول:

- ‌المعنى الحرفي للآية الأخيرة:

- ‌فائدة:

- ‌كلمة في القسم الثاني وما سبقه من السورة:

- ‌القسم الثالث من أقسام سورة البقرة

- ‌ المقطع الأول

- ‌الفقرة الأولى:

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌سبب النزول:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌سبب نزول الآية:

- ‌فوائد:

- ‌ونعود إلى السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌[1 - ان الميسر نقل للملكية غير معقول]

- ‌2 - صفة الميسر في الجاهلية:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فصول شتى:

- ‌فصل في أن الإسلام هو السلام:

- ‌فصل في الحذر من الدراسات الموجهة في شأن الأديان:

- ‌الفقرة الثانية من المقطع الأول من القسم الثالث:

- ‌كلمة في الفقرة:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌سبب نزول هذه الآية:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في الفقرة الثانية وسياقها:

- ‌فصول شتى:

- ‌فصل في الأسرة:

- ‌فصل في نكاح غير المسلمات:

- ‌فصل في النكاح بولي:

- ‌فصل في النكاح عند الحنفية:

- ‌فصل في سبب الحيض ومدته:

- ‌الفقرة الثالثة في المقطع الاول من القسم الثالث:

- ‌كلمة في هذه الفقرة وسياقها:

- ‌الإيلاء:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي للآيات:

- ‌سبب النزول:

- ‌سبب النزول:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة أخيرة في الفقرة:

- ‌الفقرة الرابعة والأخيرة من المقطع الأول من القسم الثالث:

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي

- ‌فوائد:

- ‌فصل في بعض الروايات الكتابية لقصة طالوت وجالوت:

- ‌المعنى العام:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في الفقرة والمقطع:

- ‌المقطع الثاني من القسم الثالث:

- ‌الفقرة الأولى من المقطع

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌حديث وتعليق:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌سبب النزول:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌فصل في عصر إبراهيم عليه الصلاة والسلام والكلام على ما أبهمه القرآن:

- ‌ولنعد إلى التفسير:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ثم عاد السياق إلى الإنفاق:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌الفقرة الثانية من المقطع الثاني من القسم الثالث

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌ولنقدم لتفسير آيات الربا بكلام لصاحب الظلال:

- ‌المعنى العام للمجموعة الأولى في فقرة الربا:

- ‌المعنى الحرفي للمجموعة الأولى:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد من الظلال حول فقرة الربا:

- ‌الفقرة الثالثة من المقطع الثاني من القسم الثالث

- ‌كلمة في هذه الفقرة:

- ‌المعنى العام:

- ‌فائدة حول السياق في هذا المقطع:

- ‌المعنى الحرفي للفقرة:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌فصل في موضوع الأموال:

- ‌كلمة أخيرة في القسم الثالث:

- ‌خاتمة السورة

- ‌المعنى:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة عن سورة البقرة

الفصل: ‌ولنقدم لتفسير آيات الربا بكلام لصاحب الظلال:

‌كلمة في هذه الفقرة:

قلنا إن الملامح الرئيسية للنظام المالي في الإسلام قد تحدث عنها هذا المقطع وأن هذه الملامح هي: أن الإسلام نظام زكوي، لا ربوي. وأنه ذو معاملات منضبطة. وإذا كان هذا المقطع يعطينا هذا بشكل عام، فإنه يعرض ما يعرضه على تسلسل معين.

إن الإنفاق يدلل على نفسية مؤمنة بالله، واليوم الآخر. فهو علم على نفسية مؤثرة. بينما يقف في الصف المقابل لذلك المرابون الذين لا يعطون أموالهم إلا بمقابل من الربح دون أن يتحملوا حتى احتمال الخسارة. فهم مصاصو دماء ومستغلون.

وفي وسط آيات الربا، يذكر الله الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، لينتشل المرابي من حمأة ما هو فيه. وينتهي الحديث عن الربا بالتذكير باليوم الآخر. ومن عادة المدافعين عن الربا، أنهم دائما يتساءلون عن البديل. ومن ثم تأتي آية الدين، وهي آية السلم لتدل على البديل كما سنرى.

وكل ذلك يأتي في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله، والنهي عن اتباع خطوات الشيطان.

‌ولنقدم لتفسير آيات الربا بكلام لصاحب الظلال:

«الوجه الآخر المقابل للصدقة التي عرض دستورها في الدرس الماضي .. الوجه الكالح الطالح هو الربا!

ص: 632

الصدقة عطاء وسماحة، وطهارة وزكاة، وتعاون وتكافل .. والربا شح وقذارة ودنس، وأثرة وفردية .. والصدقة نزول عن المال بلا عوض ولا رد. والربا استرداد للدين ومعه زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين أو من لحمه. من جهده إن كان قد عمل بالمال الذي استدانه فربح نتيجة لعمله هو وكده، ومن لحمه إن كان لم يربح أو خسر، أو كان قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله ولم يستربحه شيئا ..

ومن ثم فهو- الربا- الوجه الآخر المقابل للصدقة .. الوجه الكالح الطالح، لهذا عرضه السياق مباشرة بعد عرض الوجه الطيب، السمح، الطاهر، الجميل، الودود! عرضه عرضا منفرا، يكشف عما في عملية الربا من قبح وشناعة، ومن جفاف في القلب وشر في المجتمع، وفساد في الأرض وهلاك للعباد. ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد

الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا. ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ التهديد في أمر الربا- في هذه الآيات وفي غيرها في مواضع أخرى- ولله الحكمة البالغة. فلقد كانت للربا في الجاهلية مفاسده وشروره. ولكن الجوانب الشائهة القبيحة من وجهه الكالح ما كانت كلها بادية في مجتمع الجاهلية كما بدت اليوم وتكشفت في عالمنا الحاضر، ولا كانت البثور والدمامل في ذلك الوجه الدميم مكشوفة كلها كما كشفت اليوم في مجتمعنا الحديث. فهذه الحملة المفزعة البادية في هذه الآيات على ذلك النظام المقيت، تتكشف اليوم حكمتها على ضوء الواقع الفاجع في حياة البشرية، أشد مما كانت متكشفة في الجاهلية الأولى. ويدرك- من يريد أن يتدبر حكمة الله، وعظمة هذا الدين، وكمال هذا المنهج، ودقة هذا النظام- يدرك اليوم من هذا كله ما لم يكن يدركه الذين واجهوا هذه النصوص أول مرة. وأمامه اليوم من واقع العالم ما يصدق كل كلمة تصديقا حيا مباشرا واقعا. والبشرية الضالة التي تأكل الربا وتؤكله تنصب عليها البلايا الماحقة الساحقة من جراء هذا النظام الربوي، في أخلاقها ودينها وصحتها واقتصادها .. وتتلقى- حقا- حربا من الله تصب عليها النقمة والعذاب .. أفرادا وجماعات، وأمما وشعوبا، وهي لا تعتبر ولا تفيق!.

وحينما كان السياق يعرض في الدرس السابق دستور الصدقة كان يعرض قاعدة من قواعد النظام الاجتماعي والاقتصادي الذي يريد الله للمجتمع المسلم أن يقوم عليه،

ص: 633

ويحب للبشرية أن تستمتع بما فيه من رحمة .. في مقابل ذلك النظام الآخر الذي يقوم على الأساس الربوي الشرير القاسي اللئيم.

إنهما نظامان متقابلان: النظام الإسلامي. والنظام الربوي! وهما لا يلتقيان في تصور! ولا يتفقان في أساس؛ ولا يتوافقان في نتيجة .. إن كلا منهما يقوم على تصور للحياة والأهداف والغايات يناقض الآخر تمام المناقضة. وينتهي إلى ثمرة في حياة الناس تختلف عن الأخرى كل الاختلاف .. ومن ثم كانت هذه الحملة المفزعة، وكان هذا التهديد الرعيب!.

إن الإسلام يقيم نظامه الاقتصادي- ونظام الحياة كلها- على تصور معين يمثل الحق الواقع في هذا الوجود. يقيمه على أساس أن الله سبحانه هو خالق هذا الكون. فهو خالق هذه الأرض وهو خالق هذا الإنسان .. هو الذي وهب كل موجود وجوده ..

وأن الله- سبحانه- وهو مالك كل موجود- بما أنه هو موجده- قد استخلف الجنس الإنساني في هذه الأرض؛ ومكنه مما ادخر له فيها من أرزاق وأقوات ومن قوى وطاقات، على عهد منه وشرط. ولم يترك له هذا الملك العريض فوضى، يصنع فيه ما يشاء كيف شاء. وإنما استخلفه فيه في إطار من الحدود الواضحة.

استخلفه فيه على شرط أن يقوم في الخلافة وفق منهج الله، وحسب شريعته، فما وقع منه من عقود، وأعمال، ومعاملات، وأخلاق، وعبادات، وفق التعاقد فهو صحيح نافذ، وما وقع منه مخالفا لشروط التعاقد فهو باطل. فإذا أنفذه قوة وقسرا فهو إذن ظلم واعتداء لا يقره الله ولا يقره المؤمنون بالله. فالحاكمية في الأرض- كما هي في الكون كله- لله وحده. والناس- حاكمهم ومحكومهم- إنما يستمدون سلطاتهم من تنفيذهم لشريعة الله ومنهجه، وليس لهم- في جملتهم- أن يخرجوا عنها، لأنهم إنما هم وكلاء مستخلفون في الأرض بشرط وعهد، وليسوا ملاكا خالقين لما في أيديهم من أرزاق.

من بين بنود هذا العهد أن يقوم التكافل بين المؤمنين بالله، فيكون بعضهم أولياء بعض، وأن ينتفعوا برزق الله الذي أعطاهم على أساس هذا التكافل- لا على قاعدة

ص: 634

الشيوع المطلق كما تقول الماركسية. ولكن على أساس الملكية الفردية المقيدة- فمن وهبه الله منهم سعة أفاض من سعته على من قدر عليه رزقه. مع تكليف الجميع بالعمل كل حسب طاقته واستعداده وفيما يسره الله- فلا يكون أحدهم كلا على أخيه، أو على الجماعة وهو قادر كما بينا ذلك من قبل. وجعل الزكاة فريضة في المال محددة.

والصدقة تطوعا غير محددة. وقد شرط عليهم كذلك أن يلتزموا جانب القصد والاعتدال، ويتجنبوا السرف والشطط فيما ينفقون من رزق الله الذي أعطاهم؛ وفيما يستمتعون به من الطيبات محدودة بحدود الاعتدال. وتظل فضلة من الرزق معرضة لفريضة الزكاة وتطوع الصدقة. وبخاصة أن المؤمن مطالب بتثمير ماله وتكثيره.

وشرط عليهم أن يلتزموا في تنمية أموالهم وسائل لا ينشأ عنها الأذى للآخرين، ولا يكون من جرائها تعويق أو تعطيل لجريان الأرزاق بين العباد، ودوران المال في الأيدي على أوسع نطاق «كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم»

وكتب عليهم الطهارة في النية والعمل، والنظافة في الوسيلة والغاية، وفرض عليهم قيودا في تنمية المال لا تجعلهم يسلكون إليها سبلا تؤذي ضمير الفرد وخلقه، أو تؤذي حياة الجماعة وكيانها.

وأقام هذا كله على أساس التصور الممثل لحقيقة الواقع في هذا الوجود؛ وعلى أساس عهد الاستخلاف الذي يحكم كل تصرفات الإنسان المستخلف في هذا الملك العريض.

ومن ثم فالربا عملية تصطدم ابتداء مع قواعد التصور الإيماني إطلاقا، ونظام يقوم على تصور آخر. تصور لا نظر فيه لله سبحانه وتعالى. ومن ثم لا رعاية فيه للمبادئ والغايات والأخلاق التي يريد الله للبشر أن تقوم حياتهم عليها.

إنه يقوم ابتداء على أساس أن لا علاقة بين الله وحياة البشر. فالإنسان هو سيد هذه الأرض ابتداء، وهو غير مقيد بعهد من الله، وغير ملزم باتباع أوامر الله!! ثم إن الفرد حر فى وسائل حصوله على المال، وفى طرق تنميته، كما هو حر فى التمتع به. غير ملتزم في شئ من هذا بعهد من الله أو شرط، وغير مقيد كذلك بمصلحة الآخرين ومن ثم فلا اعتبار لأن يتأذى الملايين إذا هو أضاف إلى خزانته ورصيده ما يستطيع إضافته. وقد

ص: 635

تتدخل القوانين الوضعية أحيانا في الحد من حريته هذه- جزئيا- في تحديد سعر الفائدة مثلا، وفي منع أنواع من الاحتيال والنصب والغصب والنهب والغش والضرر.

ولكن هذا التدخل يعود إلى ما يتواضع عليه الناس أنفسهم، وما تقودهم إليه أهواؤهم، لا إلى مبدأ ثابت مفروض من سلطة إلهية!

كذلك يقوم على أساس تصور خاطئ فاسد. هو أن الغايات للوجود الإنساني هي تحصيله للمال- بأية وسيلة- واستمتاعه به على النحو الذي يهوى! ومن ثم يتكالب على جمع المال وعلى المتاع به، ويدوس في الطريق كل مبدأ وكل صالح للآخرين!!

ثم ينشئ في النهاية نظاما يسحق البشرية سحقا، ويشقيها في حياتها أفرادا وجماعات ودولا وشعوبا، لمصلحة حفنة من المرابين، ويحطمها أخلاقيا ونفسيا وعصبيا، ويحدث الخلل في دورة المال، ونمو الاقتصاد البشري نموا سويا .. وينتهي- كما انتهى في العصر الحديث- إلى تركيز السلطة الحقيقة والنفوذ العملي على البشرية كلها في أيدي زمرة من أحط خلق الله، وأشدهم شرا، وشرذمة ممن لا يرعون في البشرية إلا ولا ذمة، ولا يراقبون فيها عهدا ولا حرمة .. وهؤلاء هم الذين يداينون الناس أفرادا، كما يداينون الحكومات والشعوب- في داخل بلادهم وفي خارجها- وترجع إليهم الحصيلة لجهد البشرية كلها، وكد الآدميين وعرقهم ودمائهم، في صورة فوائد ربوية لم يبذلوا هم فيها جهدا. وهم لا يملكون المال وحده .. إنما يملكون النفوذ .. ولما لم تكن لهم مبادئ، ولا أخلاق، ولا تصور ديني وأخلاقي على الإطلاق، بل لما كانوا يسخرون من حكاية الأديان، والأخلاق، والمثل والمبادئ، فإنهم بطبيعة الحال يستخدمون هذا النفوذ الهائل الذي يملكون في إنشاء الأوضاع والأفكار والمشروعات التي تمكنهم من زيادة الاستغلال، ولا تقف في طريق جشعهم وخسة أهدافهم ..

وأقرب الوسائل هي تحطيم الأخلاق البشرية، وإسقاطها في مستنقع آسن من اللذائذ والشهوات، التي يدفع الكثيرون آخر فلس يملكونه، حيث تسقط الفلوس في المصائد والشباك المنصوبة! وذلك مع التحكم في جريان الاقتصاد العالمي وفق مصالحهم المحدودة، مهما أدى هذا إلى الأزمات الدورية المعروفة في عالم الاقتصاد، وإلى انحراف

ص: 636

الإنتاج الصناعي والاقتصادي كله عما فيه مصلحة المجموعة البشرية إلى مصلحة الممولين المراءين، الذين تتجمع في أيديهم خيوط الثروة العالمية!.

والكارثة التي تمت في العصر الحديث- ولم تكن بهذه الصورة البشعة في الجاهلية- هي أن هؤلاء المراءين- الذين كانوا يتمثلون في الزمن الماضي في صورة أفراد أو بيوت مالية كما يتمثلون الآن في صورة مؤسسي المصارف العصرية- قد استطاعوا بما لديهم من سلطة هائلة مخيفة داخل أجهزة الحكم العالمية وخارجها، وبما يملكون من وسائل التوجيه والإعلام في الأرض كلها .. سواء في ذلك الصحف والكتب والجامعات والأساتذة ومحطات الإرسال ودور السينما وغيرها .. أن ينشئوا عقلية عامة بين جماهير البشر المساكين الذين يأكل أولئك المرابون عظامهم ولحومهم، ويشربون عرقهم ودمائهم في ظل النظام الربوي .. هذه العقلية العامة خاضعة للإيحاء الخبيث المسموم بأن الربا هو النظام الطبيعي المعقول، والأساس الصحيح الذي لا أساس غيره للنمو الاقتصادي، وأنه من بركات هذا النظام وحسناته كان هذا التقدم الحضاري في الغرب. وأن الذين يريدون إبطاله جماعة من الخياليين- غير العمليين- وأنهم إنما يعتمدون في نظرتهم هذه على مجرد نظريات أخلاقية ومثل خيالية لا رصيد لها من الواقع، وهي كفيلة بإفساد النظام الاقتصادي كله لو سمح لها أن تتدخل فيه! حتى ليتعرض الذين ينتقدون النظام الربوي من هذا الجانب للسخرية من البشر الذين هم في حقيقة الأمر ضحايا بائسة لهذا النظام ذاته! ضحايا شأنهم شأن الاقتصاد العالمي نفسه. الذي تضطره عصابات المراءين العالمية لأن يجري جريانا غير طبيعي ولا سوي. ويتعرض للهزات الدورية المنظمة! وينحرف على أن يكون نافعا للبشرية كلها، إلى أن يكون وقفا على حفنة من الذئاب قليلة.

إن النظام الربوي نظام معيب من الوجهة الاقتصادية البحتة- وقد بلغ من سوئه أن تنبه لعيوبه بعض أساتذة الاقتصاد الغربيين أنفسهم، وهم قد نشئوا في ظله، وأشربت عقولهم وثقافتهم تلك السموم التي تبثها عصابات المال في كل فروع الثقافة والتصور والأخلاق. وفي مقدمة هؤلاء الأساتذة الذين يعيبون هذا النظام من الناحية الاقتصادية البحتة «دكتور شاخت» الألماني ومدير بنك الرايخ الألماني سابقا. وقد كان مما قاله في

ص: 637

محاضرة له في دمشق 1953 أنه بعملية رياضية (غير متناهية) يتضح أن جميع المال في الأرض صائر إلى عدد قليل جدا من المرابين. ذلك أن الدائن المرابي يربح دائما في كل عملية، بينما المدين معرض للربح والخسارة. ومن ثم فإن المال كله في النهاية لا بد بالحساب الرياضي- أن يصير إلى الذي يربح دائما! وأن هذه النظرية في طريقها للتحقق الكامل. فإن معظم مال الأرض الآن يملكه- ملكا حقيقيا- بضعة ألوف! أما جميع الملاك، وأصحاب المصانع الذين يستدينون من البنوك، والعمال وغيرهم، فهم ليسوا سوى أجراء يعملون لحساب أصحاب المال، ويجني ثمرة كدهم أولئك الألوف.

وليس هذا وحده كل ما للربا من جريرة. فإن قيام النظام الاقتصادي على الأساس الربوي يجعل العلاقة بين أصحاب الأموال وبين العاملين في التجارة والصناعة علاقة مقامرة ومشاكسة مستمرة. فإن المرابي يجتهد في الحصول على أكبر فائدة. ومن ثم يمسك المال حتى يزيد اضطرار التجارة والصناعة إليه فيرتفع سعر الفائدة؛ ويظل يرفع السعر حتى يجد العاملون في التجارة والصناعة أنه لا فائدة لهم من استخدام هذا المال، لأنه لا يدر عليهم ما يوفون به الفائدة ويفضل لهم منه شئ .. عندئذ ينكمش حجم المال المستخدم في هذه المجالات التي تشتغل فيها الملايين، وتضيق المصانع دائرة إنتاجها، ويتعطل العمال، فتقل القدرة على الشراء. وعند ما يصل الأمر إلى هذا الحد، ويجد المرابون أن الطلب على المال قد نقص أو توقف، يعودون إلى خفض سعر الفائدة اضطرارا. فيقبل عليه العاملون في الصناعة والتجارة من جديد، وتعود دورة الحياة إلى الرخاء .. وهكذا دواليك تقع الأزمات الاقتصادية الدورية العالمية. ويظل البشر هكذا يدورون فيها كالسائمة.!

ثم إن جميع المستهلكين يؤدون ضريبة غير مباشرة للمرابين. فإن أصحاب الصناعات والتجار لا يدفعون فائدة الأموال التي يقترضونها بالربا إلا من جيوب المستهلكين، فهم يزيدونها في أثمان السلع الاستهلاكية فيتوزع عبؤها على أهل الأرض لتدخل في جيوب المرابين في النهاية. أما الديون التي تقترضها الحكومات من بيوت المال لتقوم بالإصلاحات والمشروعات العمرانية فإن رعاياها هم الذين يؤدون فائدتها للبيوت الربوية

ص: 638

كذلك. إذ إن هذه الحكومات تضطر إلى زيادة الضرائب المختلفة لتسدد منها هذه الديون وفوائدها. وبذلك يشترك كل فرد في دفع هذه الجزية للمرابين في نهاية المطاف .. وقلما ينتهي الأمر عند هذا الحد، ويكون الاستعمار هو نهاية الديون .. ثم تكون الحروب بسبب الاستعمار! ونحن هنا- في ظل القرآن- لا نستقصي كل عيوب النظام الربوي فهذا مجاله بحث مستقل- فنكتفي بهذا القدر لنخلص منه إلى تنبيه من يريدون أن يكونوا مسلمين إلى جملة حقائق أساسية بصدد كراهية الإسلام للنظام الربوي المقيت:

الحقيقة الأولى: التي يجب أن تكون مستيقنة في نفوسهم أنه لا إسلام يبيح قيام نظام ربوي في مكان. وكل ما يمكن أن يقوله أصحاب الفتاوى من رجال الدين أو غيرهم سوى هذا دجل وخداع. فأساس التصور الإسلامي- كما بينا- يصطدم اصطداما مباشرا بالنظام الربوي، ونتائجه العملية في حياة الناس وتصوراتهم وأخلاقهم.

والحقيقة الثانية: أن النظام الربوي بلاء على الإنسانية- لا في إيمانها وأخلاقها وتصورها للحياة فحسب- بل كذلك في صميم حياتها الاقتصادية والعملية. وأنه أبشع نظام يمحق سعادة البشرية محقا، ويعطل نموها الإنساني المتوازن، على الرغم من الطلاء الظاهري الخداع، الذي يبدو كأنه مساعدة من هذا النظام للنمو الاقتصادي العام!.

والحقيقة الثالثة: أن النظام الأخلاقي والنظام العملي في الإسلام مترابطان تماما، وأن الإنسان في كل تصرفاته مرتبط بعهد الاستخلاف وشرطه، وأنه مختبر ومبتلى وممتحن في كل نشاط يقوم في حياته، ومحاسب عليه في آخرته. فليس هناك نظام أخلاقي وحده، ونظام عملي وحده، وإنما هما معا يؤلفان نشاط الإنسان، وكلاهما عبادة يؤجر عليها إن أحسن، وإثم يؤاخذ عليه إن أساء. وأن الاقتصاد الإسلامي الناجح لا يقوم بغير أخلاق، وأن الأخلاق ليست نافلة يمكن الاستغناء عنها ثم تنجح حياة الناس العملية.

والحقيقة الرابعة: أن التعامل الربوي لا يمكن إلا أن يفسد ضمير الفرد وأخلاقه،

ص: 639

وشعوره تجاه أخيه في الجماعة، وإلا أن يفسد حياة الجماعة البشرية وتضامنها بما يبثه من روح الشر، والطمع والأثرة والمخاتلة والمقامرة بصفة عامة. أما في العصر الحديث فإنه يعد الدافع الأول لتوجيه رأس المال إلى أحط وجوه الاستثمار. كي يستطيع رأس المال المستدان بالربا أن يربح ربحا مضمونا، فيؤدي الفائدة الربوية ويفضل منه شئ للمستدين، ومن ثم فهو الدافع المباشر لاستثمار المال في الأفلام القذرة والصحافة القذرة، والمراقص والملاهي والرقيق الأبيض وسائر الحرف والاتجاهات التي تحطم أخلاق البشرية تحطيما .. والمال المستدان بالربا ليس همه أن ينشئ أنفع المشروعات للبشرية، بل همه أن ينشئ أكثرها ربحا. ولو كان الربح إنما يجئ من استثارة أحط الغرائز وأقذر الميول .. وهذا هو المشاهد اليوم في أنحاء الأرض. وسببه الأول هو التعامل الربوي!! ..

والحقيقة الخامسة: أن الإسلام نظام متكامل. فهو حين يحرم التعامل الربوي يقيم نظمه كلها على أساس الاستغناء عن الحاجة إليه، وينظم جوانب الحياة الاجتماعية بحيث تنتفي منها الحاجة إلى هذا النوع من التعامل، بدون مساس بالنمو الاقتصادي والاجتماعي والإنساني المطرد.

والحقيقة السادسة: أن الإسلام- حين يتاح له أن ينظم الحياة وفق تصوره ومنهجه الخاص- لن يحتاج عند إلغاء التعامل الربوي؛ إلى إلغاء المؤسسات والأجهزة لنمو الحياة الاقتصادية العصرية نموها الطبيعي السليم. ولكنه فقط سيطهرها من لوثة الربا ودنسه.

ثم يتركها تعمل وفق قواعد أخرى سليمة. وفى أول هذه المؤسسات والأجهزة:

المصارف والشركات وما إليها من مؤسسات الاقتصاد الحديث.

والحقيقة السابعة:- وهي الأهم- ضرورة اعتقاد من يريد أن يكون مسلما بأن هناك استحالة اعتقادية في أن يحرم الله أمرا لا تقوم الحياة البشرية ولا تتقدم بدونه! كما أن هناك استحالة اعتقادية كذلك في أن يكون هناك أمر خبيث ويكون في نفس الوقت ذاته حتميا لقيام الحياة وتقدمها .. فالله سبحانه هو خالق هذه الحياة، وهو مستخلف الإنسان فيها، وهو الآمر بتنميتها وترقيتها؛ وهو المريد لهذا كله الموفق إليه. فهناك

ص: 640

استحالة إذن في تصور المسلم أن يكون فيما حرمه الله شئ لا تقوم الحياة البشرية ولا تتقدم بدونه. وأن يكون هناك شئ خبيث هو حتمي لقيام الحياة ورقيها .. وإنما هو سوء التصور، وسوء الفهم والدعاية المسمومة الخبيثة الطاغية التي دأبت أجيالا على بث فكرة: أن الربا ضرورة للنمو الاقتصادي والعمراني، وأن النظام الربوي هو النظام الطبيعي. وبث هذا التصور الخادع في مناهل الثقافة العامة، ومنابع المعرفة الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها .. ثم قيام الحياة الحديثة على هذا الأساس فعلا بسعي بيوت المال والمرابين. وصعوبة تصور قيامها على أساس آخر. وهي صعوبة تنشأ أولا من عدم الإيمان. كما تنشأ ثانيا من ضعف التفكير وعجزه عن التحرر من ذلك الوهم الذي اجتهد المرابون في بثه وتمكينه بما لهم من قدرة على التوجيه، وملكية للنفوذ داخل الحكومات العالمية، وملكية لأدوات الإعلام العامة والخاصة.

والحقيقة الثامنة: أن استحالة قيام الاقتصاد العالمي اليوم وغدا على أساس غير الأساس الربوي .. ليست سوى خرافة، أو هي أكذوبة ضخمة تعيش لأن الأجهزة التي يستخدمها أصحاب المصلحة في بقائها أجهزة ضخمة فعلا! وأنه حين تصح النية، وتعزم البشرية- أو تعزم الأمم المسلمة- أن تسترد حريتها من قبضة العصابات الربوية العالمية، وتريد لنفسها الخير والسعادة والبركة، مع نظافة الخلق وطهارة المجتمع، فإن المجال مفتوح لإقامة النظام الآخر الرشيد، الذي أراده الله للبشرية، والذي طبق فعلا، ونمت الحياة في ظله فعلا، وما تزال قابلة للنمو تحت إشرافه وفي ظلاله، لو عقل الناس ورشدوا!!.

وليس هناك مجال تفصيل القول في كيفيات التطبيق ووسائله .. فحسبنا هذه الإشارات المجملة. وقد تبين أن شناعة العملية الربوية ليست ضرورة من ضرورات الحياة

الاقتصادية، وأن الإنسانية التي انحرفت عن النهج قديما حتى ردها الإسلام إليه، هي الإنسانية التي تنحرف اليوم الانحراف ذاته، ولا تفيء إلى النهج القويم الرحيم السليم.

ص: 641