الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حليفتها إسرائيل فوضعت ثقلها الكبير بجانبها ضد الأمة العربية، وأمدتها بالأسلحة الضخمة، في حين تباطأت روسيا عن إمداد الدول العربية عند شد الأزمة بأسلحة الحماية وقطع الغيار، رغم كل وعود التساند والمناصرة القائمة بينهما.
ونجد خديعة مشابهة جرت من هاتين الدولتين الكبيرتين في العالم ضد دولة باكستان المسلمة في نزاعها مع الهند، وفي مؤامرة تقسيمها إلى دولتين.
فأمريكا بحسب الظاهر حليفة باكستان، وروسيا حليفة الهند، ولما وقعت الأزمة المدبرة لتقسيم باكستان سارعت روسيا لإمداد الهند باعتبارها حليفتها، وتخلت أمريكا عن مساعدة باكستان، وتمت المكيدة، وعرف الخبراء المتتبعون للحقائق أن ما تم قد كان خطة متفقاً عليها من قبل روسيا وأمريكا ضد باكستان، باعتبارها دولة من الدول الإسلامية.
* * *
الوسيلة الثالثة: الضغط السياسي
ومن وسائل الغزو غير المسلح الضغط السياسي، وللضغط السياسي أشكال كثيرة، وصور متعددة تتفتق عنها قرائح دُهَاةٍ السياسة العالميين.
ومن صوره الكثيرة المؤامرات الدولية الكبرى، والاتفاقات القائمة بينها على أساس تبادل المصالح، وتقاسم المنافع، وتقاسم مناطق النفوذ.
ومنها تسخير الدول الكبرى أثقال القوى التي تملكها لإلحاق الدول الصغرى في أفلاكها السياسية والاقتصادية الدولية، ويلحق بها أفلاكها الثقافية والاجتماعية وغيرها.
ومنها المناورات والحيل السياسية التي تجري داخل جمعية الأمم المتحدة
لحمل أكبر عدد من الدول على إعلان تأييدها لأحد المشاريع ولو كان فيه دعم للباطل وهضم للحق.
ومنها إيقاع البلاد الإسلامية في أزمات سياسية محلية خانقة، تضطرها إلى الموافقة على الشروط السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي تمليها الدول ذات المطامع المختلفة في المسلمين وبلادهم ومصادر ثرواتهم.
ومنها الوسائل التي تدخل في حقول الإغراءات الشخصية أو العامة، والوسائل التي تدخل في حقول التحذيرات والتهديدات والإنذارات الشخصية أو العامة، ويدخل فيها التهديد بنشر الفضائح الخلقية والسلوكية الشخصية، أو الفضائح السياسية الحقيقية أو الكاذبة.
ومنها تأسيس الأحزاب السياسية المرتبطة بالدول ذات المطامع ارتباطاً فكرياً ونفسياً، أو ارتباطاً نفسياً فقط، والأدهى من ذلك أن تكون مرتبطة ارتباطاً عضوياً أيضاً.
وعن طريق هذه الأحزاب تستطيع الدول ذات المطامع أن تضمن لنفسها استمرار القبض على المحركات الفعلية لسياسة الشعوب المستهدفة بالمكيدة، وبذلك تجد هذه الشعوب نفسها مسوقة بقوة الضغط غير المنظور، لتنفيذ السياسة التي يضعها قادة الدول ذات المطامع.
وعلى هذا النسق تسير ضغوطهم السياسية الكثيرة التي ترافقها الضغوط الاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية غالباً. وهدفهم منها إخضاع الشعوب الإسلامية لسلطانهم وإلجاؤهم إلى الموافقة على تنفيذ مخططاتهم المختلفة، والاندماج في فلكهم السياسي الدولي شرقياً كان هذا الفلك أو غربياً، ولا يسمحون لهم أن يقفوا موقف الحياد الفعلي البعيد عن حلبة الصراع والتنافس الدولي، ويساعدهم على ذلك واقع الضعف الذي دفعوا هذه الشعوب إليه، بمؤامراتهم الكبيرة التي عملوا على تنفيذها بنفس طويل، وصبر مديد، وتآزرت على ذلك الدول المتنافسة فيما بينها، المتنازعة على المصالح، لأن بينها لقاءً فكرياً ونفسياً على هدم الإسلام وتوهين المسلمين.