الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال الله تعالى فيها خطاباً للذين آمنوا:
وفي أمر المؤمنين بأن يدخلوا في السلم كافة إلزام لهم بأن لا يكون بينهم تقاتل ولا صراع مهما دعت الدواعي.
وبعد هذا حذرهم من اتباع خطوات الشيطان، وذلك لأن من خطواته استدراج المؤمنين إلى الخلاف فالعداوة والبغضاء فالقتال.
ويتعاون شياطين الإنس الذين تعجب أقوالهم في الحياة الدنيا مع شياطين الجن الذين يوسوسون لإلقاء الخلاف والعداوة والبغضاء بين صفوف المؤمنين، ليقتتلوا، فتُدمَّر قواهم، وتجزّأ وحدتهم، ويظفر بهم عدوّهم.
الموضع الرابع: في سورة (النور/24 مصحف/102 نزول) المدنية، وفي سياق عرض قصة الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأحكام الله في القذف، والتحذير من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ونشر شائعات السوء، لأن ذلك من الخطوات التي تشجّع على ارتكاب الفاحشة، مع ما فيه من إثارة العداوة والبغضاء بين المؤمنين، وتقطيع أواصر الأخوة الإيمانية، فقال الله تعالى فيها:
* * *
(7) تعريفات للأجنحة الثلاثة
أطلقت كلمات التبشير والمبشرين، والاستشراق والمستشرقين والاستعمار والمستعمرين بمعانٍ ودلالات جرى بها العرف في الغرب والشرق،
وغدت مصطلحاتٍ يراد منها ما شاع في العرف، فنحن نطلقها وفق ما جرى عليه الاصطلاح، ولو كانت دلالاتها اللغوية الأصلية تخالف ما تطوّرت إليه في الاصطلاح أو في واقع ما تطلق عليه، أو من تطلق عليه.
وفيما يلي تعريف بهذه الكلمات:
التبشير: تعريف أطلقه رجال الكنيسة النصرانية على الأعمال التي يقومون بها لتنصير الشعوب غير النصرانية،ولا سيّما المسلمون.
ثمّ تحوّل هدف التبشير داخل الشعوب المسلمة إلى غاية التكفير، وإخراج المسلمين عن دينهم، ولو إلى الإلحاد والكفر بكل دين.
والمبشرون: هم الذين يجنّدون أنفسهم للقيام بمهمات التبشير، سواء أكانوا من العاملين أو العاملات في السلك الكنسي أو المتطوعين والمتطوعات من ذوي الاختصاصات الأخرى، وذلك عن طريق الدعوة إلى النصرانية صراحة، أو عن طريق التعليم المنهجي، أو التثقيف العام، أو الخدمات الصحية أو الاجتماعية أو غيرها ودسّ الأفكار التبشيرية فيها.
وأصل (التبشير) في اللغة الإخبار بما هو خير، أو تبليغ ما هو خير، ولكن واقع حال المبشرين الصليبيين وأهدافهم من التبشير، جعلت التبشير يحمل معنىً آخر غير معناه اللغوي الأصلي. فحملت كلمة (التبشير) الدلالة التي سبق بيانها لدى تعريفه الاصطلاحي الشائع.
الاستشراق: تعبير أطلقه الغربيون على الدراسات المتعلقة بالشرقيين، شعوبهم وتاريخهم وأديانهم ولغاتهم وأوضاعهم الاجتماعية، وبلادهم وأرضهم وحضاراتهم وكل ما يتعلق بهم.
وكان هدفهم الأساسي دراسة الإسلام والشعوب الإسلامية، لخدمة أغراض التبشير من جهة، وخدمة أغراض الاستعمار الغربي لبلدان المسلمين من جهة أخرى، ولإعداد الدراسات اللازمة لمحاربة الإسلام وتحطيم الأمة الإسلامية.
والمستشرقون: هم الذين يقومون بهذه الدراسات من غير الشرقيين، ويقدّمون الدراسات اللازمة للمبشرين، بغية تحقيق أهداف التبشير، وللدوائر الاستعمارية بغية تحقيق أهداف الاستعمار.
ومع الدراسات الاستشراقية الموجهة لأغراض التبشير والاستعمار قام بعض محبي العلم بدراسات استشراقية حيادية غير موجهة، وكان من بعض هؤلاء إنصاف للحقيقة، وبعض هؤلاء المنصفين تأثر بالإسلام وبالحضارة الإسلامية فأسلم.
الاستعمار: تعبير أطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحويل هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه وأخلاقه وسلوكه الفردي والاجتماعي إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر، من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك.
وأصل الاستعمار في اللغة طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران، ولكن الواقع والأهداف النفسية للمستعمرين أمور جعلت الاستعمار يحمل معنى آخر غير معناه اللغوي الأصلي، فحملت كلمة "الاستعمار" الدلالة التي سبق بيانها لدى تعريفه الاصطلاحي الشائع.