الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يروجوه في صفوف المسلمين، ليختلط عليهم أمر دينهم، ويقبلوا بالزيف الرأسمالي الدخيل، الذي أرادوا له أن يحل محل الأصل الإسلامي، ويمحوه من الفكر والتطبيق، وإن الإسلام الاشتراكي وفق مفهوم الاشتراكيين إسلام مزيف، أرادوا أن يروجوه ضمن صفوف المسلمين، ليختلط عليهم أمر دينهم، ويقبلوا بالزيف الاشتراكي الدخيل الذي أرادوا له أن يحل محل الأصل الإسلامي، ويمحوه من الفكر والتطبيق.
فاحملوا أيها المسلمين إسلامكم حقاً نقياً سليماً من كل زيف، لتنالوا به بطولة العالم أجمع.
(5) قدوم المذاهب الاقتصادية المخالفة لنظام الإسلام
قدمت إلى بلاد المسلمين جيوش المذاهب الاقتصادية المعادية للإسلام، والغازية لعقول وعواطف المسلمين الجاهلين بحقيقة النظام الإسلامي المتعلق بشؤون المال، فاصطدمت بالحركات الإسلامية الواعية، المجردة من الأسلحة المادية الفعالة، وأخذت هذه الحركات تنشط في حدود إمكانيات الدعوة البيانية التي لديها، بما يشبه أعمال الصيانة والترميم والمكافحة.
وقد ظفرت هذه الحركات الإسلامية، بأن تصون معظم جماهير المسلمين عن أن تخدعها مغريات جنود العدو المنبثين داخل الصفوف، بحجة أن هذه المذاهب الاقتصادية الغازية معادية للإسلام، ولكنها لم تظفر بصيانة عقول جماهير المثقفين، لأنها كانت بعيدة عن مواقعهم الاجتماعية، ومواقعهم الفكرية، فلم تتخذ لصيانتها الوسائل الحديثة، القادر على مجابهة أسلحة جيوش الغزو الفكري، القادمة في أقنعة العلوم المادية، التي أحرزت أوربا فيها السبق الماهر.
وأثر الغزو الفكري أثره في عقول حشد من المثقفين بالثقافات المعاصرة، البعيدين عن الثقافة الإسلامية الصحيحة، والمقبلين على تسلم مراكز الإدارات
والتوجيه، والمؤسسات الخاصة والعامة، وهكذا امتدت حركات الغزو الفكري إلى مراكز القوة الفعلية في بلاد المسلمين، بينما عامة المسلمين في غفلة عن ذلك.
وقيادات الدعوة الإسلامية منخدعة بالحشود المسلمة، التي لا تملك شيئاً من القوة الفعلية في البلاد إلا الكثرة العددية فقط، مع ضعف في وسائل المجابهة الجدلية، أمام فئات المثقفين الذين تأثروا بفكرة هذه المذاهب الغازية، وزاد نشاط المتأثرين بالغزاة المنبثين في صفوف المسلمين، واتسعت دوائر أعمالهم، وبدأوا ينشرون هذه المذاهب في صفوف جماهير المسلمين، ويوجهون اهتمامهم البالغ إلى فئات العمال والكادحين، والذين لا تصل إليهم لقمة العيش إلَاّ بعرق غزير، وجهد وفير.
واصطدموا مع هذه الفئات المتمسكة بعقيدتها الراسخة بالإسلام، واستعصى أكثرهم عن أن يتنازلوا عن عقيدتهم من أجل مغريات هذه المذاهب، فابتدعوا لهم فكرة الفصل بين الدين وبين المذاهب الاقتصادية، وزعموا لهم أن هذه المذاهب لا تصطدم مع الدين، فلا تمس جانبه بحال من الأحوال، ولا مانع من أن يكون الإنسان مسلماً أو نصرانياً يؤدي فروضه الدينية كلها، وملتزماً مع ذلك مذهباً اقتصادياً شرقياً أو غربياً، فالدين شيء والسير في ركاب هذه المذاهب شيء آخر.
واستطاعوا بهذه الحيلة أن يسرقوا إلى صفوفهم جماهير من غير المثقفين يدعمونهم في المجالات العامة، وهؤلاء يسيرون في ركابهم منخدعين بما يمنونهم من مستقبل حافل بالرفاهية والمساواة، وقد ساعدهم على جلب هذه الجماهير الكادحة إلى صفوفهم، واقع حال المسلمين المخالف للإسلام في التطبيقات الاقتصادية المنتشرة في البلاد، التي اعتمدت على أسس فوضوية ملفقة غير إسلامية، قد تنتهي بالإثراء غير المشروع، كالإثراء عن طريق الربا، أو الغش، أو الغبن الفاحش، أو الاحتكار، أو استغلال الوظيفة وتسخير قوة السلطان، أو التحايل والسرقة غير المباشرة، وأشباه ذلك مما لا يقره الإسلام بحال من الأحوال.