الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) مقارنة بين التبشير والاستشراق وأعمالها
مما كتب الأستاذ "إبراهيم خليل أحمد" في كتابه "المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي" أستفيد المقارنة التالية، ومن الجدير بالذكر أن المذكور قد كان قسيساً وعاملاً في مضمار التبشير بالمسيحية بين المسلمين، ثم هداه الله إلى اعتناق الإسلام، فهو ذو خبرة مباشرة بالعمل التبشيري، وعلى اطلاع حسن بأعمال المستشرقين وأهدافهم، وقد كشف بعد اعتناقه الإسلام كثيرا من الحقائق التي يعرفها، وقدم بها شهادة عارف خبير.
أ- التبشير والاستشراق دعامتان من دعائم الاستعمار، وعملاء التبشير والاستشراق عملاء للاستعمار وخدام لسياسته، وإن ظهروا بوجوه مقاومة الاستعمار وتحرير البلاد منه.
ب- تقاسم التبشير والاستشراق والاستعمار جوانب الأعمال المقررة في الخطة العامة لغزوة الإسلام والمسلمين وديار الإسلام.
فحمل الاستشراق أعباء الأعمال في ميادين المعرفة الأكاديمية، وادعى لبحثه الطابع العلمي العالي، واستخدم الكتابة والتأليف وإلقاء المحاضرات، والمناقشات في المؤتمرات العلمية العامة، وكراسي التدريس في الجامعات. فألف المستشرقون المؤلفات الكثيرة، وألقوا المحاضرات والدروس الكثيرة، وجمعوا الأموال، وأنشأوا الجمعيات الاستشراقية، وعقدوا المؤتمرات، وأصدروا الصحف والمجلات، وسلكوا مسالك أخرى كثيرة، مما رجوا أن يحقق أهدافهم.
وحمل التبشير أعباء الدعوة الجماهيرية، في حدود مظاهر العقلية العامة، التي تتناسب مع مفاهيم الجماهير، استخدم وسائل التعليم المدرسي في دور الحضانة ورياض الأطفال والمراحل الابتدائية والثانوية للبنين والبنات، واستخدم أيضا إنشاء المؤسسات الخيرية التي تتظاهر بالعمل الخيري، كالمستشفيات، ودور الضيافة، والملاجئ للكبار، ودور
الأيتام، وكان له نشاط دعائي عن طريق الطباعة والنشر والأعمال الصحفية.
ج- استطاع الأمريكيون تحت لواء الامتيازات الممنوحة للأجانب، وباسم الصداقة للشعوب الآسيوية الأفريقية أن يغزوا آسيا وأفريقية بوفود المبشرين والمستشرقين، واستطاعوا بأموالهم أن يؤسسوا لهم مراكز تبشيرية وعلمية كثيرة في العالم الإسلامي.
د- يسير العمل التبشيري في البلاد التي تتمتع باستقلالها وحريتها مستخدما أسلوب الدهاء المكر، وذلك باستخدام تلاميذ المبشرين والمستشرقين من الوطنيين، حتى لا يصطدموا بقوانين البلاد فيكرهوا على الرحيل الفوري.
هـ - استعان التبشير بالقوى العسكرية الاستعمارية ليقوم بمهماته وهو آمن على نفسه، واستعان بأفكار ومؤلفات المستشرقين.
و ينقسم العمل التبشيري ثلاثة أقسام:
1-
التبشير بين الجماعات: وهذا يحدث بالمدارس والمستشفيات والندوات الدينية العامة.
2-
التبشير مع الفرد الواحد: وهذا يحتاج إلى مثابرة وصبر واستعداد للترحاب بالضيف، وإظهار كل إمكانيات الود والصداقة، حتى يأنس إليه الفرد ويثق به،وهنا يصبح آلة مسخرة يكيفها المبشر كما يشاء، ويصل بها إلى النصرانية طواعية واختياراً.
3-
العمل التبشيري الصامت: ويكون هذا بتوزيع الكتاب المقدس، وتوزيع النشرات الدينية، والصور، والأيقونات.
ز- من الكتب الجدلية التي يستعين بها المبشر للوصول إلى غايته ما يلي:
1-
كتاب "ميزان الحق" للدكتور فاندر المستشرق الأمريكي، والدكتور سنكلير تسدل.
2-
كتاب "الهداية" ويقع في أربع أجزاء، وهو يشتمل على مطاعن كثيرة للإسلام والقرآن الكريم.
3-
كتاب "مقالة في الإسلام" تأليف المستشرق الدكتور سال.
4-
كتاب "مصادر الإسلام" تأليف الدكتور سنكلير تسدل.
وهذه الكتب الأربعة تعتبر للمستشرقين والمبشرين من أخطر المراجع، للهجوم على الإسلام والقرآن والرسول محمد صلوات الله عليه.
ح - نجح التبشير والاستشراق والاستعمار في كثير من البلاد الإسلامية بتربية أجيال متعاقبة، لا تفقه الإسلام، ولا تحفظ القرآن إلا آيات معدودة، ولذا كان من اليسير جداً غزوهم غزواً فكرياً واسعاً.
ط- يدعو المبشرون والمستشرقون إلى قراءة الكتب ضمن الخطط التي يرسمونها، فيؤسسون المكتبات العامة، ويؤثثونها بكل وسائل الراحة للقراء والمطالعين، ويزودونها بمختلف أنواع الكتب في شتى العلوم والفنون، وبدار طباعة لطبع جريدة أسبوعية باسم الصداقة، ويرسلونها إلى المترددين على مكتباتهم العامة، ويستغلون المكتبة في القيادة التوجيهية للمترددين عليها، ويعملون مسابقات في المطالعة بتلخيص مجموعة في المكتب تختار من بين مجموعة تعرضها لجنة المكتبة، ويمنحون جوائز تشجيعية في حفل رائع للفائزين.
ي- لم يكن المبشرون ولا معظم المستشرقين يوما ما ينصفون الحقيقة العلمية للعلم بل كانت أبحاثهم موسومة بصورة واضحة من أسس عقائدهم، ومقاصدهم الخبيثة.
ك- سلك المبشرون والمستشرقون كل مسلك ظنوه محققاً لأهدافهم، واستطاعوا أن يتسللوا إلى المجمع اللغوي بمصر، والمجمع العلمي بدمشق، والمجمع العلمي ببغداد، كما تدخلوا - بتأييد من الاستعمار - في مجال التربية والتعليم محاولين غرس مبادئ التربية الغربية في نفوس المسلمين، ونجحوا في هذا إلى حدٍ كبير.
فمن المستشرقين الذين اشتركوا في المجالات العلمية الرسمية المستشرقون التالية أسماؤهم:
1-
هـ ا. ر. جب، أكبر مستشرق إنكليزي، وكان عضوا بالمجمع اللغوي بمصر، وهو الآن أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة هارفارد الأمريكية، ومن كبار محرري وناشري (دائرة المعارف الإسلامية) ، وله كتابات كثيرة فيها عمق وخطورة، وهذا هو شر خطورته.
2-
لوي ماسينيون، أكبر مستشرق فرنسي معاصر، وهو مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال أفريقية، والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر، وكان عضوا بالمجمع اللغوي المصري، والمجمع العلمي العربي بدمشق، وهو متخصص في الفلسفة والتصوف الإسلامي.
3-
د. س. مرجوليوث، مستشرق إنكليزي متعصب ضد الإسلام، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) ، كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري، والمجمع العلمي بدمشق.
4-
ر. ا. نيكولسون، كان من أكبر مستشرقي إنجلترا المعاصرين، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) ، تخصص في التصوف الإسلامي والفلسفة، وكان عضواً بالمجمع اللغوي بمصر، وهو من المنكرين على الإسلام أنه دين روحي، ويصفه بالمادية وعدم السمو الإنساني.
5-
جريفني، الإيطالي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.
6-
جوتهيل، الكولومبي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.
7-
جويدي، الإيطالي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.
8-
جي سو، الفرنسي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.
9-
نالينو، الإيطالي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق، وهو مشهور بكتاباته ضد الإسلام.
10-
هارتمان، ألماني الأصل، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق، ومن مؤلفاته:"الإسلام والقومية".
11-
م. هوتمان، الهولندي، وكان عضوا بالمجمع العلمي بدمشق، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) .
ل- يعمل المستشرقون وفق خطط مدروسة، إذ يجتمعون في هيئة مؤتمرات بين الحين والحين، وكذلك يعمل المبشرون.
م- من المستشرقين نفر اشتغلوا بالآداب الشرقية والعربية والعلوم الإسلامية، ثم ساروا بدراستهم إلى الموازنة بين الآداب الغربية وسمّوها وكمالها والآداب العربية (الإسلامية) وتخلفها عن ركب الحياة (كما يزعمون) .
ن- إذا كان الاستشراق والتبشير قد قام على أكتاف الرهبان والآباء في أول الأمر، ثم اتصل من بعد ذلك بالمستعمرين، فإنه لا يزال حتى اليوم يعتمد على أولئك، وإن تظاهروا برسالتهم الدينية والخيرية فإنهم يقظون دائما، يحدقون بعيونهم ويصيخون بآذانهم إلى مختلف الأوساط لمعرفة كل الاتجاهات، حتى يستطيعوا أن يذللوا أي عقبة تعترض سبيل نشاطهم وعملهم، فهم في سرية أعمالهم كالجمعية الماسونية، تنشد في الظاهر السلام العالمي، لكنها دعوة سرية لاستتباب حكم التوراة في ربوع العالم.
س- يعتمد المستشرقون والمبشرون في تحقيق أهدافهم وتمويلها على ما تقوم به المؤسسات الدينية والسياسية والتجارية في الغرب، وكان ملوك وأمراء أوربا وأثرياء أمريكا يحبسون أوقافاً لهذا ومنحاً لهذا العمل.