الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في المجتمعات العامة، وتسهيل الاختلاط بهن، دون أية ضوابط دينية أو خلقية، حتى تصبح المجتمعات الإسلامية مفتوحة لكل وارد من واردات الإفساد.
ومن أمثلة حبائل الإفساد عن طريق الجاه والسلطان والحكم إرضاء شهوات بعض أصحاب النفوس المريضة بشيء من عنجهية الحكم، لتسخيرهم فيما تريد كتائب الغزو غير المسلح.
ومن أمثلة حبائل الإفساد عن طريق المآكل والمشارب الإغراء، بإتقان الموائد السخية المصحوبة بالمحظورات الإسلامية من مآكل ومشارب، وذلك لنشر استحسانها بين المسلمين، كيما تنهار شخصيتهم المستقلة، ويندمجوا بطراز العيش الذي يصدره الغزاة، حتى لا يروا مانعاً من خضوعهم لسلطانهم.
وهكذا تتعدد حبائل الصيد بمقدار تعدد الأهواء والشهوات، وبعض هذه الحبائل أشد إرغاءً وأسراً وفتنة من بعض؛ ولكن الصيادين الشياطين اعتادوا أن يقذفوا بين المسلمين كل حبائلهم، ليصطادوا بها أكبر مقدار منهم، ولتتآزر الحبائل فيما بينها فتؤدي أمهر أدوارها.
وقد أدرك اليهود قيمة المؤثرات النفسية في تحويل جماهير الشعوب، والتلاعب وتنفيذ مخططاتهم فيها، فتسللوا بوسائلهم المختلفة في الجامعات الغربية، حتى غدا معظم رؤساء أقسام عمل النفس الاجتماعي وغيره من الفروع النفسية والاجتماعية في هذه الجامعات من اليهود.
* * *
الوسيلة العاشرة: حيل السلب المالي
ومن وسائل الغزو غير المسلح حيل السلب المالي، ومراقبو الأعمال التي يتم فيها سلب أموال الشعوب عن طريق الحيل الدولية الكبرى يشاهدون أشكالاً عجيبة رهيبة منها.
أما صور الاستيلاء على الثروات ومصادرها التي يمارسها الغزاة المستعمرون في كل بلد يحتلونه بالقوة فهي صورة بدائية معروفة، لا تحتاج إلى ذكاء عظيم، وتحايل ماكر، وقد ابتليت معظم الشعوب الإسلامية بهذا النوع من الاستيلاء، وعانت منه آلاماً كثيرة، إذ فقدت به معظم ثرواتها المالية النقدية، وثرواتها العلمية، ونوادر مخطوطاتها وآثارها المتحفية.
لكن صور الاستيلاء بالحيلة والمكر والدهاء هي الصور التي تظل مستمرة، ولو خرجت جيوش الاحتلال من البلاد، وارتفع كابوس أسلحتها وسلطانها المباشر عن الشعوب المغلوبة.
ولقد يكون عسيراً عسراً بالغاً إحصاء أنواع حيل السلب التي تتفتق عنها قرائح شياطين الطمع والشره الدوليون لكثرتها، ولكن هذا لا يمنع من عرض طائفة من حقولها.
فمنها الحيل المالية التي تمارسها البنوك الدولية، كعقد صفقات القروض الربوية التي تستنزف ثروات البلاد وطاقات شعوبها بشكل تدريجي، كما يمتص دود العلق دماء ضحاياه فيها من الناس، وكم استنزفت البنوك العالمية من ثروات للشعوب، ولليهود فيها أكبر نصيب، والدولة اليهودية السرية المنبثة في أرجاء العالم هي الوارثة لأموال الكادحين من الشعوب وهم على قيد الحياة، وذلك عن طريق الربا، وسائر حيل سلب الأموال.
ومنها الحيل التي تمارسها كثير من الشركات الاستثمارية الأجنبية المختلفة، التي تتظاهر بالاستقامة، وتخفي عن الأنظار ألاعيبها وحيلها التي تعتمد على الغش والكذب والنفاق والرشوة والسرقة والاحتكار واستغلال نفوذها الدولي، وتعتمد أيضاً على استغلال النساء وكل ما يتصل بحقول الإفساد الخلقي.
ومنها الاستغلالات التي تمارسها طائفة من المؤسسات التعليمية التبشيرية على اختلاف مستوياتها بدءاً من دور الحضانة حتى الجامعات الكبرى، وكذلك التي تمارسها طائفة من المؤسسات الصحية التبشيرية المختلفة، بدءاً من الطبيب المبشر، والممرضة المبشرة، حتى المستشفيات الكبرى.
ومن الحيل التي تمارسها كتائب الغزاة لابتزاز أموال الشعوب الرشوات والاتفاقات السرية على مشاركة المؤسسات الرسمية في أرباح مبيعاتها، والمشاركة في أرباح المحتكرات المحمية من السلطات، وأرباح المهربات المحظورة التي يسهل الغزاة سبل تهريبها، والمشاركة في الأرباح الزائدة المتحصلة بسبب التهرب من دفع الضرائب الجمركية، التي يدفعها الآخرون لصندوق الدولة وهم طائعون.
ومن حيلهم لسلب الأموال التلاعب بالنقد، وذلك عن طريق تخفيض أسعاره، أو إلغاء أوراقه المعتمدة، أو تجمعيها وإخفائها، أو عن طريق التهريب الذي تقوم به العصابات الدولية التي تدعمها كتائب الغزاة وأجراؤها، أو عن طريق التزوير، أو المضاربات الدولية المشحونة بمؤامرات الغش والكذب والخداع.
ومن حيلهم لسلب الأموال نشر الخمور والمخدرات وسائر قواتل الجملة العصبية لأجيال الشعوب الإسلامية، ومعلوم أن للدولة اليهودية التي يتزايد ورمها في جسم الأمة العربية باعاً واسعاً في زراعة المخدرات، وتصديرها عن طريق التهريب إلى مختلف الشعوب العربية والإسلامية لقتل هذه الشعوب بها.
ومن حيلهم لسلب الأموال أيضاً تأسيس نوادي القمار ودور اللهو والدعارة ومباءات قتل الوقت الثمين بسموم الرذيلة الفتاكة.
ومن حيلهم إرسال الدجالين الجاهلين أو الغشاشين بأسماء عريضة وألقاب فخمة، تُدَّعَى لهم خبرات فنية عالية، ثم لا يقدمون من هذه الخبرات شيئاً، إما لأنهم جاهلون وإما لأنهم غشاشون.
إلى غير ذلك من حيل لا تحصى وأساليب لا تحصر، ويرافق كل ذلك توجيه الضغوط الاقتصادية الدولية المختلفة، التي تعرف الدول الاستعمارية الاستثمارية كيف توجهها ومتى توجهها.
* * *