الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمعاقل التي فتحت:
طبريّة، عكا، الناصرة، صفورية، قيسارية، [283]، نابلس، حيفا، معليا، الفولة، الطور، الشقيف، وقلاع بين هذه كثيرة.
الملك المظفر تقى الدين - ظفره الله - مضايق لصور و (1) حصن تبنين (1)،
والأخ الملك العادل سيف الدين - نصره الله - قد كوتب بالوصول فيمن عنده من العساكر، وينزل في طريقه على غزة وعسقلان، ويجهز مراكب الأسطول المنصور إلى عكا.
وما يتأخر النهوض إلى القدس، وهذا أوان فتحه، ولقد دام عليه ليل الظلام، وقد آن أن يسفر فيه الهدى عن صبحه ".
ذكر فتح تبنين وصيدا وبيروت وجبيل
قد ذكرنا منازلة (2) الملك المظفر تقى الدين عمر بتبنين، ولما ضايقها ولم يمكنه فتحها كتب إلى عمه السلطان يستدعيه ليتولاها بنفسه، فرحل السلطان من عكا ثامن جمادى الأولى من هذه السنة، ووصل إليها في حادى عشره، فحصرها وضايقها وزحف إليها وهى قلعة منيعة على رأس جبل، فلما اشتد عليهم الحصر راسلوا السلطان يطلبون منه الأمان (3)، واستمهلوه خمسة أيام لينزلوا بأموالهم، فأمهلوا (4)، وبذلوا رهائن من مقدميهم، وتقربوا بإطلاق الأسارى من المسلمين
(1) هذان اللفظان ساقطان من س.
(2)
س: «السلطان الملك المظفر» وهذا خطأ.
(3)
بعد هذا اللفظ في س (15 أ): «فأجابهم إلى ذلك على قاعدة بينه وبينهم» .
(4)
س: «فأنزلوا» .
وهم يزيدون على مائة (1) رجل، فكساهم السلطان وسيرهم إلى أهلهم، ولما أخلى الفرنج البلد سيرهم السلطان إلى مأمنهم، ومعهم جماعة من العسكر، فأوصلوهم إلى صور، وتسلمها السلطان يوم الأحد لاثتى عشرة [ليلة](2) بقيت من جمادى الأولى، وكان شرط عليهم تسليم العدد والدواب والخزائن [ففعلوا ذلك](2).
ولما فرغ من تبنين سار إلى صيدا، واجتاز في طريقه بصرفند، فأخذها بغير قتال، ثم سار إلى صيدا، فلما علم صاحبها مسيره إليها، سار عنها وتركها فارغة من غير ممانع ولا مدافع، وجاءت رسل صاحبها بمفاتيحها إلى السلطان، وطلعت أعلامه الصفر (3) على سورها (4)، وكان تسلمه لها لتسع بقين من جمادى الأولى.
ثم سار السلطان إلى بيروت، فوصلها من الغد، فضايقها وحاصرها ثمانية أيام، ثم طلبوا الأمان وأمنهم، وتسلمها يوم الخميس التاسع والعشرين من جمادى الأولى.
وذكر ابن الأثير:
أن السلطان لما نازلها اغتر أهلها [284] بحصانة البلد وقوته، فمانعوا وقاتلوا، وزحف المسلمون إليها مرة بعد أخرى، وبينما الفرنج على السور يقاتلون إذ سمعوا من البلد جلبة عظيمة، وغلبة زائدة، فأتاهم من خبرهم أن البلد قد دخله المسلمون من الناحية الأخرى قهرا وغلبة، فأرسلوا يسألون ما الخبر،
(1) س: «مائتى» .
(2)
ما بين الحاصرتين عن س (15 أ).
(3)
هذه إشارة قيمة تدل على أن أعلام صلاح الدين كانت صفراء اللون.
(4)
بعد هذا اللفظ في س: «وأعطى لصاحبها جميع ما كان له فيها» .