الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4) عمليات ملء الفراغ
وحين يتم للعدو الغازي تفريغ أفكار أبناء المسلمين وقلوبهم ونفوسهم، من محتوياتها الإسلامية، ذات الجذور العقلية والوجدانية والعاطفية والأخلاقية، يهون عليه جداً ملء الفراغ بما يريد، عن طريق مدارس التعليم، ومعاهده، وجامعاته، وعن طريق أندية الثقافة والفن، وعن طريق المكتوبات والمنشورات، من رسائل، وكتب أخبار، وصحف ومجلات دورية، وكتب علوم مبسطة يدسّ فيها العدو ما يريد من أفكار ونظريات، وعن طريق الإذاعة والتلفزيون، وسائر وسائل الإعلام.
وأعمال ملء الفراغ تواكب أعمال التفريغ في خطة الغزو، حتى لا تضيع على الغازي فرصة من فرص العمل، وتطبيقاً لنظريته التي يقول فيها: إن الطبيعة تأبى الفراغ. وربما يكون التفريغ وملء الفراغ كمن يلقي الحصى في كأس اللبن، إذ يخرج من اللبن بمقدار ما ألقى في الكأس من حصى.
وفي الساعة التي يستخرج فيها ساكن من سكان الدار يحتل فيها ساكن جديد من قبل العدو، وتحدث مشكلة عدم التلاؤم بين العناصر الدخيلة والعناصر الأصيلة، ويقوم بعض الصراع الجزئي، ولكن متابعة تنفيذ خطة الغزو تفرض نوعاً من التعايش بين العناصر بانفصام الشخصية، أو بإقامة حجب بين العناصر، أو بإضعاف العناصر الأصلية وتخديرها حتى لا تشعر بالنفرة من الغريب المحتل، أو بجعل الغريب الدخيل يكمن في زاوية مظلمة، بانتظار قدوم عناصر جديدة أخرى تشد أزره، وتقوي ظهره.
وبمتابعة العمل، والدأب الدائم، في عمليات التفريغ والملء، يحقق العدو الغازي أهدافه.
ومن النصوص الكاشفة لخطة الغزو ما يلي:
جاء في كتاب "غزو العالم الإسلامي" للمستشرق شاتلي، ما يلي: