الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسار السلطان إلى دمشق وصحبته أخوه الملك العادل، فوصل إلى دمشق لست بقين من شعبان من هذه السنة، وأعطى أخاه الملك العادل حلب ثانى شهر رمضان، فسار إليها، وصعد قلعتها يوم الجمعة لثمان بقين من رمضان وبها الملك الظاهر غازى، وسيف الدين باركوج (1) وكان الملك الظاهر رحمه الله من أحب الأولاد للسلطان، لما خصّ به من الشهامة والفطنة والعقل وحسن السمت والشغف بالملك، وكان أبر الناس بوالده وأطوعهم له، فلما دخل عمه الملك العادل إلى حلب خرج هو وسيف الدين باركوج (1) سائرين إلى خدمة السلطان، فدخلا دمشق يوم الاثنين ثامن عشر شوال، فأقام [في](2) خدمة والده لا يظهر له إلا الطاعة والانقياد مع انكسار في باطنه لا يخفى عن نظر والده.
ذكر قبض
عز الدين - صاحب الموصل - على نائبه مجاهد الدين قايماز
(3)
كان التدبير بالموصل مفوضا إلى مجاهد الدين قايماز (3)، وكان إليه أمر إربل وبلادها، وفيها زين الدين يوسف بن زين الدين على كوجك بن بكتكين، وهو صغير السن لا حكم له، وتحت حكمه أيضا معز الدين سنجرشاه بن سيف الدين غازى بن مودود بن زنكى، وهو أيضا صبى، والحكم والنواب لمجاهد الدين قايماز، وبيده أيضا شهرزور وأعمالها، ونوابه فيها، ودقوقا ونائبه فيها، وقلعة عقر الحميدية ونائبه فيها، فأشار عز الدين محمود زلقندار،
(1) كذا في الأصل، وفى الروضتين:" ياركوج ".
(2)
عن " س " ص 80 ب.
(3)
هذه الجملة غير موجودة في س.
وشرف الدين أحمد بن أبى الخير المعروف والده بصاحب الغرّاف (1) - وهما من أكابر الأمراء - على عز الدين بالقبض عليه (2)[253] وفعلا في ذلك خلاف المصلحة، فإن الأمور كانت به منتظمة، والبلاد التي ذكرناها كلها في الطاعة، فلما أراد القبض عليه لم يقدم على ذلك لقوة مجاهد الدين، فأظهر أنه مريض، وانقطع عن الركوب عدة أيام، فدخل عليه مجاهد الدين [قيماز](3) وحده، وكان خصيا لا يمتنع من الدخول على النساء، فلما دخل قبض عليه، وركب لوقته إلى القلعة، واحتوى على الأموال التي لمجاهد الدين [قيماز](3) وخزائنه، وولى زلقندار قلعة الموصل، وجعل ابن صاحب الغرّاف (4) أمير حاجب، وحكّمهما في دولته، ولم يحصل لعز الدين من البلاد التي بيد مجاهد [الدين قيماز](3) سوى شهرزور والعقر، فأما زين الدين يوسف فامتنع بإربل، وامتنع أيضا معز الدين سنجر شاه بن سيف الدين غازى - صاحب الجزيرة - وراسلا السلطان بالطاعة له والركوب (5) في خدمته [فأجابهما إلى ذلك](3) وأرسل الإمام الناصر لدين الله إلى دقوقا فحصرها وأخذها.
(1) الأصل: " صاحب العراق " وما هنا عن (ابن الأثير: الكامل، ج 11، ص 188) وهو المرجع الذى ينقل عنه المؤلف هنا، وقد نقل صاحب الروضتين (ج 2، ص 54) هذا النص وشدد الراء.
(2)
في س (81 أ): " على قيماز ".
(3)
ما بين الحاصرتين عن س.
(4)
الأصل: " صاحب العراق "، وما هنا عن (ابن الأثير: الكامل، ج 11، ص 188) وهو المرجع الذى ينقل المؤلف هنا، وقد نقل صاحب الروضتين (ج 2، ص 54) هذا النص وشدد الراء.
(5)
الأصل: " الكون " والتصحيح عن س.
ذكر ورود رسل الديوان العزيز (1)
إلى السلطان في الصلح بينه وبين صاحب الموصل
وأرسل عز الدين مسعود بن مودود بن زنكى إلى الإمام الناصر لدين الله يسأل منه إنفاذ شيخ الشيوخ صدر الدين رسولا وشفيعا إلى السلطان ليسيّره إليه، ويسيّر شهاب الدين بشير (2) الخادم، [ففعل ذلك](3)، فلما وصلا إلى الموصل أرسل عز الدين معهما القاضى محيى الدين أبا حامد بن القاضى كمال الدين ابن الشهرزورى، وسافر (4) في صحبتهما القاضى بهاء الدين بن شدّاد، فخرج السلطان إلى لقاء رسل الخليفة، فأنزل شيخ الشيوخ (5) بالرباط على المنيبع، والقاضى محيى الدين في جوسق بستان الخلخال (6)[ومعه القاضى بهاء الدين](7)، وشهاب الدين بشير بجوسق الميدان، فأقاموا أياما يراجعون في فصل أمر الصلح فلم يتفق، وحصل من القاضى محيى الدين ترفع في أداء الرسالة، وغلظ (8) في الكلام، فألان له السلطان، وقال:
(1) س: " الرسل إلى السلطان ".
(2)
س (81 أ): " ويسير الخادم " دون ذكر الاسم.
(3)
ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
(4)
س: " وسير أيضا في صحبتهما ".
(5)
الأصل: " الشيخ " وما هنا عن س والروضتين.
(6)
هذه الكلمة غير موجودة في س.
(7)
ما بين الحاصرتين عن س (81 أ)
(8)
س: " وغلط ".
" إنما (1) أقضى حاجته على ما أراد، ولكن قد سبق منى يمين لأولئك السلاطين، وأنا استثنيهم (2) وأردهم إلى اختيارهم لى أوله " - يعنى صاحب إربل وصاحب الجزيرة -
فامتنع محيى الدين، وقال:
" لابد من ذكرهما في النسخة ".
وأراد أن تكون الصداقة لمخدومه [254] عز الدين دون سائر [ذوى](3) الممالك، وأشار في كلامه إلى أن لهم (4) من ينصرهم من جهة البهلوان بن ايلدكز ملك العجم، فعظ ذلك على السلطان، وكان ذلك محركا له إلى أن يعود إلى الموصل.
ورجعت الرسل من غير ظفر بطائل، وكان رجوعهم يوم الخميس سابع ذى الحجة من هذه السنة.
وأقام السلطان بدمشق، والرسل ترد إليه من الجوانب، فوصله رسول معز الدين سنجر شاه صاحب الجزيرة، واستحلفه (5) لنفسه وانتمى إليه، ورسل إربل [أيضا] وحلف لهم؛ ووصل إلى السلطان أخوه الملك العادل سيف الدين صاحب حلب يوم الاثنين رابع (6) ذى الحجة، (7) فأقام عنده (7)، وعيّد وعاد إلى حلب.
(1) س: " أنا ".
(2)
الأصل: " استعينهم " وما هنا عن (الروضتين، ج 2، ص 54).
(3)
ما بين الحاصرتين عن الروضتين، وهو الأصل المنقول عنه.
(4)
س: " لصاحب الموصل من ينصره ".
(5)
الأصل: " واستخلفه " والتصحيح عن س.
(6)
س: " تاسع ".
(7)
هذان اللفظان ساقطان من س.