الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب دخول الخلاء
(1)
مسألة
(2)
: (يُسْتَحبُّ لمن أراد دخولَ الخلاء أن يقول: بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ومن الرِّجس النِّجْس الشيطان الرجيم)
.
وذلك لما روي عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سِتْرُ ما بين الجنِّ وعورات بني آدم ــ إذا دخل [32/أ] أحدكم الخلاء ــ أن يقول: بسم الله" رواه ابن ماجه والترمذي
(3)
.
وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إنّي أعوذ بك من الخُبْث والخبائث". رواه الجماعة
(4)
. وفي لفظ للبخاري: "إذا أراد أن يدخل".
وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ هذه الحُشوشَ محتضَرَةٌ،
(1)
كذا في الأصل. وفي مطبوع العمدة والعدَّة: "باب قضاء الحاجة".
(2)
"المستوعب"(2/ 812)، "المغني"(1/ 228 - 229)، "الشرح الكبير"(1/ 187 - 188)، "الفروع"(1/ 128).
(3)
ابن ماجه (297)، والترمذي (605).
قال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي"، وقال البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 37):"هذا إسناد فيه نظر". وصححه مغلطاي في "الإعلام"(1/ 132)، وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 197):"حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وله شواهد من حديث أنس وأبي سعيد وابن مسعود ومعاوية بن حيدة، صححه بمجموعها الألباني في "إرواء الغليل"(1/ 87 - 90).
(4)
أحمد (11947)، والبخاري (142)، ومسلم (375)، وأبو داود (4)، والترمذي (5)، والنسائي (19)، وابن ماجه (298).
فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبُث والخبائث" رواه أبو داود وابن ماجه
(1)
.
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يعجِزْ أحدُكم إذا دخل مِرْفَقَه، أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النِّجْس، الخبيثِ المُخْبِث، الشيطان الرجيم" رواه ابن ماجه
(2)
.
الحشوش: جمع حُشّ، وهي في الأصل: البساتين، كانوا يقضون الحاجة فيها، ثم سمِّي موضعُ قضاء الحاجة حُشًّا. والمحتضَرة: التي تحضرها الشياطين، ولذلك أُمِر بذكر الله والاستعاذة قبل الدخول.
والخُبْث: بسكون الباء. قال أبو عبيد وابن الأنباري وغيرهما قالوا: "وهو الشرُّ، والخبائث: الشياطين، فكأنه استعاذ من الشرِّ ومن أهل الشرِّ"
(3)
(1)
أبو داود (6)، وابن ماجه (296)، وأخرجه أحمد (19286).
رجاله ثقات، غير أنه قد اختلف فيه على قتادة، وصححه ابن خزيمة (69)، وابن حبان (1408)، وأعله الترمذي بالاضطراب في "الجامع"(1/ 11)، وسأل عنه البخاري فلم يقض فيه بشيء، ويشهد لموضع الاستدلال منه حديث أنس المتقدم.
انظر: "العلل" للدارقطني (12/ 130 - 131)، "الإعلام"(1/ 130 - 131).
(2)
برقم (299)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 210)، من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة به.
إسناده تالف، قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 63):"إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر، وعلى بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم".
(3)
هذا قول أبي عبيد في "غريب الحديث"(1/ 416). وفسَّر ابن الأنباري "الخُبْث" في "الزاهر"(2/ 147) بالكفر والشرك.
وقال الخطابي
(1)
: "إنما هو الخُبُث، جمع خبيث، والخبائث. جمع خبيثة استعاذ من ذكرانهم وإناثهم".
والأول أقوى، لأنَّ "فعيل" إذا كان صفةً جُمِع على فُعَلاء مثل ظريف وظُرفاء، وكريم وكُرماء. وإنما يُجمَع على فُعُل إذا كان اسمًا مثل رغيف ورُغُف ونذير ونُذُر
(2)
؛ ولأنه أكثر معنًى.
والنِّجْس بالكسر والسكون: إتباعٌ لما قبله، ولو أفردتَه لفتحتَه
(3)
.
والمُخْبِث: ذو الأصحاب الخبثاء. وهو أيضًا: الذي يعلِّم غيرَه الخُبث
(4)
.
(1)
في "غريب الحديث"(3/ 220). وغلَّط الرواية الأولى في "معالم السنن"(1/ 10 - 11) أيضًا. وانظر: "أعلام الحديث" له (1/ 237). ورُدَّ قوله بثبوت الروايتين وبأن وزن "فُعُل" يجوز فيه تسكين العين للتخفيف كالرُّسُل والرُّسْل والكتُب والكُتْب. انظر: "إكمال المعلم"(2/ 229) و"مشارق الأنوار"(1/ 228) و"كشف المشكل" لابن الجوزي (3/ 271) و"شرح النووي لصحيح مسلم"(4/ 71). أما الحديث (142) في "صحيح البخاري"، فقال الحافظ في شرحه في "الفتح" (1/ 243):"بضم المعجمة والموحدة، كذا في الرواية. ووقع في نسخة ابن عساكر: قال أبو عبد الله ــ يعني البخاري ــ: "ويقال: الخُبْث، أي بإسكان الموحَّدة".
(2)
كذا في الأصل، وبالدال المهملة فيهما. وهو مشكل، لأن لفظ "نذير" صفة لا اسم. ويمثّل به على جمع فعيل الصفة على فُعُل شذوذًا. انظر:"همع الهوامع"(6/ 53). ونحوه لذيذ ولُذُذ، وجديد وجُدُد، وعتيق وعتُق. بل جمعت كلمة "ظريف" أيضًا على ظرُف (القاموس). ولا يبعد أن يكون الأصل:"وندَر نذير ونُذُر" فاستشكله بعض النساخ لإهمال الكلمات، فأثبته كما ترى.
(3)
"غريب الحديث" لأبي عبيد (1/ 415).
(4)
المصدر السابق (1/ 415 - 416).