الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما اشتدت دولة الناصر بالله واستبت أمره بعث رسله إلى الآفاق مبشرين بخلافته مهنئين بإنالته.
وكان السلطان لملك الناصر صلاح الدين قد أرسل ضياء الدين بن الشهرزورى رسولا إلى الإمام المستضئ بنور الله، فاتفقت وفاة المستضئ، ومصير الخلافة إلى الناصر لدين الله - وهو ببغداد - فحضر الديوان، وبايع، وكاتب السلطان بالخبر، فبادر إلى الخطبة في جميع بلاده.
ومضى صدر الدين شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل من بغداد رسولا إلى بهلوان بن ايلدكز (1) صاحب العجم، وألزمه الخطبة بهمذان وأصفهان، ثم لما رجع شيخ الشيوخ جاء إلى السلطان الملك الناصر، فأخذه السلطان معه إلى مصر، وركب البحر منها، وحج - كما سنذكره إن شاء الله تعالى -
ذكر وفاة
سيف الدين غازى بن مودود بن زنكى صاحب الموصل
وفى ثالث صفر سنة ست وسبعين وخمسمائة توفى سيف الدين غازى بن مودود ابن زنكى صاحب الموصل، وكان مرضه السل، وطال به، ثم أدركه في آخره سرسام (2)، وكان عمره لما مات نحو ثلاثين سنة، وكانت مدة ملكه عشر سنين ونحو ثلاثة أشهر.
(1) الأصل " الدكى " وهو شمس الدين أبو جعفر محمد بهلوان جهان بن ايلدكز. حكم حوالى سنة 568 هـ، وتوفى في ذى الحجة سنة 581 هـ. انظر:(زا مباور: معجم الأنساب العربية، الترجمة العربية، ص 349).
(2)
السرسام حمى دائمة مع صداع وثقل في الرأس والعين، وحمرة فيها شديدة، وكراهية الضوء (الخوارزمى: مفاتيح العلوم، ص 96).