الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتقيد بتعاليم الإسلام، ولم تحمِ نفسها بحماية من الله.
وراقب الغزاة ظاهرة التقدم نحو الصناعة في هذه البلاد، ولم يرضهم هذا الأمر، لأنه وسيلة إلى الاكتفاء الذاتي، والاستغناء عن الصناعات الأجنبية، فأسرعت دوائرهم ومؤسساتهم فوضعت الخطط الم اكرة المقنعة لشل حركة التقدم، وإيقاف عجلة النشاط الصناعي بأية وسيلة، وبسرعة خاطفة استطاعت مؤسسات الغزاة بوسائلها الماكرة التي لا تظهر بها على مسرح العمليات، أن توقف عجلة التقدم الصناعي، وتعمل على تهديم مراكز الصناعة في البلاد باسم تحسينها، وباسم إصلاح الأوضاع الاجتماعية، ووكل الله رجال الصناعة في هذه البلاد لأنفسهم، إذ لم يحتموا في حصون النظم التي شرعها الله لعباده، ونفذت العقوبة الإلهية، وقُضي أمر الله، وداعي الإسلام ينادي لا نجاة إلا بالعودة إلى الإسلام وتطبيق أحكامه.
(10) اصطناع المناخات المناسبة لتقبل الأفكار والمذاهب الغازية
أفضل مناخ مناسب لنمو الجراثيم الضارة وانتشارها، حجب نور الشمس، وتراكم القذارات، والرطبة، وتكاثف السكان، ونقص الغذاء.
وقضية المناخ المناسب لانتشار أفكار الغزاة في صفوف المسلمين، من القضايا التي تحظى بعناية كبرى من قبل الأعداء، فهم ما يزالون يوصون أجراءهم بالعمل على إيجاد المناخ المناسب لبث أفكارهم ومبادئهم ومذاهبهم، وعرقلة كل تقدم من شأنه أن يفسد عليهم خططهم.
لذلك تعمل أجهزتهم بطاقات كبيرة، لإبعاد المسلمين عن تطبيق أنظمة الإسلام على الوجه الصحيح، لأن هذا التطبيق الصحيح سيقنع الجماهير المسلمة بكمال أنظمة الإسلام، وبأنها خير أنظمة يمكن أن تحقق للناس السعادة والرفاهية والإخاء والمحبة.
وفي سبيل تهيئة المناخ المناسب، نلاحظ أن المنظمات الاشتراكية العالمية،
قد ترى أن من وسائلها دفع البلاد الإسلامية إلى تطبيق الرأسمالية المفرطة، لتهيئة المناخ البشري المناسب لانتشار مذاهبها المعادية للإسلام، ولإلقاء جرثومة الحقد والعداء والصراع بين الطبقات، فمتى تمَّ له ما تريد استطاعت أن تسوق الشعوب سوقاً سهلاً، لا تتكلف فيه عناءً كبيراً، ثم تجهز على البقية الباقية من قيمها الخلقية والدينية والاجتماعية.
وفي سبيل تهيئة المناخ المناسب، نلاحظ أن الدوائر الرأسمالية العالمية قد ترى أن من وسائلها دفع البلاد الإسلامية إلى تطبيق الأنظمة الاشتراكية المفرطة، مع صيانتها من الانزلاق السياسي إلى أحضان خصومها الاشتراكيين العالميين، لتهيئة المناخ البشري المناسب لتقبل سلطان الرأسماليين السياسي والاجتماعي والاقتصادي ولزحزحة المسلمين عن حصانتهم الدينية الفردية والاجتماعية.
وواجب المسلمين أمام خطط الغزاة الرامية إلى تهيئة المناخات المناسبة، لنشر ما يريدون نشره من أفكارهم ومذاهبهم، أن لا يدّعوا مجالاً تتجمع فيه شروط المناخ المناسب لانتشار أفكار أعدائهم ضمن صفوفهم، وأن يحصنوا مجتمعاتهم من جيوشها الوبائية الغازية بمختلف وسائل التحصين.
ومن الوسائل التي يجب عليهم أن يحصنوا مجتمعاتهم بها ما يلي:
أولاً: أن يفتحوا النوافذ لجماهير المسلمين كي تشرق عليهم أنوار المعرفة الإسلامية الحقة، بأسلوب مشرق أخاذ، ولا يدعوهم يعيشون في الظلمة الفكرية، التي لا ترى فيها المعارف الإسلامية على وجهها الصحيح، وإلا فإن شياطين الإنس سيخيلون لهم في الظلمات ما يشاؤون، ويحمِّلُونهم من الضلالات والأباطيل ما يريدون.
ثانياً: أن يعملوا على تنظيف المجتمعات الإسلامية من قذارات الانحراف في السلوك، التي تجدها الغزاة مناخاً ملائماً لانتشار جراثيمهم فيها.
ثالثاً: أن يرفعوا في المجتمعات الإسلامية حرارة الحياة والعمل، ويجفِّفوا مستنقعات الخمول والكسل، ورطوبات التواني والإهمال، حتى لا تكون هذه