المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مسير السلطان إلى دمشق ووصوله إليها - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب - جـ ٢

[ابن واصل]

فهرس الكتاب

- ‌«الْجُزْء الثَّانِي»

- ‌ذكر جواب الرسالة الواردة إلى صلاح الدين من الملك الصالح

- ‌ذكر استيلاءسيف الدين غازى بن مودود بن زنكى على البلاد الجزيرية

- ‌ذكر منازلة الفرنج بانياس وعودهم عنها

- ‌ذكر إنكارصلاح الدين على الأمراء بدمشق وهدنتهم للفرنج

- ‌ذكر وصولسعد الدين كمشتكين، واستبداده بتدبير الملك الصالح

- ‌ذكر مسير الملك الصالح إلى حلب

- ‌ذكر القبض على أولاد الداية

- ‌ذكر منازلة الفرنج للاسكندرية وعودهم عنها

- ‌ذكر مسيرالملك الناصر صلاح الدين إلى الشام وتملك دمشق

- ‌ذكر استيلاءالملك الناصر على حماة ومدينة حمص

- ‌ذكر منازلةالسلطان الملك الناصر حلب ورحيله عنها

- ‌ذكر استنجادالحلبيين بالملاحدة وقتلهم ناصح الدين خمارتكين

- ‌ذكر مراسلة السلطان للديوان العزيز

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الناصر على قلعتى حمص وبعلبك

- ‌ذكر منازلةسيف الدين غازى أخاه عماد الدين زنكى بن مودود بسنجار

- ‌ذكر كسرة المواصلة بقرون حماة

- ‌ذكر وقوع الصلح

- ‌ذكر استيلاء الملك الناصر على بارين

- ‌ذكر استيلاءناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه على حمص

- ‌ذكر اجتماعالحلبيين والمواصلة لحرب السلطان الملك الناصر ثانيا

- ‌ذكر الوقعة بتل السلطان

- ‌ذكر ما فتح السلطان من البلاد بعد الكسرة

- ‌ذكر استيلاء الملك الناصر على عزازوقفز الملاحدة عليه

- ‌ذكر منازلة السلطان الملك الناصر لحلب ووقوع الصلح بينه وبين الحلبيين

- ‌ذكر بعض المتجددات لسيف الدين غازى بالموصل

- ‌ذكر منازلة الملك الناصر مصياف وبلد الباطنية

- ‌اجتماع السلطانبأخيه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب

- ‌ذكر مسير الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله إلى الديار المصرية

- ‌ذكر عصيان صاحب شهرزور على سيف الدين غازى، وعوده إلى الطاعة

- ‌ذكر وقعة الرملة

- ‌ذكر مقتلسعد الدين كمشتكين وشهاب الدين أبى صالح بن العجمى

- ‌ذكر منازلة الفرنج حماة ورحيلهم عنها

- ‌ذكر منازلة الفرنج حارم

- ‌ذكر مسير السلطان رحمه الله إلى الشام

- ‌ذكر بناء الفرنج بيت الأحزان

- ‌ذكر وقعة الهنفرى

- ‌ذكر مسير الملك المعظمشمس الدولة فخر الدين توران شاه بن أيوب إلى مصر

- ‌ذكر استيلاء الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب رحمه الله على مدينة حماة

- ‌ذكر كسرة الفرنج بمرج العيون

- ‌ذكر الحرب بين عسكر السلطانالملك الناصر والسلطان عز الدين قلج أرسلان السلجوقىصاحب قونية

- ‌ذكر تخريب حصن بيت الأحزان

- ‌ذكر استيلاء عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوبرحمه الله على بعلبك

- ‌ذكر وفاة المستضئ بنور الله بن المستنجدوبعض سيرته

- ‌ذكر البيعة بالخلافةللإمام الناصر لدين الله أبى العباس أحمد

- ‌ذكر وفاةسيف الدين غازى بن مودود بن زنكى صاحب الموصل

- ‌ذكر صفته وسيرته

- ‌ذكر استيلاء عز الدين مسعود بن مودود بن زنكىعلى الموصل

- ‌ذكر مسبير السلطان لحرب قلج أرسلانصاحب قونية

- ‌ذكر غزو السلطان الملك الناصر بلاد الأرمن

- ‌ذكر غزو عماد الدين فرخشاه الكرك

- ‌ذكر المتجددات باليمن بعد مفارقة الملك المعظم لها

- ‌ذكر وفاة الملك الصالحإسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكى - رحمهما الله

- ‌ذكر استيلاء عز الدين مسعود بن مودود بن زنكىعلى حلب

- ‌ذكر استيلاءعماد الدين زنكى بن مودود بن زنكى على حلب

- ‌ذكر مسير السلطان إلى الشام

- ‌ذكر مسير السلطان إلى البلاد الشرقية

- ‌ذكر استيلاء السلطان على البلاد الجزيرية

- ‌ذكر منازلة السلطان الملك الناصر الموصل

- ‌ذكر رحيل السلطان من الموصل

- ‌ذكر منازلة السلطان سنجار وتملكه لها

- ‌ذكر وفاة الملك المنصور عز الدين فرخشاهابن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك، واستيلاءولده الملك الأمجد بهرام شاه عليها

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ذكر نصرة المسلمين على الفرنج ببحر القلزم

- ‌ذكر منازلة السلطان آمد وفتحها

- ‌ذكر تسليمالسلطان آمد لنور الدين صاحب حصن كيفا

- ‌ذكر فتح تل خالد وعين تاب

- ‌ذكر وقوع أسطول المسلمين على أسطول الفرنج

- ‌ذكر وقعة بين المسلمين والفرنج بأطراف الشام

- ‌ذكر تخريب قلعة عزاز وكفر لاتا

- ‌ذكر استيلاءالسلطان الملك الناصر صلاح الدين على حلب

- ‌ذكر سيرته

- ‌ذكر فتح حارم

- ‌ذكر مسير السلطان من حلب إلى دمشق

- ‌ذكر غارة السلطان على الفرنج

- ‌ذكر منازلة السلطان الكرك

- ‌ذكر استنابة السلطان الملك الناصرلابن أخيه الملك المظفر تقى الدين بمصر وتمليك أخيه الملك العادل حلب

- ‌ذكر قبضعز الدين - صاحب الموصل - على نائبه مجاهد الدين قايماز

- ‌ذكر منازلة السلطان الكرك

- ‌ذكر إحراق نابلس وتخريبها

- ‌ذكر مسير السلطان إلى البلاد الشرقية

- ‌ذكر منازلة السلطان الموصلوهى المنازلة الثانية

- ‌ذكر رحيل السلطان عن الموصل

- ‌ذكر استيلاء السلطان على ميّا فارقين

- ‌ذكر منازلة السلطان الموصلوهى المنازلة الثالثة

- ‌ذكر مرض السلطان ورحيله عن الموصل

- ‌ذكر انتظام الصلح بين المواصلة والسلطان

- ‌استيلاء الملك المجاهد شير كوه بن محمد بن شير كوه بن شاذى على حمص

- ‌ذكر وصولالسلطان الملك الناصر رحمه الله إلى دمشق

- ‌ ذكر قدوم الملك الأفضل نور الدين علىّ ابن السلطان على أبيه بدمشق

- ‌ذكر استيلاء الملك الظاهرغياث الدين ابن السلطان الملك الناصر على حلبوهو الاستيلاء الثانى

- ‌ذكر قدوم الملك المظفرتقى الدين عمر إلى خدمة عمه السلطان بدمشق

- ‌ذكر مسيرالملك العزيز وعمه الملك العادل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر انتماء القومص صاحب طرابلسإلى خدمة السلطان

- ‌ذكر ما اعتمده الابرنس صاحب الكركمن الغدر بالمسلمين

- ‌ذكر مسير السلطانالملك الناصر من دمشق إلى الجهاد

- ‌ذكر فتح طبرية

- ‌ذكر وقعة حطّين

- ‌ذكر مقتل ابرنس أرناط صاحب الكرك

- ‌ذكر فتح قلعة طبريّة

- ‌ذكر مقتل الداوية والاسبتارية

- ‌ذكر فتح عكا

- ‌ذكر فتح مجدليابة

- ‌ذكر فتح عدة حصون حول عكا

- ‌ذكر فتح نابلس

- ‌ذكر فتح تبنين وصيدا وبيروت وجبيل

- ‌ذكر خروج المركيس إلى صور

- ‌ذكر فتح عسقلان وبلادها

- ‌ذكر فتح غزة وما معها من الحصون

- ‌ ذكر فتح بيت المقدس

- ‌ذكر أول خطبةخطب بها ببيت المقدس بعد الفتح

- ‌ذكر نقل المنبرالذى أنشأه نور الدين رحمه الله إلى البيت المقدس

- ‌ذكر ما أزاله السلطان [صلاح الدين]من آثار الشرك بالبيت المقدس

- ‌ذكر منازلة السلطان رحمه الله صور

- ‌ذكر الوقعة على باب صور

- ‌ذكر رحيل السلطان من صور

- ‌ذكر وصول السلطان إلى عكا ومقامه بها

- ‌ذكر الكبسة على حصن الكوكب

- ‌ذكر فتح هونين

- ‌ذكر قدوم رسل الملك والملوك إلى السلطان بالتهنئة

- ‌ذكر ورود رسول الديوان العزيز إلى السلطان بالعتب

- ‌ذكر الفتنة بعرفة بين أصحاب الخليفة والسلطانومقتل شمس الدين المقدم

- ‌ذكر منازلة السلطان حصن كوكب

- ‌ذكر مقدم السلطان إلى دمشق

- ‌ذكر رحيل السلطان من دمشق إلى الغزاة

- ‌ذكر فتح أنطرطوس

- ‌ذكر فتح جبلة

- ‌ذكر فتح بكسرائيل

- ‌ذكر فتح اللاذقية

- ‌ذكر فتح صهيون

- ‌ذكر فتح عدة حصون

- ‌ذكر فتح الشّغر وبكاس

- ‌ذكر فتح سرمانية

- ‌ذكر فتح حصن برزية

- ‌ذكر فتح دربساك

- ‌ذكر فتح بغراس

- ‌ذكر الهدنة مع الأبرنس صاحب أنطاكية

- ‌ذكر قدوم السلطان رحمه الله إلى دمشق

- ‌ذكر فتح الكرك والشّوبك

- ‌ذكر فتح صفد

- ‌ذكر فتح كوكب

- ‌ذكر ظهور جماعة من الشيعة بمصر

- ‌ذكر وصول السلطان إلى القدسوتوجهه بعد ذلك إلى عكا ثم إلى دمشق

- ‌ذكر منازلة السلطان شقيف أرنون

- ‌ذكر وقعة اليزك مع الفرنج

- ‌ذكر واقعة الغزاة المطوعة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى عكا وعوده إلى معسكرهبمرج عيون

- ‌ذكر وقعة الكمين

- ‌ذكر مسير الفرنج إلى عكا ومحاصرتهم لها

- ‌ذكر القبض على صاحب الشقيف وفتح الشقيف

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى عكا ومنازلة الفرنج المنازلين لها

- ‌ذكر الوقعة الأولى التي تيسّر للمسلمين بها دخول البلد

- ‌ذكر الوقعة الثانية

- ‌ذكر وقعة العرب

- ‌ذكر الوقعة العظمى بمرج عكا

- ‌ذكر انتقال السلطان والعسكر إلى الخروبة

- ‌ذكر وصول الأسطول

- ‌ذكر مكاتبة السلطان إلى الأطراف في الاستنفار للجهاد

- ‌ذكر من وصل في هذه المدة من مدد العدو

- ‌ذكر مسير القاضى بهاء الدين بن شدادفي الرسالة إلى الشرق وإلى الديوان العزيز

- ‌ذكر وقعة الرمل

- ‌ذكر قدوم العساكر إلى خدمة السلطان

- ‌ذكر نصب الأبراج على عكا وإحراقها

- ‌ذكر وصول الأسطول

- ‌ذكر خروج ملك الألمانلنصرة الفرنج المنازلين لعكا وما آل إليه أمره

- ‌ذكر الوقعة العادلية على عكا

- ‌ذكر قوة الفرنجبوصول الكندهرى إليهم وتحول السلطان إلى الخروبة

- ‌ذكر ما آل إليه حال ابن ملك الألمان وأصحابه

- ‌ذكر الواقعة الكائنة عند وصول ابن ملك الألمان

- ‌ذكر دخول الميرة إلى عكا

- ‌ذكر المكاتبة إلى الديوان العزيز

- ‌ذكر ما اتخذه العدو من آلات الحصار

- ‌ذكر إحراق منجنيقات العدو

- ‌ذكر إحراق ما حوصر به برج الذبّانوتحريق الكبش

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى المنزلة المعروفة بشفرعمّ

- ‌ذكر وفاة زين الدين - صاحب إربل

- ‌ذكر استيلاء مظفر الدين على إربل وبلادها واستيلاء الملك المظفر على ما كان بيد مظفر الدين

- ‌ذكر استئذان ملوك الأطراف بالرجوع إلى بلادهملأجل دخول الشتاء

- ‌ذكر خروج الفرنج للقاء المسلمين وعودهم خائبين

- ‌ذكر وقعة الكمين ودخول البدل إلى عكا

- ‌ذكر عود الملوك إلى بلادهم

- ‌ذكر بقية الحوادث سنة ست وثمانين

- ‌ذكر وصول العساكر إلى المعسكر السلطانى

- ‌ذكر استيلاء فخر الدين أسامة على سفن الانكلتير

- ‌ذكر مضايقة الفرنج بعكا وجدّهم في حصارها

- ‌ذكر تحويل السلطان إلى تل العياضيةووصول ملك الانكلتير

- ‌ذكر هلاك بطشة المسلمين الواصلة من بيروت

- ‌ذكر الدبّابة التي صنعها العدو وإحراقها

- ‌ذكر هجوم المسلمين على خيم العدو

- ‌ذكر المكاتبة إلى الديوان العزيز

- ‌ذكر من وصل من العساكر الإسلامية

- ‌ذكر مراسلة الفرنج للسلطان شغلا للوقت

- ‌ذكر استيلاء الفرنج على عكا

- ‌ذكر مراسلة السلطان لملك المغرب

- ‌ذكر ما جرى عليه الحال في أمر أسارى المسلمينوما تجدد من حوادث

- ‌ذكر رحيل المسلمين والفرنج نحو عسقلانوالحرب التي جرت بينهم

- ‌ذكر وقعة أرسوف

- ‌ذكر وصول السلطان إلى عسقلان وتخريبه لها

- ‌ذكر رحيل السلطان عن عسقلان إلى جهة الفرنجوما جرى بينه وبينهم من الحرب والمراسلة

- ‌ذكر رحيل السلطان رحمه الله إلى القدس ومقامه به

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر تقى الدين عمرابن شاهنشاه بن أيوب

- ‌سيرة الملك المظفر تقى الدين رحمه الله

- ‌ذكر استيلاء الملك المنصور ناصر الدين محمدابن الملك المظفر تقى الدين على حماة وبلادهاوتملك الملك العادل البلاد الشرقية

- ‌ذكر مقتل المركيس صاحب صور - لعنه الله

- ‌ذكر كبس الفرنج للعسكر المصرى

- ‌ذكر قصد الفرنجحصار البيت المقدس وكفاية الله المسلمين شرهم

- ‌ذكر ما جرىبين المسلمين والفرنج من المراسلة في معنى الصلح

- ‌ذكر رحيل السلطانمن القدس وأخده ربض يافا

- ‌ذكر وصول ملك الانكلتيرإلى يافا واسترجاعه ربضها

- ‌ذكر عزم السلطانعلى كبس الانكلتير، وانصرافه عنه

- ‌ذكر عقد الهدنة بين المسلمين والفرنج

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى القدس ونظره في مصالحه

- ‌ذكر عزم السلطان على الحج ثم انتقاض عزمه

- ‌ذكر مسير السلطان إلى دمشق ووصوله إليها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الناصرصلاح الدين أبى المظفر يوسف بن أيوب - رحمه الله تعالى

- ‌ذكر جلوس الملك الأفضل نور الدين أبى الحسن علىابن السلطان الملك الناصر صلاح الدينللعزاء وتجهيز السلطان ودفنه

- ‌ذكر مبلغ عمره وأولاده وتركته

- ‌ذكر جمل من سيره رحمه الله

- ‌وذكر من عدله:

- ‌وحكى من بسالته وشجاعته:

- ‌وحكى من قوة عزمه على الجهاد وشغفه به قال:

- ‌الملاحق

- ‌(1)سجل بقلم القاضى الفاضل صادر عن الخليفة العاضد بتولية أسد الدين شيركوه الوزارة بعد قتل شاور

- ‌(2)توقيع بخط الخليفة العاضد لدين الله الفاطمى على طرّة التقليد السابق بتولية أسد الدين شيركوه الوزارة

- ‌(3)سجل بقلم القاضى الفاضل صادر عن الخليفة العاضد بتولية صلاح الدين يوسف بن أيوب الوزارة بعد موت عمه أسد الدين شيركوه

- ‌(4)توقيع بخط الخليفة العاضد لدين الله الفاطمى على طرّة التقليد السابق بتولية صلاح الدين يوسف بن أيوب الوزارة

- ‌(5)وصف تفصيلى للفتح الأيوبى لليمن كما سجله بقلمه مؤرخ يمنى

- ‌(6)قطعة من خطاب بقلم القاضى الفاضل، صادرة عن صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى وزير بغداد، يعدد فيها فتوحه وجهوده

- ‌(7)نسخة بشارة بانتهاء الدولة الفاطمية في مصر، والخطبة للخليفة العباسى

- ‌(8)نسخة سجل أصدره صلاح الدين بعيد وفاة العاضد وانتهاء الدولة الفاطمية بإسقاط المكوس في مصر قرئ على المنبر بالقاهرة يوم الجمعة ثالث صفر سنة 567 هـ

- ‌(9)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل، أرسلها صلاح الدين إلى نور الدين، يشرح له فيها القصد من خروجه لمهاجمة حصنى الكرك والشوبك في أوائل سنة 568 هـ

- ‌(10)رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى نور الدين يشرح له فيها المؤامرة التي كان يدبرها رجال الدولة الفاطمية والصليبيون، والتي اشترك فيها الشاعر عمارة اليمنى، لقلب نظام الحكم وإعادة الدولة الفاطمية

- ‌(11)قطعة من رسالة بقلم العماد الأصفهانى، مرسلة من الملك الصالح إسماعيل إلى صلاح الدين، ينبئه بوفاة والده نور الدين ويعزيه فيه

- ‌(12)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للتعزية في وفاة والده نور الدين

- ‌(13)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل أرسلها صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للسؤال عن صحة والده نور الدين، بعد أن أشاع الفرنج خبر موته، ولم يكن صلاح الدين قد تأكد عنده هذا الخبر بعد

- ‌(14)رسالة مرسلة من صلاح الدين إلى أحد أمراء الشام ينبئه بخبر وصول الأسطول من صقلية لمهاجمة مدينة الاسكندرية في يوم الأحد السادس والعشرين

- ‌(15)رسالة بقلم القاضى الفاضل أرسلها صلاح الدين وهو بالقرب من حماة في طريقه إلى حلب لمحاربة قواد نور الدين، إلى الديوان العزيز ببغداد

- ‌(16)قطع من رسائل بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الديوان العزيز ببغداد في تعداد ماله من الأيادى على الخلافة العباسية، وخاصة إعادة الخطبة لها في مصر واليمن والمغرب

- ‌(17)خطاب بقلم القاضى الفاضل، مرسل من صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، الخليفة الموحدى بالمغرب، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، يستجيشه على الفرنج أثناء قتاله معهم حول عكا

- ‌(18)خطاب بقلم القاضى الفاضل، من صلاح الدين إلى سيف الدولة ابن منقذ - رسوله إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن - يستنجد به، ويطلب منه المعاونة بإرسال قطع من أسطوله، أثناء حصار الفرنج لعكا

- ‌(19)خطاب مرسل من صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن يستنجد به على الفرنج أثناء حصارهم لعكا

- ‌(20)كتاب من القاضى الفاضل إلى صلاح الدين بشأن الرسالة إلى ملك المغرب، والكتاب يشعر أن الرسالة لم تكن برأى الفاضل أو موافقته

- ‌(21)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب - ينهى إليه أخبار القتال حول عكا

- ‌نقد للجزء الأوّلبقلمالأستاذ الدكتور مصطفى جواد

الفصل: ‌ذكر مسير السلطان إلى دمشق ووصوله إليها

ورتب السلطان أيضا موضعا ملاصقا للأقصى خانقاه للصوفية، وقف عليها وقوفا جليلة، وجعل الكنيسة التي في شارع قمامة بيمارستان (1) للمرضى، ونقل إليه جميع ما يحتاج إليه، وفوّض ولاية القدس إلى عز الدين جرديك النورى، وفوّض القضاء والأوقاف إلى القاضى بهاء الدين بن شداد رحمهم الله.

‌ذكر عزم السلطان على الحج ثم انتقاض عزمه

ولما وقعت الهدنة صمم السلطان على الحج، وأمر أن يسير مائة نقّاب لتخريب عسقلان وإخراج من بها من الفرنج ليتفرغ سره من جانبها، ويحج في عامه [412] وكتب إلى مصر وإلى أخيه سيف الإسلام - صاحب اليمن - ما عزم عليه، وأمر أن يحمل له في المراكب كل ما يحتاج إليه من الأزواد والنفقات والخلع والكسوة، ثم فند السلطان في عزمه، وقال له أصحابه:

لا يمكن الحج إلا بعد أمر يكتب إلى الخليفة، وتعرفه ذلك، حتى لا يظن بك أمرا أنت عنه برىء، والوقت قد ضاق، وهذه البلاد والمعاقل ربما يخاف عليها عند غيبتك من غائلة العدو، ولا تغتر بالهدنة، فإن القوم دأبهم الغدر وإذا وجدوا مكنة فعلوا.

فانحل عزمه عن ذلك وافتر عنه.

‌ذكر مسير السلطان إلى دمشق ووصوله إليها

ثم رحل السلطان من القدس لخمس مضين من شوال، وهو يوم الخميس، ووصل يوم الجمعة إلى نابلس، فنزل بظاهرها، وبها صاحبها الأمير سيف الدين على

ص: 408

ابن أحمد الشطوب، فشكاء أهلها إلى السلطان، فأزال شكواهم، وأمره بالإحسان إليهم والعدل فيهم، ثم رحل عنها ظهر يوم السبت سابع شوال، ووصل إلى بيسان يوم الاثنين تاسع شوال، وصعد قلعتها، وقال: " الصواب أن نبنى هذه ونخرب كوكب.

ثم وصل إلى كوكب وبات بقلعتها، ورحل منها يوم الثلاثاء عاشر شوال، ونزل بطبرية، ولقى بهاء الدين قراقوش، وقد خلص من الأسر، وخلص السلطان بقية أصحابه، ومضى مع السلطان إلى دمشق، وسافر قراقوش من دمشق إلى الديار المصرية، وأقام السلطان يومين لتوالى الأمطار، ثم رحل يوم الخميس ثانى عشر شوال إلى صفد، فرتب أمورها، ثم سار إلى تبنين، ثم وصل إلى بيروت يوم الخميس تاسع عشر شوال، وبها الأمير عز الدين أسامة.

ووصل إلى خدمته بيمند - صاحب أنطاكية - يوم السبت الحادى والعشرين من شوال، فأكرمه السلطان وآنسه، ورفع مجلسه، وأجرى له ولأصحابه العطاء، وأقطعه من مناصفات أنطاكية ما مبلغه عشرون ألف دينار، وفارقه غد ذلك اليوم.

ثم سار السلطان إلى دمشق فوصلها يوم الأربعاء لخمس بقين من شوال، وفرح الناس به، لأن غيبته كانت قد [413] طالت عنهم مدة أربع سنين، وأفاض العدل والإحسان بدمشق، وواظب الجلوس في دار العدل في الأوقات التي جرت العادة بالجلوس فيها.

وفى يوم الأحد مستهل ذى القعدة اتخذ الملك الأفضل لأخيه الملك الظاهر دعوة، وبالغ فيها في التجمل، وحضرها السلطان جبرا لقلبه، وحضرها جميع الأمراء والأكابر.

وأذن السلطان للعساكر في التفرق إلى بلادهم، فتفرقوا، وكان الملك الظاهر - صاحب حلب - قد فارق أباه بالقدس، ووصل إلى دمشق لما بلغته حركة أبيه

ص: 409

إلى دمشق، وأقام بها حتى فاز بالنظر إليه ثانيا، وكأن نفسه حدثنه بدنو أجل والده رحمه الله، ثم لما حضر دعوة أخيه ودّع أباه وداعا لم يكن بعده لقاء، ورحل إلى حلب، وبقى عند السلطان بدمشق ولده الملك الأفضل نور الدين وجماعة من أولاده، والقاضى الفاضل.

وكان القاضى بهاء الدين بن شداد قد أمره السلطان بمقامه في القدس إلى حين عوده، لأن السلطان كان عزمه أن يعود إلى القدس، ثم يتوجه منه إلى الديار المصرية، لأن عهده كان قد بعد عنها.

وكان الملك العادل قد استأذن السلطان في القدس في أخر رمضان بأن يمضى إلى الكرك - وهى حصنه ومستقره - ليتفقدها، فأذن له في ذلك، فمضى إليها وأصلح ما قصد إصلاحه، ثم رحل منها طالبا للبلاد الشرقية التي أعطاه السلطان إياها، فوصل إلى دمشق سابع عشر ذى القعدة، وخرج السلطان إلى لقائه، وأقام يتصيد حول غباغب إلى الكسوة حتى لقيه، وسارا جميعا يتصيدان، ثم دخلا دمشق في الحادى والعشرين من ذى القعدة.

وفى يوم الخميس السادس والعشرين من شوال من هذه السنة توفى الأمير سيف الدين على بن أحمد المشطوب (1) رحمه الله بنابلس، وكانت إقطاعه بعد حسام (2) الدين لاجين ابن أخت السلطان، فوقف السلطان بعده

(1) سمى هكذا لشطبة كانت في وجهه من أثر طعنة في غزاة حضرها، هكذا ذكر العماد الأصفهانى وقال: وله مواقف في الجهاد كثيرة معهودة، ومقامات مشهورة مشهودة؛ وقد كان ابن المشطوب ركنا من الأركان التي قامت عليها دولة بنى أيوب منذ نشأتها، فهو كردى، وهو هكارى، أي أنه ينتمى إلى نفس القبيلة التي ينتمى إليها أسد الدين شير كوه وصلاح الدين، وقد صحب أسد الدين في الحملات الثلاث على مصر، ثم لازم صلاح الدين إلى وقت وفاته، وكانت له معه مواقف مشهودة أثناء نضاله ضد الصليبيين. أنظر:(الروضتين، ج 2، ص 209)، وسيكون لابنه أحمد بن على مواقف أخرى مع خلفاء صلاح الدين من ملوك البيت الأيوبى، سترد الإشارة إليها فيما يلى.

(2)

الأصل: «لحسام» ، وقد صححت ليستقيم المعنى.

ص: 410

ثلث نابلس على مصالح القدس وأقطع الباقى للأمير عماد الدين أحمد بن سيف الدين المشطوب وأميرين معه.

وفى شعبان من هذه السنة توفى السلطان [414] عز الدين قلج أرسلان ابن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قطلمش بن أرسلان بيغو بن سلجوق - سلطان الروم -، وكان له عشرة بنين، قد ولى كل واحد منهم قطرا، وأكبرهم قطب الدين ملك شاه، وكانت له سيواس، فاتّبع هواه، وسوّلت له نفسه القبض على والده وبقية إخوته، وأن ينفرد بالسلطنة، وساعده على ذلك صاحب أرزنكان، فبعث صاحب أرزنكان إلى السلطان عز الدين يطلب منه وزيره اختيار الدين حسين بن عفراس ليتفق معه على مصلحة فيما بين عز الدين وأولاده، وذلك باتفاق في الباطن بين قطب الدين ملكشاه وبين صاحب أرزنكان، فظن عز الدين أن الأمر على ما أظهره صاحب أرزنكان، فبعث وزيره اختيار الدين، فلما وصل إلى صاحب أرزنكان أوقع عليه صاحب أرزنكان التركمان، فقتلوه شر قتلة، ومثّلوا به وبولده أقبح مثلة.

ثم سار قطب الدين ملكشاه إلى والده عز الدين فكسره وهجم عليه في مدينة قونية، وقبض على والده واستقل بالسلطنة، وقال لوالده:" أنا بين يديك، أشفق عليك، وأنفذ أمرك ".

ثم إنه قتل جماعة من أمراء أبيه، وأنشأ له أمراء اختارهم، وبقى أبوه معه كالمعتقل ليس له أمر ولا نهى ولا تصرف، ثم إنه أشهد على والده أنه قد جعله ولى عهده، وأبقى الخطبة والسكة باسم أبيه، والملك في الظاهر لابنه، وفى الحقيقة ليس لأبيه إلا مجرد الاسم.

ثم ملك أقصرا، ثم مضى إلى حرب أخيه نور الدين سلطان شاه - صاحب قيسارية - ووالده في القبضة معه، وهو يظهر أن ما يفعله إنما هو بأمر والده فحضر نور الدين بقيسارية، فخرج عسكر قيسارية لحرب قطب الدين.

ص: 411

واغتنم السلطان عز الدين فرصة، فخرج من صف ابنه قطب الدين هاربا، ودخل إلى قيسارية، واجتمع بولده نور الدين سلطان شاه، فأكرم أباه وعظّمه، ورجع قطب الدين إلى قونية، وهى دار الملك، فأقام بها يخطب بالسلطنة لنفسه.

وبقى السلطان قلج أرسلان يتردد في بلاده بين أولاده من ولد إلى ولد، ومن بلد إلى بلد، وكلما ضجر منه واحد منهم [415] ينتقل إلى آخر، حتى حصل عند ولده غياث الدين كيخسرو - صاحب برغلوا - فقوّى أباه، وأعطاه، وجمع له وحشد، وجاء معه إلى قونية، ودخلها وملكها ومضى به إلى أقصرا محاصرا لها، فامتنعت عليه، فجمع الأوجية (كذا؟) الأجناد، فاتفق أن السلطان عز الدين مرض ومات في التاريخ المذكور، فتركه ولده غياث الدين كيخسرو في محفة، وكتم أمره، وأظهر أنه منتقل لأجل المرض، ومضى يمشى قدام المحفة ليوهم الناس حياته، حتى أتى به قونية، فدخلها واستقل بقلعتها، واستحلف الأمراء والأعيان، ثم أظهر وفاة أبيه، وأنه ولى عهده، وقوى على أخيه قطب الدين ملكشاه، ثم أنه تغلب على غياث الدين كيخسرو، وأخيه ركن الدين سليمان، وأخذ منه قونية، وهرب غياث الدين إلى الشام مستجيرا بالملك الظاهر - صاحب حلب -.

ثم مات ركن الدين سنة ستمائة، وملك ولده قلج أرسلان، فرجع غياث الدين إلى البلاد كلها، واستقرت السلطنة ببلاد الروم للسلطان غياث الدين كيخسرو بن قلج أرسلان بن مسعود.

ثم توفى غياث الدين كيخسرو، وملك بعده ابنه عز الدين كيكاوس ابن كيخسرو، وسنذكر قصده لبلاد بنى أيوب وكسر السلطان الملك الأشرف ابن الملك العادل له.

ص: 412

ثم توفى كيكاوس، فولى أخوه السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسروا، وهو الذى أدركنا زمانه، وسنذكر بعض أخباره مع بنى أيوب، وتوفى علاء الدين سنة أربع وثلاثين وستمائة، وولى بعده غياث الدين كيخسروا بن كيقباد وكسره التتر كسرة عظيمة سنة إحدى وأربعين وستمائة (1)، وتضعضع من حينئذ ملك السلاطين السلجوقية ببلاد الروم.

ثم مات غياث الدين، وخلفّ صبيين: أحدهما ركن الدين، و [الآخر] عز الدين، فملكا معا مديدة، ثم انفرد ركن الدين بالسلطنة، وهرب أخوه عز الدين كيكاوس إلى قسطنطينية، واستجار بملكها، وتغلب على ركن الدين معين الدين البرواناه والبلاد في الحقيقة للتتر، وخراج البلاد يحمل إليهم، ثم قتل معين الدين ركن الدين، وأبقى إبنا (2) لركن الدين يخطب له بالسلطنة، والحكم [416] للبرواناه وهو نائب التتر بالبلاد، والأمر على ذلك إلى اليوم.

وكان السلطان الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله قد بعث رسوله للقاضى شمس الدين محمد بن محمد بن موسى - المعروف بابن الفراش - رسولا إلى السلطان عز الدين بن قلج أرسلان وأولاده للإصلاح بينهم، فتردد إليهم مرارا أكثر من سنة، ولما عاد إلى ملطية توفى بها في شهر ربيع الأول من هذه السنة.

ودخلت سنة تسع وثمانين وخمسمائة والملك الناصر مقيم بدمشق على أكمل ما يكون من المسرة، ورسل الأمصار واردون إلى بابه، وهو يجلس كل يوم لإسداء المكارم وكشف المظالم، ثم برز إلى الصيد من شرقى دمشق بزاد خمسة

(1) لهذا النص أهميته، فهو يدل على أن المؤلف كان يكتب هذا القسم من كتابه بعد سنة 641 هـ.

(2)

هذا الابن هو غياث الدين كيخسرو الثالث، ولى الحكم سنة 663 هـ، وعمره ستان ونصف، فهذا النص يدل على أن ابن واصل كان يكتب هذا الجزء من كتابه بعد سنة 663 هـ، راجع:(زامباور: معجم الأنساب. . . الخ. الترجمة العربية، ص 218).

ص: 413

عشر يوما، وصحبته أخوه الملك العادل، وأبعد في البرية، ثم عاد إلى دمشق وودّعه الملك العادل وداعا لالقاء بعده؛ فمضى إلى الكرك وأقام به إلى أن بلغته وفاة السلطان رحمه الله.

قال القاضى بهاء الدين ابن شداد:

وخرجت من القدس يوم الجمعة الثالث والعشرين من المحرم؛ وكان وصولى إلى دمشق ثانى عشر صفر؛ وكان الملك الأفضل حاضرا في الإيوان الشمالى، وفى خدمته خلق من الأمراء وأرباب المناصب ينتظرون جلوس السلطان؛ فلما شعر السلطان بحضورى استحضرنى وهو وحده قبل أن يدخل إليه أحد؛ فدخلت عليه رحمه الله فقام ولقينى ملقى ما رأيت أشدّ من بشره فيه؛ ولقد ضمنى إليه ودمعت عيناه.

وفى ثالث عشر صفر طلبنى فحضرت، فسألنى عن من هو في الإيوان، فأخبرته أن الملك الأفضل جالس في الخدمة، والأمراء والناس في خدمته، فاعتذر إليهم على لسان جمال الدولة إقبال.

ثم استحضرنى يوم الخميس رابع عشر صفر، وهو في صفّة (1) البستان وعنده أولاده الصغار، فسأل عن الحاضرين فقيل: رسول الفرنج وجماعة من الأمراء الأكابر، فاستحضر الفرنج إلى ذلك المكان فحضروا، وكان له ولد صغير يسمى أبا بكر، وكان كثير الميل إليه، وكان حاضرا وهو رحمه الله يداعبه، فلما وقع بصره على الفرنج ورأى أشكالهم [417] خاف منهم وبكى، فاعتذر السلطان إلى الفرنج وصرفهم بعد أن حضروا، ولم يسمع كلامهم، وقال لى:

" أكلت اليوم شيئا؟ "، وكانت عادته رحمه الله هذه المباسطة، ثم قال:

" أحضروا لنا ما تيسّر "، فأحضروا أرزا بلبن، وما أشبهه من الأطعمة الخفيفة،

(1) لشرح هذا اللفظ راجع: (مفرج الكروب، ج 1، ص 262، هامش 4).

ص: 414

فأكل رحمه الله وكنت أظن بأنه ليس عنده شهوة؛ وكان في هذه الأيام يعتذر للناس بثقل الحركة عليه، وكان بدنه ممتلئا وعنده تكسل، فلما فرغنا من الطعام قال:

ما الذى عندك من خبر الحاج؟

فقلت:

" اجتمعت بجماعة منهم في الطريق، ولولا كثرة الوحل لدخلوا اليوم ".

فقال:

" نخرج إن شاء الله إلى لقائهم ".

وأمر بتنظيف طريقهم من المياه، فإنها كانت سنة كثيرة الأنداء؛ وقد سالت المياه في الطرق كالأنهار.

وانفصلت من خدمته ولم أجد عنده من النشاط ما كنت أعرفه منه.

ثم بكّر في يوم الجمعة خامس عشر صفر فركب؛ ثم لحقته وقد لقى الحاج، ولم أجد عليه كزاغندا (1) وما كان له عادة أن يركب بدونه، وكان يوما عظيما قد اجتمع فيه للقاء الحاج والتفرج على السلطان معظم من في البلد، فأذكرته ذلك فكأنه استيقظ، فطلب الكزاغند فلم توجد، فأوقع الله في قلبى تطيرا بذلك، ولما لقى السلطان الحاج استعبرت عيناه كيف فاته الحاج، وسألهم عن أحوال مكة وأميرها، وحال الخصب بها، وكم وصلهم من غلات مصر وصدقاتها، والفقراء المجاورين له ورواتبهم وإدراراتهم، وسرّ بسلامة الحاج.

(1) أنظر ما فات هنا ص 44، هامش 5.

ص: 415