الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فألح عليه، وقال:
" نجربهم به ".
فنصب منجنيقا (1)، فنصبوا عليه من (2) البلد تسعة (3) منجنيقات، وخرج جماعة من العامة فأخذوه، وجرى عنده قتال كثير، وأخذ بعض العامة مداسا (4) فيه مسامير كثيرة، ورمى به أميرا يقال له: جاولى الأسدى، مقدّم الأسدية وكبيرهم، فأصاب صدره، فوجد لذلك ألما شديدا، فأخذ المداس وعاد إلى السلطان، وقال:
" قاتلنا أهل الموصل بحماقات ما رأينا بعد مثلها ".
وألقى المداس، وحلف أنه لا يعود يقاتل أنفة، حيث ضرب بالمداس.
ذكر رحيل السلطان من الموصل
ثم إن السلطان رحل من قرب البلد، ونزل متأخرا خوفا من البيات (5) فإنه كان لا يأمن ذلك (6)، فإن (7) مجاهد الدين أخرج في بعض الليالى جماعة من باب السر الذى للقلعة ومعهم المشاعل، فكان أحدهم يخرج من الباب، وينزل
(1) الأصل: " منجنيقات "، وما هنا عن س وابن الأثير، وهو الصحيح.
(2)
الأصل: " بين " والتصحيح عن ابن الأثير.
(3)
ص (77 ب): " سبع " والأصل: " تسع " والتصحيح عن ابن الأثير.
(4)
في الأصل المنقول عنه وهو (ابن الأثير: الكامل، ج 11، ص 183): " لالكة "، وقد ذكر ابن واصل هنا اللفظ العربى المقابل له، فقد ذكر (Dozy : Supp .Dict .Arab) أن " لالك " لفظ فارسى معناه الحذاء أو المداس، والجمع " لوالك "، واللالكائى الحذاء أو صانع الأحذية.
(5)
س: " الكبسات ".
(6)
بهذا اللفظ تنتهى ص (77 ب) من نسخة س، ثم تنقطع الصلة مرة أخرى بين النسختين.
(7)
يلتقى النص بهذا اللفظ مع نسخة س في (ص 112 أ).
إلى دجلة مما يلى عين الكبريت (1)، ويطفى المشعل ويعود، فرأى العسكر (2) ذلك، فلم يشكوا في الكبسة، فحملهم ذلك على الرحيل والتأخير، ليتعذر البيات على أهل الموصل.
وكان عز الدين - صاحب الموصل - قد سيّر القاضى بهاء الدين بن شداد رحمه الله رسولا إلى الديوان العزيز قبل نزول السلطان [على الموصل](3) بأيام قلائل، قال:
" فسرت مسرعا إلى دجلة، وأتيت بغداد في يومين وساعتين من اليوم الثالث مستنجدا بهم، فلم يحصل منهم سوى الإنفاذ إلى صدر الدين شيخ الشيوخ، - وكان في صحبة [237] السلطان [صلاح الدين] (3) - يأمرونه بالحديث معه [في الصلح] "(3).
وسيّر عز الدين إلى بهلوان بن ايلذكر - صاحب همذان - رسولا يستنجده، فلم يحصل من جانبه سوى تشرط كان الدخول تحته أخطر من حرب السلطان.
ودخل صدر الدين [شيخ الشيوخ](3) رسول الخليفة الإمام الناصر لدين الله، وبشير الخادم بين السلطان وصاحب الموصل، وتحدثوا في الصلح، فطلب عز الدين إعادة البلاد التي أخذت منهم، فأجاب السلطان إلى ذلك بشرط أن يسلموا إليه حلب، فامتنع عز الدين من ذلك، ثم نزل السلطان عن ذلك إلى تسليم البلاد إليهم، بشرط أن يتركوا إنجاد صاحب حلب (4) عليه، فامتنع عز الدين، وقال:" هو أخى، وله [معى] (5) العهود والمواثيق، ولا يسعنى نكثها ".
(1) كذا في الأصل وفى (ابن الأثير، ج 11، ص 183)؛ وفى س: " عين الأرنب ".
(2)
كذا في الأصل؛ وفى س: " فرأى العسكر الناس يخرجون "، وهذا يتفق مع نص ابن الأثير وهو المرجع الذى ينقل عنه هنا ابن واصل نقلا حرفيا.
(3)
ما بين الحاصرتين عن س، أنظر أيضا:(الروضتين، ج 2 ص 33) حيث ينقل هذا الخبر عن ابن شداد نفسه.
(4)
في الأصل: " سنجار "، وما هنا عن س، وهو يتفق وسياق الحديث، كما أنه يتفق ونص (ابن الأثير، ج 11، ص 183) حيث ينقل عنه ابن واصل نقلا حرفيا.
(5)
ما بين الحاصرتين عن س.