الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبرراً لتدخلهم السافر ، بحجة التأديب والانتقام ، أو حجة حماية الأقليات ، أو بحجة العمل على فرض الأمن والاستقرار ، أو حجة تلبية طلب بعض أهل البلاد لنجدتهم ، أو حجة التمدين والمساعدة على التقدم ، أو حجة تماثل بحجة الذئب ضد الخروف في الحمام ، إذ قال الذئب للخروف بعد أن نظر إليه بشراسة ولؤم ونهم إلى افتراسه: لماذا تثير الغبار علي أيها الخروف الوقح؟ . فقال له الخروف: وهل في الحمام يا صاحب السلطان والصولجان غبار؟ ألا ترى أنه لا يوجد في الحمام إلا بلاط وماء ، ولكن قل لي: أريد أن آكلك ، وكفى ، ولا تفتعل المبررات المرفوضة شكلاً وموضوعاً ، فغريزة العدوان وحب السطو في نفسك كافية لأن تبرر لك كل جريمة ، ولكن الذئب اعتبر كشف هذه الحقيقة إهانة بالغة له فسطا على الخروف فأكله وأخرس لسانه. ثم التفت فرأى في ناحية نائية من الحمام خروفاً آخر ، فقال له: وأنت؟! . فقال له الخروف: أما أنا فلم أثر غباراً ولم أوجه اعتراضاً. فقال له الذئب: ولكنك من صنف من اعترض علي وناقشني ، ثم سطا عليه وافترسه.
وهكذا يتم بسط نفوذ الطامعين ، حينما تتوافر لديهم القوى المادية الكافية ، أو حينما تنجح حيلهم التي تظفرهم بمطامعهم ، دون أن يكلفهم الظفر بها نفقات كثيرة ودماء غزيرة ، وقتالاً مضنياً. أخرى ، استطاعت أن تصمد لكل محاولات الهدم الظالمة الآثمة ، التي يوجهها الأعداء الغزاة ضدها.
(2) وسائل الغزو غير المسلح
وأما سوائل الغزو غير المسلح فكثيرة جداً يخططها الدهاء والمكر الشديد ، وينفذها الجد والصبر وطول الأمل ، ومن هذه الوسائل ما يلي:
1-
الوجوه المستعارة التي تظهر معاني إنسانية جميلة يستأنس بها الناس ، وتخفي من ورائها رؤوس ونفوس الوحوش الضاريات.
2-
الخداع السياسي ، وتتولاه الأجهزة السياسية للدول ذات المطامع بالسيطرة ، ولهذا الخداع أشكال مختلفة كثيرة ، تعتمد على الكذب والنفاق والحيلة والاستدراج والدفع إلى المزالق.
3-
الضغط السياسي ، ويكون باستخدام وسائل الضغط الدولية والمحلية.
4-
الحصار الاقتصادي ، وله أشكال مختلفة كثيرة ، والغرض منه الإلجاء إلى الخضوع والخنوع والموافقة على الشروط التي تمليها السلطات الطامعة.
5-
الحصار العلمي والثقافي ، وله أشكال كثيرة ، والغرض منه الإبقاء في دائرة التخلف ، والإلجاء للموافقة على قبول المذاهب الفكرية أو الاجتماعية أو الدينية التي تمليها السلطات الطامعة ، أو الرضى بتنفيذ خططهم السياسية والعسكرية.
6-
التمييز الطائفي ، وهو نوع من الإلجاء إلى الانتساب إلى الطائفة المميزة لتحصيل الفوائد المالية أو العلمية أو الاجتماعية أو المغانم السياسية أو العسكرية التي تميز بها من غيرها من الطوائف.
7-
التمييز العنصري ، وهو مظهر من مظاهر العصبيات الجاهلية التي تدعو إلى سيطرة بعض العناصر البشرية على بعض ، وإن اتفقت في أديانها ومذاهبها الفكرية والاجتماعية ، وأوطانها ولغاتها.
8-
التضليل الفكري ، وذلك لتحويل مناهج سلوك الشعوب التي يوجه لها هذا التضليل.
9-
العبث النفسي ، وذلك بالتلاعب بالانفعالات الآنية والعواطف الثابتة لاستثمار ذلك في تحقيق الأهداف التي يرمي إليها الطامعون بالتسلط.
10-
حيل السلب المالي ، وذلك لتحقيق ما يمكن استلابه من المطامع المالية عن طريق الحيلة
11-
الإفساد الاجتماعي ببث عوامل الخلاف والضعف في صفوف الأمة ، وذلك لإضعاف قوتها الجماعية ، ولدفعها إلى سحيق التخلف حتى تفقد ثقتها بنفسها وترضى مواقف الاستعباد
12-
الإفساد الخلقي ، لما لهذا من نتائج وخيمة ، تظهر بانهيار الشعوب التي تفسد أخلاقها ، وتظهر بضعفها وتخلفها ، وتمزق وحدتها ، وكل روابط