الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى حادى عشر المحرم من هذه السنة كبس الأمير عز الدين جرديك تبنى (1) على من نزل بها من الفرنج، فأوقع بهم البلاء، وساق منهم إثنى (2) عشر أسيرا، ومتاعا [396] كثيرا، وفى ثانى صفر أغار أيضا على ظاهر عسقلان، وجاء بثلاثين أسيرا (3).
وفى الرابع عشر من صفر كمنت سرية - مقدمها الأمير فارس الدين ميمون القصرى - عند تبنى إلى أن عبرت قوافل الفرنج، فساقها بأحمالها وأثقالها ونسائها ورجالها.
وفى مستهل ربيع الآخر من هذه السنة وصل الأمير سيف الدين المشطوب، وقد خلص من الأسر، وقطع الفرنج عليه خمسين ألف دينار، عجّل منها عشرين ألف دينار، وأعطاهم بالباقى رهائن، فأحسن السلطان ملقاه، وأقطعه نابلس وأعمالها، وكانت قبله خبز الأمير حسام الدين لاجين ابن أخت السلطان.
ذكر مقتل المركيس صاحب صور - لعنه الله
-
كان الأسقف بصور أضافه، فأكل عنده وشرب، وكان رجلان من الباطنية قد دخلوا صور، وتنصروا وأظهروا الترهب والتعبد، وشكرهما الأقساء والرهبان، وأحبهما المركيس، ولم يكن يصبر عنهما، فلما خرج من دعوة
(1) ضبطت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنها بلدة بحوران من أعمال دمشق، أنظر أيضا:(Dussaud : Op،Cit، P. 334 - 335)
و (الروضتين، ج 2، ص 196).
(2)
س (128 ب): " أربعة عشر "، وما هنا يتفق ونص العماد (المرجع السابق).
(3)
بعد هذا اللفظ في س: " من الفرنج، وكان السلطان كلما أتوه بأسير بعد أخذ عكا ضرب عنقه ".
الأسقف وثبا عليه بسكا كينهما فقتلاه، وهرب أحدهما ودخل الكنيسة، فقال المركيس - وهو مجروح -:«احملونى إلى الكنيسة» ، فحملوه، فلما حمل إليها بصر به ذلك الجارح الهارب، فجرحه ثانيا، وعجّل الله بروحه إلى النار، وقبض على الجارحين، وبحث عنهما فوجدا من الفداوية الإسماعيلية، فسألوهما:" من أمركما بهذا الفعل؟ "، فقالا:" ملك الأنكلتير "، فقتلا شر قتلة، ولم يعجب السلطان قتل المركيس، لأنه كان قد أبدى عداوة الأنكلتير ومنازعته في الملك.
ولما قتل المركيس جلس مكانه الكندهرى بأمر الأنكلتير، وتزوج زوجة المركيس في ليلته، ودخل بها وهى حامل، وليس هذا عندهم مانعا من صحة النكاح، ويكون الولد منسوبا إلى الملكة، وهذا الكندهرى ابن أخت ملك افرنسيس من أبيه، وابن أخت ملك الأنكلتير من أمه (1)، وجرى حكمه على افرنج الساحل، وعاش إلى سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وفى التاسع من جمادى الأولى استولى الفرنج على قلعة الداروم، ثم خربوها ورحلوا عنها، وأسروا من فيها.
وفى رابع عشره خرج يزك المسلمين على الفرنج بمجد ليابه (2)، وقتلوا [397] منهم كندا كبيرا، ثم نزلوا تل الصافية، ثم النطرون، ثم بيت نوبة، وألهبهم (3) المسلمون بالنهب والسلب، وسلطوا (4) عليهم، وكمنوا لهم تحت كل رابية.
(1) الأصل: " من أمره "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج 2، ص 196) وس (129 أ).
(2)
الأصل: " بمجدل بابا " وقد صححت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنها قرية قرب الرملة، فيها حصن محكم.
(3)
الأصل: " والتهم "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج 2، ص 197) وس.
(4)
الأصل: " وبسطوا "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.