الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن بلال رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والجوربين
(1)
.
[إسناده ضعيف]
(2)
.
الدليل الرابع:
(21)
ما رواه أحمد، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن راشد بن سعد،
عن ثوبان، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين
(3)
.
(1)
المعجم الكبير (1/ 350) رقم 1063.
(2)
دراسة الإسناد:
- شيخ الطبراني الوكيعي، ثقة، انظر ترجمته في تاريخ بغداد (6/ 5).
- والده أحمد بن عمر من رجال مسلم، ثقة.
- ابن فضيل جاء في التقريب: صدوق عارف رمي بالتشيع.
- يزيد بن أبي زياد متكلم فيه قال الحافظ في التقريب: ضعيف، كبر، فتغير، وصار يتلقن، وكان شيعياً.
وقد خولف يزيد بن زياد، فقد رواه الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة عن بلال، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين وعلى الخمار. ولم يذكر الجوربين.
أخرجه مسلم وغيره (275) من طريق أبي معاوية وعيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش، عن الحكم به، وهو المعروف.
(3)
المسند (5/ 277).
[رجاله ثقات، وأعله بعضهم بالانقطاع]
(1)
.
(1)
رجال إسناده ثقات، وقد أُعِل بالإنقطاع،
جاء في العلل للإمام أحمد (1/ 104) والمراسيل لابن أبي حاتم (ص: 59): راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان ".
لكن يعارضه بأن البخاري جزم بسماعه منه، قال في التاريخ الكبير في ترجمة راشد:"سمع ثوبان ويعلى بن مرة " اهـ.
والمثبت مقدم على النافي، وقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير، عن حيوة، أنه قال: حدثنا بقية، عن صفوان بن عمرو: ذهبت عين راشد يوم صفين " التاريخ الكبير (3/ 292) رقم 994.
فإذا كان شهد صفين، وثوبان مات عام 54، فقد عاصره مدة طويلة، ثم إنه لم يتهم بالتدليس، وما عند أحمد رحمه الله هو عدم العلم بالسماع كما يبدو من نقل الخلال في علله، عن أحمد، حيث قال: لا ينبغي أن يكون راشد بن سعد سمع من ثوبان؛ لأنه مات قديماً، فعلل عدم السماع بأن ثوبان مات قديماً، فإذا تبين أنه عاصره أكثر من ثلاثين سنة؛ لأنه لن يشهد موقعة صفين إلا وهو بالغ، فإذا قدرنا عمره خمسة عشر سنة، حين موقعة صفين، يكون راشد بن سعد قد عاصر ثوبان أكثر من ثلاثين سنة، والله أعلم.
[تخريج الحديث]
الحديث رواه أحمد كما في حديث الباب، ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود (146)، والبيهقي (1/ 62)، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 274) رقم 477.
وأخرجه الروياني في مسنده (642) حدثنا محمد بن بشار، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 274) رقم 477 من طريق مسدد، كلاهما عن يحيى بن سعيد به.
ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 275) من طريق أحمد بن حنبل به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على المسح على العمامة بغير هذا اللفظ.
فتعقبه الذهبي في السير (4/ 491) فقال: إسناده قوي، وخرجه الحاكم، فقال على =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شرط مسلم، فأخطأ؛ فإن الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثور من شرط مسلم. اهـ
وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 165): " ورواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: على شرط مسلم، وفيه نظر؛ فإنه من رواية ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد به، وثور لم يرو له مسلم، بل انفرد به البخاري، وراشد بن سعد لم يحتج به الشيخان.
وقال أحمد: لا ينبغي أن يكون راشد سمع من ثوبان؛ لأنه مات قديماً، وفي هذا القول نظر؛ فإنهم قالوا: إن راشداً شهد مع معاوية صفين، وثوبان مات سنة أربع وخمسين، ومات راشد سنة ثمان ومائة، ووثقه ابن معين وأبو حاتم والعجلي ويعقوب بن شيبة والنسائي، وخالفهم ابن حزم، فضعفه، والحق معهم " اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر كما في الدراية (1/ 72): " أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم، وإسناده منقطع، وضعفه البييهقي، وقال البخاري: حديث لا يصح، ولفظ أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على خفيه وعلى الخمار والعمامة ". اهـ
قلت: هذه الرواية منكرة، والمعروف من حديث ثوبان، المسح على العصائب والتسخين. والرواية التي أشار إليها الحافظ أخرجها أحمد (5/ 281) من طريق معاوية - يعني ابن صالح - عن عتبة أبي أمية الدمشقي، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان به مرفوعاً.
وعتبة أبو أمية الدمشقي قال فيه الحسيني في الإكمال: مجهول. الإكمال (1028). اهـ
ولم يرو عنه سوى معاوية بن صالح، في ما وقفت عليه.
وأبو سلام الأسود، اسمه ممطور، ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (8/ 431).
قال العجلي: تابعي ثقة. معرفة الثقات (2/ 297).
ووثقه الدارقطني. تهذيب التهذيب (10/ 262).
وجاء في جامع التحصيل: روى عن ثوبان، وقد قال يحيى بن معين وابن المديني: لم يسمع منه، وتوقف أبو حاتم في ذلك. جامع التحصيل (797).
وقال أحمد: ما أراه سمع منه. تهذيب التهذيب (10/ 262).
ورواه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (300) والطبراني في المعجم الكبير =
وجه الاستدلال:
قوله: (العصائب) والمراد بها العمائم؛ لأن الرأس يعصب بها، والتساخين: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما، ولا واحد لهما من لفظهما
(1)
.
واعترض عليه:
قالوا: إن الحديث إنما يدل على المسح على التساخين في حال البرد خاصة؛ لأنه جواب السائل في تلك الحالة، فالدليل أخص من الدعوى.
وأجيب:
قال القاسمي في رسالته: " تقرر في الأصول أن اللفظ العام على سبب خاص يحمل على عمومه، ولا يخص بالسبب الذي ورد فيه، قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي: والدليل عليه هو: أن الحجة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون السبب، فوجب أن يعتبر عمومه، وحاصل القاعدة في هذا: أن اللفظ الذي يستقل بنفسه يعتبر حكمه، فإن كان خاصاً حمل على خصوصه، وإن كان عاماً حمل على عمومه، ولا يخص بالسبب الذي ورد فيه، وما يقال في العام يقال في المطلق لاشتراكهما في الأحكام كما تقرر في الأصول، وتقرر
= (2/ 86) ح 149 من طريق معاوية بن صالح به.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 424) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 255): رواه أحمد والبزار، وفيه عتبة بن أبي أمية، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يروي المقاطيع.
(1)
انظر كلام ابن الأثير في جامع الأصول (7/ 171)، والنهاية في غريب الحديث (3/ 244)، (2/ 352).