الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أخذ "دينيه" يورد الأمثال على هذه المتناقضات، وختم كلامه بقوله:
"وإن أردنا استقصاء هذه المتناقضات التي نجدها بين تمحيصات هؤلاء الممحصين بزعمهم يطول بنا الأمر، ولا نقدر أن نعرف أية حقيقة، ولا يبقى أمامنا إلا أن نرجع إلى السيرة النبوية التي كتبها العرب، فأما المؤلفون الذين زعموا أنهم يريدون ترجمة محمد بصورة عملية شديدة التدقيق، فلم يتفقوا منها ولو على نقطة مهمة، وبرغم جميع ما نقبوه ونقروه، وحاولوا كشفه بزعمهم، فلم يصلوا ولن يصلوا إلا إلى تمثيل أشخاص في تلك السيرة،ليسوا أعرق في الحقيق الواقعية من أبطال أقاصيص "فالترسكوت" و"اسكندردوماس" فهؤلاء القصاص تخيلوا أشخاصاً من أبناء جنسهم يقدرون أن يفهموهم، ولم يلحظوا إلا اختلاف الأدوار بينهم، أما أولئك المستشرقون فنسوا أنه كان عليهم قبل كل شيء أن يسدوا الهوة السحيقة التي تفصل بين عقليتهم الغربية والأشخاص الشرقيين الذين يترجمونهم،وأنهم بدون هذه الملاحظة جديرون بأن يقعوا في الوهم في كل نقطة.
(7) موازين البحث عند المستشرقين
ويمكن تلخيص موازين البحث عند المستشرقين في الموضوعات الإسلامية بما يلي:
1-
تحكيم الهوى ونزعات العداء للإسلام والمسلمين ، والتعصب الأعمى للنصرانية، وللشعوب والأمم المنتمية إليها.
2-
وضع الفكرة مقدماً ثم البحث عن أدلة تؤيدها مهما كانت ضعيفة واهية، ولو اضطرهم الأمر إلى اعتماد أسلوب المغالطات والأكاذيب، واقتطاع النصوص، وهذا عكس المنهج العلمي الاستدلالي السليم.
3-
تفسير النصوص والحوادث والوقائع والنيات والغايات تفسيراً لا تتفق مع دلالاتها وأماراتها الحقيقة، ولا مع النتائج التي أثبتها تاريخ الأمة الإسلامية.
4-
تضخيم الأخطاء الصغر، وجعلها تطغى على ساحة صورة تاريخ المسلمين، وطمس الصور الرائعة المشرقة في هذا التاريخ.
5-
تجميع الهفوات التي لا تخلو منها أمة مهما عظمت كمالاتها، ووضعها في صورة واحدة، وتقديمها على أنها هي كل صورة تاريخ المسلمين.
6-
تصيد الشبهات التي يشتبه وجه الحق فيها على كثير من الناس. ولا يستبين لهم ما لم يمتحنوها بالتجارب الطويلة، وإثارة الانتقادات حولها، وتحريك الزوابع المملوءة بالغبار وما تحمله من قمامات. وفي ذلك يستغلون أنانيات النفوس وأهواءها وشهواتها،ويستغلون شعارات خادعات براقة المظهر، زخرفية القول، كشعار حرية المرأة.
7-
اعتماد ما يوافق هواهم من كل خبر ضعيف، ورأي مردود شاذ، وقول ساقط لا سند له من عقل ولا نقل صحيح.
8-
رفض الحق بالنفي المجرد، الذي لا يدعمه دليل صحيح مقبول في المنهج العلمي السليم.
9-
تفسير التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بالمنظار الذي يفسرون به التاريخ الغربي والحضارة الغربية، مع تباين الواقعين عقيدة ونظاماً وشريعة، وبيئة ودوافع تبايناً كلياً.
10-
استنباط القواعد الكلية العامة من الحوادث الفردية الجزئية، التي لا يصح منطقياً تعميمها.
11-
الاعتماد على الوهم المجرد لتفسير الأمور والوقائع.
12-
قياس المؤمن المسلم الذي يخشى الله على الذين لا تردعهم روادع دين ولا خلق.