الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيح الإسناد. أخرجه البخاري من حديث قتادة. وعنده قال قتادة: الله أقرب بالرحمة.
قال الحسن البصري: «إن الله يذكر من ذكره. ويزيد من شكره. ويعذب من كفره» .
فوائد ومسائل:
1 -
قال صاحب الظلال في تفسير الشكر: «والشكر درجات. تبدأ بالاعتراف بفضله، والحياء من معصيته. وتنتهي بالتجرد لشكره. والقصد إلى هذا الشكر في كل حركة بدن، وفي كل لفظة لسان، وفي كل خفقة قلب، وفي كل خطرة جنان» .
2 -
قال القرطبي: «الخشية أصلها: طمأنينة في القلب، تبعث على التوقي والخوف. فزع القلب تخف به الأعضاء. ولخفة الأعضاء به سمي خوفا» .
وقال: «وأصل الذكر التنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له. وسمي باللسان ذكرا، لأنه دلالة على الذكر القلبي. غير أنه لما كثر إطلاق الذكر على القول اللساني صار هو السابق للفهم» . ونقل عن سعيد بن جبير قوله: «الذكر طاعة الله. فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن» .
وقال القرطبي: «وسئل أبو عثمان فقيل له: نذكر الله ولا نجد في قلوبنا حلاوة؟
فقال: احمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جوارحكم بطاعته».
3 -
ذكر القرطبي الخلاف في المتنفل في السفر على الدابة. هل يتوجه في ابتداء صلاته إلى القبلة ثم يتم صلاته حيث توجهت به راحلته، أو لا يلزمه التوجه إلى الكعبة أصلا ابتداء وانتهاء؟ فذكر أن مذهب الشافعي وأحمد وأبي ثور، الأول. وأن مذهب مالك أنه لا يلزم الاستقبال. أقول: وفي قول مالك فسحة لمن أراد التنفل في عصرنا وهو مسافر راكب. لأنه قد يشق عليه أن يتوجه إلى القبلة في ابتداء صلاته إذا كان راكبا سيارة أو قطارا
…
4 -
تزكية النفس بدايتها ونهايتها التوحيد. ويدخل في ذلك تطهيرها من أمراضها وتحقيقها بكمالاتها. ومنعها المحرمات وإقامتها للطاعات. والأمر واسع جدا، وتزكية الأمة بإقامة شرع الله كاملا. والأمر كذلك واسع. والرسول صلى الله عليه وسلم تلا علينا الآيات وزكانا، وعلمنا القرآن وعلمنا السنة. فأصبحنا بذلك نضع الأمور كلها في مواضعها
فأصبحنا حكماء. وعلمنا الطريق الذي نتعرف به حكم الله، والذي نصل به إلى كل حكم عادي أو عقلي في أمر دنيا أو أخرى. فأي نعمة أجل؟. وفي منة الله علينا بالتزكية بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول صاحب الظلال:
«ولكنه أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم يطهرهم. يطهر أرواحهم من لوثة الشرك ودنس الجاهلية، ورجس التصورات التي تثقل الروح الإنساني وتغمره. ويطهرهم من لوثة الشهوات والنزوات. فلا ترتكس أرواحهم في الحمأة. والذين لا يطهر الإسلام أرواحهم في جنبات الأرض كلها قديما وحديثا يرتكسون في مستنقع آسن وبئ من الشهوات والنزوات، تزري بإنسانية الإنسان، وترفع فوقه الحيوان المحكوم بالفطرة.
وهي أنظف كثيرا مما يهبط إليه الإنسان بدون الإيمان، ويطهر مجتمعهم من الربا والسحت والغش والسلب والنهب .. وهي كلها دنس يلوث الأرواح والمشاعر ويلطخ المجتمع والحياة. ويطهر حياتهم من الظلم والبغي. وينشر العدل النظيف الصريح الذي لم تستمتع به البشرية كما استمتعت في الإسلام، وحكم الإسلام، ومنهج الإسلام.
ويطهرهم من سائر اللوثات التي تلطخ وجه الجاهلية في كل مكان من حولهم، وفي كل مجتمع لا يزكيه الإسلام بروحه ومنهجه النظيف الطهور
…
».
5 -
ذكرت الآية كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ، وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ بعض مهمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن من الوراثة الكاملة لرسول الله أن يقوم إنسان ما بهذه الوظائف، فيزكي الأنفس بالعلم والعمل والحال والقدوة. ويقيم حلقات التلاوة وحلقات التفسير، وحلقات السنة، وحلقات الفقه.
وإن على المسلمين جميعا أن يقيموا هذا أخذا وعطاء. والتلاوة واضحة. وطريق إقامتها واضحة. ويدخل فيها علم التجويد وآداب التلاوة. وتعليم الكتاب والحكمة واضح. ويدخل في ذلك علم التفسير للكتاب والسنة. ومن علم القرآن بتفسير آياته من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قد حقق ذلك.
وتعليمنا ما لم نكن نعلم يدخل فيه الفقه في الدين بشكل شامل في كلياته، وجزئياته، ويدخل فيه علم الفقه وأصوله، وعلم التوحيد، وأمثال ذلك. بقيت قضية التزكية. فالتزكية في الحقيقة شئ زائد على العلم. فالعلم يعطي القواعد والبيان لكل شئ. أما التزكية فهي تطبيق هذا العلم على النفس البشرية، وأمراضها، وأغراضها،