الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سيرته رحمه الله
-
كان عز الدين فرخشاه رحمه الله فاضلا أديبا، كريما، كثير العطايا والبذل، محبا للفضلاء، متكثرا بهم، حسن السيرة، وكان قد احتضن الشيخ الإمام تاج الدين أبا اليمن الكندى (1) رحمه الله إمام عصره وفريد وقته في الأدب، فاستفاد منه، واقتبس من علومه؛ وللشيخ تاج الدين هذا في عز الدين رحمه الله قصيدة أولها:
هل أنت راحم عبرة وتولّه
…
ومجير صبّ عند مأمنه دهى؟
هيهات يرحم قاتل مقتوله!
…
وسنانه في القلب غير منهنه
من بلّ من داء الغرام؟ فإننى
…
مذ حلّ بى مرض الهوى لم أنقه
إنى بليت بحب أغيد ساحر
…
بلحاظه، رخص البنان بزهره
أبغى شفاء تدلّهى من دلّه،
…
ومتى يرقّ مدلّل لمدلّه؟!
يا مفردا بالحسن إنّك منته
…
فيه، كما أنا بالصبابة منتهى
قد لام فيك معاشر، أفأنتهى
…
باللوم عن حبّ الحياة، وأنت هى؟
أبكى لديه، فإن أحسّ بلوعة
…
وتشهق أومى بطرف مقهقه (2)
(1) هو زيد بن الحسن بن زيد الكندى. أنظر ترجمته في: (ياقوت: معجم الأدباء، ج 11، ص 171 - 175) و (أبو شامة: الذيل على الروضتين، ص 65 و 95 - 98) و (السيوطى: بغية الوعاة، ص 249) و (ابن كثير: البداية والنهاية، ج 13، ص 71) و (ابن العماد: شذرات الذهب، ج 5، ص 54). و (ديوان ابن الساعاتى، صفحات كثيرة منه).
(2)
كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج 2، ص 35): " ويشهقه أو ما بطرف مقهقه "
[239]
أنا من محاسنه وحالى عنده
…
حيران بين تفكّه وتفكّه (1)
ضدّان قد جمعا بلفظ واحد
…
لى في هواه بمعنيين موجه
ومنها:
أنا عبد من شهد الزمان بعجزه
…
عن أن يجىء له بند مشبه
عبد لعز الدين ذى الشرف الذى
…
ذل الملوك لعزه (2)، فرخنشه
طابت موارده فغصّ فناؤه
…
وشدا الحداة بذكره في المهمه
يفديك كلّ مملّك متتابه
…
أبدا بألسنة الرعاع ممدّه
لا يفقه النجوى إذا حدّثته
…
واذا بدا (3) بحديثه لم يفقه
قلت: مولد الشيخ تاج الدين الكندى رحمه الله سنة عشرين وخمسمائة، وروى عن أبى منصور الجواليقى وغيره، وتوفى بدمشق سنة ثلاث عشرة وستمائة، ومات وعمره ثلاث وتسعون سنة.
ولم تزل بعلبك بيد الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب إلى أن أخذها منه الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب - على ما سنذكره إن شاء الله -.
وملك بعلبك بعد الملك الأشرف أخوه الملك الصالح إسماعيل، ثم ملكها ابن أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك العادل، ثم ابنه الملك المعظم
(1) الأصل: " بين تفكهه وتفكهه " والتصحيح عن الروضتين، وقد عقب على البيت بالشرح الآتى، قال:" يقال: تفكهت بالشىء أي تمتعت به، وتفكهت تعجبب، ويقال أيضا تفكهت تندمت، فهو في تفكه أي تمتع بالمحاسن، وفى تعجب من حاله وتندم عليها ".
(2)
في الروضتين: " لعز عبد فرخشه ".
(3)
في الروضتين: " أتى ".