الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة الملك المعظم
شمس الدين (1) توران شاه بن أيوب
وفى هذه السنة في المحرم (2) توفى الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب - وهو أخو السلطان الأكبر - بثغر الأسكندرية (3)، ووصل الخبر بذلك إلى السلطان أخيه، فحزن عليه حزنا شديدا، وجعل يكثر من إنشاد أبيات المراثى، وكان أكثر أبيات الحماسة من حفظه.
ذكر مسبير السلطان لحرب قلج أرسلان
صاحب قونية
كان السبب في ذلك أن نور الدين محمد بن قرا أرسلان بن سقمان بن أرتق - صاحب حصن كيفا - كان قد تزوج بابنة السلطان عز الدين قلج أرسلان بن مسعود السلجوقى، وبقيت عنده مدة ثم أحب مغنية، فتزوجها ومال إليها، وحكمت في بلاده وخزائنه، وأعرض عن ابنة قلج أرسلان، فبلغ أباها ذلك، فعزم على قصد نور الدين - صاحب الحصن - وأخذ بلاده، واستجار نور الدين بالسلطان، وسأله كف يد قلج أرسلان عنه، فأرسل السلطان إلى قلج أرسلان في المعنى، فأعاد الجواب:
(1) س (114 ا): «شمس الدولة» ، وقد ذكر بهذه الكنية فيما يلى بالمتن، وفى:(الروضتين، ج 1، ص 259، ج 2، ص 18) و (الحنبلى شفاء القلوب، ص 12 ا). واتفق مع المتن (Zambour .op .cit . P. 98) .
(2)
كذا في الأصل ووافقه صاحب الروضتين نقلا عن العماد؛ وفى س، و (الحنبلى، شفاء القلوب ص 13 ب) أنه توفى في صفر، والتاريخ الأول أرجح فقد قال به مؤرخ معاصر.
(3)
قال ابن أبى طى (الروضتين، ج 2، ص 18) إنه دفن عند موته «بقصر الاسكندرية» ، وقال صاحب الروضتين (ج 2، ص 19)«وقبر تورانشاه الآن بالتربة الحسامية بالعوينة فناهر دمشق، نقلته إليه أخته ست الشام بنت أيوب، وبنت القبر عليه وعلى زوجها ناصر الدين محمد ابن شيركوه - وهو ابن عمها - وعلى قبرها وقبر ابنها حسام الدين عمر بن لاجين وإليه تنسب التربة» .
" أننى كنت قد سلمت إلى نور الدين عدة حصون [من بلادى] (1) تجاور بلاده لما تزوج ابنتى، فحيث آل الأمر معه إلى ما يعلمه (2)، فأنا أريد أن يعيد على ما أخذ منى ".
وترددت الرسل بينهما، فلم يستقر حال.
فهادن السلطان [صلاح الدين](1) الفرنج، وسارت عساكره، وكان [222] الملك الصالح بن نور الدين بحلب، فتركها ذات اليسار، وسار على (3) تل باشر إلى رعبان، فأتاه بها نور الدين - صاحب الحصن - فأقام عنده، فلما سمع قلج بقربه منه، أرسل إليه أكبر أمير عنده، يقول له:
" إن هذا الرجل فعل مع ابنتى كذا وكذا، ولابد من قصد بلاده، وتعريفه محل نفسه ".
فلما وصل الرسول، واجتمع بالسلطان، وأدى إليه الرسالة، غضب السلطان واستشاط، وقال للرسول:
" قل لصاحبك: والله الذى لا إله إلا هولئن لم يرجع لأسيرنّ إلى ملطية، وبينى وبينها يومان، ولا أنزل عن فرسى إلا في البلد، ثم أقصد جميع بلاده وآخذها منه ".
فرأى الرسول أمرا (4) شديدا، فقام من عنده، وقد رأى العساكر وما هو فيه من القوة والتجمل، وكثرة السلاح والدواب وغير ذلك، وليس عندهم ما يقاربه، فعلم أنه إن قصدهم أخذ بلادهم، فأرسل إليه من الغد يطلب أن يجتمع به، فأحضره، فقال له:
" أريد أن أقول شيئا من عندى، ليست رسالة من صاحبى، وأحب أن تنصفنى " فقال: " قل ".
(1) ما بين الحاصرتين عن س (114 ا).
(2)
الأصل: «تغلمه» وس: «تغلبه» ، وما هنا صيغة (ابن الأثير: الكامل، ج 11، ص 175) وهو الأصل الذى ينقل عنه المؤلف هنا.
(3)
الأصل: «إلى» والتصحيح عن المرجع السابق.
(4)
س (114 ب): «الأمر» .