الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا: وعلى دعاة الإسلام، وعلى كل مسلم عرف الحقيقة، أن يكشفوا للمسلمين هذه الحقائق التي أصبحت سافرة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن كشف الأعداء الغزاة كثيراً من الأقنعة التي كانت على وجوههم، وباشروا بتطبيق المخططات السافرة لهدم الإسلام من أساسه، والسير في ركاب النظم والمبادئ التي أعدوها شرقيين أو غربيين للتطبيق على المسلمين.
وأي تهاون في إصلاح ما فسد من فكر أو عمل سيعرض المسلمين في مختلف البلاد الإسلامية إلى الأسر الذليل الدائم في أيدي أعدائهم ويعرض دينهم ودين ذراريهم وأجيالهم القادمة إلى الزوال.
ومتى صدق المسلمون مع الله، وعملوا بما فرض عليهم من جهاد بالقول والمال والعمل أيدهم الله بنصره على أعدائهم، وما النصر إلا من عند الله.
(5) الأمة العربية بعد الإسلام وقبله
لست أنكر أني عربي، فالعربية تجري في دمي ولحمي وعظمي، ولا أعرف من عرقي إلا أني عربي، إن جسدي يتصل بها نسباً وعرقاً، ولساني يتصل بها لغةً ونطقاً، أما أفكاري وعقائدي وما استقام من سلوكي فلا تمت إلى العربية الجاهلية بصلة، إنها هبة إسلامية، لم تعمل الأمة العربية فيها غير حسن التلقي، وحسن الاتباع، ودقة التبليغ، وحماسة النشر والتعليم على شعوب الأرض.
ويريد أعداء الإسلام أن ينفثوا في نفسي وفي نفوس الشعب العربي المسلم قناعة بأن الإسلام بمبادئه وعقائده وشرائعه وأخلاقه وكمال دعوته قد كان صناعة عربية.
وهل يصح في مقاييس العقول السليمة إنكار الحقائق التاريخية، التي تؤكدها كل الدلائل، وتثبتها جميع البراهين الفكرية والواقعية؟.
أي مجد كان للعرب قبل أن يصنع الإسلام منهم أمة قائدة رائدة؟ نظرتُ في التاريخ فوجدت أن عروبة عمر بن الخطاب أثبت ألف مرة من عروبة دعاة
القومية العربية الأدعياء في هذا العصر، ومع ذلك فإن عمر بن الخطاب يقول:"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز بغير ما أعزنا الله أذلنا الله" وقد أقر عمر بن الخطاب على مقالته هذه سائرُ العرب الأقحاح، في عصره وبعد عصره، وهم الذين أسسوا للأمة العربية مجداً تاريخياً لم تحلم أمة من الأمم بمثله. لقد أقروه على ذلك، وما كانوا ليقرُّوه على خطأ، في حين أن امرأة استطاعت أن تراجعه في قضية المهور وهو على منبر الإسلام، وهو خليفة المسلمين، فأعلن في الحال كلمته المشهورة:"أصابت امرأة وأخطأ عمر، لولا امرأة لهلك عمر".
وأدعياء العروبة اليوم، الذين لا يعرف لهم نسب متصل بالأمة العربية يريدون أن ينقضوا هذه الحقيقة التاريخية، التي أعلنها جيل الأمة العربية الذي عاصر الجاهلية والإسلام، وأعلنتها بقية الأجيال العربية التي توالدت من بعده.
أما الأجيال العربية الجاهلية التي كانت قبل الإسلام فلم يتهيأ لها مجد أصيل يصح أن يفتخر به حتى تعلنه، غير بعض تقاليد وعادات حسنة متناثرة في مجتمعاتهم ورثوها عن الدين الرباني الذي جاءهم به من قبل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
إن الأمة العربية قد كانت وصارت كما وصف الله في كتابه بقوله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :
وكما وصف الله في كتابه بقوله في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :
لقد كان واقع الأمة العربية في الجاهلية قبل الإسلام يتلخص بالعناصر التالية:
1-
العداء بين القبائل والبطون العربية، وقد كان هذا العنصر عاملاً أساسياً من عوامل استمرار الحروب بين القبائل، والتي كانت تثيرها أحداث تافهة صغيرة.
2-
تخلف سكان الجزيرة العربية اقتصاديا في مختلف المجالات الزراعية والصناعية، الأمر الذي جعلهم يركزون جل اعتمادهم على الثروة الحيوانية، وهذه مرتبطة ارتباطاً تاماً بعوامل الجدب والخصب، وقد أدى التخلف الاقتصادي إلى الفقر الذي ورَّثهم دوافع الغزو لتحصيل وسائل العيش.
3-
تخلفهم الحضاري، الذي جعلهم مستضعفين في الأرض ومطمعا للإمبراطوريات المجاورة للجزيرة العربية، ونهباً مقسَّماً بينها، وتمثلها في تلك العصور الإمبراطوريات الثلاث، الفارسية والرومانية والحبشية.
4-
انتشار العقائد الوثنية، والخرافات التي ليس لها أصل فكري يدعمها، وانتشار الفوضى الأخلاقية والاجتماعية، التي تعيش على النظم البدائية القبلية، وتأبى أن تخضع لنظام مدني حضاري عام، إلا بعض الأخلاق والعادات الكريمة النبيلة، وبعض أثارة دينية موروثة من ديانة إسماعيل عليه السلام، ومكتسبات قليلة آتية من الديانتين النصرانية واليهودية، اللتين كان لهما وجود غير واسع في الجزيرة العربية.
وهذا الواقع هو الذي وصفه الله بقوله: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا} .
ولما جاء الإسلام، وجمع هذه الأمة على مبادئه السامية، وألف بين قلوبها استطاعت أن تتحول من واقعها المتخلف، وترتقي بسرعة تاريخية مذهلة إلى قمة المجد الرفيع.
وفي حال الأمة العربية قبل الإسلام وبعده قلت:
بماذا تفخر العربية الجاهلية؟؟!!..
مَنْ كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممن تحضر أو غلب؟؟
أفبالملوكِ يتوجون بقصر قيصر ذي المكان؟
أم بالملوك يتوجون بقصر كسرى ذي الإوان
أم بالمؤدين الضريبة للنجاشي في هوان؟
وجميعهم مستأجرون
مستخدمون مذللون
وفق الأوامر يحكمون
ومراسم التمليك تصنع خارجاً وهناك بالإذلال تمهر.
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أبأنّ أبرهة الأمير على الجنوب المستبدّ
القائد الحبشي عاث بأرض قومي لم يُردّ
وأراد هدم أجلّ بيت عند قومي واستعدّ؟
أبضعفهم عن ردّه
وبعجزهم عن صدّه
حتى دنا من قصده؟؟
لولا تدارُك ربّ هذا البيت يحفظ بيته لرمى ودمّر
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أبعنترٍ وهو الذي ما قاد نحو الفتح جيشاً؟
أم بالقبائل في الخيا وكلها لم تعلُ عرشاً؟
أم بالحروب استقطبت أسبابها جملاً وكبشا؟
وعموم قومي جاهلون
لا يقرأون ويكتبون
مستضعفون مشتتون
إن تُذكر الدور الكبار أو الصغار فإن قومي ليس تذكر
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أفبالعلوم ولم يكن منها لهم وفْرُ النصيب؟
أم بالصناعة وهي عنهم كالشروق مع المغيب؟
أم بالبناء وما لهم أثرٌ تسجله الشعوب؟
أبأنهم لا يحسبون؟
ويهود فيهم يرتعون
كم يسلبون وينهبون!!
متعلّلين بأنهم إن يسلبوا قومي فما في الأمر منكر
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أبوأد بنتٍ طفلة لم تقترف ذنب الكبار؟
وتعصّب مستسخف لا عقل فيه ولا ادّكار؟
وبهضم حقّ للنساء وهضم حقّ للصغار؟
أم بالعبيد المحقرين
في غير حرب يؤسرون
هم بالعذاب يُسَخّرون؟
من يدعُ منهم للهدى والعدل بين الناس يزجر
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أبأنهم كانت لهم عزّى وكان لهم هبل؟
أبأنهم قد أشركوا بالله أحجار الجبل؟
أم أنّ من أربابهم تمراً إذا جاعوا أكل؟
وبذاك كانوا يفخرون
وإلى الضلالة يهرعون
ومع الجهالة يسخرون
من نفحة قدسية للناس تدعوهم إلى: الله أكبر
أبذاك نفخر؟
* * *
من كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
علماً نفاخر فيه عند ذوي المفاخر في النسب
الشامخين بعرقهم ممّن تحضّر أو غلب؟؟!!
أبقوم لوط؟ أم بمدين؟ أم بعادٍ؟ أم ثمود
وجميعهم بادوا بما اقترفوا وما اجترحوا الفساد
فانظر بلاداً دمّرت أو نكّست بين البلاد
واستنطق الآثار
واسأل رسوم الدار
وابحث عن الدِّيار
واستقرئ التاريخ عنهم تلقهم عبّاد معصية ومنكر
أبذاك نفخر؟
* * *
لا. لا والكتاب ومن أتمّه *** وأتى به للناس رحمة
وأظلّ دنيانا بنعمةٍ *** ما فوقها في الكون نعمة
بنبينا أحمد
القائد المفرد
المرسل الأمجد
الطيّب المحتد....صلّى عليه الله
* * *
ما كان قبل محمد في قومنا نحن العرب
مجدٌ نفاخر فيه إلا أن نلفّق بالكذب
حاشا سليل المجد إسماعيل صهرهمو الأحب
وأثارة من حكمة عنه استقرّت في العرب
نحن بني العرب على طول المدا
ما جاءنا يوم ونلنا سؤددا
إلا بإسلام حمانا وهدى
تاريخنا ومجدنا لقد بدا
مذ أرسل الله لنا محمداً.... صلّى عليه الله.
* * *