الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذ طردوا البرتغاليين، وجعلوا أنفسهم سادة جزر الهند الشرقية.
وفي منتصف القرن السابع عشر صار الهولنديون أكبر قوة أوربية في البحار الشرقية.
(2) الاستعمار الغربي للبلاد الإسلامية العربية
1-
بدأ الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر بحصار بحري في شهر (مايو) أيار سنة (1827م) ، وتذرعت فرنسا بعدة أعذار.
وكان للعامل الديني المعادي للإسلام أثره القوي في هذا الاحتلال، فقد كانت رغبة الفرنسيين قوية في تنصير الجزائريين الذين كانوا ألد أعداء المسيحيين.
فقد أعلن الملك "شارل العاشر" اعتزامه إنشاء مستعمرة ذات شأن في شمال أفريقية، تكون نواتها الجزائر.
وفي عام (1830م) نزل الجيش الفرنسي المكوّن من حوالى خمس وثلاثين ألف مقاتل إلى أرض الجزائر. ولكن حصرت المقاومة الجزائرية الزحف الفرنسي في شريط ساحلي لا يشمل كل الشاطئ ، وخلال الأعوام من (1830إلى 1839م) كانت سياسة فرنسا قائمة على فكرة الاحتلال المحدود المقتصر على الساحل دون الداخل.
وقامت صدامات دموية وثورات قوية ضد فرنسا ، ثم اتجهت فرنسا للاحتلال الشامل لكل الجزائر. وضعفت مقاومة الجزائريين تدريجيا ، حتى أمست البلاد خاضعة للحكم الفرنسي عام (1848 م) .
ومع ذلك فقد استمرت بعض المقاومات المحدودة طوال قرابة عشر سنين أخرى ، إلى أن استتب الأمر للفرنسيين عام (1857 م) .
وبين حين وآخر كانت تتفجر ثورات جزئية تنتهي بقمع المحتلين لها.
وفي سنة (1881 م) صدر مرسوم فرنسي بإلحاق الجزائر إداريا بفرنسا ، وحكمة فرنسا الجزائر حكما استعماريا شاملا.
إلى أن قامت الثورة الجزائرية الكبرى التي انتهت بخروج فرنسا، وتحرر الجزائر من استعمارها.
ثم كان احتلال فرنسا لتونس عام (1881 م) نتيجة طبيعية لإخضاعها الجزائر إخضاعا كاملا ، إذ وقعت منذ ذلك الحين تحت الحماية الفرنسية.
2-
في عام (1798 م) غزت فرنسا مصر ، ونبه عمل فرنسا هذا إنكلترا على ضرورة الاهتمام بمصر ، فشاركت في حمل فرنسا على الجلاء عن مصر بالقوة ، فاضطرت هذه أن تغادر قواتها مصر عام (1801 م) .
ثم حاولت إنكلترا أن يكون لها النفوذ الأعلى في مصر أوائل القرن التاسع عشر ، وحاولت احتلالها فيما عرف بحملة "فريزر" عام (1807 م) . لكنها لم تنجح ، وانسحبت تحت ضغط المقاومة الشعبية المصرية.
واستمرت محاولات إنكلترا من أجل فرض نفوذها في مصر ، حتى احتلتها عام
(1882 م) بدعوى إنقاذ مصر من الفوضى التي انتشرت في البلاد المصرية ، وإعادة حياة الاستقرار والاطمئنان ، وإدخال أساليب المدنية الحديثة إلى مصر ، وحماية الأقليات والجاليات الأجنبية في مصر ، والمحافظة على مصالحهم ، وحماية المصالح الإنكليزية الخاصة السياسية والاقتصادية وغيرها.
وكان طابع الاحتلال الإنكليزي لمصر طابع الحكم المستأثر المسيطر ، أما المصريون فيجب أن يكونوا تابعين ومحكومين.
ويؤكد هذا الطابع تقرير كتبه المعتمد البريطاني في مصر اللورد "كرومر" سنة
(1903 م) جاء فيه ما يلي:
يحسن بكل بريطاني موظف في الحكومة المصرية أن يعرف الظروف
الخاصة التي يعمل بها في هذه البلاد ، هذه الظروف ينتج عنها بالضرورة أن يكون الأوربي متقدما ، والمصري تابعا له ، حتى ولو كان منصب الأوربي دون منصب المصري اسما ، وأن تكون القيادة للموظف الأوربي بالضرورة.
وسيطر اللورد "كرومر" على مقدرات الأمور في مصر سيطرة شديدة ، وحرم المصريين من كل سلطة ، واتخذ مواقف متشددة من الحركة الوطنية المصرية ، ورسم سياسة إجلاء المصريين عن السودان ، وإحلال السيطرة الإنكليزية محلها.
وعملت بريطانيا على فصل السودان عن مصر ، منتهزة فرصة الثورة المهدية عام
(1881 م) .
واستمرت الدعاوى الإنكليزية تقول: إن الاحتلال مؤقت ، حتى شبت الحرب العالمية الأولى - وكانت مصر ما زالت من الناحية الشكلية تابعة لسيادة تركيا - فانتهزت إنكلترا فرصة اشتراك تركيا إلى جانب ألمانيا في الحرب ضد الحلفاء ، فأعلنت الحماية البريطانية على مصر ، وفصلت مصر عن تركيا.
3-
ومن عدن انطلق الإنكليز للسيطرة على بقية أجزاء الجنوب العربي.
ومن عام (1761 م) انتقل المركز الرئيسي للتجارة الإنكليزية في الخليج إلى البصرة.
وصار مركز بريطانيا التجاري في الخليج لا يضارع ، وهي في هذا قد ورثت النفوذ البرتغالي والهولندي والفرنسي.
ومنذ أواخر القرن الثامن عشر أخذ الإنكليز يمارسون أنواعا من التدخل في شؤون إمارات الخليج العربي ، وأخذ نفوذهم يقوى فيه طوال القرن التاسع عشر.
4-
في فلسطين وشرقي الأردن كان نشاط البعثات التبشيرية النصرانية أسلوبا من أساليب التغلغل الأجنبي في الأقطار العربية.
وقد شاركت إنكلترا في حماية هذه البعثات التي تنتسب إليها ، وساعدتها على فتح المؤسسات المتعددة كالمدارس والكنائس.
واهتم القنصل الإنكليزي في القدس بالمشروعات التي من شأنها المساعدة على هجرة يهودية كبيرة إلى فلسطين ، تمهيدا لإقامة دولة صهيونية فيها.
5-
وبناء على اتفاقات دولية بين الدول الاستعمارية غزت إيطاليا ليبيا في شهر سبتمبر عام
(1911م) ، ولكن الليبيين قاوموا الاحتلال الإيطالي مقاومة عنيفة حتى عام (1931 م) .
ولم تخرج إيطاليا من ليبيا إلا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، ووقعت الصومال أيضا تحت الاستعمار الإيطالي.
6-
وفي عام (1912 م) وقعت مراكش تحت الحماية الفرنسية.
7-
وأرادت بريطانيا أن تدخل كل مناطق العراق تحت سيطرتها.
ففي عام (1916 م) كان من بنود اتفاق مؤتمر (سايكس بيكو) بين بريطانيا وفرنسا وروسيا دخول العراق تحت الانتداب الإنكليزي عقب انتهاء معارك الحرب العالمية الأولى.
وكان اتفاق "سايكس بيكو" من أجل تقسيم أملاك الدولة العثمانية بين الدول الثلاث ، إذ كان من بنوده ما يلي:
أ- أن يكون لفرنسا الجزء الأكبر من سوريا وجانب كبير من جنوب الأناضول ، ومنطقة الموصل في العراق.
ب- أن يكون لإنكلترا البلاد الواقعة بين الخليج والمنطقة الفرنسية (العراق وشرق الأردن ثم حيفا وعكا) .
جـ- إنشاء إدارة دولية في فلسطين بسبب وجود الأماكن المقدسة فيها.
د- حقوق لروسيا في الأناضول والمضايق.
وفي سنة (1917 م) أعلنت إنكلترا على لسان وزير خارجيتها اللورد
"بلفور" وعدا بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
8-
وفي عام (1920 م) قررت الدول الاستعمارية الصليبية في مؤتمر سان ريمو ما يلي:
أ - جعل منطقة شرقي الأردن من نصيب بريطانيا ، كجزء من دائرة الوصاية على فلسطين.
ب - فرض الانتداب الفرنسي على كل من سوريا ولبنان.
جـ - فرض الانتداب البريطاني على العراق وفلسطين.
الإمارات والسلطنات في الجزيرة العربية
وقعت معظم السواحل الجنوبية للجزيرة العربية الممتدة على شواطئ المحيط الهندي ، والخليج العربي ، تحت السيطرة البريطانية ، المباشرة أو غير المباشرة منذ عام (1839 م) وأطلقت عليها بريطانيا اسم محميات ، وكان غرض بريطانيا من بسط سلطانها على هذه المناطق العربية تأمين سلامة مواصلاتها إلى الهند.
(1)
ففي سنة (1839 م) سقطت عدن في يد الإنكليز ، وجعلوها قسمين:
* "محمية عدن الشرقية" وألحقوا بها ثلاثا من السلطنات أو المشيخات السابقة.
* "ومحمية عدن الغربية" والحقوا بها السلطنات الأخرى العشرين.
وخرج الإنكليز من عدن سنة (1967 م) .
(2)
وفي سنة (1915 م) احتلت بريطانيا جزيرة "كامران" اليمنية ، وظلت كذلك ، حتى سنة (1967 م) عندما اقترع سكانها العرب على تفضيلهم الانضمام إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
(3)
وفي سنة (1738 م) احتلت فرنسا جزيرة بريم اليمنية ، ثم احتلتها