الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(21)
قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب - ينهى إليه أخبار القتال حول عكا
عن: (الروضتين، ج 2، ص 188 - 189) وفى كتاب كتبه الفاضل عن السلطان إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب في الرسالة -:
" لقد تجاوزت عدة من قتل على عكا - يعنى من الفرنج - الخمسين ألفا، قولا لا يطرقه التسمح، بل يحرزه التصفح، فانبروا في هذه السنة ملكا أفرنسيس وإنكلتيره وملوك آخرون في مراكب بحرية وحمّالة حملوا فيها الخيول والخيالة، والمقاتلة والآلة، ووصلت كل سفينة تحمل كل مدينة، وأحدقت بالثغر، فمنعت الناقل بالسلاح إليه، والداخل بالميرة عليه ".
ثم قال:
" وأخذ البلد على سلم كالحرب، ودخله العدو ولو لم يدخل من الباب دخل من النقب، وما وهّنا لما أصابنا في سبيل الله وما ضعفنا، ولا رجعنا وراءنا ولا انصرفنا، بل نحن بمكاننا ننتظر أن يبرزوا فنبارزهم، ويخرجوا فنناجزهم، وينشروا فنطويهم، وينبثوا فنزويهم، وأقمنا على طرقهم، وخيمنا على مخنقهم، وأخذنا بأطراف خندقهم، وأحوج ما كنا إلى النجدة البحرية، والأساطيل المغربية، فإن عاريتنا به ترد، وعاديتنا بها تشتد.
والأمير يبلغ ما بلغه من خطب الإسلام وخطوبه، ويقوم في البلاغ يوم الجمعة مقام خطيبه، ويعجل العودة وقبلها الإجابة، ويستصحب السهم ويسبق ببشرى الإصابة، ويشعر أن الراية قد رفعت لنصر تقدم به عرابه، فإن للإسلام نظرات إلى الأفق الغربى يقلبها، وخطرات من اللطف الخفى يقربها، ويكفى من حسن الظن أنها نظرة ردت الهواء الشرقى غربا، وخطرة أو همت أن تلك الهمة لو تلم بالسفائن لأخذت كلّ سفينة غصبا ".