الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكراً، ولا أخبث منها كيداً، وقد اكتوت الأمة الإسلامية منها في هذا العصر الحاضر كياتٍ أصابت منها الصميم.
وتتلخص هذه الخطة الخبيثة بثلاثة عناصر، هي أخطر ما عرف الكون من عوامل هدم لمقومات أمةٍ ذات مجد عظيم فكري ونفسي وأخلاقي وتاريخي.
العنصر الأول: تفريغ أفكار الأجيال الناشئة وقلوبهم ونفوسهم من محتوياتها، ذات الجذور العقلية والعاطفية والوجدانية والأخلاقية، وانتزاع كل آثارٍ لها، وهو ما يسمى بعملية، (غسل الدماغ) .
العنصر الثاني: ملء فراغ عقولهم وقلوبهم ونفوسهم بمخترعات فكرية وعاطفية مزورة مزيفة، تخدم غايات العدو الطامع الغازي، وتهدم كيان الأمة الموضوعة هدفاً للغزو.
العنصر الثالث: تسخير طوابير الجيش الجديد الذي تصطنعه أيدي العدو في هدم كل مقوم من مقومات أمته، ومحاربة كل ما يتبقى لها من فكر وعقيدة، أو خلق وسلوك، أو تاريخ ومجد.
(3) وسائل التفريغ
واتخذ العدو الغازي عدة وسائل لتفريغ أفكار الأجيال من أبناء المسلمين، وتفريغ قلوبها ونفوسها، من محتوياتها ذات الجذور العقلية والوجدانية والعاطفية والأخلاقية.
وباستطاعتنا أن نلاحظ عدة وسائل وضعها العدو في خطته لتحقيق غاية التفريغ، وهي جميعُها تهدف إلى إبعاد وصرف وعزل الأجيال الناشئة في المجتمعات الإسلامية عن كل وعي ديني سليم، لئلا يتعرفوا على الإسلام بصورته الصحيحة المنيرة المشرقة، وتهدف إلى وضع العقبات الكثيرة في سُبل معرفتهم لها، واصطناع العثرات في طريق كل ذي فكر منير واعٍ يسعى لتصحيح مسيرة الأجيال المتعلمة نحو الحق، وتهدف إلى إفساد المفاهيم
الصحيحة المتوارثة في الشعوب الإسلامية، تمهيداً لانتزاعها انتزاعاً كلياً.
فمن وسائل خطة التفريغ الوسائل التالية:
الوسيلة الأولى: فصل العلوم الدينية عن العلوم الأخرى فصلاً يجعل بينها هوة سحيقة، واصطناع الخلاف والشقاق ثم العداء بين علوم الدين وعلوم الدنيا، وبين علماء هذين القسمين وتيسير سبل المال والمجد الدنيوي لمتعلمي علوم الدنيا، وحجبها عن نظرائهم من متعلمي علوم الدين، ولم تقتصر عملية الفصل هذه على مستوى التخصص العالي، ولكن المكيدة كانت شاملة، تهدف إلى عزل طلاب علوم الدنيا عن الدراسات المتعلقة بعلوم الدين عزلاً تاماً في الصيغة والطريقة والمضمون، وإلى عزل طلاب علوم الدين عن الدراسات المتعلقة بعلوم الدنيا عزلاً تاماً أيضاً، وذلك لئلا تنكشف الملاءمة التامة بين الأصول الصحيحة لقسمي علوم الدين وعلوم الدنيا، ولئلا تظهر الصداقة العميقة، أو الأخوة العريقة بين القسمين، فينصر الحقُّ من كل منهما الحقَّ من صاحبه، وينفي عنه الدخيل الدعيّ، ولئلا تتكامل منهما المعرفة على صراط الله المستقيم، فيحتل المسلمون لله مجد الدنيا والآخرة.
ومن طبيعة هذا الفصل الموضوع في الخطة أن يولد مع الزمن تعصب كل فريق لنوع دراسته، ولمنهج بحثه، وطريقة تقصيه للحقائق، حتى تكون طريقة كل منهما مزدراة عند الفريق الآخر أول الأمر، وبذلك تبذر بزور الشقاق والخلاف، ومع تطاول الزمن يستحكم ذلك وتتسع دائرته، ثم تتولد القناعة عند الفريقين بأن علوم الدين وعلوم الدنيا في خلاف وشقاق، مع أن العلم مهما كانت طريقته إنما هو بحث عن الحقيقة، ولا عداء بين الحقائق، ولكن بينها الوئام التام، وإنما العداء بين الحق والباطل، بين الصدق والكذب.
وما دامت مواكب المتعلمين ستتجه لدراسة علوم الدنيا وفق الصيغة التي وضعت لها، بما تحمله هذه الصيغة من عداء مدسوس أو سافر لأصول الدين وأحكامها وتزييف في بعض المعارف الإنسانية، وبعض النظريات. فإن النتيجة التي يقدرها واضعو الخطة هي انتصار هذه العلوم، وانتصار مادس فيها فجاء مرافقاً لها، وهزيمة علوم الدين بكل ما فيها من حق وخير ومجد للناس عظيم.
وعلى إثر هذا الفصل المصطنع كان على دارسي العلوم الدينية في معظم بلاد المسلمين أن يكونوا بعيدين عن كل مجالٍ حيوي إلا مجال المساجد وما يكون فيها من عبادات، وبعض الوظائف ذات الاختصاص الديني، مع تضييق موارد الرزق فيها، وإلجاء القائمين بها إلى طرق من الكسب تثير النقد اللاذع والازدراء والتندر.
أما فيما عدا ذلك من المجالات فإنهم يحجبون عنها حجباً تاماً، حتى يظلوا معزولين عن معظم مجالات المجتمع، وحتى لا يكون لأفكارهم تأثير في التوجيه والتخطيط العام للأمة، وحتى لا يكون لهم رقابة على من يتولى ذلك من أجراء أعداء الإسلام وعملائهم في شتى المجالات.
وفي مقابل ذلك وضعت الخطة في حسابها أيضاً عزل دارسي علوم الدنيا في معظم بلاد المسلمين عن دراسة علوم الدين، وحين يؤذن لهم بشيء من ذلك تحت تأثير ضغط جماهير المسلمين، فإنما يؤذن لهم منه بالنزر اليسير الذي لا يكوّن عندهم ملكة المعرفة بأصول الدين، وبنظمه الإنسانية التي تكفل للناس سعادتهم، وتركز الخطة فيما تأذنُ به على اختيار الموضوعات التي ليست من أسس العقيدة، ولا من أسس المعاملة، ولا من أسس إقامة المجتمع الإسلامي، وتحاول استرضاء الضغط العام ببعض مباحث الأخلاق المشتركة بين الإسلام وغيره، وبعض صور من التاريخ الإسلامي المشوه، وبعض صور من نشأة بعض العلوم عند المسلمين، ونحو ذلك.
ثم تفتح لهؤلاء الدارسين وفق هذه الخطة مجالات الحياة كلها، وبمرور الزمن يتم الفصل بين الدين والحياة، وحينئذ تجد الأمة نفسها مضطرة لأن تقتبس لنظام حياتها من الأنظمة المستوردة من بلاد أعداء الإسلام، على أسس لا صلة لها بالدين ولا تعترف بشريعة الله، وبذلك يحقق الغزاة هدفهم من غزو الأفكار والنفوس والقلوب، وغزو سلوك المسلمين، واحتلال هذه المواقع بجيوش الغزاة الفكرية والوجدانية والعاطفية والسلوكية.
ومتى انزلقت هذه الأمة في هذا المنزلق الخطر عدت عليها عوادي الكفر، وقد تتم عند الجماهير المخضرمة المصالحة الصورية بين عقيدتها وسلوكها، أما
عقيدتها فالإسلام كما تدَّعي، وأما سلوكها فعلى مناهج الكفر كما تطبق، هذا ازدواج في الشخصية لا تثبت عليه أمة أكثر من جيل واحد، إذ يأتي الجيل الجديد فيأخذ السلوك المطبق، ويختار له عقيدة تلائمه، وعندئذ يتم التحويل الكامل إلى الكفر. وتنسلخ الشخصية الإسلامية انسلاخاً تاماً، ويتحقق بذلك المسخ المعنوي.
الوسيلة الثانية: تسخير وتشجيع فئات تدخل في المفاهيم الإسلامية أغاليط وأكاذيب وتلفيقات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان، وتعمل على تشويه حقائق الإسلام الناصعة، وذلك لطعن الإسلام بها من جهة، ولإبعاد الأجيال الناشئة عنه تذرعاً بهذه التشويهات الدخيلة عليه والغريبة عنه.
وقد رأينا ونرى باستمرار أعداء الإسلام والمسلمين، يدسون، ويسخرون، ويشجعون، في المجتمعات الإسلامية من ينشرون مفاهيم وأعمالاً فاسدة خاطئة، يزعمونها من الإسلام، وهي ليست منه، فمنها حشد البدع المحدثة، التي كانت تشجعها السلطات الاستعمارية في مختلف بلاد المسلمين المحتلة من قبل أعدائها، ويتخذون لهم أجراء من المنتسبين إلى الأمة، ويقوم هؤلاء الأجراء بتنفيذ خطة العدو، ويتلقون منه التعليمات في ذلك.
وفي الوقت الذي ضيق فيه المستعمرون الخناق على المدارس الإسلامية والعلوم الدينية الصحيحة، وجدناهم يدعمون ويشجعون مجموعات من الجهلة بالدين ، تمارس طقوساً من العبادات المبتدعة المخترعة، التي لم يعرفها الصدر الأول من المسلمين، والممزوجة بشيء كثير من حظوظ النفس، تحت ستار التصوف الديني، مع أنه ليس لأحد أن يشرع من الدين ما لم يأذن به الله.
وعلمنا أن كبار رجال الاحتلال الاستعماري كانوا يحضرون هم وعائلاتهم كثيراً ومن هذه الاجتماعات التي يتصور القائمون بها أنها لون من ألوان العبادات الإسلامية، وما هي في الحقيقة إلا مجموعة من أغاني التشبب ترافقها أصوات بعض آلات الموسيقى والحركات الإيقاعية المسماة برقص السماح، ويرافقها ترديد لبعض الأذكار المختلفة. وكانت تؤخذ لهذه المجالس رسوم فوتوغرافية، تضاف إلى سجل المعلومات التي تؤخذ عن المسلمين
وبلادهم، وقد بلغنا في حينها أن السلطات الاستعمارية كانت تشجع القائمين بهذه الاجتماعات بالمنح المالي، وبإظهار استحسان ما يقومون به، وباستدراج فريق منهم ليكونوا أجراء لهم، ويكونوا فيما بعد قوة دينية في البلاد تساند المحتل، وتخدمه في تحقيق أغراضه.
وهذا اللون من التحوير في مفاهيم الدين وفي تطبيقاته له آثار سيئة جداً، ومنها الآثار التالية:
الآثار السيّئة للبدع الدخيلة في الدّين
1-
إبعاد هذه المجموعات عن دراسة علوم الدين دراسة صحيحة، تعدّهم لتفهّم غاياته وأحكامه التي يأمر بها، والتي منها عزة المسلمين، ووجوب مجاهدة الكافرين، والعمل على بسط سلطان الحكم الإسلامي في البلاد.
2-
امتصاص شحنة الطاقة الدينية الكامنة في نفوس المسلمين، والدافعة لهم إلى العمل بواجبات الإسلام التي تعتبر العبادات الخالصة لوناً روحياً من ألوانها.
ويكون امتصاص هذه الطاقة بما تورثه هذه الأعمال المجهدة المحببة للنفوس من القناعة الداخلية بقيام الفرد نحو ربه بجهد كاف، ثم هو يطالب الله بعدها بأن يحقق للمسلمين النصر على عدوهم، دون أن يشارك هو بعمل فعَّالٍ من شأنه أن يضيف إلى قوة المسلمين قوة، أو إلى صفوف مكافحيهم جندياً عاملاً.
3-
تحويل المسلمين عن تعاليم الإسلام الأصلية، وإضافة أشياء جديدة له، قابلة للتنوع بين مختلف المجموعات، ثم بعد أمدٍ قد يطول أو يقصر تصبح هذه المحدثات هي الأصل الديني عند هذه الفئات، وتصبح أركان الإسلام الأصلية شيئاً ثانوياً، ولربما تترك فروض الإسلام وتهمل اكتفاء بهذه المحدثات التي حلت محَلَّها عند هذه الفئات.
4-
تنفير الأجيال المثقفة عن الإسلام، تذرعاً بهذه الأخلاط المبتدعة البعيدة عن سمو الشريعة وكمالها، والتي تصمه بأنه مزيج مقتبس من العبادات
الوثنية، وما هي في الحقيقة إلا أمور دخيلة عليه، محدثة، ما أنزل الله بها من سلطان.
الوسيلة الثالثة: تولية قيادات دينية تعطي صورة سيئة عن الإسلام في مفاهيمها أو في سلوكها، وإبعاد كل عنصر صالح يدرك حيل أعداء الإسلام، ويكافح لإحباط مخططاتهم.
وبهذه الوسيلة يحاربون الإسلام بسلاحين خطيرين: سلاح يطعن به المسلمون أنفسهم، وسلاح آخر في أيدي عدوهم يطعنهم به في الخفاء، وقد يعلنه متى واتته الفرصة.
إن تولية مثل هذه القيادات ينتج عنه أسوأ الأثر في جماهير المسلمين. إنها في الاسم الرسمي أو المعلن قيادات تتولى مناصب دينية لها نوع تقديس في نفوس معظم الجماهير المسلمة، فلا بد أن تكون أسوة وقدوة لمعظم هذه الجماهير، فإذا كانت منحرفة التفكير، أو منحرفة السلوك، كانت أيسر طريق للتضليل الذي يريده العدو، لأن الجماهير التي تجد في هذه القيادات أسوة لها لا بد أن تضل النسبة العظمى منها بدافع الاقتداء والاتباع، وهذا ظفر عظيم لأعداء الإسلام، وأما الثلة الواعية التي لا ترضى سلوك هذه القيادات فإنها تسلط نقمتها عليها، وعلى كل من له قيادة دينية رسمية أو غير رسمية، وتتجه في طريق آخر، وهذا ظفر ثان لأعداء الإسلام أيضاً.
ومتى اتجهت النقمة العامة ضد ما يسمى بالقيادات الدينية تحلل من الاتجاه إلى دراسة العلوم الدينية كل من تحدثه نفسه بخدمة الإسلام عن طريقها، وسلك مسلكاً آخراً، وهذا ظفر ثالث لأعداء الإسلام أيضاً، كما يجد ضعفاء الإرادة الطامعون بالدنيا أن الانحراف طريق ميسر سهل إلى تولي المناصب الدينية، فينحرفون ليصلوا إليها، وهذا ظفر رابع لأعداء الإسلام أيضاً.
ومتى انعدمت من الأمة فئة الدعاة إلى الله الموثقين بدعوتهم، الحارسين لحدود الإسلام، قام جنود الشياطين يعبثون في صفوفهم، دون أن يجدوا عقبة تقف في طريقهم تقول لهم لا تفعلوا الشر، وتحذر الأمة من شرورهم، وتنبهها
على خطرهم، وتدلها على مكايدهم، وبفقد الدعاة إلى الله الحارسين لحدود دينه يتحقق ظفر خامس لأعداء الإسلام أيضاً.
وحين يتم للعدو هذا الظفر بأنواعه ومراحله المختلفة وصوره المتعددة تخسر الأمة الإسلامية أعز ما تملك من مقومات وجودها بين أمم الأرض.
وهكذا يفعل أعداء الإسلام بالمسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فهل إلى يقظة من سبيل؟؟..
الوسيلة الرابعة: التضييق على طلاب العلوم الدينية والمعارف المتصلة بها، وتزهيدهم فيها، وتوجيه ألوان الاضطهاد للدعاة إلى الإسلام منهم، ومحاربة كل حركة إصلاحية تضطلع بأعباء رسالتها هيئة منظمة، أو يقودها ملح ذو شخصية مؤثرة، وذلك بإضعاف قواها المادية، وإثارة الشكوك حولها، والإيقاع بينها وبين غيرها من المؤسسات الإصلاحية، وإدخال عناصر مدسوسة فيها تعمل على تفتيت طاقاتها، وتحوير اتجاهها السليم.
وقد مني المسلمون بنكبات متعددة من جراء تنفيذ هذه الوسيلة، على أيدي أعداء الإسلام مباشرة، أو على أيدي أجرائهم وعملائهم من المنتسبين إلى الأمة الإسلامية انتساباً وراثياً، لا انتساباً اعتقادياً إرادياً.
الوسيلة الخامسة: إثارة الشكوك والشبهات حول عقائد الإسلام، ومبادئه، ونظمه، وعباداته، لإضعاف ثقة المسلمين بكمال دينهم الذي كان سر مجدهم، ولإقناعهم بأن تقدمهم في مختلف مجالات العلوم التي تخرجهم من واقع التخلف الذي أصابهم، رهن بتركهم لدينهم ولتعاليمه، ولنظمه، وهنا يستعملون دسيستهم المشهورة، وهي قياسهم العالم الإسلامي على أوربا، مع مغالطة فاحشة في عناصر القياس. هذه الدسيسة هي قولهم: إن أوربا لم يُتح لها النجاح حتى فصلت عملها وسياستها عن سلطان الكنيسة، وكذلك لا يتاح للعالم الإسلامي النجاح حتى يجعل الدين محبوساً في زوايا المسجد، وحتى يتم الفصل بين الدين والدولة في سياستها وفي نظمها وفي قضائها، متهمين الإسلام بالعجز والقصور عن مواكبة ركب العصر الحاضر في أنواع تقدمه العلمي والحضاري والمدني.
وفساد القياس آتٍ من الواقع المتباين ما بين الإسلام الحق الذي لم يدخل فيه التحريف والتغيير، وبين غيره من الأديان التي لم تبق على أصولها الربانية، فلم تعد صالحة للحياة بسبب التحريف الإنساني الذي دخل فيها.
ولئن كان كلامهم مقبولاً في بعض جوانبه بالنسبة إلى المذاهب والأديان والملل غير الإسلامية، فإنه لن يصح بحال من الأحوال بالنسبة إلى الإسلام الحق، الذي يحتل مركز القمة في دفعه المسلمين إلى كل تقدم حضاري، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأن الله حفظ كتابه كما أنزله على رسوله.
الوسيلة السادسة: إثارة ألوان الهزء والسخرية وأنواع التهكم بعلماء الدين الإسلامي، وبالأحكام الإسلامية، وبالعبادات وممارسيها.
ولهذا السلاح أثره القوي لدى ضعفاء النفوس، الذين توجههم الضغوط الاجتماعية إذ يتخاذلون أمامها،ويجنبون عن فعل الحق والخير وسلوك سبيل الهدى، أمام استهزاء المستهزئين، وسخر الساخرين، وتهكم المتهكمين، وما أكثر ما يستعمل دعاة الباطل هذا السلاح الحقير ضد أنصار الحق من المؤمنين.
وقد انتشرت في المجتمعات الإسلامية المختلفة الأجهزة المأجورة لاستخدام هذه الوسائل، كأسلحة خطيرة يقاتلون بها في أعمال الغزو غير الحربي، للإجهاز على الإسلام والمسلمين، والقضاء عليهم من داخل صفوفهم.
وواجب أهل الرأي والغيرة والعمل أن يقابلوا كل سلاح بما يبطله ويُفني أثره، وأن يقوموا بحركة غزو مضادة على مواقع أعداء الإسلام الفكرية والنفسية والسلوكية، حتى يحبطوا كيدهم، وينصروا دين ربهم، ويستعيدوا مكانهم القيادي في العالم.
الوسيلة السابعة: تنفير الأجيال من أبناء المسلمين من واقعهم المعاصر، ومن تاريخهم الغابر، عن طريق تشويهه، وتجميع النقائص المتفرقة، وعرضها في صورة واحدة تمثل صورة المسلمين، مع طمس كل الفضائل والكمالات، التاريخية والمعاصرة، وتسخير عناصر مأجورة ضمن الأمة ليسيئوا سمعتها بأعمالهم، وليصدقوا أقوال أعدائهم فيهم.