الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8)
دعوة المسلمين والمسلمات لحضور سهرات أعياد الميلاد النصرانية الماجنة، التي تيسر السبيل للعلاقات الفاحشة المختلطة، والتي تستدرج إلى زواج الذكور النصارى بالمسلمات، تمهيداً لتنصيرهن.
(9)
إقامة مؤسسات تجارية تعاونية بين المسلمين والنصارى لاستدراج المسلمين إلى قبول الدخول في الديانة النصرانية.
(10)
استغلال المناصب الحكومية التي يحتلها النصارى، لتأمين مصالح النصارى، وكل من يتنصر من المسلمين.
(11)
استخدام التعليم وسيلة للتنصير ونشر التعاليم والعادات وأنواع السلوك النصرانية.
* * *
(4) المهمات الرئيسية لأعداء الإسلام
لدى البحث العميق، والتحري الدقيق تقصياً للحقائق، نلاحظ أن كثيراً من الأفكار المشوهة عن الإسلام وتاريخ المسلمين والمضادة لهما المنتشرة في صفوف الأجيال الحديثة من أبناء المسلمين، والمنتشرة في معظم البلاد غير الإسلامية، ليست إلا أثراً مباشراً أو غير مباشر، من آثار دسائس المبشرين، والمستشرقين والمستعمرين ضد الإسلام ومن ورائهم كيد يهودي يعمل لمصلحة نفسه ويستغل جهود كل مفسدة. ومعهم في حرب الإسلام الشيوعيون والمنافقون والملحدون وسائر الكفرة بالله واليوم الآخر.
وقد وفد هؤلاء إلى البلاد الإسلامية وفي حقائبهم العلمية أو الدعائية أو الدبلوماسية تعليمات مكتوبة وغير مكتوبة تحمّلهم مهمات متعددة. وأكبّ فريق منهم على دراسة معارف المسلمين دون أن يفدوا إلى بلاد المسلمين. ونستطيع أن نستبين من نتائج أعمالهم المهمات التالية:
المهمة الأولى: هدم الإسلام في عقائده وعباداته ونظمه وأخلاقه ولكن هذه المهمة التي يحملونها في محافظ أيديهم وحفائظ نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم يضفون عليها أول الأمر أقنعة مبهرجة براقة تخدع الناظرين وتستميل قلوبهم ونفوسهم وأفكارها لتوقعهم في الشرك حتى إذا ظفروا بصيدهم شدوا عليهم وثاق الأسر المعنوي الشامل للأسر الفكري والقلبي والنفسي.
وأثر الأسر الفكري يكون بربط أفكار أبناء المسلمين وبناتهم بمجموعة المعارف المزيفة، التي يُلبسونها أثواب الحقائق المسلمة، ضمن حشد من المعارف المادية الحقة، المسلمة منطقياً، والمؤيدة بالشواهد الواقعية. والواقع تحت الأسر الفكري يجد نفسه مشدوداً فكرياً بأسباب خفية إلى مواقع الغزاة.
وأثر الأسْرِ القلبي يكون بتوليد عواطف الميل أو الرضى أو الحب لما يأتي به هؤلاء الغزاة، من كل أمرٍ مضاد لرسالة الإسلام وتاريخ المسلمين.
وأثر الأسْرِ النفسي يكون بربط الأهواء والشهوات والغرائز النفسية بأسباب الفتنة المادية التي ينشرها الغزاة بينهم.
المهمة الثانية: تجزئة المسلمين أينما كانوا من الأرض، حتى يمسوا أشتاتاً متباعدة متنافرة متقاطعة مبددة، ولا تجمعهم جامعة ولا تؤلف بين قلوبهم مودة ولا تعقد بين جماعاتهم أواصر دينية أو تاريخية أو مصلحية.
المهمة الثالثة: تشويه صورة الأمة الإسلامية الحالية والتاريخية الغابرة، بكل وسيلة من وسائل الكذب والافتراء، والتزوير للحقائق، وذلك بغية حقن هذا الجيل من أحفاد المسلمين بالشعور بالنقص والتخلف، كما يكون أطوع للسوق في أيدي الغزاة إلى ركب أعداء الإسلام، الذين يتابعون كل أثر إسلامي بالهدم والتدمير ومحاولات الإبادة، وبغية حقن الشعوب الأخرى بالكراهية للمسلمين، والنفور منهم، ولا سيما الشعوب التي كانت تجد فيهم صورة رائعة من صور العدل، وصورة عظيمة من صور القوة الكبرى، والمعرفة
المتقدمة المتنامية المتكاثرة التي لا تقنع بأية مرحلة بلغتها من مراحل البحث والمتابعة، لأن الإسلام قد وضع لها زمرة من أسس حوافز المتابعة الدائبة الدائمة للمعرفة.
المهمة الرابعة: خداع الشعوب الإسلامية بربط كل صورة من صور التقدم الحضاري والمدني بخطة هدم الإسلام وتجزئة المسلمين، التي يزينونها لهم، ويربط كل صورة من صور التخلف الحضاري والمدني بالاستمساك بالإسلام وبالمفاهيم والمعارف التي يحملها علماء المسلمين وخداع الشعوب الأخرى التي كان بينها وبين المسلمين مشاركات وطنية داخل البلاد الإسلامية في تعاطف متبادل وتعاون كريم، وذلك بإلقاء مسؤولية تخلفها على المسلمين وبث الكراهية والبغضاء في قلوبها عليهم، بغية إيجاد طوابير التي تُجنَّد لحرب المسلمين داخل بلادهم.
وانطلقت كتائب هذا الجيش الثلاثي المؤلف من المبشرين والمستشرقين والمستعمرين بوسائلها المتنوعة، غازية على نطاق واسع كل بلد من بلاد المسلمين، في غارة تاريخية طويلة الأمد، محكمة الكيد لم يعرف التاريخ لها نظيراً، فلم تدع بلداً من بلاد المسلمين إلا دخلته، ولم تترك ميداناً من ميادينهم إلا أجرت خيولها فيه ، ولا قمة من قممهم إلا حاولت أن تعتلي صهوتها وتهدمها، ولا حصناً من حصونهم إلا أنفذت إلى داخله رهطاً من المخربين المفسدين، إلا أن جوهر الإسلام الحق استطاع أن يحافظ على نقائه، في روائع نصوصه، وفي طوائف من المسلمين قائمين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، مهما كثر الخبث وانتشر الفساد في الأرض، وهؤلاء هم بذور النماء التي ستهيئ لها الموجات التاريخية بإذن الله وتوفيقه فرصة التكاثر السريع، مهما اجتث أعداء الإسلام من أفرادها في كل عصر.
* * *