الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التماسك فيها ، وعندئذ يتمكن الطامعون من السيطرة عليها سيطرة تامة.
13-
إقامة أنواع الصراع الطبقي ، والطائفي ، والحزبي ، والمذهبي ، والقومي ، والعرقي ، والإقليمي ، وغيرها.
وفيما يلي شرح إجمالي لهذه الوسائل من وسائل الغزو غير المسلح:
(3) شرح الوسائل
الوسيلة الأولى: الوجوه المستعارة
حينما تريد كتائب الغزو غير المسلح تحقيق أهدافها المختلفة في الشعوب المسلمة فإنها تلبس لذلك وجوهاً مستعارة متنوعة ، لتخفي بها هويتها الحقيقية.
وقد استطاع الدهاة العالميون أن يبتكروا للذين يريدون التنكر وإخفاء أهدافهم وجوهاً مستعارة كثيرة ، ومعظم هذه الوجوه المستعارة إنساني السمات ، ولكن الوجوه الحقيقية التي تختفي وراء هذه الوجوه المستعارة لا تمت إلى الإنسانية بصلة.
وفي داخل الأقفاص الحديدية يشاهد زائرو الأجنحة الخطرة من حدائق الحيوانات أشباه هذه الوجوه الحقيقة ، إلا أنها من الآدميين تسترها وجوه مستعارة خادعة يستأنس بها.
ومن الوجوه المستعارة المؤسسات التعليمية التي يصدرها إلى البلاد الإسلامية المبشرون والمستعمرون والملحدون ، ويتبعها مناهجهم التعليمية ، وحشد الكتب التي تحمل ألوان الثقافة المدسوسة بما يريدون غزو الشعوب الإسلامية به ، مما يهدم دينهم وكيانهم الذاتي ، ويمزق شخصيتهم الواحدة إلى أشلاء متناثرة.
فما لا شك فيه أن العلم وجه إنساني مشرق ، ولكن العلم متى أخفى وراءه خطة من خطط الإفساد والتضليل أمسى في الحقيقة وجهاً من الوجوه
الوحشية المفترسة للإنسانية وفضائلها وكمالاتها ، ولا بد أن ينحسر عنه ذلك الوجه المستعار مهما طال أمد المصانعة والرياء والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة أيضاً المؤسسات الصحية التي يصدرها المبشرون إلى بعض البلاد الإسلامية، يقول المبشر ((موريسون)) :
((نحن متفقون بلا ريب على أن الغاية الأساسية من أعمال التنصير بين المرضى ، أن ندخلهم أعضاءً عاملين في الكنيسة المسيحية الحية ، وتحرص مؤتمرات التبشير على أن تكون توجيهاتها وقراراتها مؤكدة لخطورة استخدام العلاج الطبي في التبشير)) .
ومما لا ريب فيه أيضاً أن الطب وجه إنساني مشرق ، ولكن الطب متى غدا وسيلة من وسائل التضليل الفكري ، وإفساد العقائد الصحيحة التي تدين بها الشعوب الإسلامية ، أمسى في الحقيقة وجهاً من وجوه الثعالب الشيطانية ، التي تخادع الإنسانية لترمي بها في الجحيم ، وتدفعها إلى الشر والإثم والباطل ، ومهما طال الأمد فلا بد أن ينحسر ذلك القناع الخادع ، ويظهر الوجه الحقيقي اللئيم.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات الاقتصادية والمعونات المادية التي تقدمها الدول الاستعمارية الطامعة.
وخليق بالمساعدات والمعونات أن تكون وجهاً إنسانياً مشرقاً ، ولكنها حينما تكون وسيلة للتسلط ، أو وسيلة لفرض شروط معينة تتعلق بالكرامة ، أو بالسيادة ، أو بالعقائد ، أو بالأخلاق ، أو بكيان الأمة الإسلامية الواحدة ، فإنها لا غرو أن تمسي وجهاً متوحشاً مفترساً ، يقدم لفريسته الطعم ، لينقض عليها متى دنت منه ، ولا بد أن ينحسر القناع ، ويظهر الوجه الشره الفراس مهما طال أمد المصانعة والمداراة والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات العسكرية بالأعتدة الحربية ، أو بالرجال ، أو بالخبراء والفنيين.