المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر الوقعة العظمى بمرج عكا - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب - جـ ٢

[ابن واصل]

فهرس الكتاب

- ‌«الْجُزْء الثَّانِي»

- ‌ذكر جواب الرسالة الواردة إلى صلاح الدين من الملك الصالح

- ‌ذكر استيلاءسيف الدين غازى بن مودود بن زنكى على البلاد الجزيرية

- ‌ذكر منازلة الفرنج بانياس وعودهم عنها

- ‌ذكر إنكارصلاح الدين على الأمراء بدمشق وهدنتهم للفرنج

- ‌ذكر وصولسعد الدين كمشتكين، واستبداده بتدبير الملك الصالح

- ‌ذكر مسير الملك الصالح إلى حلب

- ‌ذكر القبض على أولاد الداية

- ‌ذكر منازلة الفرنج للاسكندرية وعودهم عنها

- ‌ذكر مسيرالملك الناصر صلاح الدين إلى الشام وتملك دمشق

- ‌ذكر استيلاءالملك الناصر على حماة ومدينة حمص

- ‌ذكر منازلةالسلطان الملك الناصر حلب ورحيله عنها

- ‌ذكر استنجادالحلبيين بالملاحدة وقتلهم ناصح الدين خمارتكين

- ‌ذكر مراسلة السلطان للديوان العزيز

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الناصر على قلعتى حمص وبعلبك

- ‌ذكر منازلةسيف الدين غازى أخاه عماد الدين زنكى بن مودود بسنجار

- ‌ذكر كسرة المواصلة بقرون حماة

- ‌ذكر وقوع الصلح

- ‌ذكر استيلاء الملك الناصر على بارين

- ‌ذكر استيلاءناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه على حمص

- ‌ذكر اجتماعالحلبيين والمواصلة لحرب السلطان الملك الناصر ثانيا

- ‌ذكر الوقعة بتل السلطان

- ‌ذكر ما فتح السلطان من البلاد بعد الكسرة

- ‌ذكر استيلاء الملك الناصر على عزازوقفز الملاحدة عليه

- ‌ذكر منازلة السلطان الملك الناصر لحلب ووقوع الصلح بينه وبين الحلبيين

- ‌ذكر بعض المتجددات لسيف الدين غازى بالموصل

- ‌ذكر منازلة الملك الناصر مصياف وبلد الباطنية

- ‌اجتماع السلطانبأخيه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب

- ‌ذكر مسير الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله إلى الديار المصرية

- ‌ذكر عصيان صاحب شهرزور على سيف الدين غازى، وعوده إلى الطاعة

- ‌ذكر وقعة الرملة

- ‌ذكر مقتلسعد الدين كمشتكين وشهاب الدين أبى صالح بن العجمى

- ‌ذكر منازلة الفرنج حماة ورحيلهم عنها

- ‌ذكر منازلة الفرنج حارم

- ‌ذكر مسير السلطان رحمه الله إلى الشام

- ‌ذكر بناء الفرنج بيت الأحزان

- ‌ذكر وقعة الهنفرى

- ‌ذكر مسير الملك المعظمشمس الدولة فخر الدين توران شاه بن أيوب إلى مصر

- ‌ذكر استيلاء الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب رحمه الله على مدينة حماة

- ‌ذكر كسرة الفرنج بمرج العيون

- ‌ذكر الحرب بين عسكر السلطانالملك الناصر والسلطان عز الدين قلج أرسلان السلجوقىصاحب قونية

- ‌ذكر تخريب حصن بيت الأحزان

- ‌ذكر استيلاء عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوبرحمه الله على بعلبك

- ‌ذكر وفاة المستضئ بنور الله بن المستنجدوبعض سيرته

- ‌ذكر البيعة بالخلافةللإمام الناصر لدين الله أبى العباس أحمد

- ‌ذكر وفاةسيف الدين غازى بن مودود بن زنكى صاحب الموصل

- ‌ذكر صفته وسيرته

- ‌ذكر استيلاء عز الدين مسعود بن مودود بن زنكىعلى الموصل

- ‌ذكر مسبير السلطان لحرب قلج أرسلانصاحب قونية

- ‌ذكر غزو السلطان الملك الناصر بلاد الأرمن

- ‌ذكر غزو عماد الدين فرخشاه الكرك

- ‌ذكر المتجددات باليمن بعد مفارقة الملك المعظم لها

- ‌ذكر وفاة الملك الصالحإسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكى - رحمهما الله

- ‌ذكر استيلاء عز الدين مسعود بن مودود بن زنكىعلى حلب

- ‌ذكر استيلاءعماد الدين زنكى بن مودود بن زنكى على حلب

- ‌ذكر مسير السلطان إلى الشام

- ‌ذكر مسير السلطان إلى البلاد الشرقية

- ‌ذكر استيلاء السلطان على البلاد الجزيرية

- ‌ذكر منازلة السلطان الملك الناصر الموصل

- ‌ذكر رحيل السلطان من الموصل

- ‌ذكر منازلة السلطان سنجار وتملكه لها

- ‌ذكر وفاة الملك المنصور عز الدين فرخشاهابن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك، واستيلاءولده الملك الأمجد بهرام شاه عليها

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ذكر نصرة المسلمين على الفرنج ببحر القلزم

- ‌ذكر منازلة السلطان آمد وفتحها

- ‌ذكر تسليمالسلطان آمد لنور الدين صاحب حصن كيفا

- ‌ذكر فتح تل خالد وعين تاب

- ‌ذكر وقوع أسطول المسلمين على أسطول الفرنج

- ‌ذكر وقعة بين المسلمين والفرنج بأطراف الشام

- ‌ذكر تخريب قلعة عزاز وكفر لاتا

- ‌ذكر استيلاءالسلطان الملك الناصر صلاح الدين على حلب

- ‌ذكر سيرته

- ‌ذكر فتح حارم

- ‌ذكر مسير السلطان من حلب إلى دمشق

- ‌ذكر غارة السلطان على الفرنج

- ‌ذكر منازلة السلطان الكرك

- ‌ذكر استنابة السلطان الملك الناصرلابن أخيه الملك المظفر تقى الدين بمصر وتمليك أخيه الملك العادل حلب

- ‌ذكر قبضعز الدين - صاحب الموصل - على نائبه مجاهد الدين قايماز

- ‌ذكر منازلة السلطان الكرك

- ‌ذكر إحراق نابلس وتخريبها

- ‌ذكر مسير السلطان إلى البلاد الشرقية

- ‌ذكر منازلة السلطان الموصلوهى المنازلة الثانية

- ‌ذكر رحيل السلطان عن الموصل

- ‌ذكر استيلاء السلطان على ميّا فارقين

- ‌ذكر منازلة السلطان الموصلوهى المنازلة الثالثة

- ‌ذكر مرض السلطان ورحيله عن الموصل

- ‌ذكر انتظام الصلح بين المواصلة والسلطان

- ‌استيلاء الملك المجاهد شير كوه بن محمد بن شير كوه بن شاذى على حمص

- ‌ذكر وصولالسلطان الملك الناصر رحمه الله إلى دمشق

- ‌ ذكر قدوم الملك الأفضل نور الدين علىّ ابن السلطان على أبيه بدمشق

- ‌ذكر استيلاء الملك الظاهرغياث الدين ابن السلطان الملك الناصر على حلبوهو الاستيلاء الثانى

- ‌ذكر قدوم الملك المظفرتقى الدين عمر إلى خدمة عمه السلطان بدمشق

- ‌ذكر مسيرالملك العزيز وعمه الملك العادل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر انتماء القومص صاحب طرابلسإلى خدمة السلطان

- ‌ذكر ما اعتمده الابرنس صاحب الكركمن الغدر بالمسلمين

- ‌ذكر مسير السلطانالملك الناصر من دمشق إلى الجهاد

- ‌ذكر فتح طبرية

- ‌ذكر وقعة حطّين

- ‌ذكر مقتل ابرنس أرناط صاحب الكرك

- ‌ذكر فتح قلعة طبريّة

- ‌ذكر مقتل الداوية والاسبتارية

- ‌ذكر فتح عكا

- ‌ذكر فتح مجدليابة

- ‌ذكر فتح عدة حصون حول عكا

- ‌ذكر فتح نابلس

- ‌ذكر فتح تبنين وصيدا وبيروت وجبيل

- ‌ذكر خروج المركيس إلى صور

- ‌ذكر فتح عسقلان وبلادها

- ‌ذكر فتح غزة وما معها من الحصون

- ‌ ذكر فتح بيت المقدس

- ‌ذكر أول خطبةخطب بها ببيت المقدس بعد الفتح

- ‌ذكر نقل المنبرالذى أنشأه نور الدين رحمه الله إلى البيت المقدس

- ‌ذكر ما أزاله السلطان [صلاح الدين]من آثار الشرك بالبيت المقدس

- ‌ذكر منازلة السلطان رحمه الله صور

- ‌ذكر الوقعة على باب صور

- ‌ذكر رحيل السلطان من صور

- ‌ذكر وصول السلطان إلى عكا ومقامه بها

- ‌ذكر الكبسة على حصن الكوكب

- ‌ذكر فتح هونين

- ‌ذكر قدوم رسل الملك والملوك إلى السلطان بالتهنئة

- ‌ذكر ورود رسول الديوان العزيز إلى السلطان بالعتب

- ‌ذكر الفتنة بعرفة بين أصحاب الخليفة والسلطانومقتل شمس الدين المقدم

- ‌ذكر منازلة السلطان حصن كوكب

- ‌ذكر مقدم السلطان إلى دمشق

- ‌ذكر رحيل السلطان من دمشق إلى الغزاة

- ‌ذكر فتح أنطرطوس

- ‌ذكر فتح جبلة

- ‌ذكر فتح بكسرائيل

- ‌ذكر فتح اللاذقية

- ‌ذكر فتح صهيون

- ‌ذكر فتح عدة حصون

- ‌ذكر فتح الشّغر وبكاس

- ‌ذكر فتح سرمانية

- ‌ذكر فتح حصن برزية

- ‌ذكر فتح دربساك

- ‌ذكر فتح بغراس

- ‌ذكر الهدنة مع الأبرنس صاحب أنطاكية

- ‌ذكر قدوم السلطان رحمه الله إلى دمشق

- ‌ذكر فتح الكرك والشّوبك

- ‌ذكر فتح صفد

- ‌ذكر فتح كوكب

- ‌ذكر ظهور جماعة من الشيعة بمصر

- ‌ذكر وصول السلطان إلى القدسوتوجهه بعد ذلك إلى عكا ثم إلى دمشق

- ‌ذكر منازلة السلطان شقيف أرنون

- ‌ذكر وقعة اليزك مع الفرنج

- ‌ذكر واقعة الغزاة المطوعة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى عكا وعوده إلى معسكرهبمرج عيون

- ‌ذكر وقعة الكمين

- ‌ذكر مسير الفرنج إلى عكا ومحاصرتهم لها

- ‌ذكر القبض على صاحب الشقيف وفتح الشقيف

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى عكا ومنازلة الفرنج المنازلين لها

- ‌ذكر الوقعة الأولى التي تيسّر للمسلمين بها دخول البلد

- ‌ذكر الوقعة الثانية

- ‌ذكر وقعة العرب

- ‌ذكر الوقعة العظمى بمرج عكا

- ‌ذكر انتقال السلطان والعسكر إلى الخروبة

- ‌ذكر وصول الأسطول

- ‌ذكر مكاتبة السلطان إلى الأطراف في الاستنفار للجهاد

- ‌ذكر من وصل في هذه المدة من مدد العدو

- ‌ذكر مسير القاضى بهاء الدين بن شدادفي الرسالة إلى الشرق وإلى الديوان العزيز

- ‌ذكر وقعة الرمل

- ‌ذكر قدوم العساكر إلى خدمة السلطان

- ‌ذكر نصب الأبراج على عكا وإحراقها

- ‌ذكر وصول الأسطول

- ‌ذكر خروج ملك الألمانلنصرة الفرنج المنازلين لعكا وما آل إليه أمره

- ‌ذكر الوقعة العادلية على عكا

- ‌ذكر قوة الفرنجبوصول الكندهرى إليهم وتحول السلطان إلى الخروبة

- ‌ذكر ما آل إليه حال ابن ملك الألمان وأصحابه

- ‌ذكر الواقعة الكائنة عند وصول ابن ملك الألمان

- ‌ذكر دخول الميرة إلى عكا

- ‌ذكر المكاتبة إلى الديوان العزيز

- ‌ذكر ما اتخذه العدو من آلات الحصار

- ‌ذكر إحراق منجنيقات العدو

- ‌ذكر إحراق ما حوصر به برج الذبّانوتحريق الكبش

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى المنزلة المعروفة بشفرعمّ

- ‌ذكر وفاة زين الدين - صاحب إربل

- ‌ذكر استيلاء مظفر الدين على إربل وبلادها واستيلاء الملك المظفر على ما كان بيد مظفر الدين

- ‌ذكر استئذان ملوك الأطراف بالرجوع إلى بلادهملأجل دخول الشتاء

- ‌ذكر خروج الفرنج للقاء المسلمين وعودهم خائبين

- ‌ذكر وقعة الكمين ودخول البدل إلى عكا

- ‌ذكر عود الملوك إلى بلادهم

- ‌ذكر بقية الحوادث سنة ست وثمانين

- ‌ذكر وصول العساكر إلى المعسكر السلطانى

- ‌ذكر استيلاء فخر الدين أسامة على سفن الانكلتير

- ‌ذكر مضايقة الفرنج بعكا وجدّهم في حصارها

- ‌ذكر تحويل السلطان إلى تل العياضيةووصول ملك الانكلتير

- ‌ذكر هلاك بطشة المسلمين الواصلة من بيروت

- ‌ذكر الدبّابة التي صنعها العدو وإحراقها

- ‌ذكر هجوم المسلمين على خيم العدو

- ‌ذكر المكاتبة إلى الديوان العزيز

- ‌ذكر من وصل من العساكر الإسلامية

- ‌ذكر مراسلة الفرنج للسلطان شغلا للوقت

- ‌ذكر استيلاء الفرنج على عكا

- ‌ذكر مراسلة السلطان لملك المغرب

- ‌ذكر ما جرى عليه الحال في أمر أسارى المسلمينوما تجدد من حوادث

- ‌ذكر رحيل المسلمين والفرنج نحو عسقلانوالحرب التي جرت بينهم

- ‌ذكر وقعة أرسوف

- ‌ذكر وصول السلطان إلى عسقلان وتخريبه لها

- ‌ذكر رحيل السلطان عن عسقلان إلى جهة الفرنجوما جرى بينه وبينهم من الحرب والمراسلة

- ‌ذكر رحيل السلطان رحمه الله إلى القدس ومقامه به

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر تقى الدين عمرابن شاهنشاه بن أيوب

- ‌سيرة الملك المظفر تقى الدين رحمه الله

- ‌ذكر استيلاء الملك المنصور ناصر الدين محمدابن الملك المظفر تقى الدين على حماة وبلادهاوتملك الملك العادل البلاد الشرقية

- ‌ذكر مقتل المركيس صاحب صور - لعنه الله

- ‌ذكر كبس الفرنج للعسكر المصرى

- ‌ذكر قصد الفرنجحصار البيت المقدس وكفاية الله المسلمين شرهم

- ‌ذكر ما جرىبين المسلمين والفرنج من المراسلة في معنى الصلح

- ‌ذكر رحيل السلطانمن القدس وأخده ربض يافا

- ‌ذكر وصول ملك الانكلتيرإلى يافا واسترجاعه ربضها

- ‌ذكر عزم السلطانعلى كبس الانكلتير، وانصرافه عنه

- ‌ذكر عقد الهدنة بين المسلمين والفرنج

- ‌ذكر رحيل السلطان إلى القدس ونظره في مصالحه

- ‌ذكر عزم السلطان على الحج ثم انتقاض عزمه

- ‌ذكر مسير السلطان إلى دمشق ووصوله إليها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الناصرصلاح الدين أبى المظفر يوسف بن أيوب - رحمه الله تعالى

- ‌ذكر جلوس الملك الأفضل نور الدين أبى الحسن علىابن السلطان الملك الناصر صلاح الدينللعزاء وتجهيز السلطان ودفنه

- ‌ذكر مبلغ عمره وأولاده وتركته

- ‌ذكر جمل من سيره رحمه الله

- ‌وذكر من عدله:

- ‌وحكى من بسالته وشجاعته:

- ‌وحكى من قوة عزمه على الجهاد وشغفه به قال:

- ‌الملاحق

- ‌(1)سجل بقلم القاضى الفاضل صادر عن الخليفة العاضد بتولية أسد الدين شيركوه الوزارة بعد قتل شاور

- ‌(2)توقيع بخط الخليفة العاضد لدين الله الفاطمى على طرّة التقليد السابق بتولية أسد الدين شيركوه الوزارة

- ‌(3)سجل بقلم القاضى الفاضل صادر عن الخليفة العاضد بتولية صلاح الدين يوسف بن أيوب الوزارة بعد موت عمه أسد الدين شيركوه

- ‌(4)توقيع بخط الخليفة العاضد لدين الله الفاطمى على طرّة التقليد السابق بتولية صلاح الدين يوسف بن أيوب الوزارة

- ‌(5)وصف تفصيلى للفتح الأيوبى لليمن كما سجله بقلمه مؤرخ يمنى

- ‌(6)قطعة من خطاب بقلم القاضى الفاضل، صادرة عن صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى وزير بغداد، يعدد فيها فتوحه وجهوده

- ‌(7)نسخة بشارة بانتهاء الدولة الفاطمية في مصر، والخطبة للخليفة العباسى

- ‌(8)نسخة سجل أصدره صلاح الدين بعيد وفاة العاضد وانتهاء الدولة الفاطمية بإسقاط المكوس في مصر قرئ على المنبر بالقاهرة يوم الجمعة ثالث صفر سنة 567 هـ

- ‌(9)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل، أرسلها صلاح الدين إلى نور الدين، يشرح له فيها القصد من خروجه لمهاجمة حصنى الكرك والشوبك في أوائل سنة 568 هـ

- ‌(10)رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى نور الدين يشرح له فيها المؤامرة التي كان يدبرها رجال الدولة الفاطمية والصليبيون، والتي اشترك فيها الشاعر عمارة اليمنى، لقلب نظام الحكم وإعادة الدولة الفاطمية

- ‌(11)قطعة من رسالة بقلم العماد الأصفهانى، مرسلة من الملك الصالح إسماعيل إلى صلاح الدين، ينبئه بوفاة والده نور الدين ويعزيه فيه

- ‌(12)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للتعزية في وفاة والده نور الدين

- ‌(13)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل أرسلها صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للسؤال عن صحة والده نور الدين، بعد أن أشاع الفرنج خبر موته، ولم يكن صلاح الدين قد تأكد عنده هذا الخبر بعد

- ‌(14)رسالة مرسلة من صلاح الدين إلى أحد أمراء الشام ينبئه بخبر وصول الأسطول من صقلية لمهاجمة مدينة الاسكندرية في يوم الأحد السادس والعشرين

- ‌(15)رسالة بقلم القاضى الفاضل أرسلها صلاح الدين وهو بالقرب من حماة في طريقه إلى حلب لمحاربة قواد نور الدين، إلى الديوان العزيز ببغداد

- ‌(16)قطع من رسائل بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى الديوان العزيز ببغداد في تعداد ماله من الأيادى على الخلافة العباسية، وخاصة إعادة الخطبة لها في مصر واليمن والمغرب

- ‌(17)خطاب بقلم القاضى الفاضل، مرسل من صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، الخليفة الموحدى بالمغرب، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، يستجيشه على الفرنج أثناء قتاله معهم حول عكا

- ‌(18)خطاب بقلم القاضى الفاضل، من صلاح الدين إلى سيف الدولة ابن منقذ - رسوله إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن - يستنجد به، ويطلب منه المعاونة بإرسال قطع من أسطوله، أثناء حصار الفرنج لعكا

- ‌(19)خطاب مرسل من صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى ملك المغرب يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن يستنجد به على الفرنج أثناء حصارهم لعكا

- ‌(20)كتاب من القاضى الفاضل إلى صلاح الدين بشأن الرسالة إلى ملك المغرب، والكتاب يشعر أن الرسالة لم تكن برأى الفاضل أو موافقته

- ‌(21)قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب - ينهى إليه أخبار القتال حول عكا

- ‌نقد للجزء الأوّلبقلمالأستاذ الدكتور مصطفى جواد

الفصل: ‌ذكر الوقعة العظمى بمرج عكا

فلما كان الحادى عشر من شعبان رأى السلطان توسيع الدائرة عليهم لعلهم يخرجون إلى مصارعهم، فنقل الثقل إلى تل العياضية، وهو تل قبالة تل المصلبيين مشرف على العدو وعكا؛ وتوفى في هذه المنزلة حسام الدين طمان، وكان من شجعان المسلمين، ودفن في سطح التل.

‌ذكر وقعة العرب

ثم بلغ السلطان أن جمعا من الفرنج يخرجون للاحتطاب والاحتشاش من طرف النهر مما ينبت عليه، فكمن لهم جماعة من العرب فهجموا عليهم، وقتلوا منهم خلقا عظيما، وأسروا جماعة، وأحضروا رؤوسا عدة بين يديه، وذلك لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان.

وفى عشية هذا اليوم وقع بين الفرنج وبين أهل البلد حرب عظيم، قتل فيها جمع عظيم من الطائفتين، وطال الأمربين الفئتين، فلم يخل يوم من جرح وقتل وسبى ونهب، وأنس المسلمون بالفرنج بطول المدة بحيث كانوا يتركون القتال ويتحدّثون، وربما غنّى (1) بعضهم لبعض، ثم يعاودون القتال بعد ساعة، وكانوا ربما خرّجوا صبيانهم وقاتلوا صبيان المسلمين، وأصرعوهم وصارعوهم (2)، وأسر بعضهم بعضا.

‌ذكر الوقعة العظمى بمرج عكا

ولما كان يوم الأربعاء لتسع بقين من شعبان من هذه السنة خرج الفرنج بفارسهم وراجلهم، وتحركوا حركة لم يتحركوا قبل ذلك مثلها، واصطفوا ميمنة [340] وميسرة، وفى القلب الملك، وبين يديه الإنجيل محمول مستور

(1) الأصل: " غنا ".

(2)

راجع قصة الصراع والمقاتلة بين الصبية من المسلمين والفرنج أثناء القتال حول عكا عند ابن شداد: (الروضتين، ج 2، ص 143).

ص: 294

بثوب أطلس مغطى، وأربعة أنفس يمسكون أطرافه، وهم يسيرون بين يدى الملك، وامتدت الميمنة مقابلة ميسرة المسلمين من أولها إلى آخرها، والميسرة في مقابلة الميمنة، وملكوا رؤوس التلال، وكان طرف ميمنتهم إلى النهر، وميسرتهم إلى البحر، ونادى الجاووش (1):" يا للإسلام وعساكر الموحدين "، فركب الناس وباعوا أنفسهم بالجنة، وامتدت الميمنة إلى البحر، كل قوم يركبون ويصطفون بين يدى خيمهم، والميسرة إلى النهر كذلك.

وكان السلطان في القلب، وفى الميمنة ولده الملك الأفضل نور الدين، ثم ولده الملك الظافر خضر - وهو المعروف بالمشمر -، ثم عسكر الموصل، ومقدمهم ظهير الدين بن البلتكرى (2)، ثم عسكر ديار بكر ومقدمهم قطب الدين بن نور الدين صاحب الحصن وآمد، ثم حسام الدين لاجين بن أخت السلطان [صاحب](3) نابلس، ثم صارم الدين قايماز النجمى، وجموع عظيمة متصلون بطرف الميمنة، وكان في طرفها الملك المظفر تقى الدين بعسكره، وهو (4) مطل على البحر.

(1) يفهم من النص هنا أن الجاووش جندى كانت مهمته النداء واستنفار الجند للقتال، ومثل هذا ما جاء في (العماد: الفتح القسى، ص 242):" وضايقوا البلد أشد مضايقة،. . . . فأمر الجاووش حتى نادى. . . الخ "، هذا في العصر الأيوبى، أما في العصر المملوكى فقد كان النظام يقضى بأن يسير أربعة من جنود الحلقة الشجعان أمام السلطان في مواكبه للنداء وتنبيه المارة، والجاويش أيضا جندى من رتبة بسيطة يكلفه مخدومه بحمل الرسائل وتبليغها، والجاووش أو الجاويش أو الشاويش لفظ تركى، وجمعه جاويشية.

انظر: (Dozy : Supp .Dict .Arab)

و (المقريزى: السلوك، نشر زيادة، ج 1، ص 870، هامش 2)

(2)

كذا في الأصل، وهو في (الروضتين، ج 2: ص 144): " البكنكرى ".

(3)

الأصل: " السلطان بالسر " وقد صححت وأضيف ما بين الحاصرتين عن (ابن شداد، ص 93).

(4)

بهذا اللفظ تبدأ (ص 90 أ) من نسخة س، وبهذا نعود للمقارنة بين النسختين.

ص: 295

وأما الميسرة فكان مما بلى القلب الأمير سيف الدين على بن أحمد المثطوب (1) - ملك الأكراد ومقدمهم - والأمير مجلى، وجماعة من المهرانية والهكّارية، ومجاهد الدين برتقش مقدم عسكر سنجار، وجماعة من المماليك، ثم مظفر الدين ابن زين الدين بعسكره، وأواخر الميسرة كبار الأسدية، مثل: سيف الدين يازكوج (2) ورسلان بغا.

وفى مقدمة القلب الفقيه ضياء الدين عيسى وجمعه.

والسلطان يطوف بنفسه على الأطلاب، ويحثهم على القتال، ويدعوهم إلى النزال، ويرغبهم فيما عند الله من الأجر والثواب الجزيل لمن جاهد في سبيل الله وقام بنصرة دينه.

ولم يزل القوم يتقدمون والمسلمون يقدمون حتى مضت أربع ساعات من النهار، وعند ذلك تحركت ميسرة العدو على ميمنة المسلمين، فأخرج لهم الملك المظفر الجاليش، وجرى بينهم قلبات (3) كثيرة، وتكاثروا على الملك المظفر، وكان طرف الميمنة على البحر، فتراجع عنهم قليلا إطماعا لهم لعلهم يبعدون عن أصحابهم، فينال منهم غرضا، فلما رآه السلطان قد تأخر أمدّه بأطلاب [341] عدة من القلب حتى قوى جانبه، وتراجعت ميسرة العدو، واجتمعت على تل مشرف على البحر.

ولما رأى الذين في مقابلة القلب [ضعف القلب (4)] ومن خرج منه من الأطلاب داخلهم الطمع، وتحركوا نحو ميمنة القلب، وحملوا حملة رجل واحد بفارسهم

(1) س: " سيف الدين بن على المشطوب " وما هنا هو الصحيح فهو يتفق وما في (ابن شداد، ص 93) و (الروضتين، ج 2، ص 144).

(2)

الأصل وس: " ياكوج " والتصحيح عن ابن شداد والروضتين.

(3)

كذا في الأصل وفى السيرة اليوسفية لابن شداد والروضتين، وفى س:" مناوشات ".

(4)

ما بين الحاصرتين زيادة عن (الروضتين، ج 2، ص 145).

ص: 296

وراجلهم، وجاءت الحملة على الديار بكربة، وكان بهم غرة عن الحرب (1)، فانهزموا هزبمة قبيحة، وسرى الأمر حتى انهزم معظم الميمنة.

واتبع العدو المنهزمين (2) إلى العياضية، فإنهم استداروا حول التل، وصعد العدو إلى خيم السلطان، وجالوا حولها جولة، ثم رأوا انقطاع أصحابهم عنهم، فاتحدروا عن التل، وأما الميسرة [فقد] ثبتت إذ لم تصادفها الحملة.

وطاف السلطان على الأطلاب ينهضهم ويعدهم الوعود الجميلة، ويحثهم على الجهاد، وينادى بالإسلام، ولم يبق معه إلا خمسة أنفس، وهو يطوف ويتخرق الصفوف، وأوى إلى تحت التل الذى عليه الخيام، وأما المنهزمون فإنه بلغت هزيمتهم إلى الأقحوانة قاطع جسر طبرية ومنهم من تم إلى دمشق.

قال عماد الدين الكاتب:

" كنت في جماعة من أهل الفضل، ونحن على بغال بغير أهبة (3) قتال، فرأينا العسكر موليا، والمنهزم عما تركه من خيامه ورحله متخليا، فوصلنا إلى طبريه فيمن وصل، ووجدنا ساكنها قد أجفل، فسقنا إلى جسر الصنبرة، ونزلنا على شرقيه، وكل منا ذاهل عن شبعه وريّه، ومن المنهزمين من بلغ عقبة فيق [وهو غير مفيق] (4)، ومنهم من وصل إلى دمشق وهو غير معرج على طريق ".

وأما المتبعون للمنهزمين فإنهم تبعوهم إلى العياضية، فلما رأوهم قد صعدوا الجبل رجعوا عنهم، وجاءوا عائدين إلى عسكرهم، فلقيهم جماعة من الغلمان

(1) الأصل: " عزة في حراب الافرنج "، والتصحيح عن الأصل المنقول عنه وهو (ابن شداد، ص 94). أنظر أيضا (الروضتين، ج 2، ص 145).

(2)

الأصل: " المنهزمون "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.

(3)

لشرح هذا المصطلح راجع: (مفرج الكروب، ج 1، ص 218؛ هامض 3)

(4)

ما بين الحاصرتين زيادة عن المرجع المنقول عنه هنا وهو العماد (الروضتين، ج 2، ص 146)

ص: 297

والخربندية (1) والساسة (2) منهزمين على بغال الحمل، فقتلوا منهم جماعة، وقتل منهم جماعة، فإن أهل السوق كان أكثرهم يحمل السلاح.

وكان السلطان واقفا تحت التل ومعه نفر يسير، وهو يجمع الناس ليعود على الحملة على العدو، فلما رأى الفرنج الذين كانوا صعدوا إلى خيم السلطان منحدرين من التل أراد لقاءهم فأمر [342] أصحابه بالصبر إلى أن ولوا ظهورهم، وأسرعوا يطلبون أصحابهم، فصاح السلطان في الناس، فحملوا عليهم، وطرحوا منهم جماعة، واشتد الطمع فيهم، وتكاثر الناس (3) وراءهم، حتى لحقوا أصحابهم، والطرد وراءهم، فلما رآهم أصحابهم منهزمين والمسلمون وراءهم في عدد كثير، ظنوا أن من حمل منهم قد قتل، وأنه (4) إنما نجا هذا النفر فقط (4)، وأن الهزيمة قد عادت عليهم، فاشتدوا في الهرب والهزيمة، ثم تحركت الميسرة من المسلمين على العدو.

وعاد الملك المظفر بجمعه من الميمنة، وتناخت (5) الرجال، وتراجع الناس من كل جانب، وكثر القتل والجرح في الفرنج إلى أن اتصل المنهزمون السالمون إلى عسكر العدو، فهجم المسلمون عليهم في الخيام، فخرج منهم أطلاب كانوا قد أعدوها خشية من هذا الأمر مستريحة، فردوا المسلمين، وكان التعب قد أخذ من الناس (6)، والخوف والعرق قد ألجمهم، فتراجع الناس (6) عنهم بعد صلاة العصر يخوضون في القتلى ودمائهم فرحين مسرورين.

(1) خربندج أو خربنده - والجمع خربنديه - لفظ فارسى معناه الحمّار أو المكارى.

(2)

الأصل وس: " الساسية " والتصحيح عن العماد.

(3)

الأصل: " وتكاثروا للناس " والتصحيح عن س والروضتين.

(4)

هذه الجملة غير موجودة في س، ولكنها موجودة في الأصل المنقول عنه هنا وهو (ابن شداد ص 95).

(5)

كذا في الأصل، وفى س (ص 90 ب):" تناحا "، وفى ابن شداد:" وتجمعت ".

(6)

س: " المسلمون ".

ص: 298

وعاد السلطان وجلس أصحابه في خدمته يتذاكرون من فقد منهم، فكان مقدار من فقد منهم من الغلمان المجهولين (1) مائة وخمسين.

واستشهد في ذلك اليوم ظهير الدين أخو الفقيه ضياء الدين عيسى.

قال القاضى بهاء الدين:

" ولقد رأيت الفقيه عيسى وهو جالس يضحك والناس يعزونه، وهو ينكر عليهم، وهو يقول: هذا يوم الهنا لا يوم العزا ".

واستشهد في ذلك اليوم الأمير مجلى بن مروان، والحاجب خليل الهكّارى.

وأما قتلى العدو فحزرنا قتلاهم سبعة آلاف نفس.

قال القاضى:

" ولقد رأيتهم وقد حملوا إلى شاطئ النهر ليلقوا (2) فيه، فحزرتهم بدون (3) سبعة آلاف ".

وكانت الهزيمة لما وقعت على المسلمين أولا، ورأى الغلمان خلو الخيام، وظنوا أن الكسرة تتم، وأن العدو لابد أن يستأصل الخيم، ووضع الغلمان أيديهم ونهبوا جميع ما كان فيها، وذهب من الناس أموال عظيمة، وكان ذلك أعظم من الكسرة، فلما عاد السلطان إلى المخيم، ورأى ما قد تم على الناس من نهب الأموال والهزيمة سارع في الكتب والرسل في رد المنهزمين، وتتبع من شذّ (4) من العسكر، وتتابعت الرسل في هذا [343] المعنى حتى بلغت عقبة فيق وردوهم

(1) الأصل: " غير المجهولين " والتصحيح عن ابن شداد.

(2)

الأصل: " ليكنفوا " والتصحيح عن (ابن شداد، ص 96) و (الروضتين، ج 2، ص 145).

(3)

س: " فوق " وما هنا يتفق ونص ابن شداد.

(4)

س: " سلم " وما هنا يتفق ونص ابن شداد.

ص: 299

وأخبروهم بالكسرة للمسلمين (1)، فعادوا، وأمر بجمع الأقمشة [من أكف الغلمان، وجمع الأقمشة](2) في خيمته حتى جلالات الخيل والمخالى، وهو جالس وأصحابه حوله، وهو يتقدم إلى كل من عرف شيئا وحلف عليه يسلّم إليه.

وشذت من عساكر الإسلام خلق كثير بسبب الهزيمة، فإنه ما رجع منهم إلا رجل معروف خاف على نفسه، والباقون ذهبوا في حال سبيلهم.

وأخذ السلطان في جمع الأموال المنهوبة، وأعادها إلى أصحابها، وأقام المنادية في المعسكر، وقرن النداء بالوعيد والتهديد، وهو يتولى تفرقتها بنفسه، واجتمع من الأقمشة في خيمته شئ كثير حتى أن الجالس في أحد الطرفين لا يرى الجالس في الطرف الآخر، فردّ كل شئ على مستحقه، فلم يعدم إلا القليل.

قال عماد الدين الكاتب:

" العجب أن الذين ثبتوا منا في الوقعة لم يبلغوا ألفا، فردوا مائة ألف، وكان الواحد يقول: قتلت من الفرنج ثلاثين وأربعين ".

ولما عاد السلطان إلى مضاربه أمر بمواراة الشهداء، وكان من جملتهم:

الشيخ جمال الدين أبو على الحسين بن الشيخ أبى محمد عبد الله بن الحسين بن رواحة ابن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة بن عبيد بن محمد بن عبد الله بن رواحة الأنصارى الخزرجى الحموى (3)، وهذه النسبة نقلتها من نسخة بخط الشيخ جمال الدين هذا،

(1) النص في س: " وأخبروهم بأن المسلمين كسروا الفرنج كسرة عظيمة ".

(2)

ما بين الحاصرتين زيادة عن س وابن شداد.

(3)

هذه أطول ترجمة عثرت عليها لابن رواحة، إذ لم يترجم له إلا (ياقوت: معجم الأدباء، ج 10، ص 46 وما يليها)، ولا عجب في هذا فابن رواحة مواطن للمؤلف. أنظر أيضا ما نقله أبو شامة في:(الروضتين ج 2، ص 147) عن البرق الشامى للعماد عند ترجمته لهذا الشاعر؛ والعماد: الخريدة، قسم شعراء مصر، ج 1، ص 147

و (C .CAHEN : Une Chronique Syrienne du VI (XII) Siecle .Le Bustan Al - Jami. P. 47) .

ص: 300

وكان رجلا عالما فاضلا شاعرا زاهدا، سافر من حماة بلده إلى الديار المصرية، ومدح العاضد والصالح رزيّك، وأحسنا إليه إحسانا كثيرا، وسافر في البحر فأسره الفرنج ثم منّ الله تعالى بإطلاقه، وحج إلى بيت الله تعالى، وزار قبر النبى صلى الله عليه وسلم وامتدحه بقصيدة أولها:

دع العيس في طىّ الفلا تبلغ المدى،

فقد ألهمت أنّ المسير إلى هدى

لقد غنيت بالقصد عن جاذب السّرى (1)

كما شغلت بالشوق عن سائق الحدا

سرت فرأت طيب المعرّس في السّرى،

وعدت ظما التأويب في الخمس موردا

أعدّ لها في قبضها بأناملى

يدا، كلما ألقت إلى يثرب يدا

[344]

ولم أر في الأيام يوما مباركا

علىّ، كيوم زرت فيه محمدا

وأنّ رسول الله أكرم شافع

لوفد، وأولى أن يزار ويقصدا

وهى طويلة جدا. وناداه صلى الله عليه وسلم يودعه بهذين البيتين:

يا خاتم الرسل سل الله لى

خاتمة محمودة العاقبه

ولا تردنّ (2) يدى - بعد ما

مددتها مستشفعا - خائبه

فذكر أنه نام فرأى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: " قبلت يابن رواحة "، فقبل الله شفاعة رسوله فيه، وقبضه شهيدا إليه بمرج عكا، وشارك (3)

(1) الأصل: " البرى " وما هنا عن س (ص 91 ب).

(2)

الأصل: " ولا يردان " والتصحيح عن س.

(3)

الأصل: " وسار إلى " والتصحيح عن س.

ص: 301

جده عبد الله بن رواحة الأنصارى - رضى الله عنه - في فضيلتيه (1) اللتين هما:

مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والشهادة؛ مات ذاك شهيدا بمؤته في غزو الروم، ومات هذا شهيدا بالمرج.

وذكر عماد الدين الكاتب بأنه كان قد أنعم السلطان عليه بمزرعة في حلب (2)، قال:

" وكتبت توقيعه، وأراد الله تعويقه، وحملت توقيعه تلك الليلة إلى السلطان ليعلّم فيه فما علّم، وراجعته في معناه فسكت وما تكلّم، وكان ساعة الوقعة راكبا معنا، ثم قال: " وقوفنا يطول "، ومضى إلى خيمته فتودع، فلما علم باندفاعنا (2) ساق وراءنا، فقطع عمره قبل أن يقطع الوادى، وكان قال لنا لما أصبح:

رأيت كأن رجلا يحلق رأسى في المنام، فقلنا له: هذا من أضغاث الأحلام فنقله الله بعد ساعة إلى دار السلام. رحمه الله ".

ومن الشهداء: إسماعيل الصوفى الأرموى المكبّس، وشيخ من الطشت دارية (3)، وغلام في الخزانة أمين، وآخرون صودفوا فدفنوا عند التل.

وانتعش الفرنج - لعنهم الله - بعد هذه الوقعة، وجاءتهم في البحر مراكب أخلفت من عدم منهم؛ وكان السلطان قد نقل جيف القتلى إلى النهر لما اشتد نتنها، ليشرب الفرنج من صديدها.

(1) الأصل: " قصيدتيه " وقد صححت إلى ما بالمتن ليتسق المعنى، هذا والجملة في الأصل وس مضطربة ويبدو أنه قد سقط منها ألفاظ عند النسخ. ويوضحها ما ورد في المراجع الأخرى، فقد جاء في (ابن الأثير: الكامل، ج 12، ص 15):" وما ورث الشهادة من بعيد فإن جده عبد الله بن رواحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله الروم يوم مؤته، وهذا قتله الفرنج يوم عكا " ولكن العماد أنكر في (البرق الشامى) نسبه إلى ابن رواحة الصحابى، قال:" وليس هو من أولاد ابن رواحة الصحابى، ذاك لم يعقب، وإنما في أجداده من اسمه رواحة ". (الروضتين، ج 2، ص 147). وانظر أخبار عبد الله بن رواحه الأنصارى الصحابى في: (ابن هشام: السيرة، نشرة السقا وآخرين، ج 4، ص 13 و 15 و 16 و 17 و 21. . . إلخ) و (المقريزى: إمتاع الأسماع، نشر محمود شاكر، ج 1، ص 346 و 348 و 350).

(2)

هذا اللفظ غير موجود في س (92 أ).

(3)

راجع: (مفرج الكروب، ج 1، ص 102، هامش 4).

ص: 302