الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا بأس.
وكذلك يُكره أن يستقبل الريحَ خشيةَ أن يرجع عليه رشاشُ بوله.
مسألة
(1)
: (ولا يستقبلُ القبلةَ ولا يستدبرها
، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها". ويجوز ذلك في البنيان).
هذا هو المنصور عند الأصحاب، وأنه يحرُم الاستقبال والاستدبار في الفضاء دون البنيان. وعنه: يحرُمانِ
(2)
فيهما. اختاره أبو بكر
(3)
، لما روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[36/أ] قال:"إذا جلس أحدكم لحاجته، فلا يستقبلِ القبلةَ ولا يستدبِرْها" رواه أحمد ومسلم
(4)
.
وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط ولا تستدبروها، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا". قال أبو أيوب: فقدِمنا الشامَ، فوجدنا مراحيضَ قد بُنيت نحوَ الكعبة، فننحرف عنها، ونستغفر الله. متفق عليه
(5)
(1)
"المستوعب"(2/ 812)، "المغني"(1/ 220 - 222)، "الشرح الكبير"(1/ 203 - 207)، "الفروع"(1/ 125 - 127).
(2)
في المطبوع: "يحرم"، والصواب ما أثبتنا من الأصل.
(3)
وهو اختيار المصنف. انظر: "اختيارات" البرهان ابن القيم (رقم 84) وابن اللحام (ص 8) و"الإنصاف"(1/ 205).
(4)
أحمد (7368) ومسلم (265).
(5)
البخاري (394)، مسلم (264).
وعنه: يحرم الاستقبال فيهما دون الاستدبار، لما روى ابن عمر قال: رَقِيتُ يومًا على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته مستقبلَ الشام مستدبرَ الكعبة. متفق عليه
(1)
. فهذا يبيح الاستدبار، فيبقى الاستقبال على ظاهر النهي.
ووجه الأول: حديث ابن عمر المذكور. وعن عِرَاك بن مالك أن عائشة قالت: ذُكِر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسًا كرهوا أن يستقبلوا القبلةَ بفروجهم، فقال:"أوَقد فعلوها؟ حوِّلوا مقعدتي قِبلَ القبلة". رواه أحمد وابن ماجه
(2)
.
وروى أبو داود
(3)
عن مروان الأصفر قال: رأيتُ ابن عمر أناخ راحلته مستقبلَ القبلة يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن أليس قد نُهي عن هذا؟
(1)
البخاري (148)، مسلم (266).
(2)
أحمد (25063، 25899)، وابن ماجه (324)، من طرق عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك، عن عائشة به.
وصححه مغلطاي في "الإعلام"(1/ 182 - 185)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 96)، وفي تصحيحهما نظر؛ إذ أعل الحديث بعدة علل بعضها كاف في رده فكيف وهي مجتمعة؟! ومن أقوى ما أعل به الاضطراب الشديد في إسناده، ومخالفته لما صح عن عائشة من ردها لهذا القول، فضلًا عن الكلام في سماع عراك من عائشة، ورجح وقفه البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي (1/ 24)، وأبو حاتم في "العلل"(1/ 472).
انظر: "الإمام"(2/ 521 - 525)، "تهذيب السنن" لابن القيم (1/ 22 - 23)، "السلسلة الضعيفة"(947).
(3)
برقم (11).
وصححه ابن خزيمة (60)، والدارقطني في "السنن"(1/ 58).
قال: إنما هذا في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يستُرك فلا بأس.
وعلى هذا يُحمَل ما روى جابر قال: نهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُستقبلَ القبلةُ ببول، فرأيته قبل أن يُقبَض بعام يستقبلها. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن غريب
(1)
. [36/ب] وقال البخاري: هذا حديث حسن صحيح
(2)
.
وقد قيل في وجه الفرق: إنّ كشف العورة محظور في الأصل، وإنما يباح لحاجة، فإذا لم يكن بين يديه أو قريبًا منه شيء يستره كان أفحَش؛ وجهةُ القبلة أشرفُ الجهات، فصِينت عنه. وعلى هذا نقول: إن الجلوس في الصحراء في وَهْدٍ
(3)
أو وراء جدار أو بعير كما بين البنيان، وإنّ الجلوس على سطوح البُنيان
(4)
ولا سُتْرةَ لها كالفضاء.
(1)
أحمد (14872)، وأبو داود (13)، وابن ماجه (325)، والترمذي (9)، من طرق عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر به.
وصححه البخاري كما في"الخلافيات" للبيهقي (2/ 68)، وابن خزيمة (58)، وابن حبان (1420)، وقال الدارقطني (1/ 59) في رواته:"كلهم ثقات".
وأعله قوم بعنعنة ابن إسحاق، وبضعف أبان، كابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 312)، وليس بشيء؛ إذ صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد وغيره، وأما أبان فمتفق على توثيقه، كما في ترجمته من "تهذيب التهذيب"(1/ 53).
(2)
ذكره البيهقي في "الخلافيات"(2/ 68) نقلًا عن الترمذي بلفظ: "هذا حديث صحيح"، وليس في المطبوع من "العلل الكبير"(ص 23).
(3)
الوَهْد: المكان المنخفض.
(4)
في المطبوع: "الوديان"، والصواب ما أثبتنا من الأصل.