الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان لهذا الغزو الشيطاني الخبيث أثره البالغ، وقطف أعداء الإسلام من ثمره، ووهنت قوة المسلمين، وتشتت شملهم، واستجاب كثير من أبناء المسلمين لوساوس الغزاة ودسائسهم، فاتبعوهم في كثير من أفكارهم، ونظم حياتهم وطرائق عيشهم وأخلاقهم وعاداتهم.
ويتابع أعداء الإسلام عمليات هذا الغزو الشيطاني الخبيث، بغية القضاء على الإسلام، وتحويل المسلمين عنه تحويلاً تاماً، ومن وسائلهم تحريف الحقائق الإسلامية وتشويهها، وتزيين زيوف الأفكار الغازية وتحسينها.
وكان ما بذله أعداء الإسلام من جهود يكفي لتحقيق ما جعلوه هدفاً لهم، لولا أن الإسلام حق من عند الله، ولولا أن الله عز وجل يصونه من أعدائه ويحميه باستمرار، وذلك بما يقيض له من رجال يحافظون عليه ويدافعون عنه، لا يضرّهم من خالفهم.
ألا وإن من واجب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتنبهوا إلى هذا الغزو المركز على عقولهم وقلوبهم ونفوسهم أفراداً وجماعات، ويفيدوا من خطط أعدائهم، ويحملوا أفكارهم ومعارفهم الحقة إلى العالم أجمع، وليس عليهم في إقناع الناس بالإسلام كبير عناء، يكفيهم أن يعرضوا تعاليمه عرضاً منطقياً ميسراً بألسنتهم وأقلامهم، وأن يلتزموا بمنهج الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وأن يحملوا أنواره بأعمالهم وتطبيقاتهم، ويخلصوا لله في أقوالهم وأعمالهم، وما أسرع ما يقطفون ثمرات جهودهم وافرة بإذن الله تعالى، وتوفيقه ونصره المبين.
* * *
(3) تاريخ ظاهرة الغزو الفكري
بدأت ظاهرة الغزو الفكري للإسلام والمسلمين منذ فجر الإسلام، وكان دهاة هذا الغزو الماكر الخبيث من اليهود.
فقد واجه اليهود الإسلام والمسلمين في المدينة بألوان مختلفات، وأشكال شتى، من وسائل الكيد للتأثير على الإسلام بغية التحريف فيه، وللتأثير على مشركي العرب بغية صدهم عن الدخول في الإسلام، وللتأثير على المسلمين بغية إخراجهم وتشجيعهم على الردة عنه.
واستخدموا وسيلة النفاق ضمن وسائلهم الكثيرة، ولكن الله عز وجل حمى دينه ورسوله والمسلمين من مكايدهم، مدة عصر الرسول، ومدة خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى سقط عمر صريع اغتيال كان للمكر اليهودي أصابع خبيثة خفيّة فيه.
ثم كان لهم في المسلمين عبر تاريخهم حتى عصرنا هذا مكايد كثيرة، من مكايد الغزو الفكري، ظهرت في مؤامرات المنافق اليهودي "عبد الله بن سبأ" التي نجم عنها ظهور فرق الشيعة الغلاة، وأشنعهم الذين ألَّهوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم ظهرت في مؤامرات المنافق اليهودي "ميمون بن ديصان القَدَّاح" التي نجم عنها ظهور فرق الباطنية على اختلاف نزغاتها، وما كان من عصاباتهم من كيد ضدّ الإسلام والمسلمين الذي اكتوى المسلمون بناره طوال قرون. ثم ظهرت في مكايد يهود "الدونمة" ضد السلطنة العثمانية الإسلامية وضد المسلمين عامة. ثم ظهرت في مؤسسي الشيوعية في بلدان العالم الإسلامي، وناشري المذاهب الفكرية المعاصرة الرامية إلى هدم الدين والأخلاق والشرائع والنظم الاجتماعية الحسنة.
ومع المكر اليهودي التقى المكر المجوسي منذ القرن الأول الهجري، ومع ظهور الإسلام وانتشاره ضعف مكر المجوس، ولم يبق منه إلا مسائل فكرية مندسة، في بعض أصحاب الأهواء من الفرق المنحرفة المنتمية إلى الإسلام والمسلمين.
وكان للنصارى تحركات في الغزو الفكري المندس منذ فجر الإسلام، إلا أنها لم تكن ذات أثر قوي ظاهر، حتى قامت الحروب الصليبية، وباءت بالخيبة، وبدأ مفكروهم يخطّطون لتنصير العالم الإسلامي، أو صرفه عن الإسلام ولو إلى الإلحاد والكفر بكل دين.
ثم اتسعت دوائر الغزو الفكري اليهودية النصرانية التبشيرية والاستشراقية، مرافقة للتحركات الاستعمارية التي قامت بها الدول النصرانية ضد العالم الإسلامي، وأخذت وسائل هذا الغزو تتنامى وتتكامل، وتجري فيها تعديلات وتبديلات نبّهت عليها التجارب وساعدت عليها الوسائل الحضارية الحديثة، حتى أخذت نضجها الشيطاني في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي) .
فقد كانت وسائله تبشيراً بالنصرانية بصورة بدائية، تستخدم المناقشة والمجادلة في المسائل العقدية الدينية، وهذه مُنيت بالهزائم المنكرة، أمام جدليات علماء المسلمين ومناظراتهم، حتى أمام صغار مثقفي المسلمين وعامتهم.
ثم تواصى الغزاة بترك هذه الوسيلة من وسائل الغزو الفكري، وبالتحول إلى وسائل أخرى ليس فيها مواجهة صريحة مباشرة.
صور من حملات الغزو الفكري
وفيما يلي صور من حملات الغزو الفكري التبشيري الاستعماري:
(1)
تحت عنوان الحركة التبشيرية: جاء في كتاب "لبنان في التاريخ" "وكان من نتائج الحروب الصليبية فكرة اجتذاب المسلمين إلى اعتناق المسيحية عن طريق الإقناع، بدلاً من طريق القوة والإكراه. وهي فكرة كان لها فيما بعد أبعد الأثر في الحياة الثقافية في الشرق الأدنى.
إن الخيبة التي منيت بها الحملات الصليبية في الوصول إلى غايتها، وموت الدوافع التي كانت تدفع بالناس للالتحاق بها، مهّد الطريق لفكرة جديدة: استمالة المسلمين واجتذابهم بطرق سلميّة وديّة، وهذه الفكرة هي أساس مبدأ التبشير المسيحي".
ففي عام (1154م) أسس راهب صليبي في الأرض المقدسة رهبنة عرفت فيما بعد بالرهبنة الكرملية،نسبة إلى جبل الكرمل حيث كانت تقيم.
ثم انتشروا في سورية ولبنان، وقد أسسوا لهم مركزاً في طرابلس. وتلا
ذلك تأسيس رهبنتين جديدتين، عند مستهل القرن الثالث عشر: الفرنسسكان والدومينيكان.
وبعد مدة قصيرة أُسست إرسالية تبشيرية فرنسسكانية في مدينة طرابلس، وأُسس ديرٌ لهم في بيروت.
وفي عام (1230م) وصلت دمشق إرسالة دومينيكانية، ومن ثَمَّ تقدّمت إلى طرابلس وعكة، وأماكن أخرى، حيث أسست لها أديرة.
وكتب أحد أساقفة الدومينيكان "وليم الطرابلسي" سنة (1270م) كتاباً جاء فيه: نريد مرسلين لا جنوداً، لاسترداد الأرض المقدسة.
وقد لاقت هذه الفكرة الجديدة استحساناً عظيماً عند رجل يدعى "ريموند لَلْ" الذي أصبح زعيم الحركة المفوه (توفي عام 1315م) كان "لَلْ" قسطلانياً يجيد العربية".
الوجود المسيحي في الخليج
وجاء في الترجمة الملخصة عن الوجود المسيحي في الخليج العربي إعداد: أحمد فون، ونفر من المؤسسة الإسلامية في ليستر - بريطانيا، ما يلي:
بدأ وصول الكنائس الغربية ووكلاؤها بالمنطقة في عصر الاستعمار، وفي عام (1870م) قامت الكنيسة الأمريكية الإصلاحية بمدّ نشاطها إلى التاريخ، من خلال جهودها الطيّبة والعلمية، وذلك في مقرّها القديم في العراق.
أما الكنيسة الإنكليكية فكان لها صلة قديمة مع الجيوش البريطانية، الموجودة في الخليج.
والكاثوليك وصلوا خاصة من الهند وإفريقية الشرقية، وكثير من موظفي الشركات البترولية أسسوا الكنائس على المستوى المحلّي، وبالإضافة إلى ذلك توجد الكنائس الجديدة التي أقامتها الطبقة العاملة المهاجرة من الهند والباكستان.
إن عدد المسيحيين الوطنيين بدول الخليج ليس بكثير، بل هو قليل جداً، إذ يقدّر عددهم بأقل من (150) وهناك مصادر أخرى تقول بأنهم (500) على
الشاطئ الممتد من الكويت إلى عدن. ولكن عددهم كثير بين العمال المهاجرين والمسيحيين المقيمين في دولة الكويت والبحرين وقطر وأبو ظبي ودُبي وعمان، إذ يصل عددهم إلى (60.000) ستين ألفاً وذلك مقابل مجموع السكان الذي يقدر بحوالي (3.1) مليون شخص، وهذه هي القوة العددية المسيحية بالمنطقة التي كانت مسلمة كلّيّاً.
منظمات التبشير المسيحية:
يعدد المؤلف أسماء المنظمات التبشيرية ويذكر أنه توجد 12 بعثة إنجليزية في منطقة الخليج و42 أمريكية، وكلها تصنف تحت ثلاثة أقسام رئيسية:
1-
جمعية البعثات الكنسية.
2-
جمعية الكنيسة العالمية.
3-
زمالة الإنجيل والبعثة الطبية.
ويعدد المنظمات المختلفة العاملة في منطقة دول الخليج ويذكر:
1-
جمعية البعثة الكنسية (cms) مؤسسة عام 1799م، ويذكر منها 3 في البحرين، وواحد في عمان، وواحدة في أبو ظبي وتعمل في مجال وزارة الصحة والتعليم وميزانيتها لعام 1979م هي 2.100.108 جنيه استرليني.
2-
زمالة الإخلاص للمسلمين (FFM) مؤسسة عام 1915م، وتعمل مباشرة في وسط المسلمين ومهمتها تنظيم المؤتمرات وإعداد الكتب للمسلمين وخاصة الذين ينتصرون منهم.
3-
جمعية تنصير الشرق الأوسط (MECO) تأسست عام 1976م، ومهمتها الرئيسية إنتاج الكتب ونشرها في أوساط المسلمين وباللغة العربية وخاصة للشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وأحدث مشروع لها الإنجيل للأطفال بالعربية وطبع في قبرص، وتنظيم تدريب المبشرين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
4-
الكنيسة الإصلاحية في أمريكا (RCA) وهي بروتستانتية أمريكية تعود لعام
1857م، وباشرت نشاطها في البحرين والكويت وعمان منذ عام 1889 وميزانيتها 4.533.763 دولار سنوياً، ولها 6 بعثات في البحرين 3 في الكويت 12 في عمان.
5-
عملية التحريك (OM) تأسست عام 1958م، وتهتم بتنظيم وتدريب المبشرين المتطوعين لفترات قصيرة، ومن أهم أعمالها أنه تتبعها سفينتان عائمتان متنقلتان تحويان مخازن هائلة من الكتب ومراكز لتدريب المبشرين، اسمها لوجوس وبها 16 بعثة متفرغة، ودولوس وبها 25 بعثة متفرغة، الأولى متخصصة في آسيا وموانئ الخليج، والثانية في أمريكا الشمالية.
6-
بعثة الإنجيل المتحدة (TEAM) تأسست عام 1890م في إسكندنافيا، وتغير اسمها عام 1949م، وهي منظمة دولية تهتم بالأمور التربوية والطبية والإذاعية، ومركز الخليج الرئيسي في أبو ظبي، وميزانيتها 9 ملايين دولار سنوياً، ويتركز نشاطها في المستشفى التابعة لها في أبو ظبي، ولها 15 بعثة في الإمارات العربية المتحدة.
7-
الصليب الإفنجيلي على اتساع العالم (WEC) ، تأسست عام 1913م.... وتهتم بالأمور الطبية والثقافية والتدريب والكتب وأعمال الترجمة وتدير عيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولها خمسة أعضاء متفرغين.
تعرض المؤلف بعد ذلك إلى سرد تاريخ البعثات التنصيرية، ووضع الكنائس التي في منطقة الخليج. فسرد دول البحرين والكويت وعمان وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة واستعرض في كل دولة منها البعثات والكنائس والمعاهد التابعة لها.
1-
البحرين:
ذكر أن أول بعثة دخلتها كان منذ عام 1890م حيث دخلها المدعو (صموئيل زويمر) ، ومنذ عام 1894م والكنيسة لها وجود في مجال الطب، وأنشأ عيادات طبية في كل من البحرين والكويت ومسقط وعمان. وهذه
الطريقة مكّنت الاتصال المباشر بالمسلمين،إلى أن تأسس المستشفى الأمريكي في البحرين عام 1902 م، ثم المدارس للبنين والبنات،ومن الأهمية بمكان الأدب النصراني، والإذاعة النصرانية، والمكتبة النصرانية المدعوة مكتبة العائلة في البحرين حيث تبيع الإنجيل والكتب النصرانية الأخرى بمعدل 1/2 مليون دولار سنوياً، وأما الراديو فهو باللغة العربية وموجه إلى منطقة الخليج، وله أهمية كبرى ويرسل من إسبانيا وفرنسا ويعدد الكنائس والملل التابعة لها: الكنيسة السورية الأرثوذكسية - الكاثوليكية - الرومانية والإنجيلية والكنيسة الوطنية الإفنجيلية (بروتستانت) ، وكنيسة الله،والمباني التابعة لها في المنامة والعوالي. يلفت النظر هن إلى أن الكنيسة لاوطنية البروتستانتية تضم 150 عربياً نصرانياً، منهم 60 يحملون الجنسية البحرينية، وتتمتع بميزات خاصة. ويعدد المؤلف الكنائس والمستشفيات والمدارس التابعة لها في البحرين.
2-
الكويت:
يقول المؤلف إنه منذ عام 1920 م أسست الكنيسة الإصلاحية مستشفى بالكويت، أدير من قبل الأمريكان حتى عام 1967م، حيث استولت عليها الحكومة الكويتية وكذلك المدارس ويوجد روم كاثوليك وأرثوذكس في الكويت، وركّزوا جهودهم لتنصير المسلمين، وتوجد اليوم مكتبة نصرانية في الكويت، تلبي حاجات النصارى وربما المسلمين وكذلك راديو التنصير يلعب دوراً هاماً كما هو الحال في البحرين. ويعدد المؤلف الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية في الكويت والمباني التابعة لها والمدارس والمكتبات ومما هو جدير بالذكر أن الكويت هي البلد الوحدي في الخليج التي بها مجلس اتحاد للكنائس.
3-
أما بالنسبة لعمان:
فإن زويمر وزميله كانتين قد دخلا البلاد، وأسسا بعثة طبية ومدارس كستار لنشاطهما، ويتركز النشاط الآن في المكتبات والكتب النصرانية، والإنجيل والإذاعة. أما عن الكنائس ففيها نشاط كبير للإصلاحيين الأمريكان والكاثوليك والأثوذكس. وتوجد (5) كنائس في ماطرا ومسقط وثلاث
مستشفيات تملكها الحكومة ولكن تدار بواسطة البعثات التبشيرية ومدارس أيضاً تملكها الحكومة وتديرها الكنيسة.
4-
قطر:
أول عيادة تبشيرية أسست فيها عام 1948م، ولكن الحكومة استولت عليها بعد 3 سنوات، ويظهر أنه لا توجد معاهد تربية للتبشير في قطر ولا مكتبات. إلا أن راديو التنصير يبث في قطر مثل سائر دول الخليج. أما الكنائس في قطر فهي كاثوليكية تضم 2500 عضواً معظمهم هنود، ولا يوجد بناء كنسي رسمي. وقد رفضت الحكومة مؤخراً اقتراحاً بذلك، ومعظم أعمال التبشير تتم في بيوت تملكها شركات البترول، والروتستانتية ومارثوما الهندية الأرثوذكسية.
5-
الإمارات العربية المتحدة:
يقول المؤلف إن دولة الإمارات العربية المتحدة فيها حوالي 50 ألف نصراني، ويتركز العمل في مستشفى العين، الذي يضم 40 سريراً، ومع أبو ظبي تشكلان أهم مراكز للتبشير والتنصير في المنطقة، ويتم توزيع الكتب النصرانية في ساحة المستشفى للزوار. أما المرضى فيركز عليهم وتعطى لهم نسخ الإنجيل ولهم قاعة للمطالعة، وتوجد عدة عيادات تدار من البعثات التبشيرية، واحدة في الفجيرة، وأخرى في الشارقة (أقفلت حالياً) ، وكانت تدار من قبل نساء نصرانيات. ويوجد منذ عام 1960م مستشفى في واحة البريمي، تابع للتنصير وتوجد مدرستان تابعتان للكاتدرائية في أبو ظبي، يدرس بها حوالي 800 طفلاً، وبهذا يتركز النشاط في المجالات الطبية والتربوية. وتوجد مكتبات توزع الكتب بكافة اللغات ومناهج إنجيلية وإذاعة الراديو التنصيري.
أما عن الكنائس فالبروتستانتية تركز نشاطها في دُبي وأبو ظبي والعين والكنيسة في العين يرأسها لبناني وفي المستشفى هناك نشاط كبير. وأما المجموعة الأخرى فيقودها راهب سوري ضم إليه مسلمين تنصروا والكاثوليكية والأرثوذكسية لها 6 كنائس ضخمة في أبو ظبي ودُبي والعين. أما عن المستشفيات فهي خمس أيضاً: في العين والشارقة والفجيرة والبريمي. وأما مستشفى رأس الخيمة فقد أقفل عام 1978م. والمدارس اثنتان والمكتبات ثلاث.
ذكر المؤلف بعد ذلك اهتمام الكنيسة بالعمال المهاجرين في الخليج، وذكر نشاط منظمة باكستان النصرانية.
وأما عن منطقة الخليج كحقل تبشيري اليوم فقد ذكر المؤلف أن القوى التي تعمل على التنصير هي:
1-
البعثات الرسمية التنصيرية منها 80 في الخليج.
2-
صانعو الخيام وهم مبشرون على شكل فنيين وأطباء ومدرسين.
3-
المسلمون الذين درسوا في الغرب وعادوا ربما يتنصرون مستقبلاً.
ولهذا كما يذكر المؤلف يهتم النصارى بتدريب العرب المسيحيين من لبنان وأقباط مصر لهذا الغرض. وأما الطرق التي يتبعها النصارى لتنصير المسلمين في الخليج فهي أربع:
1-
العمل الطبي:
حيث ينتج الاتصال المباشر. والمسلم بحاجة للنصراني فيذهب إليه، ويتم نشر عملية التنصير كما هي الحال في الإمارات في مستشفى العين.
2-
الاتصال على المستوى الشخصي:
يتم ذلك بواسطة صانعي الخيام، وإذا وجدوا تجاوباً يتعمقون فيه، وخاصة لدى بعض المسلمين في مجالات العمل والتقنية وصانعو الخيام مبشرون، يأتون على شكل حرفيين كأطباء لإدارة المستشفيات، أو مدرسين للتعليم ومهندسين وتدفع لهم رواتب عالية ويختارون بعناية.
3-
إنتاج الأدب:
إنتاج الأدب وتوزيعه في سبيل تنصير المسلمين، كالمكتبات والمعاهد، وخاصة سفينة لوجوس في موانئ الخليج.
4-
راديو التنصير:
وهو وسيلة هامة جداً ويذيع باللغة العربية من إسبانيا وفرنسا
وليبيريا وسيشل. هذا بالإضافة إلى المدارس هناك وكتب الأدب وقصص الأطفال ثم الأشرطة والأفلام. ويظهر أن راديو التنصير مع صانعي الخيام هي استراتيجية التنصير في الخليج، بينما المستشفيات والمكتبات ساعدت كخطوة سابقة في عمل التنصير الحالي.
يختتم المؤلف دراسته بإعطاء إحصائية وجدول عن كل قطر من أقطار الخليج فيذكر في جدول -1-:
البلد...................عدد السكان الكلي
…
نسبة الغرباء في البلاد المئوية
1-
البحرين............216078..........17% أجانب
2-
الكويت............1.130000.......53% أجانب
3-
عمان...............800000.........20% أجانب
4-
قطر................200000..........68% أجانب
5-
الإمارات المتحدة....800000.........48% أجانب
6 المجموع...............3.146078......41.8% أجانب
وتتناول عدد المسلمين والمسيحيين ونسبهم في كل بلد على حدة:
البلد.............. نسبة المسلمين....نسبة المسيحيين....عدد المسيحيين....فئات أخرى
البحرين..............98%............1%.............4515..........1%
الكويت..............82%...........4%...........50600........14%
عمان................99%......1% مع فئات أخرى
…
1655.... -
قطر.................97%...........2.5%..........3200....1.5%
الإمارات المتحدة....94%............5%..........25960.... 1%
ملاحظات:
1-
البحرين والإمارات مراكز حساسة وخطرة، والنفوذ النصراني فيها قوي.
2-
الكويت بها أعلى نسبة من السيخ والبوذيين والوثنيين 14%.
3-
يتركز الموارنة في الكويت والإمارات.
4-
الهنود المسيحيون يدخلون دول الخليج بصورة غير مشروعة، ويتكاثرون هناك.
5-
لا بد من فضح هذه المخططات لإيقاف تيار التنصير قبل فوات الأوان.
* * *
خطاب البابا شنودة لشعب الكنيسة
ومن خطاب البابا شنودة لشعب الكنيسة في مصر نقرأ ما يلي:"يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية، إذ إن الخطة التبشيرية التي وضعت على أساس اتفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد ممكن من المسلمين عن دينهم والتمسك به. على أن لا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن، وإثبات بطلانه وتكذيب محمد.
وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة، فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئة من طريقنا، وإن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا.
غير أنه ينبغي أن يراعى في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية، حتى لا يكون ذلك سبباً في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم".
* * *
وفي هذا الكتاب يجد القارئ منهجهم المعاصر المقرون بالتحليل والتحذير التوجيه.
عمليّات التنصير في أندونوسيا:
جاء في الرسالة التي نشرها المجلس الأعلى الأندنوسي للدعوة الإسلامية بجاكرتا، والصادرة في سنة (1410هـ و1989م) تعريف موجز بأعمال التنصير التي قامت به المؤسسات التنصيرية في أندونوسيا، وأهم ما جاء فيها ما يلي:
نظرة تاريخية:
* بدأ انتشار الإسلام في أندونوسيا منذ أواخر القرن السابع الميلادي عن طريق الدعوة السلمية، التي كان يقوم بها التجار المسلمون.
* ثم بدأ يدخل الدين النصراني إلى أندونوسيا عن طريق المستعمرين البرتغاليين والأسبانيين، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي.
ففي عام (1519م) أخذ الاستعماريون ينشرون النصرانية في جزيرة "تيرناتي" فقاومهم المسلمون.
وفي عام (1549م) قامت حرب بين الوافدين المستعمرين النصارى وبين السُكان المسلمين بقيادة: "سلطان باب الله".
وفي عام (1605م) كانت القيادة العليا في البلاد بأيدي الاستعمار الهولندي الذي أبدى قسوة وعنفاً.
وبدأت إقامة الكنائس في "جاكرتا" سنة "1855 م" وفي "سور أبايا" سنة "1856م" وفي "سمارانغ" عام "1858م".
ومن ذلك الوقت توالت إقامة الكنائس والمدارس النصرانية في جزيرة "جاوا".
وقد تمكن المستعمرون الهولنديّون من السيطرة على جميع الأراضي التي أخذوها من الشركة التجارية، التي تحمل اسم "شركة الهند الشرقية الهولندية" سنة "1799م".
* وبعدما انتهت الحرب العالمية الثانية سنة (1945م) تمكّن الشعب الأندنوسي من إعلان استقلاله، وكان عدد السكان (170 مليون) 90 في المائة منهم مسلمون.
* وصار المبشرون يستخدمون وسائلهم الماكرة للتنصير، ولا يبدون أي تسامح تجاه المسلمين.
الأنشطة التنصيرية في أندونوسيا:
تتلخص الأنشطة التنصيرية التي يقوم بها المنصرون في أندونوسيا بما يلي:
(1)
اختيار القُرى النائية، وإغراء الفقراء والمساكين ليتنصروا بالمساعدات الإنسانية:(مواد غذائية - ملابس مستعملة - أدوية - نقود - مواشي "أغنام وأبقار" - آت زراعية - تهيئة مياه - ترميم بيوت قديمة - تقديم العلاج اللازم للمرضى ومن مات منهم دُفِنَ وفق المراسم النصرانية) .
(2)
تقديم فرص العمل مقترنة بالإغراء بالدخول بالنصرانية.
(3)
عرض الأفلام ذات التعليمات النصرانية، والأفلام التي تعرض الرذيلة وتشجع على الفاحشة.
(4)
التدريبات المهنية المجانية استمالة للتنصر.
(5)
استخدام عادات المسلمين التقليدية في الأذكار والأوراد والعبادات مع تبديل المضمون بعبارات نصرانية، فبدل عبارة:"لا إله إلا الله" يجعلون المسلمين يرددون عبارة: "الإله الابن".
ويعقد المبشرون في وقت صلاة الجمعة لقاء دورياً مشابهاً مع تغيير في المضمون يشتمل على مفاهيم وطقوس نصرانية.
(
6) الدخول مع المهاجرين المسلمين من مناطق مزدحمة إلى جزر قليلة الازدحام، حتى إذا تمكنوا فيها جلبوا القساوسة المنصرين ، وتعاونوا معهم لتنصير أهل هذه الجزر.
(7)
بناء الكنائس والأديرة.